الفاتحة
المقدمة
1 - في تاريخ القسطنطينية وأصل الأتراك
2 - أسماء السلاطين من آل عثمان والسلالة الطاهرة العثمانية
3 - في فوائد تاريخية نثرية، ومسائل استطرادية، وحوادث، وفنون اختراعية
الفاتحة
المقدمة
1 - في تاريخ القسطنطينية وأصل الأتراك
2 - أسماء السلاطين من آل عثمان والسلالة الطاهرة العثمانية
3 - في فوائد تاريخية نثرية، ومسائل استطرادية، وحوادث، وفنون اختراعية
التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية
التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية
تأليف
سليمان بن خليل بن بطرس جاويش
الفاتحة
بسم الله الأزلي السرمدي
الحمد لله الأزلي القديم، الذي بيده الملك وهو بكل شيء عليم، سبحانه لا إله غيره، عديم الابتداء والانتهاء، فسبحانه من إله جعل الأولين عبرة للآخرين، وأسأله العون في ما قصدت وهو المعين، وأحترس بنور هديه من الخطأ المبين، أما بعد، فإن أجل ما يقتنيه المرء من درر اللطائف، ويستودعه من غرر الأعمال بيض الصحائف، هو الفوز بحمد إله أزلي تنزه عن أن يكون له أول فيؤرخ، أو آخر يمر مع كرور الدهور وينسخ، ومنتهى توسلي إليه عز وجل أن يحفظ قطب دائرة العدل والإنصاف، من تفتخر به الأواخر على الأوائل، ويعجز اللسان والقلم عن أن يترجما عظم اهتمامه العالي الهامي بتكثير الفوائد والمعارف، حضرة مولانا الأعظم عبد الحميد خان أيده الحميد الرحمن، من ثبت له الفخر والمجد، وسمت أيامه بطوالع السعود والإقبال، فلا زال يرفل في حلل المفاخر والإجلال، ويسمو الأفلاك وأسنى المحال، فلا تلت له الأيام عرشا، ولا زالت لسطوته الأنام تخشى ما ضاء النيران، وتعاقب الجديدان، آمين اللهم آمين.
المقدمة
يقول العبد الفقير إلى مولاه الغني سليمان بن خليل بن بطرس جاويش من مدينة دير القمر: إنني طالما صبوت إلى الاطلاع على تاريخ القسطنطينية المحروسة، وأصل الدولة العلية التي هي في بسطة العدالة والمرحمة مغروسة، وشاقني إدراك تواريخ الأقدمين من فتوحات واختراعات وفنون وفوائد تاريخية نثرية ومسائل استطرادية، كيف وإن جاذب ومجد هذه الدولة قد جد بتوقياتي وهيامي فيها، فطفقت أستعين بما ألف بهذا الشأن في العربية والتركية والفرنساوية والإنكليزية؛ للتوصل إلى المقصود من طريق مختصرة، فأنهج بمشروعي هذا فيها بالإيجاز، فجمعت هذا الكتاب، وسميته: التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية، وقسمته إلى ثلاثة أجزاء؛ الأول: يشتمل على تاريخ القسطنطينية وأصل الأتراك. والثاني: يشتمل على جدول السلاطين آل عثمان العظام والسلالة الطاهرة العثمانية من عهد نوح حتى عهد المرحوم السلطان عثمان الغازي بن أرطغرل. والثالث: يشتمل على فوائد تاريخية نثرية ومسائل استطرادية وفلكية وحوادث وفنون اختراعية. فجاء بعون الله كتابا في إفادته كبيرا، وإن كان في حجمه صغيرا، ولا أقول مع ذلك أنه خلي من الخلل، أو عري من الزلل؛ فإن ذلك لا يتبرأ منه إنسان، وهو محل الخطأ والنسيان، وأطلب ممن اطلع عليه أن يتجاوز عما طغى به القلم، وزلت به القدم، كما قال الشاعر:
إن تجد عيبا فسد الخللا
جل من لا عيب فيه وعلا
فإن العصمة والكمال لله وحده، وهو الكريم الغفار.
الجزء الأول
في تاريخ القسطنطينية وأصل الأتراك
إن مدينة القسطنطينية كانت في ما غبر من الأعصار القرية الأولى بين قرى طراشيا - أي طراسة - التي هي الآن قسم من بلاد الروملي في أوروبا، وكانت تسمى ليغوس، وهي قاعدة بلاد الترك في أوروبا وكل المملكة العثمانية، أسسها بيزاس، وكانت تدعى قديما البيزنتيوم - أو بيزانس - باسم موسعها، وذلك سنة 656ق.م، ويسميها الأتراك استنبول، والمتعارف في التاريخ - وهو الأشهر - أن أول من أسس هذه المدينة بيزنس رئيس الماغربين، فقيل لها بزنطية، وذلك قبل التاريخ المسيحي بألف ومائتي سنة، وكانت القسطنطينية مختصة بالملك داريوس هستاسيوس - أحد ملوك الفرس المعروف بداريوس الأول ابن الأمير هسناسب من سلالة تشمشيد من عائلة وجيهة في مدينة باسراكاد الكائنة في قارة آسيا القديمة - وهي كانت محل أعراش الملوك الأقدمين، وقد بنى باسراكاد الملك شيروس من ملوك الفرس فداريوس المشار إليه، تولى تخت الملك سنة 521، ومات سنة 485، وذلك قبل المسيح، ثم استولى على القسطنطينية أهل يونيانس الذين هم أحد الأقسام الأربعة في شعب هالان، وهو جنس يوناني قديم من أحد عشر إلى خمسة عشر جيلا قبل المسيح.
وبعد ذلك استولى على القسطنطينية الملك أكسرخوس الأول - وهو الخامس من ملوك الفرس قبل المسيح - من أربعمائة وخمس وثمانين سنة إلى أربعمائة واثنتين وسبعين سنة، ثم خلفه في الملك على القسطنطينية أهالي مدينة سبارط، وهي مدينة من بلاد المورة، وقاعدة بلاد لاكونيا، وكان تأسيس هذه المدينة في سنة 1880ق.م، والسلطان محمد الثاني استولى على سبارط المذكورة سنة 1460ب.م، وخربت في الجيل الثالث والثلاثين من تأسيسها، بعد أن كانت مقر حكومة بلاد المورة، وإلى الآن لم يزل لها آثار قديمة. ثم بعد استيلاء أهالي مدينة سبارط على القسطنطينية كما مر، خلفهم في الاستيلاء على القسطنطينية أهالي مدينة أثينا، فهذه المدينة والتي ذكرناها - أي سبارط - قد وقع النزاع والقراع سابقا بينهما على تملك القسطنطينية، وبقي ذلك الحال زمانا طويلا. أما أثينا المذكورة، فهي قاعدة قديمة لبلاد أتيكا، وأتيكا هي بلاد اليونان قديما، وقيل إن أثينا تأسست سنة 1643ق.م، وإن مؤسسها إنما هو شيكروب الذي ضمته إليها قبيلة مهاجرة من قبائل مصر، وأصل شيكروب من بلد «صا» في مصر.
وأما القسطنطينية فقد استقلت حينئذ وصارت معدودة ذات قوة بين القوات البحرية، وهي تعد من المدن سمع لها وقع كبير، وعرف لها شأن خطير في القدم، وتاريخها يستدعي النظر والاعتبار. ثم بعد هذا الاستقلال حصرها فيليب ملك مكدونيا، ولم يمكنه امتلاكها، وهو أبو إسكندر الكبير المدعو الملك فيليب الثاني الكبير ملك مكدونيا، الذي هو ابن أمنيتاس ثامن ملوك مكدونيا المدعو أيضا أمنيتاس الثالث، ولد سنة 383ق.م، ومات مذبوحا من بوصانياس سنة 336ق.م، وخلفه ابنه الأكبر الملقب بإسكندر الكبير، وكان حصار فيليب المشار إليه للقسطنطينية على غير طائل البتة، ثم اتحدت القسطنطينية مع الرومانيين، وساعدتهم في مدة حرب ميريادتس ملك البنطس الملقب بالكبير، وكان عدوا ألد للرومانيين شديد الإحنة والحقد عليهم، فكان جزاؤها على اتحادها أن أفيزت بالاستقلال التام، وذلك تحت ظل حكومتهم، وفي الجيل الأول عادت مثل طراشيا مرتبطة ومتعلقة في المملكة، وفي سنة 193ب.م اشتهرت القسطنطينية تحت إمرة الجنرال الروماني المدعو بسينيوس نيجار، وفي عهده حاصرها مدة ثلاث سنوات الملك سبتيم سافار، وهو أحد ملوك الرومانيين، أصله من مدينة لبتيس - من أعمال أفريقيا - فأمكن له أن يستولي عليها، فعاجلها بالدمار. ثم تجدد بناؤها بعناية الملك كاراكلا - أحد ملوك الرومانيين الذي ولد في مدينة ليون سنة 188ب.م، وهو ابن الملك سبتيم سافاروس المتقدم ذكره - وقد أقيم ملكا سنة 211ب.م.
وفي سنة 196ب.م كانت القسطنطينية تحت تسلط الملك غاليان وخلفائه، الذي هو أحد ملوك الرومانيين ابن الملك فالاريان، ولقد تولى غاليان سنة 253ب.م، وقتل تجاه مدينة ميلان من إيطاليا سنة 268ب.م، وأبوه الملك فالاريان المذكور قد ولد سنة 190ب.م، ولم تحصل القسطنطينية على رونقها إلا في زمن الملك قسطنطين؛ الذي أكمل ترميمها في الجيل الرابع سنة 330ب.م، أي بعد أن تبوأت اليونان أرضها، وهي كانت مبنية على سبع تلال، وسميت قسطنطينية نسبة إلى الملك قسطنطين الكبير المشار إليه المدعو قسطنطين البالبولوغوس، وهو قسطنطين الأول الملقب بالكبير ابن الملك قسطنطين من زوجته الملكة هيلانة، الذي مات سنة 306ب.م، بعد ما خلف قسطنطين الكبير المذكور سنة 274ب.م، فمات قسطنطين الكبير هذا سنة 337ب.م، وكان له ثلاثة أولاد: وهم قسطنطين، وقسطنسوس، وقسطان، ولقبها فروق؛ لأن فيها تفرقت القياصرة غربا وشرقا، فأقام هو في هذه المدينة، وتملك على الرومانيين في المشرق، وجعل هذه المدينة تخت قيصريته وقاعدة مملكة الرومانيين، فصارت كرسيا لملوك الشرق، وما لبثت أن فاقت على مدينة رومية التي كانت وقتئذ أم المدن بعظيم بنائها وكثرة شعبها وغناها واتساع تجارتها، حتى إنها بارتها وفاضلتها أيضا بقدمية الآثار المشهورة.
وفي سنة 413ب.م حدث فيها زلزلة؛ فدكتها وصيرتها قاعا صفصفا، واستمرت حتى بناها الملك تاودوسيوس الثاني مرة أخرى، وفي سنة 557ب.م حدثت فيها أيضا زلزلة عظيمة؛ فخربت ثانية بمدة الملك جوستنيان، أحد ملوك الشرق الذي تولى فيها ومات سنة 565ب.م، ثم جدد بناءها، وأعادها أحسن مما كانت سنة 658ب.م، قبيلة من مدينة أركوس. وأركوس هي مدينة من بلاد اليونان القديمة، كانت أسكلة بحرية للمورة، ولما انتصر البرابرة وتسلطوا علي المملكة الغربية، فجزئت المملكة الرومانية سنة 395ب.م، وكانت هذه المدينة قاعدة للمملكة الشرقية، أي أن ابتداء مملكة بزنتيا كان سنة 395ب.م - كما ذكرنا - وانتهاؤها سنة 1453ب.م، والبرابرة في الأعصر الخوالي كانوا قبائل غربية مختلفة في أوروبا، تدعى الأمم ذات الخشونة، وهم الهونيون والغوطيون والونداليون والبورجيون؛ الذين كانوا يسكنون الأقاليم الواسعة في شمالي أوروبا، والنورمانديون والغاليون نسبة إلى غالة فرنسا القديمة، واللومبارديون ومن شمالي جرمانيا ومن أقاليم مختلفة من ألمانيا ومن الشمال الغربي من ولايات آسيا وغيرها، فهؤلاء جميعا كانوا أقل تمدنا من اليونان والرومانيين، وكانوا يشنون الغارات على كل أقسام المملكة الرومانية، ويتقاطرون من أقاليم مختلفة؛ لينتقموا من الرومانيين جزاء لهم على سوء عملهم مع الناس، ولم تدخل أصلا في حوزة الرومانيين، بل كانت مشتتة في تلك الأقاليم الواسعة الواقعة في شمالي أوروبا وفي الشمال الغربي من ولايات آسيا، وهي الآن مأهولة بالدانيمرقية والأسوجية واللاهت والروسية والتتر الذين لم يعرف لهم تاريخ قبل هذه الغزوة في المملكة الرومانية، ومنتهى ما نعرف بخصوصهم إنما هو ما روي عن الرومانيين، ومن حيث إن الرومانيين لم يتوغلوا داخل تلك البلاد العقيمة، التي لا ينتج فيها زرع، فلم يوردوا لنا عنها إلا تفاصيل ناقصة جدا، تتعلق بأحوال تلك الأمم القديمة التي كانت تقطنها، وكانت هذه الأمم سالكة طريق التوحش والبربرية، لا تعلم شيئا من الفنون والكتب، ولم يكن لها زمن ولا رغبة في البحث على الوقائع الماضية، وربما كان لها إلمام بذلك في كونها تتذكر بعض وقائع حادثة، وأما الأزمنة الخالية فأغفلت عندهم نسيا منسيا، وربما موهوا عنها بحكايات وخزعبلات باطلة، وزيفوا تواريخها بالبسابس والترهات، وكثر عدد هؤلاء الأمم الخشنة الذين تغلبوا بالتعاقب على المملكة الرومانية من ابتداء القرن الرابع إلى وقت سقوط مملكة الرومانيين، وكان اليونان والرومانيون بذلك الوقت يحسبون في عداد الشعوب الأولى في العالم، وكانوا يدعون القبائل التي لا تعرف لغاتهم ولا شرايعهم وقوانينهم وآدابهم برابرة.
