فأحببتُ نظمها، وأردتُ رقمها، فقلت، وإنْ كان في ذلك قلَق، ولم ينشق دجاه عن فلَق، فإن المُتقدّمين الفاضِلين أخذا ما رقّ وراقَ، وفلَذا ما راع ونزل وما هو في درَج الفصاحة بِراقٍ ولا برّاق، فليعذرْ صاحبُ الذّوق مَنْ شبّ عمره في هذا المقام عن الطوق، وذلك:
غدا عيسى يفرُّ من الغواني فقلتُ له: عَلامَ؟ فقال: عيسى، عبثنَ بي فقلتُ: اغفرْ وعُدْ، فالعود أولى، فما في ذاك ذام فقال: عيسى، غبنٌ ثُنّيَ فقلت: احملْ أذى مَن بتّ تهوى ولا تخشَ الملام فقال: عيسى، عيبٌ بُني فقلتُ: وما يَسوءُك بثُّ سرّ تنالُ منه المرام فقال: عيسى، عِبتُ بثّي فقلت: فراستي حكمت بهذا عليك فما ألام فقال: عيسى، عيبٌ نُبي فقلت: رأيتك مع فتاةٍ حكَتْ بدْرَ التمام فقال: عيسى، غيّبَتْني فقلت: فما لقدك وهو غُصنٌ يميلُ من المدام فقال: عيسى، عن نثنّي فقلت: فما ترى من بعد هذا فقل جاء المنام فقال: عيسى، غشِّني فقلت: وما ركابك إن قطعنا الفلا تحت الظلام فقال: عيسى، عِيسى فقلت: أريد أن ألقاءك خِلْوًا تفرّ من الآثام فقال: عيسى، غَثَيتني وقلت أنا في تصحيف يحيى: ومليح قلتُ: ما الاسمُ حبيبي؟ قال: يحيى، العلَم المشهور قلتُ: خاطبني بتصحيفٍ تعِشْ لي قال: يحيى، يحيا من الحياة
1 / 34