وبناء على هذا أوّل ابن حجر - غفر الله له - نصوص الصفات كالعلو (^١)، واليمين (^٢)، والأصابع (^٣)، والنور (^٤)، والصورة (^٥)، والكلام (^٦)، والنزول (^٧)، والقرب (^٨)، والمحبة (^٩)، والرحمة (^١٠)، والغضب (^١١)، ونفى دلالاتها اللائقة بالله تعالى.
ولا شك في بطلان ما قرره ابن حجر من المعارضة بين العقل والنقل وتقديم العقل والحكم بموجبه عليه، لِمَا يلزم على ذلك من فتح باب الزندقة والإلحاد في آيات الله وأسمائه على مصراعيه، بدعوى مخالفتها لصرائح العقول.
ولهذا فمن طرد هذا الأصل الباطل أدّاه إلى الكفر والنفاق والإلحاد، ومن لم يطرده تناقض وفارق العقل والنقل وظهر ما في قوله من التفريق بين المتماثلات القاضي ببطلانه وفساده (^١٢).
وهو ما وقع فيه ابن حجر - غفر الله له - حيث أنكر على المعتزلة طردهم هذا الأصل، ومعارضتهم النقل بالعقل وحكمهم بموجبه بزعمهم في جملة من المسائل كذبح الموت (^١٣)، وفتنة القبر، وعذابه ونعيمه، والصراط، والميزان، والحوض، والرؤية (^١٤).
وبسط الكلام في بيان بطلان هذا الأصل، والرد عليه مذكور في مواضعه من كتب أهل العلم (^١٥).