123

Облегчение пути для желающего познать ханбалитов

تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة

Исследователь

بكر بن عبد الله أبو زيد

Издатель

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

Место издания

بيروت - لبنان

Жанры

وجاء رجل شاب عليه أطمار فاستأذن، فخرج إليه أحمد فقال: السلام عليك يا أبا عبد الله، أخبرْني، ما الزهد في الدنيا؟ فقال أحمد: قصر الأمل. فقال: صفه لي. فقال: هو أن لا تبلغ من الشمس إلى الفيء، وكان الشاب قائمًا في الشمس، والفيء بين يديه، فذهب الفتى ليولي، فقال له أحمد: قف. قال: فدخل، فأخرج له صرة، فدفعها إليه، فقال له: يا أبا عبد الله، من لا يبلغ من الشمس إلى الفيء أيُّ شيء يصنع بهذا؟ ثم تركه وولَّى.
قلت: وهذا باب واسع أيضًا، تركته رغبة في الاختصار.
وأما تنويه ذكره فقد تقدم في ذكر منشئه في صباه أنه كان مرتفعَ الذكر من زمن الصبا. قال له أبو بكر المَرُّوذي: ما أكثر الداعي لك! قال: أخاف أن يكون هذا استدراجًا، أي شيء هذا؟.
وقال له: إن رجلًا قدم من طرسوس، فقال لي: إنا كنا في بلاد الروم في الغزو، إذا هدأ الليل رفعوا أصواتهم بالدعاء: ادعوا لأحمد بن حنبل. وكنا نمد المنجنيق، ونرمي عنه، ولقد رمي عنه بحجر والعلج على الحصن متترس بدرقة، فذهب برأسه وبالدرقة. فتغير وجهه وقال: ليته لا يكون استدراجًا. ثم قال: ترى هذا استدراجًا؟ قلت: كلا.
وقال أحمد بن علي الأبَّار: دخلت بخارى فإذا رجل أشقر أحمر، فقال: من أين أنت؟ قلت: من أهل بغداد. قال: فما فعل أحمد بن حنبل؟ قلت: تركته في الحياة، فرفع رأسه يقول: اللهم … يدعو له، فقلت لمن معي: هذا أقصى الإِسلام، هذا موضع التُّرك، فهل بقي شيء؟.
وقيل لأحمد بن حنبل: إن رجلًا من بلاد التُّرك يدعو لك في الناس، فكيف تؤدِّي شكر ما أنعم الله عليك، وما بثَّ لك في الناس؟ فقال: أسأل الله أن لا يجعلني من المرائين.

1 / 36