История перевода и культурное движение в эпоху Мухаммеда Али
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
Жанры
وإلى عثمان نور الدين يرجع الفضل في إيفاد بعثة سنة 1826 الكبرى إلى باريس؛ وذلك أنه اتصل أثناء تلقيه العلم في فرنسا بالمسيو «جومار»، أحد علماء الحملة الفرنسية، والمشرف حينذاك على نشر جهود المعهد المصري العلمية، فأعجب به «جومار» ثم تحدث إليه عن الوسائل التي يمكن أن تعيد الصلة العلمية بين مصر وفرنسا قوية وثيقة، واقترح عليه أن تفكر مصر في إيفاد بعض تلاميذها لتلقي العلم في فرنسا، وقد حمل عثمان هذه الرغبة إلى محمد علي، وظل يحبذها لديه، حتى وافق محمد علي وأرسلت البعثة الكبرى سنة 1826، وعهد إلى المسيو «جومار»
60
بالإشراف عليها وعلى البعثات التي تلتها.
وهذا أيضا موجز لجهود نور الدين العلمية، تبين في وضوح أنه كان رجلا مثقفا واسع المعرفة، فهم عن سيده أغراضه، وراح يسعى جهده لتنفيذها، غير أنه لم يكن يقدم على مشروع من مشروعاته إلا بعد أن يقتله بحثا ودراسة، يقول «بزوني»
في خطابه السابق أن لعثمان نور الدين عناية خاصة باستشارة الكتب والمراجع لدراسة المواضيع التي يوكل إليه تنفيذها.
61
ولهذا تقدمت به هذه الجهود، وهذا الإخلاص في تنفيذها إلى أعلى الرتب، وأهم المراكز في الدولة، حتى غدا ثاني رجل محبب إلى محمد علي بعد ولده إبراهيم، وحتى أصبح بنفوذه وسلطته يشترك مع بوغوص بك
62
يوسف في كونهما الرجلين الأولين في الدولة اللذين يعتمد محمد علي على جهودهما في الداخل والخارج.
وفي سنة 1833 سافر محمد علي باشا إلى جزيرة كريت؛ ليتفقد أحوالها، ويجري على أهاليها ما كان جاريا عليه العمل بالديار المصرية من قوانين الاحتكارات التجارية، ومادة تكتيب العسكرية، فترتب على هذه الفكرة السيئة عصيان أهل هذه الجزيرة على الحكومة الخديوية، فأرسل إليها عثمان باشا سر عسكر الدونينما المصرية بفرقة من الآلايات العسكرية، ولم يلبث أن توصل من غير مشقة بإخماد نيران الفتنة بجزيرة كريد وتكفل لهم ببقاء حياة رؤساء الفتنة، وترآى لمحمد علي أن من اللزوم جعل قتل بعضهم عبرة لمن اعتبر، فلم يقر ما شرطه لهم سر عسكر دونينماته، ولما رأى عثمان باشا أن في ذلك إعلالا لسلامة حريته، وإخلالا بعلو مرتبته، استعفى من وظيفته، ولزم العزلة والاستراحة بمدينة القسطنطينية حتى وافته هناك المنية.
Неизвестная страница