Те, кто добры
أولئك الأخيار
Издатель
دار القاسم
Жанры
والصلاح لا ينامون. وكيف ينام من يترقب حلول المساء ويفرح بانقطاعه في العبادة؟ كما قال الفضيل بن عياض: إذا غربت الشمس فرحت بالظلام لخلوي بربي، وإذا طلعت، حزنت لدخول الناس عليَّ (١).
وروي عن ابن أبي ذئب أنه كان يصلي الليل أجمع، ويجتهد في العبادة ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدًا، ما كان فيه مزيد من الاجتهاد .. (٢).
أخي الحبيب .. أين نحن من هؤلاء ...؟ !
يروى أن ضيغم قد تعبد قائمًا حتى أقعد، ومقعدًا حتى استلقى، ومستلقيًا حتى مات وهو ساجد، وكان يقول في دعائه: «اللهم إني أحب لقاءك لقائي» (٣).
والعجب أن الكثير منا وهبهم الله من الصحة والقوة والنشاط ما لا يوجد في غيرهم ولكن تتفاوت الأعمال، فالبعض لا يصلي حتى ثلاث ركعات كل ليلة، وهو لو قام الليالي المتتابعة لما ضعف ولا هزل .. بل إن بعض الشباب يفتخر أنه يمشي رياضة كل يوم ثلاثة أو أربعة كيلو مترات ... وتراه يغفل عن صلاة ركعتين كل ليلة ...
_________
(١) الإحياء ١/ ٤٢٣.
(٢) السير ٧/ ١٤١.
(٣) الزهر الفائح ١٨.
1 / 32