Эпоха единства: История арабской нации (Том четвертый)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
Жанры
وأصول الدين)، واعتماد الباحثين فيه على كتاب الله وسنة رسوله وعلم المنطق والفلسفة والأصول، وقد افترق المسلمون منذ زمن مبكر إلى فرق ذات عقائد مختلفة، كل يعتمد في عقيدته على بعض الآيات والحجج. وقد كانت الآيات المتشابهة غير الواضحة أبقى سبب لإيجاد الخلاف وتوسيع شقته، كما أن قضية الخلافة قد لعبت دورا كبيرا في توسيع رقعة الخلاف بين المسلمين، وكان للعقائد القديمة من يهودية ونصرانية ومجوسية وزردشتية ومانوية أكثر فعال في زيادة هذه الاختلافات. وقد نجح في العصر الذي يؤرخ كثير من هذه الفرق كالقدرية والمرجئة الكيسانية وغيرهم ممن مر ذكرهم، ولم يعرف أن أحدا ألف في علم الكلام قبل واصل بن عطاء شيخ المعتزلة المتوفى سنة 181. (6) الشعر
ارتقى الشعر في هذه الفترة من العصر الأموي رقيا مذكورا، والسبب في ذلك عناية خلفاء الدولة وأمرائها؛ لحاجتهم إليه ولشدة تأثيره في الجماهير، فقد جعله الأمويون وسيلة لإذاعة محامدهم، وتأييد سلطانهم، والطعن في زعماء خصومهم، وقد كان للعصبية أثرها الفعال في شيوع الشعر بين القبائل؛ لأن القبيلة كانت تحتاج إلى الشعر للذود عنها، وإذاعة محامدها، والرد على مناوئيها، كما أن الشاعر كان رسول القبيلة إلى الخليفة ينطق باسمها، ويعبر عن معانيها، فإذا حل هذا الشاعر مكانه وفاز برضاه عدت القبيلة ذلك سموا لمكانتها. وقد استتبع عطف بني أمية على من مدحهم من الشعراء أن يتعصب عليهم من لم يفز بنوالهم وعطاياهم أو من كان يحقد عليهم سياسيا كالخوارج والشيعة والزبيرية والمهالبة.
34
فمن شعراء بني أمية: أعشى ربيعة عبد الله بن خارجة (؟-85)، ونابغة بني شيبان عبد الله بن محارق، وكان من شعراء عبد الملك وله معه أخبار كثيرة، وعدي بن الرقاع من شعراء الوليد، وأبو صخر عبد الله بن سليم الهذلي من شعراء عبد الملك.
ومن شعراء المهالبة: زياد الأعجم (؟-100)، وثابت ابن قطنة بن كعب من شعراء يزيد بن المهلب، وحمزة بن بيض (؟-120).
ومن شعراء الشيعة: الكميت بن زيد (؟-126)، وأيمن بن حزيم الأسدي (؟-86).
ومن شعراء الخوارج: الطرماح بن حكم (؟-100)، وعمران بن حطان (؟-89)، وإسماعيل بن يسار (؟-110).
وهناك شعراء لم يدخلوا في معترك السياسة، بل انصرفوا إلى التشبب والغزل، وأكثرهم في الحجاز كابن أبي ربيعة (؟-93)، وعبد الله بن عمر العرجي، وعبد الله بن قيس الرقيات (؟-75)، وكثير عزة (؟-105)، والأحوص (؟-105)، ومجنون ليلى، وقيس بن ذريح، والأقيشر الأسدي، وليلى الأخيلية وصاحبها ثوبة بن الجمير، وأبو العطاء السندي وغيرهم. (7) الخطابة
كانت الخطابة بالغة أوجها في عهد الراشدين والأمويين؛ لحاجة القوم إليها في حث الناس، وتبين سياسة الدولة ومناهجها، فالخلفاء والأمراء كعبد الملك وعمر بن عبد العزيز وابنا عبد الملك والحجاج وزياد وطارق بن زياد، وقد خلف لنا هذا العصر عددا كبيرا جدا من الخطب البليغة في عباراتها الغنية بأفكارها، وقد جمعت في جمهرة خطب العرب للأستاذ زكي صفوت. (8) علوم العربية
ابتدأت علوم العربية من نحو وصرف وأدب في التكون في هذا العصر. وقد كان العرب قبل أن يختلطوا بالأعاجم ينطقون العربية؛ فيخطون وينطقون سليقة خالصة، فلما اختلطوا بالمسلمين من غير العرب بالفتح والتزاوج فسدت لغة ناشئهم، وأخذ اللحن يظهر على أسلات أقلامهم وفلتات لسانهم؛ مما اضطر رجال الحل والعقد إلى التفكير في إيجاد منحى يقيمون به اعوجاج الألسنة، وقد اختلفت آراء المؤرخين في أول من فعل ذلك، والوقت الذي شرع فيه بذلك، فمنهم من يذهب إلى أن الإمام عليا هو الذي أرشد أبا الأسود الدؤلي إلى بعض القضايا النحوية، وقال له: «انح نحو هذا النحو.» ومنه سمي العلم بالنحو، ومنهم من يقول: إن زياد ابن أبيه هو الذي طلب إلى أبي الأسود وضع النحو. ومهما يكن من شيء، فإن الإجماع يكاد يكون على أن أبي الأسود قد وضع نواة هذا العلم، ويقال: إن أبا الأسود قد وضع نواة هذا العلم، ويقال: إن أبا الأسود قد اطلع على لغة السريان وعرف نحوهم، فقاس عليه النحو العربي.
Неизвестная страница