И вновь восходит солнце

Тарват Абаза d. 1423 AH
105

И вновь восходит солнце

ثم تشرق الشمس

Жанры

ووقف يسري محاولا أن يتجاهل ما كان واضحا في الاقتحام والصوت من معان مخيفة: أهلا وسهلا، أهلا بالعريس.

وقال صبحي دون أن يهدأ غضبه أو تخف سخريته: أهلا بك، من العريس، أنا؟

وقصد يسري إلى الباب فأقفلته، والتفت إلى صبحي قائلا: ماذا بك يا صبحي؟ اجلس. - لن أجلس، أريد مقابلة عضو مجلس الإدارة المنتدب. - لماذا؟ خير؟ - خير طبعا، وأي خير، أخبره عن أخته وعن الحاجة توحة والعملية الفاشلة التي أراد لها الله أن تفشل حتى أفتح عيني ولا أصبح ما أردت لي أن أكون.

وأدرك يسري كل شيء، ولكنه سرعان ما تمالك أمر نفسه وقال: اجلس، اجلس أولا.

قال صبحي: ولماذا أجلس؟ أنا نسيب البك عضو مجلس الإدارة، أريد أن أقابله، أنا أقرب منك وهو أقرب إلي منك، أنا نسيب البك، لا بد أن أقابله.

وقال يسري في جرأة: اجلس يا أخي، ماذا تريد أن تقول له؟ - ماذا أريد أن أقول له، ألا تعرف؟ - وماذا تنتظر أن يفعل لك؟ أتظنه سيحتضنك ويشكرك ويقدم إليك الوظيفة التي تريدها؟!

وحين سمع صبحي لفظة الوظيفة جلس وصمت، وقال يسري: اهدأ هكذا ولنتفاهم، إن أمورا مثل هذه التفاهم فيها مهم ومفيد. - مفيد، مفيد؟! - نعم مفيد. - أهكذا، أرني يا سيدي كيف يكون التفاهم مفيدا، فمنك نستفيد. - نعم مني تستفيد، وما المانع؟ - تفضل قل. - المشكلة أنك وجدت عروسك ليست فتاة، أليس كذلك؟ - ها أنت ذا تعرف! - كيف يمكن أن تصبح فتاة؟ - حاولت الحاجة توحة فلم تفلح. - قد يفلح غيرها. - لا أفهم شيئا. - ألا تفهم؟ - أفصح. - ألا تستطيع أنت؟ - أنا، أنا. - نعم، من سيعلم بالحقيقة، هذه مسألة بينك وبين زوجتك لا يعرف بها غيركما. وأنت لم تتزوجها حبا فيها وإنما حبا في الوظيفة، والوظيفة مضمونة ما دام بينكما الزواج. - وأسكت؟! - فإذا أضفنا إلى الوظيفة مبلغا صغيرا من المال يكون رأس مال لكما ولأبنائكما، ألا يعوضك هذا عن زوجة فتاة؟

وسكت صبحي وأطرق، وانهلت من عينيه دمعتان، وكأنما تسربت فيهما سخريته التي صحبها، فأخرج المنديل الأنيق الذي أهداه إليه يسري وأزال دمعتيه، وأزال معهما البقية الباقية من غضبه وقال: لا بد أن يكون التعويض كبيرا. - سيكون مجزيا. - خمسمائة جنيه. - فإن كان مائتين. - اجعله ثلاثة. - مائتان، ولا ترد المائة جنيه التي اقترضتها مني.

وأطرق صبحي وصمت، وأخرج يسري دفتر الشيكات وكتب شيكا جعله لحامله وأعطاه صبحي الذي وضعه في جيبه وهو يقول: ومتى أتسلم الوظيفة؟ - ألا ترى أن تنتظر بضعة أسابيع حتى لا تحرج الدكتور حامد؟ - على ألا تصل إلى شهور. - توكل على الله، فترة أسبوعين أو ثلاثة وأكتب قرارا بتعيينك وأجعله يوقعه. - وهو كذلك.

وخرج صبحي غير غاضب ولا ثائر ولا حائر أيضا، فقد علمته أيام الشظف التي عاشها مع أبيه وأمه ألا يغالي في غضبه، كما علمته أن الطريق وعر على رواده، كما علمته النقود أن يكون هادئا ما وسعه الجهد.

Неизвестная страница