ومن فروع بيرين: «وادي صرام» يأتيه من شرقي العمر، وفيه تمر طريق غزة فتنحدر معه إلى مصبه في بيرين، وهو داخل في حد سيناء.
ولنعد إلى وادي العريش:
رجم القبلين: يرى المنحدر فيه على 8 أميال من مصب وادي الأبيض، هرمين أثريين عن جانبي الوادي الواحد تجاه الآخر، وهما مبنيان بالحجر المنحوت، والكلس على شكل هرم مدرج، طول قاعدته نحو عشرة أمتار وعلوه كذلك، والأرجح أنهما من بناء الرومان، وقد أقيما حدا بين قبيلتين، وهما الآن الحد بين السواركة والترابين، يدعى الرجم الغربي منهما الذي إلى يسار الوادي «رجم الحمضة»؛ لأن نبت الحمضة كثير في جهته، وسميا كلاهما رجم القبلين؛ لأنهما متقابلان، وقد عبث الزمان والعربان بهما، فتهدمت بعض جوانبهما، وترى كثيرا من حجارتهما مبعثرا في الأرض حولهما، فحبذا لو اعتنت محافظة سيناء بترميمهما.
بئر لحفن: وعلى نحو ميلين من رجم القبلين، وثمانية أميال من مدينة العريش بئر لحفن على جانب الوادي الغربي في سفح جبل لحفن، وهي بئر قديمة العهد لباني القلعة التي على رأس الجبل، عمقها نحو 20 باعا، مطوية بالحجر المنحوت كبئر الرطيل إلا أنها أضيق منها، وقد كانت هذه البئر مدفونة، فطهرها السواركة سنة 1881.
مررت بها سنة 1906، فوجدت عليها نفرا من عرب الحويطات والسواركة يسقون إبلهم، وقد جعلوا على فم البئر بكرة يستعينون بها على رفع الماء بأدل من صفيح أو جلد، وهم يرفعون الماء بها اثنين اثنين: يعقد أحدهما طرف الحبل إلى صدره، ويولي ظهره فم البئر، ثم يصدر عنها جارا الدلو بصدره حتى ترتفع فوق فم البئر، فيتناولها الآخر ويفرغها في حوض بجانب البئر لسقي السائمة، ثم يعود الأول إلى البئر، فيملأ الدلو ثم يرفعه بصدره وهكذا، وقد يستخدمون جملا لهذه الغاية.
أما القلعة التي على جبل لحفن فمبنية بالحجر المنحوت، وقد نقل أهل مدينة العريش حديثا بعض حجارتها، فجددوا فيها بناء جامع المدينة، ومن رأس لحفن تنكشف البلاد إلى مسافة بعيدة من كل الجهات، فترى من الشمال البحر المتوسط ومنارة جامع العريش، ومن الجنوب جبال ألبني والحلال والمويلح، ويحجب جبل المغارة عنه جبل الريسان، وترى منه وادي العريش تنساب في صحرائها انسياب الحية.
الشجرة الفقيرة: وفي طريق العريش من بئر لحفن شجرة كبيرة من الطرفاء تدعى «الشجرة الفقيرة»، وهي قائمة وحدها في وسط سهل فسيح محرق، يقدسها البدو ويعلقون فيها حبال إبلهم تبركا، ويودعون عندها أغراضهم فلا يمسها أحد.
وقد ذكر وادي العريش أشعيا النبي (ص27: 12) فسماه «وادي مصر»، وذكره غيره من رجال الكتاب المقدس أنه يحد بلاد فلسطين من الجنوب، وفي هذا الوادي كثير من شجر الجزيرة أخصها الطرفاء، وقد أشار إليه شاعرهم بقوله:
مسكين يا للي مسك ردن المليح وارخاه
وادي العريش ضج له حتى خشب طرفاه (2-3) ومن الأودية الشهيرة التي تستحق الذكر في بلاد التيه الشمالية الغربية
Неизвестная страница