ولقد تواترت على مدينة القسطنطينية دهمات الملوك، فحل بها الخراب مرارا، وتتابعت عليها الحروب، فأغار عليها الدول من التتر والأعاجم وأهل البلغار والصليبية وغيرهم، ولقد كابدت شدة الحصار مرارا، وقاست غزوات هائلة، فشملها النهب والسلب والخراب المرة بعد الأخرى، ثم لم تطل المدة حتى حصرت القسطنطينية ولم تؤخذ، فأول من حاصرها هم القبائل غير المتحدة، وهم من التتر وخلافهم، وذلك سنة 593ب.م، ولم يمكنهم أخذها، ثم حاصرتها القبائل المتحدة مع الفرس سنة 625ب.م، وهذه القبائل من متحالفة وغير متحالفة هن قبيلتان، أصلهما من التتر، ظهرتا في غربي شاطئ نهر الدون من بلاد الروس سنة 557ب.م، وكفى بما أسلفناه من القول في أصل جميع هذه القبائل. ثم حاصر العرب القسطنطينية من سنة 671 إلى سنة 678ب.م، وهم الذين أغاروا على إسبانيا سنة 712ب.م. ثم حاصرها البلغار سنة 755ب.م، والبلغار هم شعوب قديمة كانت على شطوط نهر فولكا في بلاد الروس، وفي الجيل الثامن ب.م فشا في القسطنطينية علة الوباء واشتدت، فكان عدد من ماتوا فيها ثلاثمائة ألف نفس، ثم حاصرها شعب يدعى فاريك سنة 866ب.م - وهو شعب نورماندي أتى من بلاد ناروج - ثم عقبه الصليبيون، واستولوا على القسطنطينية سنة 1203، وأقاموا عليها ملكا؛ الملك ألكسيس الرابع ابن إسحاق الملاك الملقب بألكسيس الصغير، وكان عمه ألكسيس الملاك قد طرد أباه إسحاق الملاك وأودعه السجن سنة 1195ب.م، فأنجاه من السجن ولده ألكسيس الرابع المذكور، وجعل لأبيه إسحاق الملاك حظا في الملك، فألكسيس الملاك ملك القسطنطينية تعاصى على أخيه إسحاق الملاك المرقوم، وانتزع من يده الملك سنة 1195ب.م، ودام له الملك حتى خلعه منه ابن أخيه ألكسيس الصغير - المار ذكره - سنة 1203ب.م كما تقدم، فتولى ألكسيس المومأ إليه مدة ستة أشهر فقط، ثم قلبه عن تخت الملك وخلفه ديكاي مرتزفل المدعو ألكسيس الخامس.
ثم عاد الصليبيون ثانية، وأخذوا القسطنطينية في السنة الثانية تحت راية الملك ديكاي مرتزفل المذكور، وإذ ذاك استقر الصليبيون وأقروا القسطنطينية على حال واحدة، وأسسوا فيها المملكة اللاتينية، وكان جلوس ديكاي مرتزفل على كرسي الملك سنة 1204ب.م؛ أي في السنة الثانية بعد خلع الملك ألكسيس الرابع الصغير، وكانت مدة حكم ديكاي المشار إليه أشهرا قليلة ؛ حيث قلبه الصليبيون عن منصب الحكم، وولوا عوضه بودوان أمير مقاطعة قديمة في فرنسا تدعى فلاندر، وهذا الأمير كان قائد جيش الصليبيين، وفي سنة 1261ب.م حضر الملك ميخائيل بالولوغوس الثامن - ملك مدينة نيس «من أعمال إيطاليا» - واستولى على القسطنطينية بغتة، وصعد عرش المملكة الشرقية واستوى، وهذا الملك هو من أوجه العائلات في الشرق، تولى أولا مدينة نيسا «مدينة من بلاد الأناضول»، وهو سلطان مملكة البالولوغوس، والبالولوغ هي عائلة شريفة، خرج منها عدة ملوك وتولوا القسطنطينية، فمات الملك ميخائيل سنة 1282ب.م؛ إذ كان يجهز عساكره على طراشيا التي يدعونها الآن روملي، فالصليبيون هم الذين اكتشفوا البوصلة - أي بيت الإبرة - التي صارت بها حالة الملاحين إلى الأمن والطمأنينة، وسهلت المعاملات بين الأمم البعيدة، فكأنها قربت الناس بعضهم من بعض، وبعد ذلك كله هجم على القسطنطينية مرارا عديدة السلطان أورخان سنة 1337ب.م، والسلطان بايزيد، والسلطان مراد الأول. أما السلطان أورخان فقد أخذ عدة مدن عنوة في جملتها مدينة نيسا، التي عقد فيها مجلسان آنفا «وهي من بر الأناضول». أما استيلاؤه على هذه المدن، فإنه كان سنة 1333ب.م، وقد سلب ما في ضواحي الأستانة سنة 1337ب.م، وسن شرائع المملكة ورتب القوانين. أما السلطان مراد الأول فقد أتم تحصيل المملكة سنة 1362ب.م، وأحدث طريقة الانكشارية المعروفة بالوجاق «وسيأتي بيان وقت ولادتهم وجلوسهم على تخوت الملك، إلى غير ذلك في الجدول المدرج في هذا الكتاب.»
وأخيرا أخذتها الدولة العلية من يد الدولة الرومانية، وكان ذلك الفتح المبين في التاسع والعشرين من شهر أيار سنة 1453ب.م، الموافق للعشرين من جمادى الأول سنة 857، تحت راية السلطان محمد الثاني الملقب بالفاتح، ويكنى بالأكبر، ولد في مدينة أدرنة سنة 1430ب.م، وخلف أباه السلطان مراد الثاني، الذي توفي في مونيزيا سنة 1451ب.م، وقد حاصر أيضا السلطان محمد بلغراد، واستولى على قونتة، وضرب أداء الجزية على بلاد مورة، وفتح مدينة طرابزون سنة 1462ب.م، التي فيها كانت نهاية دولة الروم، وفتح غيرها من المدن، وأغار سنة 1470ب.م على جزيرة اغربوزة التي يقال لها في بعض الكتب العربية نقر بنت، واستولى على قاعدة مدنها، وبعد ذلك بعشر سنوات أرسل أسطولا من البوارج الكبيرة إلى جزيرة رودس، ففرقت من سطوته بلاد إيطاليا وبلاد أوروبا وآسيا، ولم ينقذها منه إلا موته؛ فإنه كان يضاهي إسكندر الكبير، وكانت وفاته سنة 1481ب.م، ومدة ملكه إحدى وثلاثين سنة، وعمره إحدى وخمسين سنة.
وهذا السلطان المشار إليه هو من خلفاء السلطان عثمان الغازي بن أرطغرل - أول سلطان في المملكة التركية - وإليه تنتهي سلاطين آل عثمان ودولتهم العثمانية المعظمة، الذي استولى على جانب عظيم من آسيا الصغرى سنة 1305ب.م، وجعلها تخت السلطنة، ولقد أفصح المؤرخون بقولهم إنه من حين بنى القسطنطينية الملك قسطنطين الأكبر إلى ذلك الوقت؛ أي حين فتحها الأخير كما ذكر، قد حصرت تسعا وعشرين مرة، وأخذت سبع مرات، وفي المرة الأخيرة أخذها حضرة السلطان المشار إليه وضمها إلى المملكة، وتقررت هذه المدينة حينئذ على وجه قطعي، وصارت قصبة المملكة، فالقسطنطينية لها وقع عظيم في التاريخ الكنايسي، وليست هي الآن من موضوع كلامنا. أما المراد بالانكشارية على ما مر من ذكر هذه اللفظة قبلا، فهو أن لفظ انكشارية تركي معناه العساكر الجديدة، وهو وجاق جعله السلطان مراد الأول سنة 1362ب.م، زهو السلطان الثالث في الدولة العثمانية، وقد أكمل ترتيب هذا الوجاق السلطان بايزيد الأول سنة 1389ب.م، فإنشاء هذا الوجاق أولا على الوجه الآتي: فإن السلطان مراد الأول أراد أن يحدث وجاق من العساكر لخدمة نفسه؛ ليكون حرسا له وخفرا، فأمر ضباطه بأن يأتوا إليه كل سنة بخمسة من الشبان الذين يؤخذون أسرى في الحرب توصلا تمام مراده؛ إذ إن ذلك آيل لمصلحة الدولة، فجرت العادة منذ ذاك الحين بأن تقدم له الأولاد الأسارى، فيربيهم ويدربهم على أصول دين الإسلام، حتى تعهدوا من صغرهم الطاعة والضبط والربط والتدرب على الطريقة العسكرية، وكان لهم جانب عظيم من الشجاعة، ثم جعل منهم طائفة سميت الانكشارية، سرت فيها الغيرة الدينية والحمية الإسلامية، فخصصها السلطان بأسنى علامات الشرف التي ينعم بها الملوك على من شملوهم بالتفاتهم الخاص، فكان هذا سببا في تقوية هذه الطائفة في أصول الجندية وإغرائها بحب الفخار والقتال؛ فعلا شأنها، وارتفع مقامها، وصارت في عاجل الحين أعظم العساكر العثمانية، وكان ذلك مدعاة لنجاحهم وانتصارهم، فاشتهروا بالبسالة والامتياز عن جميع الوجاقات التي كانت معدة لخفارة ذات السلطان، وعادوا يبذلون جهدهم في خدمة السلاطين، حتى صار السلاطين يراعون وجاقهم ويعاملونهم أحسن معاملة، وكان وجاق الفابوكلي - يعني خفر باب السلطان - هو المهاب في الدولة الذي يخشى بأسه السلطان ووزراؤه، وحينما عبأ السلطان مراد الأول المشار إليه فرقة من هؤلاء العساكر، بعثها إلى الحاج بكتاش - وكان من الأولياء، واشتهر بالمكرمات والإنباء بالغيب - وأرسل إليه راجيا منه أن يسمي هذا الجيش الجديد باسم خاص، وينشر عليه لواء، ويسأل الله تعالى نصرته في الغزوات، فلما مثلت تلك العساكر بين يديه، وضع كمه على رأس أحد رؤسائهم، وقال: فليدعوا بالانكشارية، وأخذ في الدعاء لهم، فقال: اللهم اجعل لهم الشوكة دائما أبدا، وكللهم بالظفر سرمدا، واجعل نصالهم قاطعة، وسنانهم على هامات أعدائهم لامعة، واجعلهم في كل جهة مسرورين، وردهم آمنين فرحين، فكان عددهم في الأصل ستة آلاف عسكري، وهذا العسكر مؤلف من عسكر بيادة، وكان ينظم في سلكه أشد الرجال، وأخيرا زاد عددهم فبلغ في أيام السلطان اثني عشر ألفا، وذلك سنة 521م، ثم أخذوا في الكثرة من ذلك الوقت، وكانوا يشتهرون بالبراعة العسكرية، وينتصرون في الحرب، حتى صاروا أقوياء، فتعاصوا على السلاطين، وكانوا قبل تعاصيهم مخوفين، يأتون أعمالا منكرة، ففعلوا في القسطنطينية أفعال العساكر البريطوريانية في مدينة رومية، فانحط وجاقهم عن درجته؛ لمساوئهم وفعائلهم المستهجنة، فتحصنوا في القسطنطينية في شهر حزيران سنة 1826 للميلاد.
وكان أول من أبطل وجاقهم السلطان محمد الثاني الملقب بالفاتح، بعد أن تأتى عليهم خطب عظيم، وذبحوا في القسطنطينية، حتى في نفس آت ميدان وما بقي منهم جد في آثارهم، فأدركوا في الولايات وباقي حدود المملكة، ثم إن أول من سن أحكام العسكرية في الدولة العثمانية المرحوم السلطان سليمان، الملقب بالسلطان الفاخر، ويعرف عند الترك بالقانوني ، وهو الذي رسم بجعل الخزائن على مثال منتظم؛ هذا ما قرره المؤرخون، وأن الدولة العثمانية العلية كان لها في زمن شرلكان ارتباط وعلاقة مع دول أوروبا، وأنها كانت تتداخل غالبا تداخلا جامعا بين السطوة والبأس. أما منشأ الأتراك فهو من تركمانيا، التي هي قسم من بلاد التتر في نواحي بحر الخزر، وهنا محل لأن نبسط الكلام في أصل الأتراك وأصل الدولة العثمانية الطاهر وفقا لأقوال المؤرخين؛ فقد قيل إن الأقاليم الجنوبية التي هي أخصب بلاد آسيا، لا بد أن يفتحها عدة مرات الأمم أهل القوة والشجاعة الذين كانوا يسكنون بلاد تتارستان الفسيحة، فمن هؤلاء الأمم طائفة تسمى بالترك، ويقال لها أيضا أمة التركمان، جاءت مع رؤسائها مرارا عديدة، وفتحت البلاد بالتتابع من سواحل بحر الخزر إلى بوغاز الدردانيل «وهو بوغاز إسلامبول»، وفي أثناء القرن الخامس عشر فتح هؤلاء الشجعان ذوو السطوة والحماسة مدينة القسطنطينية، وتغلبوا على الروم، وهم اليونان، وعلى الأفلاق والبغدان وغيرهما من بلاد الروملي، وعلى مقدونيا، وعلى قسم من بلاد المجر، وبلاد البارستان إنما هي بلاد التتر، وكانت في القرن الثاني عشر أرحب الممالك وأعظمها شوكة؛ وذلك لأن الإمبراطور جنكيزخان جمع قبائل التتر وجعلها عصبة واحدة، فقويت بذلك شوكته، وتغلب على بلاد الصين وبلاد العجم وجميع بلاد آسيا من بحر الأسود إلى بحر الهند، ثم تغلب خلفه على بلاد الموسقو وبلاد بولونيا وجزء من بلاد ألمانيا، ولو لم يدرك الفشل هذه القبايل، لاستدركت على بلاد أوروبا قاطبة، ومن رواية بعض المؤرخين أن التركمان في الأصل تتر، جاءوا من بلاد التتر وشمالي بحر الخزر، وقال آخرون: إن التتر اسم لعدة قبايل مختلفة، كل قبيلة منها تسمى باسم يخصها دون غيرها، إلا أنها متفقة بالأخلاق وبالعادات، ولهم مهارة في ركوب الخيل، ولما انقرضت الدولة الرومانية غادروا صحاريهم، وانتشروا كالجراد في الأقطار؛ فمنهم من تغلب على بلاد أوروبا، وهم الهونيون، ومنهم من استولى على بلاد العجم ثم على معظم أناطولي، وبعد ذلك تغلب على مدينة القسطنطينية التركمان كما ذكر.
