280

الدلالات العقدية للآيات الكونية

الدلالات العقدية للآيات الكونية

Издатель

دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض

Место издания

اللملكة العربية السعودية

Жанры

الحادي عشر: أصول المناظرة:
من أصول المناظرة عند أهل السنة المخاطبة بالدليل والمقدمات التي لا يمكن أن يجحدها الخصم (^١)، وإلزام المدعي بطرد حجته إن كانت صحيحة (^٢)، فإبراهيم ﵇ لما ذكر الدليل الأول على وجود الله وإلهيته، وأن الله هو الذي يحي ويميت، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ﴾ (^٣)، وهذا الدليل" الذي استدل به إبراهيم قد تمَّ وثبت موجبه، فلما ادعى الكافر أنه يفعل كما يفعل الله فيكون إلها مع الله، طالبه إبراهيم بموجب دعواه مطالبة تتضمن بطلانها" (^٤): ﴿قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ (^٥).
"فقال: إن كنت أنت ربا كما تزعم، فتحيي وتميت كما يحيي ربي ويميت، فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فتنصاع لقدرته وتسخيره ومشيئته، فإن كنت أنت ربا فات بها من المغرب" (^٦)، فعند ذلك بهت الذي كفر، والله لا يهدي القوم الظالمين.

(^١) معارج الوصول لشيخ الإسلام ابن تيمية ضمن مجموع الفتاوى: ١٩/ ١٦٤.
(^٢) الصواعق المرسلة: ٢/ ٤٩١.
(^٣) البقرة: ٢٥٨.
(^٤) مفتاح دار السعادة: ٢/ ٢٨٤، وانظر: الصواعق المرسلة: ٢/ ٤٩٠.
(^٥) البقرة: ٢٥٨.
(^٦) المرجع السابق: ٢/ ٢٨٤.

1 / 298