Упрощенный комментарий на «Малый сборник хадисов»
التيسير بشرح الجامع الصغير
Издатель
مكتبة الإمام الشافعي
Номер издания
الثالثة
Год публикации
١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م
Место издания
الرياض
من مَاله كَذَلِك (وَمن يتأل على الله) يحكم عَلَيْهِ وَيحلف (بكذبه) بِأَن يفعل خلاف مَا حلف عَلَيْهِ مجازاة لَهُ على جراءته وفضوله (وَمن يغْفر يغْفر الله لَهُ) أَي وَمن يستر على مُسلم فضيحة اطلع عَلَيْهَا يستر الله ذنُوبه فَلَا يؤاخذه بهَا (وَمن يعف يعف الله عَنهُ) أَي وَمن يمح أثر جِنَايَة غَيره عَلَيْهِ يمح الله سيآته جَزَاء وفَاقا (وَمن يَكْظِم الغيظ) يردهُ ويكتمه مَعَ قدرته على انفاده (يأجره الله) ينيبه لِأَنَّهُ محسن يحب الْمُحْسِنِينَ وكظم الغيظ إِحْسَان (وَمن يصبر على الرزية) الْمُصِيبَة احتسابا (يعوّضه الله) عَنْهَا خيرا مِمَّا فَاتَهُ (وَمن يتبع السمعة يسمع الله بِهِ) روى بشين مُعْجمَة وَمَعْنَاهُ من عَبث بِالنَّاسِ واستهزأ بهم يعبث الله ويستهزئ بِهِ وبمهملة وَمَعْنَاهُ من يرائي بِعَمَلِهِ يَفْضَحهُ الله (وَمن يصبر) على مَا أَصَابَهُ من بلَاء (يضعف الله لَهُ) الثَّوَاب أَي يؤته أجره مرّتين (وَمن يعْص الله يعذبه الله) أَن لم يعف عَنهُ فَهُوَ تَحت الْمَشِيئَة (اللهمّ اغْفِر لي ولأمّتي) قَالَه ثَلَاثًا لِأَنَّهُ تَعَالَى يحب الملحين فِي الدُّعَاء (أسْتَغْفر الله لي وَلكم) وَهَذِه الْخطْبَة قد عدّها العسكري من الحكم والأمثال (الْبَيْهَقِيّ فِي) كتاب (الدَّلَائِل) دَلَائِل النبوّة (وَابْن عَسَاكِر) فِي التَّارِيخ (عَن عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ أَبُو نصر السجْزِي) بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة (فِي) كتاب (الْإِنَابَة) عَن أصُول الدّيانَة (عَن أبي الدَّرْدَاء) مَرْفُوعا (ش) وَكَذَا أَبُو نعيم (عَن ابْن مَسْعُود) عبد الله (مَوْقُوفا) وَإِسْنَاده حسن
(أما بعد فإنّ الدُّنْيَا) فِي الرَّغْبَة فِيهَا والميل إِلَيْهَا كالفاكهة الَّتِي هِيَ (خضرَة) فِي المنظر (حلوة) فِي المذاق وكل مِنْهُمَا يرغب فِيهِ مُنْفَردا فَكيف إِذا اجْتمعَا (وأنّ الله مستخلفكم فِيهَا) جاعلكم خلفاء فِي الدُّنْيَا (فناظر كَيفَ تَعْمَلُونَ) أَي كَيفَ تتصرّفون فِي مَال الله الَّذِي آتَاكُم هَل هُوَ على الْوَجْه الَّذِي يرضاه الْمُسْتَخْلف أَولا (فَاتَّقُوا الدُّنْيَا) أَي أحذروا فتنتها (وَاتَّقوا النِّسَاء) أَي الافتتان بهنّ (فإنّ أوّل فتْنَة بني إِسْرَائِيل كَانَت فِي النِّسَاء) يُرِيد قتل النَّفس الَّتِي أَمر فِيهَا بَنو إِسْرَائِيل بِذبح الْبَقَرَة فَإِنَّهُ قتل ابْن أَخِيه أَو عَمه ليتزوّج زَوجته أَو ابْنَته (أَلا) بِالتَّخْفِيفِ (أنّ بني آدم خلقُوا على طَبَقَات شَتَّى) أَي متفرّقة (مِنْهُم من يُولد مُؤمنا ويحيا مُؤمنا وَيَمُوت مُؤمنا) وَهَذَا الْفَرِيق هم سعداء الدَّاريْنِ (وَمِنْهُم من يُولد كَافِرًا ويحيا كَافِرًا وَيَمُوت كَافِرًا) وَهَذَا الْقسم هم أهل الشقاوة (وَمِنْهُم من يُولد مُؤمنا ويحيا مُؤمنا وَيَمُوت كَافِرًا) أَي يسْبق عَلَيْهِ الْكتاب فيختم لَهُ بالْكفْر (وَمِنْهُم من يُولد كَافِرًا ويحيا كَافِرًا وَيَمُوت مُؤمنا) أَي يخْتم لَهُ بِالْإِيمَان فَيصير من أهل السَّعَادَة (إِلَّا أَن الْغَضَب جَمْرَة توقد) بِحَذْف إِحْدَى التَّاءَيْنِ تَخْفِيفًا (فِي جَوف ابْن آدم أَلا ترَوْنَ إِلَى حمرَة عَيْنَيْهِ) عِنْد الْغَضَب (وانتفاخ أوداجه) جمع ودج بِفَتْح الدَّال وتكسر الْعرق الَّذِي يقطعهُ الذَّابِح وَيُسمى الوريد (فَإِذا وجد أحدكُم) فِي نَفسه (شيأ من ذَلِك) أَي من مبادى الْغَضَب (فالأرض الأَرْض) أَي فليضطجع بِالْأَرْضِ ويلصق نَفسه بهَا لتنكسر نَفسه وَتذهب حِدة غَضَبه (إِلَّا أنّ خير الرِّجَال) يَعْنِي الْآدَمِيّين فَذكر الرِّجَال وصف طردي (من كَانَ بطيء الْغَضَب سريع الرِّضَا وَشر الرِّجَال من كَانَ) بعكس ذَلِك أَي (سريع الْغَضَب بطيء الرِّضَا فَإِذا كَانَ الرجل بطيء الْغَضَب بطيء الْفَيْء) أَي الرُّجُوع (وسريع الْغَضَب سريع الْفَيْء فَإِنَّهَا بهَا) أَي فإنّ إِحْدَى الخصلتين تقَابل الْأُخْرَى فَلَا يسْتَحق مدحا وَلَا ذما (إِلَّا أنّ خير التُّجَّار) بِضَم الْمُثَنَّاة جمع تَاجر (من) أَي تَاجر (كَانَ حسن الْقَضَاء) أَي الْوَفَاء لما عَلَيْهِ من دين التِّجَارَة وَنَحْوهَا (حسن الطّلب) أَي سهل التقاضي يرحم الْمُعسر وَلَا يضايق الْمُوسر
1 / 235