Тайсир Тафсир

Кутб Атфайиш d. 1332 AH
218

Тайсир Тафсир

تيسير التفسير

Жанры

، ورآه صلى الله عليه وسلم ابن عباس إذ بات عند خالته ميمونة، قام فى نصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، فمسح النوم عن وجهه بيديه، ثم قرأ العشر الأواخر من آل عمران، وكذلك كان يقوم من الليل، ويتسوك، وينظر إلى السماء، ويقرأ، إن فى خلق السماوات الآية { والأرض } وما فيها من مياه وأشجار وجبال { واختلاف اليل والنهار } المجىء، والذهاب، والنور، والظلمة، والنقصان، والزيادة فى غير يومى الاعتدال والحر والبرد يبرد الليل ويحر النهار احيانا والسماوات والأرض ساكنات، والكواكب والشمس والقمر متحركات فى أفلاك غير السماوات، أو فى غير أفلاك قال ابن العربى: كل سماء وأرض أكبر مما تحته وقبة عليه { لأيآت } دلائل على وجود الله وقدرته ومخالفته للخلق بصفاته وأقواله وأفعاله وذاته، قال ابن عباس: سأل أهل مكة رسول الله صلى الله عليه وسلم آية فنزلت هذه الآية، والآيات والألباب من جموع القلة استعملا فى الكثرة، إلا أن أل للحقيقة، وحكمة آيات بصورة القلة الإشارة إلى أن ما خفى من الآيات كثير { لأولى الألبآب } العقول الخالصة، وذكر الله ثلاثة دلائل، سماويا بقوله السماوات، وأرضيا بقوله والأرض، ومركبا منهما واختلاف الخ، لأنه يتحقق الاختلاف بدوران الشمس على الأرض، ولا قادر على ذلك إلا هو فعلمنا أنه هو الإله والمخلوقات متضادة طبعا كالحر والبرد والرطوبة واليبوسة، ومع ذلك جعلت كالمتماثلات فى اتصال بعض ببعض الانتفاع، فعلمنا أنه حكيم عليم لا إله إلا هو، وأنه لا يعبث، فخلق السماوات والأرض لحكمة، كاستدلال الناس ومنافعهم، ينادى يوم القيامة أين أولو الألباب، فيقال: أيهم، فيقال الذين يذكرون الله الخ.

[3.191]

{ الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم } هما جمعا قائم وقاعد، أى قائمين وقاعدين، وكائنين أو ممتدين ومضطجعين على جنوبهم اليمنى، وهى أولى، أو اليسرى، ومثلها الظهور يستلقون عليها، ويجوز دخولها فى الجنوب، وعلى أن المراد بالجنوب الأطراف أو الجهات، وكأنه قال ساقطين على الأرض، والمذهب أن يمتد على يمينه، وعليه الشافعى، ودونه على يساره مستقبلا، قال أبو حنيفة: على قفاه بحيث لو قعد لاستقبل. وعلى أن المراد إكثار الذكر على أى حال، فكذر القيام والقعود الجنوب تمثيل لا تخصيص، فدخل أيضا السجود والركوع، فإنه المتعارف، وهو بين أنهما غير داخلين فى القيام والقعود، وقيل المراد بالذكر ذكر الله بالقلب أو مع اللسان، وصفاته وأفعاله، والظاهر تلاوة القرآن والأذكار، والمراد ما يشمل الصلاة وغيرها، فتجوز صلاة النفل فى قعود أو اضطجاع للقادر على القيام، وأما الفرض فلا إلا لغير القادر، وفى الفرض جاء قوله صلى الله عليه وسلم لعمران ابن حصين:

" صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنبك تومىء، إيماء "

، وفى النفل والقدرة جاء قوله صلى الله عليه وسلم:

" صلاة الرجل قاعدا نصف صلاته قائما، وصلاته مضطجعا نصف صلاته قاعدا، ومن لم يقدر لم ينقص أجره إذا صلى على الترتيب، فرضا أو نفلا، ولابد من الاستقبال بوجهه وجسده، وإن استلقى فبحيث يكون لو قعد لكان مستقبلا "

، وفى حديث ابن عمر،

" فإن لم تستطع فعلى قفاك "

، وعن ابن عباس يصلون بحسب الطاعة والذكر باللسان والقلب معا، أو بالقلب وحده، وأجمعوا أنه لا ثواب لذاكرغافل، قلت ذلك على حسب طاقته مثل أن يستحضر قلبه فى الذكر، ويفوته بعض آية أو غيرها ضرورة فله ثواب ذلك، ولو غفل عنه لنيته وعدم قدرته، وأرجو أكثر من ذلك أن يثاب على كل ما غفل عنه إذا نوى أن لا يغفل وجاهد نفسه فى الاستحضار، وأما أن يهمل فلا، وعد ابن جريح قراءة القرآن ذكرا، فتجوز فى الاضطجاع وكرهها الشافعى إذا غطى رأسه للنوم، وإنما خص الثلاثة فى الآية لأنها الغالب، وذكر عبادة البدن بقوله يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم، وعبادة القلب بقوله { ويتفكرون فى خلق السماوات والأرض } مصدر أى فى نفس الإيجاد أو بمعنى مفعول والإضافة على الأول للمفعول أى فى إنشائهما لما فيهما م العجائب وعلى الثانى بيانية، أى فى المخلوق، الذى هو السموات والأرض أو بمعنى فى أى وإنما يتفكرون فيما خلق فى السموات والأرض من أجزائهما وما حل فيهما، وإنما يتفكرون استلالا على وجود الله وقدرته وحكمته، قال صلى الله عليه وسلم:

" تفكروا فى الخلق ولا تتفكروا فى الخالق "

Неизвестная страница