أما التتر منهم فهم قوم رحل، وقيل إنهم نزلوا في خراسان، وتزوجوا من نساء تلك البلاد، فأنتج من ذلك جنس يسمى عند الفرس تركمان؛ أي شبيه بالأتراك، مع أن الحجري قال في تفسيره (عدد 2 ص10 من سفر التكوين): إن من توغرما بن يافث بن نوح قد تناسل الأتراك الذين يسمون تركمانا أيضا، ولذلك يسمي اليهود الآن ملك الأتراك توغار، ومما جاء أيضا بالتاريخ عن التتر وأصلهم أنهم من مدينة شيتوبولي، مدينة في فلسطين، وقد سماها القوم الشيتيون باسمهم لما هاجموا فلسطين في عهد يوسيا بن آموص ملك يهوذا، والشيتيون: هم من التتر الذين سموا هكذا من بقعة نهر تتر على الأصح وسكانها، سموا سومنغلي؛ أي المغل المائيين، وكان اسم المغول علما عاما يتناول كل قبيلة كانت مؤلفة من طوائف شتى، كقول آتون براس 16 في التتر، واليونان قد دعوا جميع القبائل التي كانت تسكن فوق جبل قوقاف داخل جبل إيما وخارجا عنه، حتى إلى الأوقيانوس الشمالي شيتيين بلا فارق، وتقسم شيتيا إلى ما داخل جبل إيما وإلى ما خارج عنه، وقد قام ملوك من هذه القبائل تولوا لا على هذين القسمين فقط؛ بل على الصين والهند والفرس وماديه وبين النهرين وسورية وأرمينيا والبنطوس والأناضول، وغيرها من الأماكن في آسيا وأوروبا أيضا، وكان التتر قديما مذعنين لسلطة ملوك قطا؛ أي الصين الشمالية، التي يحدها غربا تركستان، وجنوبا الصين، وشرقا أرض وبحر أيسون المعروف بدي ياسو، وشمالا بلاد التتر الحقيقية، وهي قسم من ساريكا القديمة؛ أعني ما وراء الجبال الإيمودية، حيث تبتدئ تلك الأسوار الشهيرة، التي تفصل بين التتر وأهل الصين، وهم من نسل ماجوج بن يافث بن نوح، وأول من أسس مملكتهم في بلاد التتر الشرقية جنكيزخان سنة 1203م، وكان يسمى تيمورشين؛ ومعناه في لغتهم حداد، ولم يكن عندهم قبلا أحرف للكتابة، فأخذوها عن الإيغوريين بأمر ملكهم جنكيزخان - المشار إليه - كقول ابن العبري في تاريخه السرياني وغيره من المؤرخين، والإيغوريون: طائفة من المغول، سموا كذلك من بلدهم يوغرا في شيتيا الشمالية التي انجلوا عنها، وحلوا في أصقاع عديدة منها أونغارية، أي المجر التي أخذت الاسم عنهم. وأما جنكيزخان، فمات سنة 1238ب.م، وخلفه في الملك أوختاي الذي يسمونه قاآن، ومات سنة 1246ب.م، وخلفه ابنه كويوك، وكان مسيحيا، ومات سنة 1251ب.م، وخلفه منغوخان بن توت بن جنكيز، وتنصر، ومات سنة 1260ب.م، وخلفه قوبلاي، وتوفي سنة 1302ب.م، فهؤلاء الذين تملكوا على بلاد التتر الشرقية.
وأما في بلاد التتر الغربية فولي هولاكو أخو منغو وقوبلاي المذكوران، وكان هذا مسيحيا، واستتب له الملك فيها وفي العجم وبين النهرين وسورية سنة 1256ب.م، ثم في بغداد سنة 1258ب.م، ومات سنة 1295ب.م، وعقبه ابنه أبغا، الذي توفي سنة 1282ب.م، في مدينة همذان الكائنة في بلاد الجبل المسمى بالعراق العجمي أيضا، وخلفه أخوه تاخودار، الذي مات سنة 1284ب.م قتيلا من أرغون بن أبغا أخيه، وأول من دخل في دين الإسلام من التتر تاخودار، فسمي أحمد، وخلفه أرغون ابن أخيه أبغا، ومات سنة 1291ب.م، وقام عوضه أخوه كيغان، وتوفي سنة 1295ب.م، وخلفه باياد بن ترغات بن هولاكو، وقتل سنة 1295ب.م، وخلفه قازان بن أرغون، ومات من السم بقرب همذان سنة 1303ب.م، وتملك بعده أخوه خربندا، ومنهم من يسميه خدابنده؛ أي عبد الله بالفارسية، وكان مسيحيا، اسمه نيقولاوس، ثم أسلم وسمي محمدا وغياث الدين، ومات سنة 1317ب.م، وملك بعده ابنه أبو سعيد، فأظهر السنة، ومات سنة 1335ب.م، وخلفه ابنه حسن سنة 1336، ومات سنة 1356ب.م، وهو الذي أسس دولة التتر، التي يسميها العرب القانية، وبقيت بعده إلى سنة 1410ب.م، وكان من أملاكها العراق وماديا، ومركزها مدينة بغداد ؛ لأن بعد موت أبي سعيد قد انقسمت بلاد التتر الغربية إلى دول عديدة، فأويس بن حسن تولى مملكة بغداد وأزربجان، من سنة 1356 إلى سنة 1374ب.م، وخلفه ابنه حسين، واستمر إلى سنة 1381، وتخلف أحمد لحسين أخيه، وسنة 1392ب.م طرده من ملكه تيمورخان، المسمى تمرلنك؛ أي تيمور الأعرج، وهو ملك التتر - أي المغول - الذي اشتهرت وقائعه سنة 1400ب.م في العجم والفرس والديلم والعراقين وطبرستان وأرمينيا والموصل والجزيرة وبر الشام، وغيرها في عهد الملك الناصر زين الدين فرج بن برقوق على الديار المصرية، وكان نائبه سودون في دمشق، فهرب أحمد إلى مصر وأقام فيها إلى سنة 1404ب.م، وفيها توفي تمرلنك، وقال بعضهم سنة 1405، فعاد أحمد إلى ملكه بغداد، وبقي فيه إلى سنة 1410ب.م، وفيها قتله، وأولاده القرا يوسف ملك التركمان، وابتدأت منذ ذاك دولة التركمان بين النهرين والعراق وماديا والعجم، وتقسم إلى دولتين، إحداهما تسمى دولة السود من راية كانت لهم، وعليها تمثال آيل أسود، وكان أول هذه الدولة القرا يوسف المذكور ابن محمد سنة 1410ب.م، واستمرت إلى سنة 1468ب.م، وفيها قتل حسن بك المسمى الأزن قازان؛ أي حسن الطويل حسن علي بن إسكندر بن يوسف المار ذكره، والأخرى كانت تسمى دولة البيض من صورة آيل أبيض مرسومة على رايتها، وقد ابتدأت بحسن الطويل المذكور سنة 1469ب.م.
وبقيت إلى سنة 1514ب.م، وفيها قتل مراد بك، أحد ملوكها من صوفي إسماعيل، مجدد مملكة العجم الذي تولى خلفاؤه مملكة التركمان من سنة 1523ب.م إلى سنة 1638ب.م، التي فيها أخذ مراد الرابع سلطان الأتراك مملكتهم وضمها إلى المملكة التركية، التي هي أقدم من دولة التركمان المذكورة؛ لأن أولها السلطان عثمان بن أرطغرل، تملك سنة 1298ب.م، كما قلنا آنفا، وإليه تعزى سلاطين آل عثمان ودولتهم العثمانية المعظمة، ويكنى بالغازي، وتوفي سنة 1326ب.م؛ فخلفه ابنه أورخان، ونقل كرسيه إلى مدينة برسا، ومات سنة 1357ب.م، وخلفه ابنه مراد الأول، ومات سنة 1390ب.م، وخلفه ابنه بيازيد الأول، ومات سنة 1403، وخلفه ابنه عيسى، وبعد سنة من ملكه تغلب على أخيه سليمان الأول بن بيازيد سنة 1404ب.م، وقتل سنة 1412ب.م، وخلفه أخوه موسى، فتغلب عليه أخوه محمد الأول، وقتله سنة 1415ب.م، ونقل كرسيه إلى مدينة أدرنه، وهي أدريانو بولي التي هي طراسة، ومات سنة 1422ب.م، وخلفه ابنه مراد الثاني، ومات سنة 1451ب.م، وخلفه ابنه محمد الثاني، وأخذ القسطنطينية من الملك قسطنطين البالبولوغوس سنة 1453ب.م، ودرابزون سنة 1462ب.م، التي فيها كان انقراض دولة الروم - كما ذكر - ومات سنة 1481ب.م، وعقبه ابنه بايزيد الثاني، الذي حدث بمدته زلزلة في القسطنطينية سنة 1509ب.م، في 14 أيلول لم يحدث مثلها من قديم الزمان، دكت ألفا وسبعين بيتا ومائة وتسعة جوامع وجانب عظيم من السرايا الملوكية وأسوار المدينة وعطلت مجاري المياه وغشي البحر البر، وكانت أمواجه تدفق إلى فوق الأسوار، وبقيت هذه الزلزلة تتكرر مدة خمسة وأربعين يوما، وأقام السلطان بايزيد المشار إليه أياما في خيمة ضربت له داخل الجنينة، ثم توجه لأدرنه، وبعد أن انقطعت الزلازل، جمع خمسة عشر ألفا من المعلمين والفعلة؛ لإعادة ما هدم وإصلاحه.
وفي سنة 1611ب.م مات من الوبا مئتا ألف نفس، ثم اعتزل الملك ومات سنة 1512ب.م، فقام ابنه سليم الأول مكانه، ومات سنة 1520ب.م، وخلفه ابنه سليمان الثاني، وتوفي سنة 1566ب.م، وخلفه ابنه سليم الثاني، ومات سنة 1574ب.م، وخلفه ابنه مراد الثالث، وتوفي سنة 1595ب.م، وخلفه ابنه محمد الثالث، ومات سنة 1603ب.م، وخلفه ابنه أحمد الأول، ومات سنة 1617ب.م، وخلفه أخوه مصطفى الأول، وبعد مضي شهرين من ملكه خلع ومنع من الحرية المطلقة، وأقيم مكانه عثمان ابن أخيه، ثم خلع من الملك وأرجع إليه مصطفى، فقتل عثمان ابن أخيه سنة 1622ب.م، ثم خلع مصطفى من الحكم وحجر عليه ثانيا، وتنصب مكانه مراد الرابع أخو عثمان بن أحمد الثاني، ومات سنة 1640ب.م، وخلفه أخوه إبراهيم، وقتل سنة 1649ب .م، وخلفه ابنه محمد الرابع، وسنة 1687ب.م نزع من الملك، وحجز عليه، ومات سنة 1693، بعد أن كان تنصب مكانه أخوه سليمان الثالث سنة 1687ب.م، ومات سليمان الثالث سنة 1691ب.م، وخلفه أخوه أحمد الثاني، ومات سنة 1695ب.م، وخلفه مصطفى الثاني ابن محمد الرابع، وخلع من الملك سنة 1703ب.م، وفيها حجز عليه، ومات، وخلفه أخوه أحمد الثالث سنة 1703ب.م، وخلع وجعل مكانه محمود الأول ابن مصطفى الثاني سنة 1731ب.م، ومات سنة 1754ب.م، وخلفه عثمان الثالث أخوه، ومات سنة 1757، وفيها عقبه مصطفى الثالث ابن أحمد الثالث، ومات سنة 1774ب.م، وخلفه عبد الحميد أخوه، ومات سنة 1788، وخلفه سليم الثالث ابن مصطفى الثالث، فقلبه الانكجارية عن كرسي الملك، وأجلسوا مكانه مصطفى الرابع ابن عبد الحميد سنة 1807ب.م، ثم خلع، وتنصب عوضه محمود أخوه سنة 1808ب.م، ومات سنة 1838ب.م، وخلفه ابنه عبد المجيد خان، ثم توفي السلطان عبد المجيد سنة 1861ب.م، وخلفه بعد أيام قليلة أخوه السلطان عبد العزيز خان، وتوفي سنة 1876، وخلفه السلطان مراد الخامس، وخلع بعد ثلاثة أشهر وثلاثة أيام، وخلفه حضرة السلطان المعظم والخاقان الأعظم أمير المؤمنين وخليفة المسلمين سيدنا ومولانا السلطان ابن السلطان عبد الحميد خان الثاني، ولد سنة 1842، وجلس سنة 1876، وهو المستوي الآن على عرش الملك، أيد الله سرير سلطنته بالعز والإقبال ما تلت الأيام الليالي، ولقد قرر التاريخ معنى الأتراك والعثمانيين كما سيأتي موضحا بالتفصيل، فقال: إن الأتراك هم عائلة عظيمة من أجناس تدعى هند وجارماني، قد استوطنت زمانا طويلا في تركستان المستقلة، وفي الأماكن الواقعة على شمالي بلاد الصين، واختلطت بجنس يدعى عند العامة تترا.
