Протоколы сионских мудрецов

Мухаммад Халифа ат-Тунси d. 1408 AH
81

Протоколы сионских мудрецов

الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون

Издатель

دار الكتاب العربي

Место издания

بيروت - لبنان

Жанры

عصور الهمجية وأن صور أساليب الديمقراطية تختلف اختلافًا كبيرًا في بواعثها ووسائلها وغاياتها ودعاواها الصحيحة والزائفة ثم في مظاهرها أيضًا، باختلاف بيئات الأمم واحوالها وخلائقها، وإما أسلوب الطغيان فإن حكوماته كالتوائم ومظاهره حيث كان "قريب حين تنظر من قريب" كما قال حكيمنا المعري، وقلما تختلف أي صورتين للغطيان مع تباعد الأزمنة والأمكنة. كما أن مرجعه في النفوس وحد هو اضمحلال الجماعة لتخلف وعيها السياسي، أو اضطراب معايشها، أو تفكك أواصرها، أو تخادل هممها، أو فتور نخوتها، وحيث يكون القصور عن غفلة أو ضعف تقوم وصاية الطغيان بخداعه وغشمه، وأما حيث لا غفلة فلا خداع، وحيث لا ضعف فلا غشم، ولا حاجة بعد ذلك إلى وصاية طاغية ولا قيام لطغيان، انما هي ثقة بين الكبار والصغار تحفز الجميع إلى التعاون بالقسط على جلب المنافع ودفع المضار مشتركين، وكل شريك وحظه من القوة والامانة. ثم من الفرصة المتاحة عن تراض أو نحوه بين الكبار والصغار، مع بقاء الكبير على كبره دون تيه ولا تطاول، وبقاء الصغير على صغره دون خزي منه ولا ذلة. ومن هذا العرض يظهر لنا السخف والتهافت في المواخذة التي يعقب هبا النقاد المتعجلون على نقل البروتوكولات بين اللغات، ونشرها بين الأمم ليحذروها الخطر اليهودي، مع ان هذا النشر والتحذير واجب حتم على كل من استطاعه بقوته وأمانته وفرصته. وهذا النوع من المؤاخذات السخيفة المتهافتة التي ينزلق إليها الفكر الضيق الطائش بلاء قديم أيضًا في تاريخ البشر، فعندما نشر أديبنا الجاحظ قبل أحد عشر قرنًا كتابه "حيل اللصوص"آخذه بعض معاصريه وتابعيهم بين اعدائه واعداء مذهبه الاعتزالي بأنه يروج هذه الحيل فيعلم السرقة ويغري بها، كأنهم لم يفطنوا إلى حقيقة لا خفاء فيها على نظر بريء من الغرض، هي أن الجاحظ

1 / 85