وتحرجا عَن الْوُقُوع فِي الْمَحْظُور وَكَانَ الْفَقِيه الشكايذي قد أفتاه بِأَن الْيَد لَهُ وَالْملك ملكه فِي الظَّاهِر فَرجع إِلَى تَرْجِيح التعمق فِي الدّيانَة الباطنية فَأمرهَا بالإحتجاب وسد عَنْهَا الْأَسْبَاب مَعَ طرف مسفوح وقلب مقروح وزفرات تَغْدُو وَتَروح وَهِي أَيْضا قد كَانَ وَقع مِنْهَا الْموقع الْعَظِيم من الولوع فاشتركا فِي تصعيد الزفرات وإرسال الدُّمُوع ثمَّ ظهر بعد فَتْرَة أَنَّهَا فرت إِلَى بلادها وَأَنَّهَا ارْتَدَّت فانتهبت بعد الرِّدَّة وَلَكِن هَذَا لم ينجح فِي إِزَالَة الشُّبْهَة عَن خاطر سَيِّدي مُحَمَّد بن عبد الله بل اسْتمرّ على الْفِرَاق وَبت حَبل التلاق وَهَذَا قسم من الْوَرع قد ألم بِهِ الْغَزالِيّ فِي إحيائه والديلمي فِي تصفيته وَغَيرهمَا رزقنا الله تَعَالَى حسن الاستعداد فلسنا من أهل هَذَا الْمقَام
وَوَقع بَينه وَبَين الإِمَام الْأَعْظَم الْقَاسِم بن مُحَمَّد مشاعرات تتَعَلَّق بِمذهب التصوف وَغير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته فِي جمادي الأولى سنة عشر وَألف بِالذنُوبِ من حجَّة ﵀ وَذكره وَذكر وَفَاته هُنَا عَارض وَإِلَّا فَهُوَ من وضائف مَا سلف
وفيهَا مَاتَ القَاضِي الْعَلامَة عبد الْهَادِي بن أَحْمد الثلائي الحسوسة الْحَاكِم بِمَدِينَة صنعاء وَكَانَ مبرزا فِي أصُول دين الْمُعْتَزلَة البهشمية أَخذ عَنهُ القَاضِي الْعَلامَة صارم الدّين إِبْرَاهِيم بن يحيى السحولي ﵀ وَالْقَاضِي أَحْمد بن صَالح
1 / 66