والتتر: هم شعب أصله من بلاد تركستان المستقلة، والظاهر أنهم اختلطوا مع الأتراك، وكذا يطلق لفظ التتر على أولئك الذين استوطنوا وسط بلاد آسيا، وكان ظهور التتر سنة 1218ب.م، ونكلهم في المسلمين، وتملكوا أكثر بلدانهم من العراق وما يليه إلى خراسان وبعض فارس، ومنذ القديم لم يكن التتر - كما ذكرنا آنفا - قبيلة واحدة؛ بل عدة قبائل، قسمها آيتون في تاريخ التتر كتاب 16 إلى سبع، لما تملك وانتصر عليهم جنكيزخان ملك المغول في الجيل الثامن عشر، وأدخلهم في عسكره، وقد يطلق اسم تتر على المغول أنفسهم، ثم إن للملك جنكيزخان - المار ذكره - غزوات شتى، لا حاجة إلى ذكرها هنا، ومعنى جنكيزخان: أي السلطان القادر، ولد سنة 1164ب.م، ومات سنة 1227ب.م، ثم في سنة 1299ب.م أمكن للتتر أن يستولوا على دمشق وغزة والقدس وبلاد الكرك وسائر الديار الشامية، وكان ملكهم حينئذ قازان بن أرغون بن أبغا بن هولاكو المسيحي صاحب المغول - كما ذكرنا قبلا - ثم ترحلوا عنها إلى بلدانهم. ولنرجع الآن إلى ما نحن بصدده، فنقول بعد اختلاط العائلة التركية بالتتر، كما مر، ذهبت في الجيل العاشر، وسكنت بلاد الفرس وآسيا الصغرى التي يدعونها بر الأناضول، ولقد لحق بهذه العائلة قبائل متحدة، وكانت تختلط غالبا مع هذه القبائل التي كانت خاضعة لسطوتها. أما الأتراك فإنهم كانوا يجعلون في البلدان المغلوبة المضروبة عليها الذلة والاستكانة ولايات أو دولا عديدة، أشهرها دولة تدعى دولة الغزنوية، وهي دولة إسلامية تولت سنة 214ب.م على قسم عظيم من بلاد العجم وهندستان، ودولة الغزنوية المذكورة منسوبة لمدينة غزنا، قاعدة مملكة هذه الدولة «كذا في الأصل»، ويمكن القول إن مدينة غزنا داخلة في بلاد الفابول؛ أي الأفغانستان، وآخر ملوك هذه الدولة الذين لا محل لتعدادهم هنا هما خوسروشاه وخوسرو ملك. أما خوسرو ملك فانغلب ومات سنة 1189ب.م، وهو خاتمة هذه الدولة، وفي جملة من اشتهر في هذه الدول على ما مر دولة تدعى السلجوقيين، ودولة تدعى العثمانيين. أما السلجوقيون فهم دولة شرقية مشهورة، وأول من ملك عليها السلطان طوغرول بك، وهو أصغر أولاد السلجوق الذي قدم من فيافي آسيا الواسعة من بلاد تركستان، وذلك في بدء الجيل الحادي عشر، وهو الذي أسس دولة السلجوقيين، وكانت له الرئاسة على هذه الدولة، والمراد بقولنا أصغر أولاد السلجوق الذي أتى من سهول تركستان، أن السلجوق أتى من تلك الصحاري، وهو أصغر أولاده؛ أي حفيده، فالسلجوق حينما أتى من هناك في أول الجيل الحادي عشر استولى على مدينة نيخابور مدينة في إيران يسمونها خراسان، وكان رئيس عشيرة وقبيلة من التركمان، وذلك في سنة 1037ب.م، وفتح المملكة الغزنوية ومدينة بلخ من تركستان المستقلة ومدينة خوارزمي من تركستان الغربية ومدينة طابرستان، وهي أيالة في بلاد إيران. ثم تولى شعوب البويد من أصفهان العجم، والبويد هي دولة إسلامية، استولت على العجم والعراق في الجيل العاشر والحادي عشر، ثم تأتى له أن يكون سلطانا على بغداد وأمير الأمراء ومصاهرا للخليفة، ثم توفي طوغرول بك سنة 1063ب.م، وكان له من العمر سبعين سنة، وخلفه سنة 1064ب.م ابن أخيه السلطان المدعو قلب أرسلان؛ أي قلب الأسد الشجاع، الذي أخضع لحكومته بلاد كرجستان وبلاد أرمينيا وجزءا من آسيا الصغرى وكل مملكة العجم، ثم خلفه ابنه ملك شاه المدعو جلال الدين، الذي رتب بما سنه من الشرائع أكثر أقطار سورية وبعض أماكن في وسط آسيا، وذلك من سنة 1072 إلى سنة 1092ب.م، ولكن في سنة 1074ب.م أنشأ ابن عمه السلطان سليمان بن قوطولميش دولة أو مملكة ثانية للسلجوقيين في مدينة قونية، وهذه المملكة هي التي صارت بلاد نيسا قاعدة لها مشتملة على آسيا الصغرى وسيليشيا وأرمينيا المسماة بلاد الروم، وعلى حلب والشام وأنطاكية والموصل.
ثم بعد وفاة الملك شاه المشار إليه ترتب للسلجوقيين ولايات أو مقاطعات، لكن دولتها أو سلطنتها هي أصغر وأحقر جدا من المملكتين المار ذكرهما. أما انقراض سلاجقة الفرس فإنه كان في سنة 1194، وآخرهم كان طوغرول الثاني، الذي هو آخر أمير من أمراء سلاجقة العجم، وهو الذي هزمه بعد ذلك سلاطين الخوارزمي، وفي رواية التاريخ أيضا مزيد إيضاح عن ميخائيل بن السلجوق بأنه قد أتى بعشيرته من التتر إلى بلاد فارس وخراسان التي تأويلها بلغتهم بلاد الشمس، وأن طوغرول بك المذكور آنفا هو أول أمرائهم، تسمى سلطانا على بغداد سنة 1506ب.م، وتملكها خلفاؤه، وامتد ملكهم من حدود الصين شرقا إلى أناضولي غربا، واتصل إلى سورية ومصر أيضا، وفيها انقرضت الدولة الغزنوية، ثم انقسم ملكهم إلى مملكة إيران وقرامان، التي هي الآن قسم من مملكة إيران بين فارس غربا، وبلوخستان وأفغانستان شرقا، وسورية وقونية في آسيا الصغرى، وهي أعظمها.
وكانت مدينة قونية سابقا محل إقامة سلاطين الدولة السلجوقية، وأنه قبل ميخائيل بن السلجوق كانت أنطاكية وسورية والقدس في حوزة الإسلام، إلى أن دهمها الإفرنج الصليبيون، واستولوا عليها، ودام استيلاؤهم عليها - أي على الديار الشامية - حتى سنة 1098ب.م، وفيها تملكوا أنطاكية وما يليها، وكانت أنطاكية حينئذ خاضعة لسلطان بغداد برخياروق بن مالكشاه السلجوقي، وهو الثالث من ملوكهم في العجم سنة 1073ب.م، وصاحب العراق وبلاد العجم الذي توفي سنة 1104ب.م، بعد أن عهد الملك إلى ابنه جلال الدولة، ولما كان ابنه غير بالغ أشده، جعل وصيا عليه إياد المملوك في تدبير المملكة ؛ فساء ذلك أخاه السلطان محمد، الذي كان قد اختبأ من وجه أخيه إلى بلاد أرمينيا، ورجع فقتل إياد المملوك، ودخل بغداد واستقام له الملك، وخلع عليه المستظهر بالله الخلع السلطانية، وتلقب بغياث الدين، ومات سنة 1199ب.م في مدينة أصفهان من بلاد فارس الغربية وملك بعده ابنه أبو قاسم محمود، وهو منسوب إلى ميخائيل بن السلجوق كما مر، ومن قول المؤرخين بعد انقراض الدولة السلجوقية في خلال سنة 1300ب.م، استظهر الأتراك العثمانيون حتى سادوا جميع آسيا الصغرى سنة 1486ب.م، وأن الدولة الغزنوية منسوبة إلى غزنة إحدى مدن بلاد فارس الشرقية، وهي على ضفة نهر وحولها سور من حجر؛ لأن هذه البلاد كانت تابعة خلفاء بغداد إلى الجيل العاشر حينما عصى والي مدينة هراة الكائنة في الشمال الغربي منها، وانتقل إلى غزنة، وجعلها قصبة ولاية صغيرة، وبعد وفاته خلفه أحد مماليكه، وكان اسمه سبكتكن، وقويت شوكة مملكة غزنة في أيامه، وخلفه ابنه محمود سنة 997ب.م، وهو أعظم ملوكها، وضم إلى ملكه خراسان الحاصلة على الحدود القديمة، التي كانت لبكتريا وما يليها، وتركستان هي التي كانت تحت ولاية الدولة الزمغانية - الآتي ذكرها - ثم انقرضت الدولة الغزنوية في سنة 1153ب.م، وعقبتها الدولة السلجوقية، وتملك غزنة محمد ملك خوارزم الكائنة في شمالي خراسان وشرقي بحر الخزر وغربي ما وراء النهر، ثم انقرضت دولة خوارزم حين أغارت عليها التتر تحت لواء جنكيزخان.
أما خوارزم فهي الآن من بلاد التتر المستقلة والنسبة إليها خوارزمي، ويحد بلاد التتر هذه المسماة تركستان أيضا شمالا سيبيريا، وشرقا بعض سيبيرا والصين، وجنوبا بعض الصين والأفغانستان وهراة وإيران، وغربا بحر الخزر ونهر أورال، ويقسمونها إلى ثلاثة أقسام: الأول تركستان الجنوبية؛ أي الواقعة في جنوبي النهر المسمى عند العرب جيحون وهواكسوس المنبجس من جبال البلور ومصبه في بحيرة أرال، التي يصب فيها نهر آخر خارج من جبال البلور أيضا، ويسمى نهر سير ونهر سيحون وهو يكسوت، وهذا القسم من تركستان يقسمه العرب إلى طغارستان وبزحشان الواقعة شرقي بلاد بلخ وبعض خوارزم، والثاني تركستان الوسطى، وهي الأراضي الواقعة في شمالي جيحون وفي وادي نهر سير المعروف ببلاد فرغانة، ويسميه العرب بلاد ما وراء النهر «أي نهر أكسوس» الواقعة شمالي بلاد بلخ، ومن مدنها بخارا، وكانت خاضعة لعدة دول منها: الصفارية والزمعانية والغزنوية والسلجوقية والخوارزمية، والثالث تركستان الشمالية المأهولة من قبائل رحل من التتر والتركمان وخانات تركستان، المشهور منهم الآن ثلاثة، وهم: خان خيوى وخان بخارى وخان فرغانة، والجنس الساكن في هذه البلاد الآن يقال له يوزبك - كما سيأتي بسط الكلام عليه بالتفصيل إن شاء الله - ثم إن العائلة التركية قد تسلسل منها أجناس عظيمة وافرة متمائزة، وأكثرها بات قيد الانقراض، فلم يظهر له أثر البتة، وبقي منها بعض أجناس، وهي جنس يدعى الغازار، وهو أمة أو شعب من الأتراك في أوروبا، أقامت على شطي نهر فولكا في روسيا في الجيل الخامس، وتقدموا لجهة الغرب عند ثورات الشعوب العظيمة، وقاتلوا القبائل ذات الخشونة وغلبوهم، ولهم تاريخ نقتصر عن إيراده هنا؛ حبا بالاختصار، وقد تنصروا في سنة 858ب.م، ومعنى القبائل ذات الخشونة قد سبق بيانه قبلا على وجه الإسهاب، وجنس آخر يدعى «ويجور»، وهم شعب تتري من عائلة أوراليانية، كانت تسكن جبال أورال الفاصلة أوروبا عن آسيا، وهم أكثر شبها بالهنكاريين أو الهونوكور، قد ترحلوا من آسيا في أوروبا في الجيل الخامس من عصرنا ومن هذا الجنس ذاته؛ أي جنس الويجور خرج الهونكروا - وهم شعب في بلاد من النمسا - ثم جنس آخر تفرع من العائلة التركية يدعى الهوبك، وبين الأجناس التركية الموجودة الآن تتميز الأجناس الآتي بيانها:
الأول:
هم العثمانيون الأكثر تمدنا من سواهم، وقد تولوا بلاد الترك في أوروبا وبلاد الترك في آسيا.
والثاني:
التركمان في العجم والكابول، والكابول: هي مملكة في وسط آسيا واسعة، يحدها شمالا مملكة هيرات أو خراسان الشرقية والتركستان، وشرقا ساقس، وجنوبا بلوخستان، وغربا إيران.
والثالث:
التتر من سيبيريا.
والرابع:
بنو يزبك الذين تولوا وحلوا في تركستان، وهم فريق من عايلة تركية كان يقطن في آسيا شرقي البحر القزبيني منسوب إلى أحد ملوكه المشهورين، الذين استولوا على أكثر بلاد التركستان المستقلة وكثير من بني يزبك، انتفروا في غربي بحر قزبين والباقون منهم سكنوا بلاد الروس وطوبولسك مدينة في بلاد سيبيريا.
والخامس:
الكرج المنقسمون إلى بوروتس وإلى القزق، والكرج: هم شعب من تركستان له استقلالية، خاضع لسلطة روسيا والبوروتس يتناول الكرج والقزق معا.
والسادس:
الياقوتيون والشوفاش، فالشوفاش هم قبيلة أو طائفة من بلاد روسيا من جنس الهون أو الفاتي، وأصلهم من بلاد روسيا، يحسبون من الأمم الجافية في القديم، وسكناهم كانت على شطوط نهر فولكا في روسيا، ومن دينهم النصرانية في الجيل الثامن عشر، وكانوا يتعيشون من حرث الأرض والقنص، هذا ما جاء في التاريخ عن الأتراك. انتهى.
