آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

Мишари Саид Аль-Мутаири d. Unknown
82

آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

Издатель

مكتبة الإمام الذهبي للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

Место издания

الكويت

Жанры

وهو بقوله هذا يردد ما قاله قبله أستاذه وشيخه محمد عبده إذا يقول «إن إباحة تعدد الزوجات في الإسلام أمرٌ مضيق فيه أشد التضييق كأنه ضرورة من الضرورات التي تباح لمحتاجها بشرط الثقة بإقامة العدل والأمن من الجور». (١) فمحمد رشيد رضا وأستاذه محمد عبده يحريان أنه لا يجوز الزواج بثانية ما دامت الزوجة الأولى في عصمته، وليس بها بأس أو عله فجاؤا بقول لم يقل به أحد من قبلهم. (٢) وفي الحقيقة أن هذا القول بعيد كل البعد عن الصواب بل وعن الواقع، وهو أيضًا قولٌ مردود إذ لا دليل عليه لا من كتاب الله ولا من سنة نبيه ﷺ، ومازال المسلمون منذ عهد النبي ﷺ إلى عهدنا هذا يتزوجون من غير ضرورةٍ ولا حاجة من غير نكير من أحد، فمن أين أتى الإمام محمد عبده والشيخ محمد رشيد رضا بهذا القيد وهو أن التعدد لا يباح إلا عند الضرورة؟ والذي عليه إجماع أهل العلم أنه يجوز للرجل أن يتزوج أكثر من زوجة، ولم يُذكر عن أحدٍ منهم أنه قيده بالضرورة والحاجة (٣)، بل هو من الأمور المباحة التي أباحها الله لعباده حيث قال تعالى ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ﴾ (٤) قال بن كثير: «أي انكحوا ما شئتم من النساء

(١) المصدر السابق (٤/ ٣٤٩). (٢) المصدر السابق. (٣) «فتح القدير» للشوكاني (١/ ٣٨٥). (٤) النساء ٣.

1 / 87