История Константинополя
التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية
Жанры
التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية
التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية
تأليف
سليمان بن خليل بن بطرس جاويش
الفاتحة
بسم الله الأزلي السرمدي
الحمد لله الأزلي القديم، الذي بيده الملك وهو بكل شيء عليم، سبحانه لا إله غيره، عديم الابتداء والانتهاء، فسبحانه من إله جعل الأولين عبرة للآخرين، وأسأله العون في ما قصدت وهو المعين، وأحترس بنور هديه من الخطأ المبين، أما بعد، فإن أجل ما يقتنيه المرء من درر اللطائف، ويستودعه من غرر الأعمال بيض الصحائف، هو الفوز بحمد إله أزلي تنزه عن أن يكون له أول فيؤرخ، أو آخر يمر مع كرور الدهور وينسخ، ومنتهى توسلي إليه عز وجل أن يحفظ قطب دائرة العدل والإنصاف، من تفتخر به الأواخر على الأوائل، ويعجز اللسان والقلم عن أن يترجما عظم اهتمامه العالي الهامي بتكثير الفوائد والمعارف، حضرة مولانا الأعظم عبد الحميد خان أيده الحميد الرحمن، من ثبت له الفخر والمجد، وسمت أيامه بطوالع السعود والإقبال، فلا زال يرفل في حلل المفاخر والإجلال، ويسمو الأفلاك وأسنى المحال، فلا تلت له الأيام عرشا، ولا زالت لسطوته الأنام تخشى ما ضاء النيران، وتعاقب الجديدان، آمين اللهم آمين.
المقدمة
يقول العبد الفقير إلى مولاه الغني سليمان بن خليل بن بطرس جاويش من مدينة دير القمر: إنني طالما صبوت إلى الاطلاع على تاريخ القسطنطينية المحروسة، وأصل الدولة العلية التي هي في بسطة العدالة والمرحمة مغروسة، وشاقني إدراك تواريخ الأقدمين من فتوحات واختراعات وفنون وفوائد تاريخية نثرية ومسائل استطرادية، كيف وإن جاذب ومجد هذه الدولة قد جد بتوقياتي وهيامي فيها، فطفقت أستعين بما ألف بهذا الشأن في العربية والتركية والفرنساوية والإنكليزية؛ للتوصل إلى المقصود من طريق مختصرة، فأنهج بمشروعي هذا فيها بالإيجاز، فجمعت هذا الكتاب، وسميته: التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية، وقسمته إلى ثلاثة أجزاء؛ الأول: يشتمل على تاريخ القسطنطينية وأصل الأتراك. والثاني: يشتمل على جدول السلاطين آل عثمان العظام والسلالة الطاهرة العثمانية من عهد نوح حتى عهد المرحوم السلطان عثمان الغازي بن أرطغرل. والثالث: يشتمل على فوائد تاريخية نثرية ومسائل استطرادية وفلكية وحوادث وفنون اختراعية. فجاء بعون الله كتابا في إفادته كبيرا، وإن كان في حجمه صغيرا، ولا أقول مع ذلك أنه خلي من الخلل، أو عري من الزلل؛ فإن ذلك لا يتبرأ منه إنسان، وهو محل الخطأ والنسيان، وأطلب ممن اطلع عليه أن يتجاوز عما طغى به القلم، وزلت به القدم، كما قال الشاعر:
إن تجد عيبا فسد الخللا
Неизвестная страница