الفقه من هذه الجملة: أن للكبير حقا يتوسل به؛ لذلك توسلوا بكبر يعقوب، وقد ورد في صلاة الاستسقاء أنه ينبغي أن يخرج بالشيوخ وأنه لا يؤخذ أحد بجرم غيره إلا ما ورد في العقل فإنه مخصوص بحديث الغرة وحديث القسامة.
قوله تعالى:
{ياأبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا}.
القراءة الظاهرة: سرق.
قال الحاكم: وفي ذلك دلالة على أنه يجوز الإخبار بظاهرة الحال، والمراد من غير اعتقاد القطع.
وقوله تعالى:
{إلا بما علمنا }
يعني من كون الصاع وجد في رحاله لا على نفس السرق.
وقرئ قي الآحاد أن ابنك سرق وما شهدنا إلا ما علمنا من التسريق.
قوله تعالى:
{قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم}.
قيل: معنى سولت أي : سهلت.عن أبي علي.
وقيل: زينت، عن قتادة,والأصم، وفي هذا سؤال وهو أن يقال: لم قال لهم يعقوب ذلك ولم يحصل منهم قبيح في مسيرهم ببنيامين؟
جواب ذلك من وجوه:
الأول: أنه قال ذلك مقالة متهم غير قاطع، وكان سبب التهمة ما سبق منهم مع يوسف.
وقيل: أراد بالتسويل في أثناء الأمر، وأنهم طلبوا مسيره لزيادة كيل بعير، فيحصل من هذا أن من تكلم على متهم عذر، وقد اختلف في قاذف المتهم هل يحد أم لا؟ فالظاهر من هذا المذهب- وهو محكي عن الشافعي وأبي حنيفة - أنه لا يحد.
وذكر أبو جعفر في (شرح الإبانة): أن العفة غير شرط عند كافة العلماء.
قوله تعالى:
{وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم}.
المعنى: يا أسفي فأبدل ياء الإضافة بالألف، والأسف هو: أشد الحزن والحسرة، وابيضاض العين: ذهاب سوادها؛ لأن العبرة تمحو سواد العين.
قيل: أصابه العمى.
وقيل: كان يدرك إدراكا ضعيفا، وفي هذه الجملة بحثان:
Страница 85