أغلظ رجل لأبي بكر، فقال أبو برزة الأسلمي: ألا أضرب عنقه؟ قال فانتهره أبو بكر، وقال: ما هي لأحد بعد رسول الله ﷺ (^١).
(^١) مسائل الإمام أحمد برواية ابنه عبد الله (٣/ ١٢٩٢ - مسألة رقم ١٧٩٥).
رجال إسناده ثقات، والأثر صحيح.
وأخرجه أبو داود في السنن (كتاب الحدود، باب: الحكم فيمن سبَّ رسول الله ﷺ، ٥/ ٦٧ رقم ٤٣٦٣) من طريق حميد بن هلال عن عبد الله بن مُطرِّف عن أبي برزة به، والنسائي في السنن (كتاب تحريم الدم، باب: الحكم فيمن سب النبي ﷺ، ٧/ ١٠٨ رقم ٤٠٧١)، من طريق شعبة عن توبة العنبري عن عبد الله بن قدامة ابن عَنَزَة عن أبي برزة به.
التعليق: التعرض لجناب الأنبياء صلوات الله عليهم أمر محرم في جميع الشرائع السماوية، والنيل من عِرض واحد من الأنبياء كالنيل من الجميع، كما أن التكذيب بأحدهم كالتكذيب بالجميع. قال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الشعراء: ١٠٥]. ويشتد الأمر خطورة إذا تعرض أحد لجناب أفضل الأنبياء، وأشرف الخلق على الإطلاق، ألا وهو نبينا محمد ﷺ. فمن سب النبي ﷺ أو استهزأ به فقد ارتد وخرج من ملة الإسلام. قال تعالى: ﴿قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ [التوبة: ٦٥ - ٦٦].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تلخيص كتاب الاستغاثة المعروف بالرد على البكري (٦٨٣/ ٢): "وقد أجمع العلماء، كما حكاه من يُرجع إليه، على أن كل =