[سخاءه (ع)]
[32] «حدثنا أبو العباس الحسني قال: حدثنا أبو زيد العلوي» قال: حدثنا الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليه السلام عن أبيه قال: قال لي أبي: عوتب الحسين بن علي الفخي فيما يعطي، وكان من أسخى الناس العرب والعجم، فقال:والله ما أظن أن لي فيما أعطي أجرا، وذلك أن الله تعالى يقول: ?لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون?[آل عمران:92] ووالله ما هي عندي وهذا الحصى إلا بمنزلة، يعني الأموال.
قال المدائني: وأخذ العمري الطالبيين بالعرض وضمن بعضهم بعضا، فضمن يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي والحسين بن علي الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فكانوا يعترضون عرضا دائما واشتد عليهم العمري.
فلما أفطر الناس من رمضان ألح عليهم إلحاحا شديدا بالعرض على ذلك حتى أهلوا هلال ذي القعدة، وقدم أوائل الحاج من المشاة وأصحاب الحمير، فنزلوا بالبقيع، وقدم عدة من الشيعة الكوفيين نحوا من تسعين رجلا فنزلوا على دار ابن أفلح بالبقيع، فأقاموا بها أياما فأنكرهم بعض الناس، ولقوا حسينا وغيره، وبلغ ذلك العمري، فأنكره وأمر بعرضهم غدوة وعشية، وأن الحسن بن محمد غاب عن العرض يومين، فلما انصرفوا من الجمعة دعا بهم للعرض، فلما دخلوا المقصورة أمر بها فأغلقت عليهم، فلم يخرج منهم أحد حتى صلوا العصر ثم عرضهم، فلما دعا باسم حسن بن محمد فلم يحضر قال ليحيى بن عبد الله والحسين بن علي: لتأتياني به أو لأحبسنكما، فإن له ثلاثة أيام لم يحضر العرض، ولقد خرج أو تغيب، فراداه بعض المرادة، وكان الحسين أبقاهما في الرد عليه، وأما يحيى فإنه شتمه، فخرج حتى دخل على العمري، فأعطاه الخبر فدعا بهما العمري، فوبخهما وتهددهما، فتضاحك الحسين في وجهه وقال: أنت مغضب يا أبا حفص؟
فقال له العمري: وتهزأ بي أيضا وتخاطبني بكنيتي؟
Страница 419