Сира пророка: методология и обзор событий

Абдур-Рахман Али аль-Хаджи d. 1442 AH
94

Сира пророка: методология и обзор событий

السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها

Издатель

دار ابن كثير

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٠ هـ

Место издания

دمشق

Жанры

بنفسه لاستعداداتها، حتى يكون أهلا لاستحقاقاتها. والرسول ﷺ يعرف أصحابه وعنهم، أكثر مما يعرفون هم عن أنفسهم «١» . وكان يدلّهم ﷺ على الطريق، وأن التقرب إلى الله لا بد من العمل له، احتمالا وإقبالا وبذلا، يقوم على صدق النية والإخلاص الأكيد الكامل لله رب العالمين. وخلوص المسلم، بكل ما لديه همة ومكنة ووجهة، له ﷾ متجردا وفرحا، بما يؤديه ويقدمه. وعند ذاك يعينه الله ويقويه ويستجيب له، وفي الحديث الشريف أن يدعو المسلم الله ربه وهو موقن بالإجابة «٢» . وعلى ذلك، ولأن هذا الرجاء من ربيعة مطلب أساس يتمناه، فهو لا يستبدله ولا يريد غيره، بل أكده لرسول الله ﷺ وأنه مستعد لتكاليفه التي تهون، ليتحقق له رجاؤه. فلم يكن حرصه على صحبة رسول الله ﷺ ذات حدود، محبة عظيمة لا مثيل لها، في صدقها وعمقها وقوتها. وكذلك يحبهم رسول الله ﷺ الذي كان يؤثرهم على نفسه ويقدم أمورهم ويرعاهم وفتقدهم ويتفقدهم ويحملهم، معينا على ذلك الارتقاء في سلّم الإيمان، ليصلوا باستعداداتهم الإيمانية التي بناها لهم بالإسلام وحده إلى قممه العالية ما استطاعوا. ولذلك بيّن ﷺ لربيعة، كيف يمكنه أن تستمر الصحبة من الدنيا إلى الآخرة، وهو أمر كان يشغلهم بعد ما عرفوه وقدروه وذاقوا طعمه في الدنيا، فحرصوا عليه وغدا لهم شغلهم الشاغل «٣»، فقال له ﷺ: «فأعني على نفسك بكثرة السجود» . إذا حتى يدعو الله له ويستجيب لسؤاله، عليه أن يعين هو نفسه رسول الله ﷺ على تحقيق هذا المطلب بكثرة السجود لله رب العالمين. والرسول ﷺ رغم كثرة عبادة الصحابة- كان ﷺ أكثرهم عبادة

(١) التفسير، (٢/ ٦٩٨) . (٢) بمعناه، ولعله أثر. (٣) انظر: التفسير (٢/ ٧٠٠) .

1 / 101