{وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى} هذا أمر بالتسبيح، وفيه إجمال.
وقد اختلف المفسرون فقيل: أراد بالتسبيح الصلاة، وقيل: بل يسبح غير الصلاة.
ثم اختلف في ذكر هذه الأوقات، فقيل: أراد بها الاستمرار، وأنه لا يكون للتسبيح حد ينقطع فيه.
وقيل: بل عنى بها أوقاتا معينة، فقوله:{قبل طلوع الشمس} يريد به الفجر
{وقبل غروبها} قيل: العصر، وقيل: الظهر والعصر
{ومن آناء الليل} قيل: أراد به المغرب والعشاء
{وأطراف النهار} قيل: أراد به صلاة التطوع، وقيل: أراد به الظهر، وبقوله: {وقبل غروبها} أراد به العصر، وقيل: غير ذلك. ودلالة الآية مجملة.
وقوله تعالى: {لعلك ترضى} جعل التسبيح لأجل الرضاء.
قال الحاكم: دلت أن العبادات تفعل لمكان الثواب،وقد ذكر أهل الفقه خلافا إذا صلى وأراد بصلاته دخول الجنة أو السلامة من النار.
وقال المنصور بالله: وصحح تصح هذه النية.
وعن بعض المعتزلة: لا تصح؛ لأنه أراد بها وجها لم تجب لأجله.
قوله تعالى:
{ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى، وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا}.
النزول: قيل: نزل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضيف ولم يكن عنده شيء، فأرسل مولاه أبا رافع إلى يهودي ليستقرضه وقال له قل: يقول لك رسول الله أقرضني إلى رجب، فقال: لا والله لا أقرضه إلا برهن، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إني لأمين في السماء، وإني لأمين في الأرض، احمل إليه درعي)) فنزلت.
ثمرة الآية:
Страница 212