Протоколы сионских мудрецов
الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون
Издатель
دار الكتاب العربي
Место издания
بيروت - لبنان
Жанры
أراد من كشف هذه الحيل تحذير الناس من الوقوع فيها، وتبصيرهم بها حتى لا تكون أموالهم وأرواحهم نهبًا يسيرًا للمحتالين، وكذلك اتهموا بتعليم التجار الغش واغرائهم به حين كتب يكشف وسائل غش السلع، ولم يكن الرجل في هذه التهم الا مظلومًا في نيته ونتيجة عمله معًا، فإن عدد الاشرار من اللصوص وغششة التجار لم يزد واحدًا بعد انتشار كتب الجاحظ في حيل اللصوص وغش التجارة، بل نقص عدد المخدوعين كثيرًا.
وهل كان للجاحظ وغيره من ذوي الاقلام ولا سيما من ينهجون نهجه في النية والتأليف الا كمن يرفع مصباحًا في طريق كثيرة العقبات والمنعطفات والمعاثر والمزالق كي يكشفها للسارين فيحذروها، وفيهم البررة والفجرة؟.
من هؤلاء السارين من خرج مستضيئًا بالمصباح إلى حيث يصلي لله، أو يزور صديقًا، أو يعود مريضًا، أو يصل رحمًا، أو يقضي لنفسه أو لغيره حاجة في حق، أو نحو ذلك من أعمال البر، ومن السارين لاشك من يخرج مستضيئًا بالمصباح طمعًا في السطو أو الغيلة أو الريبة أو نحوها من أعمال الفجور، ولكن أيقترح عاقل ترك الطرق مظلمة لتعجيز أولئك كالفجرة ليلًا عما يجرمون؟ وماذا يمنع من المضي مع هذا الاقتراح السخيف إلى مداه فنعترض على شروق القمر ثم شروق الشمس بحجة أن الظلام من عوائق الجريمة والنور من ميسراتها والمغريات بها أحيانًا؟ ثم أليس النور عونًا للشرطة حماة المن على مطاردة المجرمين؟.
لئن كان أحد أولى بالمؤاخذة على ما سطر فهو مكيافلي صاحب كتاب "الأمير" The prince الذي فصل بين السياسة والاخلاق، وسوغ فيه مبادئ الحكم المنافية للآداب الانسانية، ومن أفظعها مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" حتى استحقت كل سياسة غاشمة خادعة دنيئة أن تنسب اليه فيقال انها
"سياسة مكيافلية".
1 / 86