Эпоха единства: История арабской нации (Том четвертый)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
Жанры
4
فخرج زيد وتوجه إلى المدينة، فتبعه أهل الكوفة وقالوا: أين تذهب يرحمك الله ومعك مائة ألف سيف، نضرب بها دونك، وليس عندنا من بني أمية إلا نفر قليل؟
فقال: إني أخاف غدركم، فأنتم فعلتم بجدي الحسين ما فعلتم. فلم يزالوا يحلفون له حتى ردوه، فلما رجع إلى الكوفة، وأقبل أهلها يبايعونه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألفا من أهل الكوفة، سوى أهل المدائن والبصرة وواسط والموصل وخراسان والري وجرجان والجزيرة، وأقاموا بالكوفة شهورا، ولما تمت له البيعة وخفقت على رأسه الألوية خطب جماعته فقال: «الحمد لله الذي أكمل ديني، والله إني كنت أستحي من رسول الله أن أرد عليه الحوض غدا، ولم آمر في أمته بمعروف، ولم أنه عن منكر.»
5
وجمع جموعه فبعث هشام إلى أميره يوسف بن عمر الثقفي أن يقاتله، فعبى كل منهما أصحابه، والتقى الفريقان، وجرى قتال شديد، فتفوق أصحاب زيد، وخذلوه، فأبلى هو وشرذمة قليلة، وأصابه سهم في جبينه فقتله، فحفر له أصحابه ساقية ودفنوه فيها، وأجروا الماء على قبره خوفا أن يمثلوا به ، ثم إن يوسف عرف قبره فنبشه وأخرجه فصلبه، وبعث برأسه إلى دمشق فصلب، وبقي جسمه مدة ثم أحرقه وذراه. وفي أيامه انبث دعاة بني علي وبني العباس وتحركت الشيعة.
6
وكان زيدا إماما فاضلا عاقلا. وقد عثر المجمع العلمي في ميلانو منذ مدة على كتاب زيد في الفقه فطبعه، وهو أقدم كتاب في الفقه عثر عليه، وإلى الإمام زيد هذا تنتسب الفرقة الزيدية من فرق الشيعة.
7
وفيه يقول السيد الحميري:
بت ليلا مسهدا
Неизвестная страница