Великий суд
القيامة الكبرى
Издатель
دار النفائس للنشر والتوزيع
Номер издания
السادسة
Год публикации
١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م
Место издания
الأردن
Жанры
فكفروا بالجنة، وقالوا: لا طعام فيها ولا شراب " (١) .
وإنما كان اليهود والنصارى من الأخسرين أعمالًا، لأن كثيرًا منهم يظنون أنفسهم على الحق، ويجتهدون في العبادة، وحقيقة الأمر أنهم خاسرون، لأنهم يكفرون برسول الله الخاتم، وكتابه المنزل، مع كفرهم بكثير مما أنزل إليهم من ربهم، وإيمانهم بالمحرف من دينهم.
فهذه الأعمال التي يظن الكفرة أنها نافعتهم في يوم الدين لا وزن لها ولا قيمة لها في ذلك اليوم لأنها قامت على غير أساس (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران: ٨٥] . والأساس هو الإسلام، فما لم يكن المرء مسلمًا موحدًا فعمله مردود، وسعيه موزور غير مشكور، روى مسلم في صحيحه عن عائشة قالت: يا رسول الله، ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذاك نافعه؟ قال: لا ينفعه، إنه لم يقل يومًا: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " (٢) .
المطلب الثالث
تخاصم أهل النار
عندما يعلن الكفرة أعداء الله ما أعد لهم من العذاب، وما هم فيه من أهوال يمقتون أنفسهم كما يمقتون أحبابهم وخلانهم في الحياة الدنيا، بل تنقلب كل محبة لم تقم على أساس من الإيمان إلى عداء، قال تعالى: (الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ
_________
(١) صحيح البخاري، كتاب التفسير، سورة رقم: (١٨) فتح الباري: (٨/٤٢٥) .
(٢) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب أهون أهل الدنيا عذابًا، (١/١٩٦) ورقم الحديث: ٢١٤.
1 / 128