Тайсир Тафсир

Кутб Атфайиш d. 1332 AH
219

Тайсир Тафсир

تيسير التفسير

Жанры

، أى لأنه لا يدرك بالتفكير فيه، بل فى أفعاله ومخلوقاته ولأن التكفير فيه يؤدى إلى التشبيه، وبعد ذلك ذكر الدعاء، لأن الدعاء يستجاب بعد تقديم الوسيلة، وهى إقامة وظائف العبودية من الذكر والفكر، قال صلى الله عليه وسلم

" لا عبادة كالتفكير "

، وذلك لأنه المخصوص بالقلب والمقصود من الخلق، وعن ابن عباس، تفكر ساعة خير من قيام ليلة، وكذا عن أبى الدرداء، وأخرج الديلمى عن أنس مرفوعا، وعن أبى هريرة عنه صلى الله عليه وسلم:

" تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة "

، قالت أم الدرداء: أفضل عبادة أبى الدرداء التفكير، وروى الديلمى عن أنس مرفوعا: تفكر ساعة في اختلاف الليل والنهار خير من عبادة ثمانين سنة { ربنا ما خلقت هذا باطلا } إلخ، مفعول لحال محذوف، أى قائلين ربنا ما خلقت هذا الخلق، أى المخلوق او التفكر فيه، والمعنى واحد، وهو السماوات والأرض وأنت باطل ذو عبث، أو ما خلقت هذا خلقا باطلا عن الحكمة بل خلقته لحكمة النفع لخلقك والاستدلال بها، وحكمة الإشارة أن يستحضر المخلوق المذكور، فإن الكلام على المستحضر آكد منه على الغائب، كقوله تعالى: خلقا باطلا والباطل ما لا فائدة فيه، أو فيه فائدة لا يعتد بها أو ما لا يقصد به فائدة { سبحانك } عن البطالة { فقنا عذاب النار } المستوجب له الإعراض عن آيات السماء والأرض كما دلت له الفاء، قال صلى الله عليه وسلم:

" بينما رجل مستلق على فراشه إذ رفع رأسه فنظر إلى السماء والنجوم، فقال أشهد أنك رب وخالق، اللهم اغفر لى، فنظر الله إليه فغفر له "

، وهذا دليل واضح على شرف علم الكلام، والفاء للمعطف على سبحانك باعتبار سبحانك تسبيحا، عطف إنشاء على إخبار متضمن للإنشاء أو على محذوف أى نطيعك فقنا، أو وفقنا فقنا، أو رابطة لجواب شرط محذوف، أى إذا نزهناك أو وحدناك فقنا.

>

[3.192]

{ ربنآ إنك من تدخل النار فقد أخزيته } لا يخفى أن داخل النار مخزى فلا فائدة فيه بسحب الظاهر، فالمراد أنخ يلحقه الذل زيادة على العذاب، أو أخزيته غاية الإخزاء، والإخزاء،وهو الإهانة والتخجيل،عذاب روحى اجتمع مع عذاب الجسم بالنار، والعذاب الروحى أشد من الجسمى، كما دلت له الآية، إذ تعرضت له دون الجسمى، أو الخزى بمعنى النكال، وليس كل من يدخلها يعذب فالملائكة لا يعذبون فيها، وأظهر النار ولم يضمر لها للتهويل { وما للظالمين من أنصار } ما لمطلقى الظالمين أو لهؤلاء المدخلين النار المخزين من أنصار، وعبر بالظالمين لا بقوله ما لهم مراعاة لمعنى من، أو ماله مراعاة للفظها، ليفيد أن ظلمهم سبب انتفاء النجاة، ولولا ظلمهم لنصرهم الله على العذاب، فلا ينالهم ولشفع لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونصرهم على العذاب، فلا يخرج منها الفاسق كما لا يخرج منها المشرك لإطلاق الآية أنه لا ناصر لهم بأن لا يدخلوها، ولا بأن يخرجوا منها، والشفاعة نوع من النصر، فإنه إما بالقهر وإما باللين، وهو الشفاعة، وهذا إلى قوله من بعض للرجال والنساء، وقوله: فالذين هاجروا للرجال لقوله: وقاتلوا وقتلوا، إلا أن يراد التوزيع فيكون أيضا الذين هاجروا فى سبيلى للرجال والنساء وقوله: وقاتلوا وقتلوا للرجال، فالآية حكم على المجموع.

Неизвестная страница