وأما العثمانيون، فهم فرع من قبيلة التركمان ينتمي إلى السلطان عثمان الأول مؤسس مملكة الترك، والتركمان: هم من أصل عظيم من عائلة تركية، انتشرت في بلاد الفرس ومملكة هيرات، وهيرات: مدينة في الأفغانستان، وهي قاعدة بلاد خراسان الشرقية موقعها في شمال غربي مدينة كابول البعيدة عنها على مسافة أربعة وستين ألف متر، وانتشرت أيضا هذه العائلة في مدينة كابول المذكورة، وكابول: هي قاعدة بلاد الأفغانستان وفي بلاد تركستان المستقلة وفي جبل قوقاسيا الفاصل بين أوروبا وآسيا لجهة الجنوب الشرقي، ويمتد بين بحر قزبين والبحر الأسود وفي آسيا العثمانية على أنها لم تستول فقط على هذه البلدان؛ بل أدخلت في حوزتها أيضا البلدان الثلاثة المذكورة، وهذا الفرع - أي آل عثمان - هو جنس ذو سلطة وشأن، ومن هذه العائلة خرج فروع ذات عدد عديد. أما السلطان عثمان الأول المشار إليه فإنه يلقب بالغازي، ومولده كان في مدينة تدعى «صوقوط» من أعمال بلاد بيتانيا سنة 1259ب.م، وبيتانيا: هي قسم واقع في جهة الشمال الغربي من بلاد الأناضول، والأناضول: هي بلاد من آسيا الصغرى، وآسيا الصغرى يسمونها أيضا بر الأناضول، ويحد بيتانيا من الشمال بونطوس إيكسين؛ أي البحر الأسود، ومن الجنوب غلاطية، وغلاطية: بلاد قديمة من آسيا الصغرى، وفريجيا: وهي أيضا بلاد قديمة من آسيا الصغرى، ومن الغرب البربونتيد؛ أي بحر مرمرا، ومن الشرق بافالاكونيا: وهي بلاد قديمة من آسيا الصغرى. ثم إن السلطان عثمان استوطن مدينة قونية في آسيا الصغرى وذلك سنة 1299ب.م، وقد وسع المملكة بأن جعل فيها إيالات صغيرة متدانية بناها على آثار ورسوم المملكة القديمة، وبين تلك الإيالات والألوية السلجوقيون المار ذكرهم الذين انقرضت دولتهم سنة 1249ب.م، وعادت هذه البلاد بعد ذلك تدعى قراحصار، وهي قرامانيا، وامتدت إلى البحر الأسود، وفي سنة 1326ب.م توفي السلطان عثمان المشار إليه.
ثم من أخبار المؤرخين أيضا ما مفاده يثبت صحة ما أوردناه هنا مما ذكر بهذا الصدد من أن آسيا الصغرى وسائر ما وراء الفرات مع جميع هذه البلدان قد انقسمت إلى عدة ممالك صغيرة، استولى عليها ملوك من أهلها، ثم ضمها قوروش ملك مادي وفارس إلى مملكته، وما زال حتى تملك إسكندر بن فيلبس المكدوني، وبعد وفاته صارت جزءا من مملكة سورية تحت سلطة الدولة السلقودية، ثم أدخلت في ملك قياصرة رومية والقسطنطينية إلى الجيل الحادي عشر ب.م، حين استولت الدولة السلجوقية على الأجزاء الجنوبية الشرقية، وعند انقراض هذه الدولة عقب وفاة السلطان علاء الدين السلجوقي في أثناء سنة 1300ب.م سطت الأتراك على جانب عظيم منها تحت راية السلطان عثمان الغازي الذي توفي سنة 1326ب.م، كما مر آنفا، وكان مقره قونية، وخلفه ابنه أورخان الذي توفي سنة 1326ب.م، بعد أن افتتح برصة، وجعلها مقر تخت السلاطين العثمانية في الأناضول، وقال المؤرخون: إنه في سنة 1300ب.م كانت بداءة دولة آل عثمان وتأسيسها ببر الأناضول، وفي سنة 1486ب.م عاد كل ذلك خاضعا لسلاطين آل عثمان.
وأما ملخص ترجمة إسكندر المكدوني ومكدونية - كما ذكرنا - فهو ما يلي من أن إسكندر المدعو بالكبير هو ملك مكدونية، وتولى ست سنوات باعتبار كونه ملكها، وست سنوات باعتبار كونه ملك اليونان الأعظم، وذلك بعد ظفره بداريوس كودمانوس، وتوفي قبل مجيء المسيح بثلاثمائة وأربع وعشرين سنة في عمر اثنتين وثلاثين سنة، وانقسمت مملكة إسكندر إلى أربعة أقسام، وهي: سورية وبابل ومملكة آسيا الصغرى ومملكة مصر ومملكة مكدونية. أما مكدونية، فهي إقليم مشهور في بلاد أوروبا، يحدها من جهة الجنوب إقليم تساليا وجزائر الأرخبيل، ومن جهة الشرق إقليم تراسة، ومن جهتي الشمال والغرب سلسلة جبال فاصلة بينها وبين إقليم البلغار، وهو جزء من بلاد الروملي، ويسمى عند الأتراك فيليب ولايتي أي ولاية فيليب؛ لأنه وطن فيلبس أبي إسكندر الرومي المشهور، وقد جاء في أقوال المؤرخين أنه يوجد أيضا دولة تدعى دولة الأتراك الجركسية، كان ابتداؤها سنة 1381ب.م، وانقراضها سنة 1517ب.م، ونسبتها إلى بلاد الجركس التي هي في قارة آسيا على الجهة الشمالية من جبل قوه قاف - أو قوقاس - بين بحر الخزر والبحر الأسود، ومن رواياتهم أن ابتداء الدولة التركية كان في سنة 1253ب.م بالمعز عز الدين أيبك التركماني الصالحي، وملوكها يعرفون بمماليك الدولة الكردية وبالمماليك البحرية، وانقراضها سنة 1381ب.م، وابتدأت حينئذ دولة الأتراك الجركسية كما ذكر، وأن ابتداء دولة الأتراك الجركسية كان بالظاهر برقوق بن عبد الله بن أنس بن برديك ، واسمه الطنبغا، فسماه أستاذه يلبغا الكبير. أما آسيا الصغرى - كما مر آنفا - فيسميها العرب أرض روم والأتراك بر الأناضول.
وهي في الحقيقة اسم جزء منه، يحدها شمالا بحر مرمرا أو البحر الأبيض والبحر الأسود، وغربا بوغاز القسطنطينية وبحر مرمرا وبحر الروم والبوغاز الواصل بينهما، وجنوبا بحر الروم، وشرقا خط ممتد من رأس خليج إسكندرون إلى جهة الشمال الشرقي حتى ملتقى جبل اللكام وجبل كورين المعروف عند القدماء بجبل طوروس أو جبل الثور، ومن هنالك من قمم هذه الجبال حتى ثغر انوشروان بقرب نهر الفرات، ومن ثم تتصل بالجبال التي تلي غربي الفرات حتى تخوم بلاد أرمينيا الغربية، وينتهي الحد الشرقي إلى البحر الأسود.
ثم إن أكثر المؤرخين قد اختلفوا في أصل آل عثمان؛ لتقادم عهدهم، ولأن نشأتهم في بلاد قاصية، فبعضهم ينسب هذه العائلة الخطيرة إلى سلالة عيس بن إسحاق الذي خرج منه أوغوزخان المتسلسل منه سليمان شاه أبو أرطغرل، وآخرون ينسبونهم إلى طائفة أتت من الحجاز بسبب القحط ونزلت في القرمان، وهو بنو قطورة، وكل فريق من المؤرخين يورد أدلة وبراهين في إثبات مذهبه، ومنتهى ما عرفوه أن سلالة آل عثمان متشعبة من بني قطورة ومن العيس بن إسحاق، وقصارى الكلام في هذا الشأن أن هذا الآل الشريف له المقام الأول بين العشائر الإسلامية، وجد آل عثمان - الذي هو سليمان شاه - أتى بجماعته سنة 1200ب.م، الموافقة لسنة 621 هجرية، ونزل في صحاري بلاد أرمينية الكبرى، ومكث هناك نحو سبع سنوات، وبعد وفاة جنكيزخان انتشبت الحرب بين الخوارزمي وعلاء الدين سلطان قونية أكبر السلاجقة؛ فتودد إلى علاء الدين وساق إليه عدة إمدادات حتى انتصر على أعدائه بواسطته، وبعد أن قضى هناك مدة من الزمان نحو سنة 628 هجرية عزم على أن يجتاز بأهله نهر الفرات، ويدخل إلى عربستان، فغرق في ذلك النهر، ودفن في ذلك المكان، وهو إلى الآن يعرف بمزار الأتراك، وكان له أربعة أولاد، وهم: سنقورتكين وكونطوغدي وأرطغرل ودوندر، فانقلب سنقورتكين وكونطوغدي إلى ناحية الشرق، وبقي أرطغرل ودوندر عند السلطان علاء الدين، وشهدا معه حروبا كثيرة، ثم توفي أرطغرل تاركا ولده عثمان الغازي، وبعد انقراض الدولة السلجوقية تولى على تخت السلطنة السلاطين العظام الآتي ذكرهم في الجدول كل في محله بفهرست مفصل أصل هذه السلالة الطاهرة من أولها حتى آخرها وعن أسمائهم وسني ولادتهم وجلوسهم وانتقالهم ومدة سلطنتهم مع بيان مدة أعمارهم.
ولقد أوجزنا هنا لضيق المقام، فلم نذكر ترجمة حياة هؤلاء السلاطين العظام التي هي من الأمور التي تستحق الذكر، والوقائع التي جرت في أيامهم والفتوحات المبينة التي باشروها وما ذكره مؤرخو الإفرنج في هذا الصدد، وعلى هذا الخصوص ما ذكره المؤرخ جوابين الفرنساوي وغيره من المؤرخين، وإن كلا من هؤلاء الملوك فعل أفعالا باهرة، وغزا غزوات قاهرة، خليقة بأن تودع بطون الأسفار، ولا جرم أن أعمال هؤلاء الأبطال جديرة أن تقدم على أعمال الأكاسرة والقياصرة وسائر الملوك والسلاطين الذين نقشت أسماؤهم في صدور التواريخ، وفي مطالعة تواريخ هذه العائلة الشريفة ما يدل على عظمة أفعالهم وبطشهم وشجاعتهم مما قاوموا بها جميع الدول المحيطة بهم، فكانوا يفتحون المدن العظيمة والحصون المنيعة ويذللون الجبابرة العظام، ويتسلطون على الممالك برا وبحرا إلى أبعد مكان، فكانت ترتعد من سطوتهم فرائص رجال الدول الإفرنجية قاطبة، وتؤدي لهم الطاعة والخضوع، وكان يحدث في أكثر السنين أن جميع الشعوب المحدقة بهم تقوم عليهم بالحروب، فكانت الأعجام من جهة آسيا تحاربهم، والعرب والروس أيضا، ومن جهة أوروبا دولة النمسا والمجر ومشيخة البندقية واليونان، مع مساعدة الدول الأخر لهم كالإنكليز وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وغيرهم، ومع كل هذا كانوا يتغلبون على جميع هذه الدول ويقهارونها ويكرهونها على أداء الطاعة ودفع الخراج والجزية، فكانت سطوتهم تزداد يوما بعد آخر، وأعلامهم ترتفع فوق جميع الأعلام الملوكية، ولا ريب أن يد القادر - كما يقول المؤرخون - كانت ترافقهم دائما في كل هذه النصرات التي تقصر دونها طاقة البشر. انتهى.
ولنرجع الآن إلى كلامنا الأول في القسطنطينية فنقول: ومن بعد سنة 1453ب.م كما مر لم يبق من المملكة الرومانية إلا ما دخل في حوزة الغاليين. أما حدود القسطنطينية فيحدها شمالا بحر الأسود الممتد طولا سبعمائة وستين ميلا، ومن الجنوب بر الأناضول وبحر مرمرا وطوله مائة وخمسون ميلا وبوغاز الدردانيل، ومن الشرق أسكودار القائمة قبالة القسطنطينية وجزء من بر الأناضول، ومن الغرب بلاد الترك في أوروبا، ومحيط هذه المدينة اثنا عشر ميلا أو ستة عشر ألف متر، وقد قال مؤرخو الإنكليز المعول على قولهم أيضا أن إسلامبول القديمة كان محيطها أحد عشر ميلا، وهي من باريس على بعد ستمائة وستين ميلا، وعن فينا على مسافة مائتين وخمسة وثمانون ميلا، وتبعد عن بطرسبرغ نحو أربعمائة وخمسة وسبعين ميلا. أما عدد أهاليها فهو مليون ونصف فأكثر، وثلثاهم من ملة الإسلام، وسائرهم نصارى على مذاهب مختلفة، ومنهم يهود. أما الإسلام المكاثرون غيرهم عددا فهم ثلاثة أقسام:
الأول:
رجال الدولة والمتوظفون، أي أصحاب المأموريات.
والثاني:
أصحاب التجارة والأملاك.
والثالث:
أصحاب الصنايع والحرف ونحو ذلك.
أما النصارى، فالروم منهم أصحاب تجارة وبعضهم محترفون، وأما الأرمن فهم يتكلمون باللسان التركي ويكتبون به، ولكن بأحرف أرمنية، ولهم أماكن شهيرة يسكنونها، وأكثرها يدنو من أماكن الإسلام، وهم في النصارى أكثر سعة في المال والصنايع، فمنهم الصيارفة الموسرون والجوهريون وأصحاب معامل القطن والقطائف وعملة الساعات، ومنهم قوم داخلون في خدمة الدولة العلية حيث تضرب المسكوكات السلطانية، وهذه المدينة هي ثالث مدينة في وفرة ساكنيها في أوروبا. أما موقعها فإنه أجمل مكان في الدنيا، فهي كائنة على خليج البحر الأسود بين البحر المذكور وبحر مرمرا وواقعة بين أوروبا وآسيا أو على المضيق أو البوغاز الذي يصل بحر مرمرا بالبحر الأسود، وأرضها آخذت بالارتفاع شيئا فشيئا من الخليج المذكور إلى الداخل، وأما بحر مرمرا فإن بوغاز الدردانيل يصله ببحر جزائر الروم والبحر المتوسط، ولكن يفصلها عن آسيا مضيق من البحر عرضه نحو ميل أو ميل ونصف، وهو معروف بالبوغاز المذكور، وهي قائمة على سبعة تلال من أطراف أوروبا، كائنة على لسان في البحر، وهذا اللسان على شكل مثلث الزوايا، موقعه على الطرف أو الشاطئ الغربي من مدخل البوغاز الجنوبي المذكور الذي يقال له البوسفور، وكان يسمى قبلا بوسفور طراشيا، والبوسفور: لفظة يونانية معناها ممر - أو طريق - الثور، كما كان يزعم قوم أنه كان ممر الثور، وهذا اللسان هو داخل بين البحر الأسود وبحر جزائر الروم، وفي الجانب الشمالي من المدينة جدول أو فرع من البوغاز يدعى القرن الذهبي، وهو المعروف بالميناء الرائقة المنظر؛ لحسن كيانها، وهي تفصل البيرا أي بك أوغلي عن القسطنطينية، أو كما قال بعضهم أيضا إنها واقعة على مدخل جنوبي الغربي من البوسفور على شبه جزيرة مثلثة الزوايا، جاعلة القرن الذهبي - أي ميناء القسطنطينية - على ممر من البحر وبحر مرمرا.
