Эпоха единства: История арабской нации (Том четвертый)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
Жанры
قال الأستاذ فيليب حتي: «ولقد اعتمد معاوية في توطيد عرشه، وتوسيع الفتوح الإسلامية على أهل الشام، وسوادهم الأعظم يومئذ نصارى، واستعان كذلك بالعرب السوريين وأكثرهم يمانيون، ولم يعتمد كثيرا على أهل الحجاز، وتناول الإدارة الحكومية فألغى كثيرا من مظاهرها التقليدية، وأنشأها على الأساس البيزنطي السابق، وأقام جهازا حكوميا منظما، وخلق مجتمعا إسلاميا جديدا.»
54
وخير الصفات التي مكنت معاوية لإشادة هذا الملك، هي كياسته وحلمه، وحنكته ولينه حين اللين محمود، وشدته حيث الشدة مطلوبة، وقد روي عنه أنه قال: «لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني ، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما قطعتها؛ إذا مدوها خليتها وإذا خلوها مددتها.»
55
وانظر إلى كتابه إلى الحسن بعد أن تنازل له يقول: «أما بعد، فأنت أولى بهذا الأمر وأحق به لقرابتك، ولو علمت أنك أضبط له وأحوط على حريم هذه الأمة وأكيد لبايعتك، فسل ما شئت.»
56
فهل ترون دهاء وسياسة بعد هذا؟
ثم إن معاوية استطاع أن ينتقي خير الرجال لمعاونته في إدارة مملكته الواسعة؛ ففي المغرب عمرو بن العاص، وفي المشرق المغيرة بن شعبة في الكوفة، وزياد ابن أبيه في البصرة. وانتقاء الرجال المعاونين في الإدارة من خير ما يثبت أركان الحكم، ويعين على توطيد أركانه، وخصوصا في ابتداء تأسيس الدول.
الفصل الثاني
يزيد بن معاوية
Неизвестная страница