Та'виль аз-Захирият: Современное состояние феноменологического метода и его применение в феномене религии
تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين
Жанры
وهذا هو المعنى الحقيقي للتقدم في تاريخ الفلسفة،
48
وإذا لم تكن الأحكام صائبة لمؤرخ الفلسفة، فإنها صائبة بالنسبة للفيلسوف. صحيح أن الدفاع عن الحقائق التاريخية ممكن، ولكن اكتشاف حقيقة أخرى أكثر اتساعا وأكثر رحابة يمكن إسقاطها على حقيقة الماضي ورؤيتها على أنها جزئية من وجهة نظر هذا العصر مع أنها كانت كلية في عصرها.
49
وفي العمل الفلسفي والحضاري لا يوجد تاريخ صحيح للفلسفة، ولكن هناك عملية غائية لاكتشاف الحقيقة، ولا تهم «الحقيقة» التاريخية؛ إذ إنها لا توجد في ذاتها لأنها مقروءة من المؤرخ وخاضعة لتفسيره، وعلى أقصى تقدير، الدراسة المقارنة ممكنة بين الظاهريات والمذاهب الفلسفية السابقة من منظور تقدم الحقيقة في التاريخ.
ويمكن تحليل الرسالة التحررية للظاهريات دون إرجاعها إلى المشاكل التاريخية الصغيرة، صحيح أن الظاهريات تغير جذري لمسار الوعي الأوروبي الذي ما زالت تسوده النتائج السلبية لفلسفة الروح؛ النفسية ، العقلية، الصورية ... إلخ. فالعالم لم يعد موضوعا للتمثل بل للحياة،
50
ويكفي الاحتفاظ بالدافع الحيوي الذي أعطته الظاهريات في مختلف العلوم الإنسانية لاستعماله لتقدمها ولحل كل المشاكل المنهجية الحالية.
51
وأحيانا تكون النتائج خارجة تماما عن الظاهريات، وأحيانا تكون ضئيلة للغاية بالنسبة لها، وأحيانا تتضمن ملاحظات مهمة دون تطويرها ودون أخذها إلى نتائج الأخيرة. والنتائج الخارجية هي تلك التي تحيل الظاهريات إلى المشاكل الفلسفية التي تريد الظاهريات تجاوزها أو التي وضعتها بين قوسين. والنتائج الضئيلة هي تلك التي تعود إلى بعض المفاهيم الجزئية خاصة في المنطق أو الفلسفة دون أن تعطي الظاهريات نفسها مرة واحدة وإلى الأبد مقصدها الدفين. والنتائج المضبوطة هي الملاحظات الصائبة التي كان يمكن أن تؤدي إلى تطوير الظاهريات النظرية إلى ظاهريات تطبيقية. وكان يمكن استخدام النموذج «الواقعة-الفكرة» إلى اكتشاف الحالة الممثلة أو الحالة المثالية لمنهج يقوم على الشامل العياني،
Неизвестная страница