هذه صورة القسطنطينية مع بوغاز البوسفور.
وفي آخر هذه المينا محل من الأماكن الشهيرة في المدينة تقصده الناس للتنزه، يدعى كاغدخانه، وموقعه من جهة الترسخانة في بقعة خضراء طولها نصف ميل، تجري إليها مياه عذبة في قناة مستوية، وعلى طول هذه القناة أشجار كثيرة من الحور والسرو والزيزفون والدلب ... إلى غير ذلك، وفي هذه الروضة قصر للانشراح، تحيط به جنينة بديعة مدبجة بأشكال الزهور، وقد بناها السلطان أحمد الثالث سنة 1724ب.م، وفي هذه القناة يجري الماء، ويتوسطها حاجز تنفجر تلك المياه بالقرب منه، وتسقط على ثلاث مجار مرصوفة بالصدف، حتى تنتهي إلى بركة عليها حوض من النحاس الأصفر، وعليه ثلاث حيات تخرج المياه من أفواهها، وعلى هذا الحاجز ثلاثة كشوك من الرخام الأبيض مغشاة بالنحاس المموه بالذهب، ومن هناك تبتدي القناة تضيق بالتتابع حتى تصير مجرى صغيرا فتختلط مع ماء آخر، وينحدران معا، فهذا هو القرن الذهبي - حسبما ذكر - الذي تسير فيه الزوارق حاملة رجالا ونساء وأولادا؛ لقصد التنزه والانشراح في ذلك الوادي، ولا سيما يوم الجمعة؛ فإنهم يتقاطرون زمرا وأفواجا إلى شاطئ الجدول المذكور وعدة منتزهات أخرى غير هذه، منها في غربي المدينة، كموضع والي أفندي وباقركوي وآيا استفانوس وشوربجي، وغيرها مما واقع في الجهة الشرقية ومنها في أسكودار، وكلها مزينة بالأشجار والأزهار والأبنية الجميلة والمناظر الحسنة التي تسر الخواطر وتقر النواظر.
ثم إن مرسى هذه المينا على ما يرام من الأمن والطمأنينة والسعة والموافقة، ويفصله مضيق من البحر طوله نحو ميلين وعرضه نحو نصف ميل، وهو المينا التي ترسي فيها السفن، وهذا المرسى من أعظم وأحسن مراسي الدنيا موقعا وأمنا، ولسبب ما كان يحصل فيه من الأخطار على القوارب من جهة إلى أخرى في هذا البوغاز، قد مد هناك جسران من الخشب تعبر عليهما الناس والخيل والمركبات أو الكروسات، ولكل جسر باب يفتح عند دخول السفاين إلى المينا: أحدهما يفصل بين بواخر الدولة والبواخر التجارية، قد بناه السلطان محمود خان، والثاني أنشئ في أيام السلطان عبد المجيد، وبجانب المينا العظمى في الكرة المحلات الخارجة عن القسطنطينية، وهي المعروفة بالصوائح الخارجة الكبيرة، وهي البيرا وغلطة ومحلة الطوبخانة وقاسم باشا والفنار محلة الأروام.
أما البيرا المشهورة باسم بك أوغلي، وهي محلة الإفرنج الواقعة من جهة الشمال الشرقي من القسطنطينية؛ فإن محال التجارة الأصلية كائنة فيها، ولا يسكنها في الغالب إلا الوجوه من الغرباء؛ كسفراء الدول ونحوهم، وهي محلة كبيرة تتخللها الطرق الواسعة والمنازل الفاخرة والمخازن العظيمة والبارجات وسرايات السفراء المومأ إليهم ومساكن الإفرنج والأرمن الكاثوليك، وفيه كنائس الإفرنج والأرمن الكاثوليك أيضا، وفيها أماكن للقهوة ذات جنائن ومطابع ومخازن ومستشفيات الإفرنج ومدارس وتياطرات ومواضع للبوسطة ... إلخ، ولوكندات كثيرة يأوي إليها السواح والمسافرون، فيؤدي النزيل فيها في كل يوم عن أجرة حجرة مفروشة فقط نحو خمسة عشر غرشا، ومع المأكول من الخمسين إلى الثمانين غرشا، وفي ذلك يراعى حسن الحجرة وكثرة أشكال الطعام، وفي بعض جهات هذا القسم بنايات تشتمل على عدة حجر مفروشة للكراء، يدفع الإنسان في كل يوم من عشرة غروش إلى خمسة عشر غرشا، وله سرير للنوم، وقد جرت العادة عندهم بأن تعلق ورقة على المكان يذكر فيها أن هناك مخادع وحجر مفروشة للأجرة، وفي وسط هذه المحلة غلطه سراي، وهي مدرسة الطب التي احترقت سنة 1848ب.م، وأمامها محل تياطرو كبير، وهو مرسح تشخص فيه الإفرنج ألاعيب وروايات بحسب اصطلاح بلادهم.
وفي القسطنطينية عدة مدارس كبرى ومكاتب وقشل؛ أي معسكرات حسنة، فمن المدارس ما هي للعلوم والفنون، ومنها طبية وأخرى حربية ومكاتب للملاحين، وما ينيف على خمسمائة وثلاثين مدرسة أو مكتبا، وتحوي نيفا وأربعين مكتبة فيها مؤلفات شتى نفيسة، منها مجلدات بخط اليد ثمينة بعضها يختص بالجوامع، وعدة مطابع وبعض كراخين؛ لعمل الطرابيش والجوخ وخلافها ... إلى غير ذلك من المنافع الحاصلة حديثا في عصر من بسمت أيامه المجيدة متشحة بحلل المعارف والفوائد حضرة مليكنا الأعظم السلطان عبد الحميد خان، أيد الله أريكة سلطنته، ويطبع في هذه المدينة عدة جرنالات بلغات مختلفة، وفي القسطنطينية أماكن أخرى لتناول الطعام منتظمة ... وهلم جرا في ما لا حاجة إلى ذكره هنا. ثم إن موقع البيرا - أي بك أوغلي - جميل جدا، حتى إن الواقف بها يمكنه أن ينظر كل شواطئ آسيا وسراية الذات الشاهانية، وهناك جامع للدراويش.
أما الغلطة فبناها أهالي جينوا، ولم تزل إلى اليوم محاطة بالسور المنسوب إليهم، ومحيطه مقدار 8000 قدم، وموقعها في القسم المجاور للبحر، وهي محلة تجار الإفرنج لجهة جنوبي البيرا، فهي أمام السراية المشار إليها، وسكانها في الغالب أروام ويهود، وفيها عدة كنائس وأديرة مختصة بالروم، وفيها سوق للسمك على كثرة أجناسه وأنواعه، وفي الغلطة أيضا محل للجمرك ومخازن لشحن الفابورات وأماكن التجار واللوكندات والبورسات، وترى فيها من جميع طوائف الناس الشرقية والغربية، وفي الغلطة أيضا الجوامع الكثيرة وترسخانة الطوبخانة، أي خزينة للأسلحة والأدوات الحربية سواء كانت برية أو بحرية، ومعامل لصنع ما يلزم من المهمات للقتال، وفيها برج يدعى برج المسيح أو برج الحرس علوه مائة وأربعون قدما، بناه أهالي جينوا «مدينة من إيطاليا»، وكان بناؤه سنة 1446ب.م، والغرض من بنائه أن ينبه ويعلم سكان القسطنطينية عند حدوث الحريق بما يتفقون عليه من العلامات إشارة إلى أن الحريق في موضع كذا مثلا أو في المحلة أو الصائح الفلاني.
وكانت الغلطة حسبما يذكر المؤرخون في وقت ما تختص بأهالي مدينة جينوا المذكورة، وقد يصنع بقرب محلة الطوبخانة الغلايين الإسلامبولية الظريفة. أما الترسخانة الكبيرة والترسخانة البحرية وحوش البحرية، فهذه جميعها كائنة في محلة قاسم باشا. ثم قبل الوصول إلى القسطنطينية بنحو خمس عشرة ساعة يمر على شفا قلعة المعروفة بالدردانيل، وهناك المضيق العظيم الذي تجتاز فيه السفن إلى بحر مرمرا، وعلى كل جانب من هذا المضيق قلع عظيمة فيها كثير من المدافع. ثم يمر على كاليبولي، وهي في أول بحر مرمرا، وبعد قليل من الزمان تظهر مدينة القسطنطينية، وعند الدنو إليها من البحر يستقبلك منها منظر بهج رائق، ويخيل للناظر ما يدهشه، فتطلع عليه رءوس المآذن المذهبة وقبب الجوامع المسنمة وشوامخ الأبنية الجميلة والأبراج المزخرفة والمنائر العالية، وفي معاليها أكاليل من ورق السرو الأثيث وما شاكل ذلك من الأشجار التي تظلل المدافن العظيمة المحتفرة في جوانب الأسوار، لكنها في الداخل ليست كذلك؛ فإن طرقها أكثرها حرجة ضيقة معوجة ذات تعاريج ومنحدرات، حتى يتعذر على الغريب فيها أن يعرف من أين دخل، وكيف يخرج، ولكن لسبب تحدر أرض المدينة كانت الطرقات جافة نظيفة من الأوحال والأوخام ، على أن أسواقها غير مستوية وبعضها ضيق وأبنيتها أكثرها من الأخشاب والقرميد واللبن، ومما تهدم من أسوارها الباقي منها بعض أطلال ومواضع خالية.
أما النور والهواء فإنهما فيها كغيرها من المدن الشرقية بحصولها عليها من فجوات البيوت الداخلية، وقد قيل لم يكن في مدينة أو محل مثل ما في القسطنطينية من دنو مياه البحر الكثير إلى البيوت، حتى إنه لا يكاد يوجد شواطئ ذات زلط ولا حصى ولا شيء مما يكون في الساحل من وطاء رملي يمنع أو يصد السفن عن الدخول، ولا أعماق أنهر طينية أو دلغانية أو مجاري مياه مبطئة ومستثقلة، ولا سدود ولا حياض ولا تجمع مياه ... إلخ، مما يحصل عنه فصل وتقسيم في وسط المكان عن المياه العميقة، فإذا أراد أحد في مجال بندر إسلامبول الراجح بالمعاملات على غيره أن يطوف حول طريق مستوية بين شجر السرو، فعليه أن يمر البوسفور، وهو البوغاز الفاصل بين آسيا وأوروبا، ويصل البحر الأسود بالبحر الأبيض ممتدا على مسافة عشرين ميلا بالطول، وبالعرض من ميل إلى ميل ونصف، ينحدر فيه الماء بشدة، وينصب في بحر مرمرا المتصل بالبحر الأبيض، وعلى ساحل البوغاز من كلتا الجهتين أماكن شهيرة كل محل منها يضاهي مدينة صغيرة فيها من السرايات الأنيقة والمنازل الفاخرة والأسواق الرحبة المقيم فيها التجار وأصحاب الصنائع ونحو ذلك، وفيها أماكن أخرى للتنزه أحيانا وجنات بديعة يتفقدها الناس أفواجا، وهذا البوغاز على جانب عظيم من الحسن والجمال.
ويوجد أيضا على شاطئ هذا البوغاز سرايات ودور لأكثر رجال الدولة من الذوات؛ يقيمون فيها مدة الصيف، وفي فصل الشتاء يرجعون إلى المدينة حيث يباشرون الأشغال والأحكام، وأكثر هذه الأماكن محكمة البناء، تعلوها الروابي النضرة النابتة فوقها الأشجار المورقة دائما والحدائق الأنيقة، وفي الجهة الثانية من ناحية أسكودار ترى البر الثاني من قارة آسيا، وفيه عدة أماكن شهيرة، ومنظره الرائق مع منظر المياه المتحدة في ذلك البوغاز والبواخر والسفن والقوارب السائرة فيه كالنجوم، تجعل لها منظرا مذهلا لا يكاد يكون له نظير في المسكونة ؛ ولذلك تقصده السواح من أقطار الأرض لكي تشاهد غريب موقعها وإقليمها المعتدل وجودة هوائها ورونق ما يحيط بها من الأراضي الجميلة، وليرى ما عند أهاليها من حسن الأخلاق واللطف والرقة، وفي جهة من البوسفور قرى كثيرة، وفي اليمنى منه أيضا حوض ماء ضمن قبوة يسمونه حوض القديسة صوفيا تزورها ناس من المسلمين والنصارى، ويتبركون بها، وفي الجهة الشمالية قصر مبني على الشاطئ، وحوله جنينة لاحقة بأملاك الدولة المصرية، والمراد ببنائه هناك إيواء المسافرين من المصريين، وفيه قصور أخرى من الحجر، وبعضها من الخشب لمصيف الأكابر من أهالي المدينة، ثم إذا أراد أحد أن يذهب من اللوكندة إلى الأسواق لا بد له أن يمر أولا في طريق القرن الذهبي الزرقاء المنهوجة التي تصلح لمسير ألف ومائتي بارجة، وفيها ترسي البارجة العظيمة ذات المائة وعشرين مدفعا، وتدعى المحمودية، وفي الغالب لا تخلو مينا القسطنطينية بين سفائن كبيرة وصغيرة عن أقل من ثمان وعشرين ألف سفينة، وهذه المراكب تأتي إليها من كل قبائل الدنيا.
