الْعَنسِي وَغَيرهمَا وَخَلفه فِي الْقَضَاء بِولَايَة الْمُؤَيد بِاللَّه القَاضِي إِبْرَاهِيم بن يحيى مقدم الذّكر ووجهت إِلَيْهِ مَعَ ذَلِك المخاطبة
وفيهَا أَو الَّتِي قبلهَا مَاتَ القَاضِي الْعَارِف البليغ عبد الله بن حسن البشاري العذري وَله قصائد كَثِيرَة مدح بهَا شرف الْإِسْلَام الْحسن بن الإِمَام وَغَيره وَله ديوَان مَجْمُوع
وَدخلت سنة تسع وَأَرْبَعين وَألف فِيهَا كَانَ زحل بالحوت وَاسْتقر بدر الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الْحسن بن الْقَاسِم بذمار بِأَكْثَرَ أَعْيَان وَالِده وَلما تلمح فِي الْقَضِيَّة وَعلم أَن الإِمَام قد أدرج يَده عَن الْبِلَاد بِالْكُلِّيَّةِ وَكَانَ فِي بَاب تَدْبِير الْملك خريتا ماهرا لَا يدْرك لَهُ غور وَلَا يُوقف لَهُ على طور انبعثت همته إِلَى فتح الدَّوَاوِين وَمد الانطاع وأشخص نَفسه للإنصاف بَين المتظالمين وَقرب من قربه وَالِده من السادات والأعوان ورؤساء العبيد وَسَائِر المعاونين وَكَانَ وَالِده قد ضم من أَعْيَان الدولة جملَة يفتح بهَا الْأَمَاكِن القاصية ويقتنص بهَا الرّقاب العاصية وَلما فتح نَفسه للوافدين وَطعم النَّاس حلاوة عدله مَعَ مَا رزق من كيمياء السَّعَادَة وانجذاب خواطر الْعَالم إِلَيْهِ بِمَا يخرج عَن طَرِيق الْعَادة حصل من أداب الْبِلَاد بِمَا كَاد أَن يَفِي بأرزاق الأجناد وَتزَوج يَوْمئِذٍ ببنت الْأَمِير سنبل وَسكن بدار أَبِيهَا
وَأما صنوه صفي الْإِسْلَام أَحْمد بن الْحسن فَإِنَّهُ عَاد إِلَى ذِي مرمر
1 / 67