Тавилат
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Жанры
[الطارق: 9]؛ أي: يجعل ما في الضمائر على الظواهر، { فأما الذين اسودت وجوههم } [آل عمران: 106]، فيقال لهم: { أكفرتم بعد إيمانكم } [آل عمران: 106]؛ وهم أرباب الطلب السائرون إلى الله، الذين انقطعوا في بادية النفس، واتبعوا الهوى وارتدوا على أدبارهم القهقري { فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون } [آل عمران: 106]، تسترون الحق بالباطل، وتعرضون عن الحق في طلب الباطل، وكنتم معذبين بنار الهجران والقطيعة في الدنيا؛ ولكن ما كنتم تذوقون عذابها والناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا لا يذوقوا ألم جراحة الانقطاع والإعراض عن الله تعالى: { وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله } [آل عمران: 107]، فكانوا في رحمة الجمعية والوفاق مع الله في الدنيا { هم فيها خالدون } [آل عمران: 107]، في الآخرة؛ لأنه يموت الإنسان على ما عاش فيه ويحشر على ما مات عليه، { تلك } [آل عمران: 108]، الأحوال { آيات الله } [آل عمران: 108] مع خواصه، { نتلوها عليك بالحق } [آل عمران: 108]، نظرها على قلبك بالحق، { وما الله يريد ظلما للعالمين } [آل عمران: 108]، لا يظلم على أهل الدنيا والآخرة بأن يضع سواد الوجه وذوق العذاب في غير موضعه، ولا بياض الوجه وخلود الرحمة في غير موضعه، { ولله ما في السموت وما في الأرض } [آل عمران: 109]، ملكا ومكا، وخلقا وقدرة، وحكما وتصرفا، وإيجادا أو إعداما، وقضاء وقدرا، { وإلى الله ترجع الأمور } [آل عمران: 109]؛ يعني: كل أمر يصدر في السماوات والأرض والدنيا والآخرة فالله تعالى مصدره يرجع إليه عاقبته، وليس لأحد فيه حكم وتصرف حقيقي غيره سبحانه.
[3.110-112]
ثم أخبر عن خيرية الأمة على البرية بقوله تعالى: { كنتم خير أمة أخرجت للناس } [آل عمران: 110]، إشارة في الآيات: إنكم كنتم خير أمة أخرجت من العدم إلى الوجود، مستعدة لقبول كمالية الإنسان، { تأمرون بالمعروف } [آل عمران: 110]؛ أي: تأمرون بطلب المعروف وهو الله فإنه معروف العارفين، { وتنهون عن المنكر } [آل عمران: 110]؛ وهو طلب المعروف { وتؤمنون بالله } [آل عمران: 110]، إيمان القلب أي: تطلبون الله تعالى: { ولو آمن أهل الكتاب } [آل عمران: 110]، إشارة إلى علماء السوء؛ يعني: لو طلبوا الله فيما يتعلمون العلم ويعلمون الناس، ولا يطلبون الرياسة والتقدم والنعم، { لكان خيرا لهم } [آل عمران: 110]؛ يعني: لكان الخيرية في الأمم لهم ثم قال تعالى: { منهم المؤمنون } [آل عمران: 110]؛ يعني منهم المحققون والمستحقون للكمال، { وأكثرهم الفاسقون } [آل عمران: 110]، الخارجون على طلب الحق وطلب الكمال لدناءة همتهم وقصر نظرهم، { لن يضروكم } [آل عمران: 111]، أيها المحققون المستحقون للكمال { إلا أذى } [آل عمران: 111]، من طريق الإنكار والإعراض والحسد { وإن يقاتلوكم } [آل عمران: 111]، يخاصموكم وينازعوكم { يولوكم الأدبار } [آل عمران: 111]، من صدق نياتكم ينهزموا عنكم { ثم لا ينصرون } [آل عمران: 111] عليكم؛ لأنكم أهل الحق و
حزب الله هم الغالبون
[المائدة: 56].
{ ضربت عليهم الذلة } [آل عمران: 112] ذلة الطمع ومسكنة الحرص، { أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله } [آل عمران: 112]، إلا أن يعتصموا لمحبة الله وطلبه { وحبل من الناس } [آل عمران: 112]؛ يعني: متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته، { وبآءوا بغضب من الله } [آل عمران: 112]؛ يعني: وإن لم يعتصموا باءوا بغضب من الله وهو البعد عنه والطرد، { وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون } [آل عمران: 112] كفران النعمة، { بآيات الله } [آل عمران: 112]، التي أظهرها الله على أوليائه وأكرمهم بها على سائر الخلق لتبيين الخلق، { ويقتلون الأنبيآء بغير حق } [آل عمران: 112]؛ أي: يميتون سنن الأنبياء وسيرهم بإظهار أباطيلهم في طلب الدنيا والحرص عليها، وكتمان الحق بترك طلبه، { ذلك بما عصوا } [آل عمران: 112]؛ أي: لسبب أنهم عصوا الله في أوامره وطلبه وترك غيره، كما قال تعالى
قل الله ثم ذرهم
[الأنعام: 91] وعصوا الرسول في دعوته إياهم إلى الله وكان
وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا
[الأحزاب: 46]، { وكانوا يعتدون } [آل عمران: 112]، يتجاوزون عن سنن الاستقامة ويتناكبون عن الصراط المستقيم الذي هو
Неизвестная страница