ومن عوائد هذه المينا أنها تأتي الباب العالي بكنوز العالم، وترفع عمارته البحرية الحربية، حتى تدنو من أبواب حديقته الأنيقة. أما تجارة القسطنطينية فهي واسعة وهواءها كثير الاختلاف؛ فإن فصل الشتاء فيها طويل غزير الأمطار، وفي أيام الخريف تكثر الرياح الجنوبية، فتمني من تصيبه بأمراض شتى، وأعدل الفصول فيها الربيع والصيف، وجوها عرضة للتغير والانقلاب، إلا أن فيه بعض موافقة للصحة، وكثيرا ما كان يحدث فيها من العلل الوبائية، حتى عمتها مراحم وإحسانات الذات الشاهانية الخيرية، فزالت هذه بوجود المدارس الطبية والمستشفيات والأطباء الماهرين والتنظيفات والإصلاحات المتواصلة في كل يوم. ثم إن القسطنطينية محاطة بالأسوار الكبيرة المربعة، وبسور عال جدا، وبأبراج كبيرة مربعة أيضا يبلغ عددها نحو عشرين برجا، وهذه الأبراج قد شيدها ملوك اليونان، وإن يكن كثير من هذه الأسوار المذكورة كان قد بني منذ الجيل الخامس عشر، لكنه لم يزل بعضها إلى اليوم متينا.
أما قلعة أو سراية السبعة أبراج المتصلة بالأسوار، فإنها عادت الآن حبسا عموميا للحكومة، مع أنها كانت قديما من جملة أبواب المدينة، وبعض هذه الأبراج تحول طرقا للبوابات وقد تهدم أكثرها، فالقسطنطينية في الأول كان لها ثلاث وأربعون بوابة، ثم صارت إلى اثنتين وعشرين والذي منها إلى الآن سبع بوابات فقط، وقرر أيضا مؤرخو الإنكليز أنه كان لسور إسلامبول قديما سبع وثلاثون بوابة، ثم في القسطنطينية ثلاثمائة حمام من الحمامات المشهورة، وثلاثمائة وستة وأربعون جامعا، وقرر مؤرخو الإنكليز أيضا أن فيها نحو أربعمائة وخمسة وثمانين جامعا، منها ثلاثة عشر جامعا ملكية، وفيها مآذن كثيرة شاهقة في الجو، ما عدا الحمامات الصغيرة الكثيرة العمومية، وكلها مع الحمامات المذكورة تنيف على ألفي حمام.
وكل بيت في القسطنطينية مهما كان لا بد له من حمام، وفي أكثر ضياع القسطنطينية يوجد حمامات جميلة، وقلما يوجد قرية ليس فيها حمام. ثم إن أكثر هذه الجوامع والمغتسلات المذكورة هي من الرخام مسقوفة بالرصاص، وأشهر هذه الجوامع جامع أجيا صوفيا، بناه الملك قسطنطين سنة 325ب.م، وعاد فجدد بناءه الملك جوستنيان الأول أحد ملوك الشرق سنة 531ب.م، وتم في سنة 538ب.م، واشتغل فيه مدة سبع سنوات ونصف مائة مهندس مع مائة قلف - أي رئيس البنائين - وعشرة آلاف فاعل مع البنائين، طوله مئتان وتسع وستون قدما أو مئتان وسبعون قدما، وعرضه مئتان وثلاث وأربعون قدما، وقال آخرون إن عرضه مئتان وأربعون قدما، وهذا الجامع كان كنيسة عظيمة في أيام النصارى، تعد من أحسن كنائس الدنيا بعد كنيسة رومية، وحصل الاستيلاء عليها حين فتح المدينة سنة 1453ب.م - كما ذكرنا آنفا - ويوجد سبعة جوامع ملكية غير هذا الجامع أيضا، وكلها مزينة من داخلها بالرخام ومن خارجها بالمناهل، ولأكثرها مستشفيات ومكاتب؛ لإغاثة الفقراء وسد احتياجاتهم وتعليمهم، وقيل إنه يوجد في الأستانة ما ينيف على مائتي مستشفى للمرضى، وتسع مارستانات، وخارج هذا الجامع ساحة مربعة فيها أربع مآذن، وفي وسط الجامع قبة عظيمة وسطها يعلو الأرض مائة وثمانين قدما، وقطرها مائة وخمسة عشر قدما، وأسفلها محاط برواقين محمولين بين اثنين وستين عمودا أو سبعة وستين عمودا من حجر اليشب الجميل، قد أخربتها الزلزلة التي دكت المدينة، فجددوها ثانية غير أنها لم ترجع كما كانت في ارتفاعها وحسن استدارتها واستوائها، ولتمكينها وضعوا تحتها بين العضائد الكبيرة عدة من الأعمدة المصبوبة قبلا في مصر الموجود منها في هذه الأطراف، وعقدوا عليها قناطر تعتمد عليها القبة.
وأبواب هذا الجامع أيضا من النحاس الأصفر، منقوش عليها تماثيل قديمة من عهد بانيه، وسقفه لم يزل عليه آثار من الصور التي بينها صورة المسيح وصورة الملك قسطنطين، ومن داخله مائة وسبعون عمودا جميلا من الحجر السماقي والرخام، وعلى كل منها تاج قد زاغ عن أصله الهندسي لكثرة ما حصل فيه من التغيير الكثير، ويظن أن هيكلا عظيما كان هناك فهدم، وعلى دائره ممشى يصعد عليه بسلم حلزونية عجيبة، وفوق المنبر مرفوع سنجق السلطان محمد الفاتح، أما الآن فقد تبدلت هيئتها القديمة، ولم يبق منها إلا أثر بعد عين، وكانت جدران قباب هذا الجامع مع ما يليها مزدانة بالنقوش المذهبة، ولما نظرها السلطان محمد الفاتح أمر بأن تغشى بالأجير حتى لا تشاهد، ولكن في عهد حضرة السلطان عبد المجيد خان نزع عنها الكلس وترمم ما فقد من هذا الجامع حتى عاد إلى رونقه الأول، واليوم عاد داخله مزينا حسبما ذكرنا.
ثم إن كثيرا من المائة والسبعين عمودا المذكورة قد جلب من هيكل الشمس في بعلبك، ومن هيكلي الشمس والقمر في هالي بولي «مدينة قديمة في مصر»، ومن هيكل مدينة ديانا المشهور في أفسس، ومن أثينا ومن جزائر بحر الروم. أما جامع السلطان سليمان العظيم الملقب بالسليمانية، فهو أجمل ما يكون في القسطنطينية، قد بني في أواسط الجيل السادس عشر، وتم بناؤه سنة 1556ب.م، وهو أعظم من جامع أجيا صوفيا في بنيته. أما الجوامع المشيدة وتحسب في الطرز الثاني بالنظر إلى الكبر والعظم، فهي جامع السلطان أحمد ومحمد الثاني آخر من فتح مدينة القسطنطينية كما مر آنفا، وأحسن الحمامات المذكورة في القسطنطينية: حمام أجيا صوفيا، وحمام محمود باشا، وحمام بيازيد، وحمام تحت القلعة، ومن الساحات في هذه المدينة ساحة تدعى ساحة آت ميدان، وهي أكبر ساحة داخل المدينة مربعة مشهورة عند المتقدمين والمتأخرين في القسطنطينية معدة لسباق الخيل وترويضها ومباراة المركبات أو الكروسات، طولها تسعمائة قدم وعرضها أربعمائة وخمسون قدما، وضمن هذه الساحة الآن مسلة بناء أو عمود هرمي من حجر الصوان أو الحجر المصري، وهو مربع بقطعة واحدة، وأتي بها قديما من مدينة ثيبس، وهي مدينة من أعظم وأشهر قصبات مصر القديمة قاعدة مملكة الفراعنة ملوك مصر أيام امتداد سطوتهم بقاياها تفوت كبرها وعظمها وصف الواصف، وهذه المسلة المذكورة قد بناها ثاودوسيوس الكبير أحد ملوك الرومانيين، والمراد بالمسلة هنا: عمود طويل ذو أربعة جوانب بيضي أو مخروط الشكل مقطوع من رأسه على هيئة هرم مسطح بقطعة واحدة عليه كتابات وأرقام وتأشيرات مقتضاها مآثر جليلة وذكر حسن طاهر. وهي من تحريرات كهنة مصر القدماء مقصود فيها وصف أشخاص أو أشباح، وهم الرجال العظام الذين اشتهروا في غزواتهم، وفي الساحة المذكورة العمود المتعطل لقسطنطين الملك وينسب إليه معرى ومنزوعا عنه تمثاله النحاس المصبوب صب رمل من عمل الأتراك في أول ما اغتنموا وأخذوا المدينة، وبين المسلة وعمود قسطنطين - المار ذكرهما - عمود آخر من نحاس أصفر سباردي على شكل حبل ملفوف، ويسمى عمود الحية؛ لأن عليه ثلاث حيات عظيمة متشابكة بعضها مع بعض، وقيل قد قطعت رءوسها لعارض أصابها، وأن اليونانيين أقاموا هذا العمود رصدا؛ لتنفير الأفاعي كما جرت العادة عندهم في بعض الخرافات، وكانت هذه الحيات الثلاث في أول الأمر حاملة الكرسي المصنوع من ذهب في هيكل مدينة «دلفي» على ثلاث قوائم، كان يجلس عليها في الأزمنة القديمة الكاهن وأحد العرافين أو المنجمين؛ ليتلقوا الوحي من الوثن أو الإله عندهم جوابا على ما يسألونه من أمر مهم، أو عن أنباء بالمستقبل، أو عن فوزهم في الحرب والقتال، أو انغلابهم على ما يقتضيه معتقد الوثنيين.
وكان يجلس على هذه الكرسي - كما كان في أعصر الوثنيين القديمة - عدد معلوم من النساء، وقال بعض المؤرخين إنهن عشر نساء فقط، وقيل إنهن كن يخبرن بروح النبوة، وكن يسكن في عدة أقسام مختلفة من بلاد العجم واليونان وإيطاليا، وإنهن كتبن بعض النبوات بالشعر المنظوم على ورق الأشجار. أما دلفي: فهي بلد من بلاد اليونان القديمة، وفي قسم آت ميدان أيضا من الجهة الشرقية الباب العالي، وهناك الديوان حيث يجلس الصدر الأعظم ورجال الدولة المأمورون بإدارة مهام المملكة، وفيه مكان مخصوص لجلوس الحضرة الملكية في بعض الأحيان، وبالقرب منه أيضا السراية المعروفة بطوب قبو سراي، وهي السراية القديمة التي جددها السلطان محمد الفاتح المنفصلة عن المدينة بسور متين، ولها ثمانية أبواب، بعضها في جهة المدينة وبعضها من جهة البحر، وهي كبلد صغيرة، ورسمها على شكل له ثلاث زوايا، ومحيطها أو إطارها ثلاثة أميال، وطولها نحو ستة آلاف ذراع، وهي مبنية على مركز وقاعدة البزنتيوم؛ أي القسطنطينية القديمة، وفي الجملة إنها تعد من السرايات الشهيرة العظيمة، يحيطها جنينة فسيحة فيها الأشجار الباسقة في الجو على انتساق وانتظام، وبينها طائفة من الوحش، وفي جهة البحر قصر كلخانه الذي نهجت فيه التنظيمات الخيرية، وعلى أطرافها الباب العالي الذي يدعى باب همايون المنسوب إليه دار الملك، وهذا الباب مدخل للسراية الخارجة المباح للجميع أن يدخلوا إليها، وهو رتاج أو باب عظيم عال جدا، وقوسه على شكل نصف دائرة، تغشاها الكتابات العربية، وقائم عليه خمسون بوابا خفراء، وعلى حد جوانب طريق الباب كان هرم يدعى هرم الجماجم، وربما نقل الآن من هناك أو هدم، وكان عليه جماجم أو رءوس أولئك المجرمين في المملكة والمعترفين بمنكراتهم وجرائمهم الفظيعة جهارا، وعلى كل جمجمة عنوان يدل على ماهية الذنب الذي بسببه حكم على صاحبها بالقتل، وعلى أطراف هذه السراية ساحة رحيبة فيها بناء يشتمل على قبة قديمة بناها الملك قسطنطين الكبير، وهناك دار الأسلحة الملكية القديمة حيثما يوجد فيها أنواع الأسلحة القديمة والتحف النادرة الوجود هناك، وأنواع أخر من السلاح معلقة على الترتيب في البيوت من دروع وزرديات وسيوف ورماح وآلات إطلاق البارود وما شاكل ذلك من أدوات الحرب القديمة، وهناك أربعة أشخاص من الخشب غائصين بالملابس الحديدية التي كانوا يلبسونها قديما؛ أحدهم بزي الشراكسة، والثاني بزي أهل الفلاخ، والثالث بزي الانكشارية، والرابع بزي العسكر العثماني القديم. ثم أخرى فيها الديوان الكبير وأمامه سماط من شجر السرو على صفين ينتهي إلى قاعة الديوان المشيدة من الرخام المزدان بالنقوش الذهبية.
وفي ما يليها دار أخرى فيها محل كرسي الحضرة الشاهانية تحت قبة عالية من حجر الرخام، وعلى جانبها سراية الحرم المحترم، وهناك حمام السلطان سليم الثاني، فيه اثنان وثلاثون حجرة، ومن هناك تنظر الخزينة الملكية ومحل المسكوكات ودار الكتب الكبيرة الهمايونية وباب المالية والأوقاف. أما الجنات المختصة بالسراية المذكورة فهي أنيقة جدا، بحيث لا يمكن للإنسان أن يتخيل أجمل منها، وفيها أشجار متنوعة عليها من كل فاكهة زوجان، فكأنها جنة تجري من تحتها الأنهار، ومن مستطيل أغصانها ما يتدلى على جوانب المماشي البديعة، ناهيك بما يزيدها رونقا من الينابيع المنبجسة من الرخام؛ وكل ذلك واقع موقعا يشغل الناظر ويجلب لب العاقل على إحدى السبعة تلال المبنية عليها القسطنطينية. أما زخرفة السراية العثمانية، فلا يكاد يفضلها شيء في الجمال والحسن، لا سيما ما يختص بالذات الشاهانية. أما حجرة أو مضجع عظمته، فإن فيه منتهى التأنق والتحسين، فهي مغشاة بالقماش الصيني الفاخر، وأرضها مفروشة بالطنافس الثمينة من حرير وذهب والتخت من فضة والكانوبا والوسادات والأفرشة السفلى وملاءات اللحاف كلها وثائر منسوجة من قماش ذهبي.
