176

Достоверная пророческая биография: Попытка применения правил хадисоведов в критике повествований о пророческой биографии

السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية

Издатель

مكتبة العلوم والحكم

Издание

السادسة

Год публикации

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

Место издания

المدينة المنورة

Жанры

عروة رائد مدرسة المغازي، وهو إنما يروي عن الصحابة في الغالب. وخلاصة رواية عروة أن حصار الشعب وقع بعد فشل قريش في استعادة المسلمين المهاجرين إلى الحبشة، حيث أهاجها الأمر واشتد البلاء على المسلمين، وعزمت قريش أن تقتل رسول الله ﷺ، فأجمع بنو عبد المطلب أمرهم على أن يدخلوا رسول الله ﷺ شعبهم ويحموه فيه، فدخلوا الشعب جميعًا مسلمهم وكافرهم، وأجمع المشركون أمرهم على أن لا يجالسوهم ولا يخالطوهم ولا يبايعوهم ولا يدخلوا بيوتهم حتى يسلموا رسول الله للقتل، وكتبوا في ذلك صحيفة فلبث بنو هاشم في شعبهم ثلاث سنين، واشتد عليهم البلاء والجهد والجوع، فلما كان رأس ثلاث سنين تلاوم رجال من قريش على ما حدث وأجمعوا على نقض الصحيفة، وقد أعلمهم الرسول بأنه لم يبق فيها سوى كلمات الشرك والظلم (١). وهكذا انتهت المقاطعة.
أما رواية موسى بن عقبة فتذهب إلى أن المشركين أخرجوا بني هاشم من مكة إلى الشعب، فأمر رسول الله المسلمين أن يخرجوا إلى أرض الحبشة، فيكون حصار الشعب والهجرة إلى الحبشة قد وقعا في وقت متقارب.
وقد ذكر الزهري أن عمر الرسول ﷺ كان - حين الخروج من الشعب - تسعا وأربعين سنة، وكان خروجهم في السنة العاشرة، وأنهم مكثوا في الشعب سنتين (٢)، ويقال: إن رجوع من كان مهاجرًا بالحبشة إلى مكة كان بعد الخروج

(١) ذكر ابن هشام أنهم وجدوا الأرضة قد أكلت جميع ما في الصحيفة إلا اسم الله تعالى، وقال ابن إسحاق وموسى بن عقبة وعروة عكس ذلك أن الأرضة لم تدع اسمًا لله تعالى إلا أكلته، وبقي ما فيها من الظلم والقطيعة (فتح الباري ٧/ ١٩٢).
وانظر مغازي موسى بن عقبة (جمع محمد باقشيش) ١/ ١٢٦ - ١٢٧ وسيرة ابن هشام ١/ ٣٧٧.
(٢) وقيل كان ابتداء حصرهم في المجرم سنة سبع من المبعث قال ابن إسحاق: فأقاموا على ذلك سنتين أو ثلاثًا، وجزم موسى بن عقبة بأنها كانت ثلاث سنين (فتح الباري ٧/ ١٩٢).

1 / 182