281

Главы и Названия Сахих аль-Бухари

الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

Редактор

د. ولي الدين بن تقي الدين الندوي

Издатель

دار البشائر الإسلامية للطباعة

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Место издания

بيروت - لبنان

Жанры

وعلى القول الأول بماذا كان يتعبد؟ قيل: بما يُلقى إليه من أنوار المعرفة، وقيل: بما يحصل له من الرؤيا، وقيل: بالتفكر، وقيل: باجتناب رؤية ما كان يقع من قومه.
(حتى بلغ مني الجهد): برفع الدال على الفاعلية، أي: بلغ الجهد مبلغه، وبالنصب على المفعولية، أي: بلغ الغطُّ مني جهدَه، أي: غايته، أو بلغ جبرئيل جهدَه وقوتَه.
وأشكل بأن البشر لا يطيق غاية جهد الملك، ويزيد هذا الإشكال في قصة صك موسى ﵇ وَجْهَ عزرائيل ﵇ حتى فُقئت عينه، وقد ذكر على هذا الحديث الكلام في "اللامع" (^١) وهامشه في "كتاب الجنائز" مفصَّلًا حتى أنكر بعض الجهلة هذا الحديث، فارجع إليه لو شئت التفصيل.
والجواب عن أصل الإشكال: بأن من تزيَّا بزيِّ غيره فإنه تنتقل إليه جميع ميزات ذلك الشيء، لذا ترى أن الجن عندما يكونون في زي الثعابين والعقارب فإنهم يموتون بضربة أو ضربتين فقط، كما تشهد عليه الوقائع الكثيرة، مع أنها لو كانت في زيها الأصلي لما استطاع أحدٌ الوقوفَ لها البتة، فكذلك لما كان جبرئيل ﵊ في زيِّ رجلٍ فجهدُه لا يتعدى جهدَ الرجال المعتاد، وتحمُّلُ النبي ﷺ كان أكثرَ من ذلك، فلا إشكال مطلقًا، ولذا لا يشكل فقء عين عزرائيل ﵇ بصك موسى ﵊، لكن قال القاري (^٢): لا يلزم من تشكُّلِ الملَك بصورة الآدمي وتبدُّلِه عن أصل هيئته الملَكية سلبُ القوة عنه ونفي الغلبة منه، فإن الأمر المعنوي لا يتغير بتغير الهيكل الصوري، انتهى.
وقال الحافظ (^٣): ما المانع أن يكون قَوّاه الله على ذلك ويكون

(^١) "لامع الدراري" (١٤/ ٣٦٧ - ٣٧٠).
(^٢) "مرقاة المفاتيح" (١٠/ ١٠٥).
(^٣) "فتح الباري" (١٢/ ٣٥٧).

2 / 291