أما الخدم والحشم المقامين لخدمة ذاته الملكية فإنهم جمع وفير جدا، منهم من يستمر ليلا في السراية. أما المأمورون بسياسة الخيل في الأخورات، أي الإسطبلات وإصلاح الجنات؛ فإنهم من أهل الرتبة العالية ما عدا الخفراء والخدام وحشم حضرات حرمه الشريف المحترم، وهناك عمود أيضا يقال له شنبرلي طاش أسطواني الشكل، وهو من الآثار القديمة، وبالقرب من آت ميدان نفق تحت الأرض باق من الأبنية القديمة يقال له «بيك برديراك»، أعني ألف عامود وعمود، وهذا من الأشياء الخليقة بالمشاهدة لما فيه من الأعمدة العظيمة، وهذا المحل قيسارية قديمة يدعونها أيضا قيسارية ألف عمود وعمود، وهي طبقتان مركبة على أعمدة غليظة من الحجر والآن ليس لها اعتبار هناك، وأكثر أعمدتها صارت مطمورة بالتراب وبالقرب من هذه القيسارية ما يحسب في جملة الأشياء والمناظر الأصلية المعتبرة القديمة الباقية من القرون الخالية في القسطنطينية، وهو العمود المحروق في سوق أدريانويل، وهي السوق الأصلية في المدينة، وسمي العمود المحروق؛ لكونه تسود بسبب حرائق البيوت الكبيرة التي كانت تتواتر في القسطنطينية، وهو عمود غليظ طويل من الحجر الرملي عليه تماثيل أشخاص وكتابات قديمة، قيل إن قوما من الإسرائيليين اشتروه قديما من أحد الملوك العثمانيين لظنهم أنه مصنوع، أو كما يقولون مطبوخ من معادن ذهبية توهما بكثرة لمعانه، ثم أحرقوه ليستخرجوا ما فيه من الذهب، فذهب تعبهم على غير طائل، وتخلخل حتى كاد يسقط فتداركته الأتراك بأطواق حديدية، ولم يزل قائما حتى الآن؛ ولذلك يقال له العمود المحرق، ولعل تسميته الأولى حسبما ذكر هي الأصح وعليها المعول، وفي القسطنطينية أيضا آثار أبنية قديمة باقية من المملكة القديمة؛ أي الشرقية، ومدافن عدا التي ذكرناها، وباني هذا العمود ومنشئه كان الملك قسطنطين الكبير، وكان علوه أولا مائة وعشرين قدما، وكان فوقه صورة أو تمثال أبولو من نحاس سكب رمل، وهذا التمثال بمثابة رجل عظيم البنية مثل الجبار أو العفريت أو أحد العمالقة، وقيل إن صانعه فيدياس، ولما حدثت الزلزلة في القسطنطينية سنة 1150ب.م تعطل وسقط مع ثلاثة أجسام غيره ثقيلة عظيمة، وباق من علوه الآن تسعون قدما فقط، ويستفاد من التاريخ حدوث زلزلة في القسطنطينية سنة 1063ب.م بقيت أربعين يوما. أما تأويل أبولو وفيدياس المذكورين، فهو أن أبولو كان إلها عند اليونانيين، وكان الرومانيون يعبدونه، ويدعون - أو يزعمون - أنه الشمس التي هي مصدر الحرارة والنور، وأن هذا الإله إنما هو الصدر المتولي صنعة الرمي بالقوس وأمر النبوة وصناعة الطب وفن الموسيقى، وهو رئيس وحامي أو حافظ الإلاهات التسع الأخوات اللات منهن - كما يزعمون - الرئيسات وهن يتولين الفنون العقلية.
وأما فيدياس، فهو عند اليونان القدماء نقاش أو حفار يوناني، كان أعظم بشر عندهم في صنعة النقش والحفر ورسم التماثيل والصور، قد مات سنة 432ق.م. ثم إن القسطنطينية كثيرة المياه الجارية إليها في قناتين، بناهما الملك هادريان والملك قسطنطين، طولهما تسعة أو عشرة أميال تأتي فيهما مياه المدينة، وبالتقريب إن في كل سوق وجامع وبيانسا مناهل رائقة تبعد عن المدينة بنحو خمس أو ست ساعات متجمعة من مياه المطر في واد له حائط في أسفله تنحصر المياه يقال له بنودة، وعددها سبع ولها منفذ تخرج منه وتجري إلى المدينة بواسطة الأقنية المذكورة إلى موضع يدعى التقسيم أو قاعة الحوض، بناه الملك جوستنيان، أو بني في أيامه، طوله ثلاثمائة وست وثلاثون قدما، وعرضه مائة واثنان وثمانون قدما، وهذه البناية قائمة على ثلاثمائة وستة وثلاثين عمودا من الرخام، ومن ثم تتوزع هذه المياه بقنوات عديدة من الحجر على الجوامع والسرايات والمناهل والبيوت، ولها قناطر عظيمة جديرة بالمشاهدة باقية من أيام السلطان سليمان، وعلى قول المؤرخين ظنا أن قنوات الماء في القسطنطينية قد بناها فالانس، وهو أحد ملوك الرومانيين، وهي تأتي بماء عذب جديد، ومن إحدى هذه القنوات القناة المدعوة المعوج؛ لكونها على شكل مستدير، أي له تعريجات قصيرة من شأنها أن تعيق جريان الماء، ولها من القناطر ثلاثة صفوف محكمة البناء وهناك أيضا مياه غزيرة غير هذه، إلا أنها سافلة عن المدينة لا يمكن جرها إلى القنوات، وليس بالقرب منها جبال يتأتى نفاذ المياه منها إليها. أما معنى «البياتسا» المذكورة هنا، فهو أسطوانة أو ساحة مربعة فسيحة محاطة بالقناطر والأعمدة، مغشاة بالصور والنقوش والذهب على أسلوب رائق بديع، ثم وفي جملة الإنشاءات أو الأبنية الأكثر اعتبارا في القسطنطينية الخانات المشاعة الكافية لأن يسكن في كل منها من الخمسين إلى الألف نفس، قد بنتها الحكومة السنية؛ لغاية أن ينزل فيها المسافرون من التجار الذين يقيمون فيها مجانا ما بقوا في المدينة، وكان لكل منهم مطلق الحرية في منزله، والمراد من هذا العمل الجليل جلب السلع والبضاعة من كل أقسام العالم، ولا فرق في المذاهب بهذا الخصوص وبناء الحجر على طبقات عديدة عالية وحولها ساحة فسيحة مدخلها من أبواب حديدية، وأما الفنادق الشهيرة الكبيرة التي فيها مخازن التجارة، فهي سنبلي خان ووالدة خان وبلطجي خان وبيوك بالدرخان وسلطان أوضه لروكوشك خان ووزير خان وتحت القلعة وغيرها. ثم إن كل الأبنية العمومية في القسطنطينية متوجة ومزينة بالقباب والأبراج. أما الأماكن المخصصة للعبادة فإن فوقها قبابا ومآذن في أواخرها الهلال، أي علامة العلم العثماني مموها بالذهب.
أما الديار والمحلات الخارجة عن المدينة فهي جميلة جدا، وكان يسكن محل المسكوكات ومخزن الأسلحة - أي الترسخانة والحبس - مماليك الذات الشاهانية، فالمماليك كانت وجاق أو دولة من سلاطين مصر أصلهم من الجراكسة، والتتر الذين اغتصبوا كرسي الملك في مصر سنة 1249ب.م ودامت دولتهم إلى سنة 1516ب.م يوم تغلب عليهم وفتح البلاد السلطان سليم الأول. أما أسواق القسطنطينية، فهي في حكم أسواق الشام ومصر، لكنها عظيمة وأكبر منها وغالبا تراها غاصة بالخواتين والجواري، حتى يتعذر المرور بين موكب حافل أنيق جدا كأنه في الأوبيرا، والأوبيرا: هو محل للغناء والرقص مفروش بالمفارش الفاخرة، وأشهر هذه الأسواق سوق البازستان، وهو مبني بالحجارة، وله أبواب لا تفتح إلا في أوقات معلومة من النهار، وفيه أقدم تجار المسلمين وأغناهم، وفيه تباع الأسلحة الثمينة والملابس الفاخرة والتحف النفيسة، ويلاصق هذا السوق عدة أسواق شهيرة، وهي قلبقجي چارشوسي؛ أعني سوق القلبقجية، وهي في غاية ما يكون من الحسن والاتساق، تشتمل على نحو مائتي حانوت في الجانبين.
وفي الوسط مخزن متقن جدا، قد أعد فيه قبلا كرسي عظيم لجلوس الحضرة الشاهانية في بعض الأيام، وأوزون جارشو: وهو سوق طويلة يباع فيها جميع البضائع والأقمشة الإفرنجية والشرقية. أما اللغات في القسطنطينية، فمختلفة من تركية ورومية وعبرانية وأرمنية وعربية وفارسية ومسكوبية وبوهمية وهنكارية وبولاندازية ونمساوية وبروسيانية وهولاندازية وفرنسوية وإنكليزية وإيطاليانية، وكلها تسمع غالبا في سوق واحد. أما لبس نساء الأتراك حينما يخرجن من المدينة، فغطاؤهن ضاف من الرأس إلى القدم، وفسطان أو إزار جوخ أخضر واسع محلول، وأحيانا بخلاف لون، وفوق الفسطان خمار، وقد يتفاخرن جدا، ويرغبن في لبس الحلي كالجواهر والدرر والفرو الثمين ... إلى غير ذلك، على أن ملابس الخواتين أو السيدات في القسطنطينية من الأتراك أيضا، هي غاية في الظرف والكياسة، وأعناقهن تزدان بالعقود الدر المنظومة من الدر الكبير، وفي الجملة إن لبسهن يظهر بكثرة المجوهرات - كما ذكرنا قبلا. ثم إن أهل القسطنطينية يشربون القهوة في كل وقت من النهار، ويحسبونها دواء لوعكات المزاج وعلاجا للعوارض في الجسم، وأفضل المكيفات والتلهيات عندهم إنما هو التدخين، وأول من أدخله إلى القسطنطينية أهالي هولاندا سنة 1605ب.م، وحاصل القول أن القسطنطينية من أحسن مدن العالم موقعا كما قال الشاعر المجيد والناثر الفريد الحبر الفهامة المرحوم بطرس أفندي كرامة، مادحا إياها:
مذ جئت إسلامبول شمت محاسنا
دعت المحاسن كلهن إلى ورا
فملوكها خير الملوك وربعها
خير الربوع وأهلها خير الورى
وأهل هذه المدينة هم في غاية اللطافة والأدب والدعة، يؤانسون الغريب ويكرمون مثوى الضيف، ولهم حذاقة في العلوم والصنائع، ولهم حسن محاضرة ومذاكرة، ناهيك بما هم عليه من صون اللسان عن السفاهة والمجون، وعندهم التأنق في الأطعمة، والملابس الفاخرة، والإكثار من اتخاذ المآدب الفاخرة، ونساؤهم في الغالب حسان ظريفات. ثم إن المدافن في القسطنطينية كثيرة، ولبديع رونقها تراها مزينة بشجر السرو المتدلي على مماشيها الفسيحة، فلذلك ترى أحراش شجر السرو حول القسطنطينية بعيدا عنها على مسافة أربعة أميال. أما أغطية أكثر المدافن والحجر فإنك تراها متوجة بعمامة هيئتها، وشكلها يشير إلى صنعة أو صفات المتوفى نحو مدفن حضرة ساكن الجنان المبرور السلطان محمود، الكائن بقرب باب همايون، وهو حجرة كبيرة أرضها من الخشب المرصع بالعاج، وعليه نقش تاريخه، وفوقه طربوش عليه نيشان كبير من حجر الماس، وهو طربوشه الذي كان يلبسه وعلى جانبيه أجداث لبعض نسائه، وجماعة من الآل الملكي، وهناك شماعدين وقناديل من الفضة الخالصة، وأرض المكان مفروشة بالطنافس، والسقف منقوش بالدهانات الملونة، وخارج المدفن جنينة كبيرة أنيقة، وفي خارج ذلك المكان يبين للناظر كثير من القصور الخصوصية والأبراج التي تحل فيها الحضرة الشاهانية، ومنها القصر الجديد المبني على شاطئ البوسفور. ومما يستحق المشاهدة أيضا مقبرة ساكن الجنان السلطان عبد الحميد، ومقبرة المرحوم السلطان بايزيد بالقرب من جامعه، ومقابر أخر غير هذه للسلاطين في وسط المدينة، ومساجد لا حاجة لذكرها هنا.
أما محل الزوارق في القسطنطينية، فلا يخلو غالبا عن أقل من ثمانين ألف زورق تسير في مياه القسطنطينية ومياه الأبنية والصوائح الخارجة عن المدينة، وفي هذه المدينة سراية طويلة بغجه الشهيرة، وهي من الأعمال العجيبة دام البناء فيها نحو ست عشرة سنة وصرف عليها نحو ثلاثمائة ألف كيس، ثم محلة بشكطاش، وهناك چراغان سراي، وهي السراية الهمايونية المرتبة أحسن ترتيب، ثم وطرابيا وبيوكدرا، وهذان المحلان يتردد إليهما رجال الدولة والسفراء والذوات من الإفرنج والنصارى، فيمكثون هناك مدة الصيف، وفيها المنازل الفاخرة، والمياه العذبة، وتعلوها أحراش من شجر الكستنا، وبالقرب منها أماكن للتنزه، ثم مقابل القسطنطينية محل أسكودار، وموقعه تجاه شط آسيا، ومساحته ميل مربع، وفيه مرسى عظيم أيضا لتجارة الشرق وأشغال كبيرة في الحرائر والأقمشة والجلود وخلافها مما يوجد هناك، وفيه عدد وافر من الخانات والمخازن وبوسطة الحكومة السنية والسراية الملكية وقشل الحرس الملكي ... إلخ، وهذا الموقع تعين محطة للمركبات في الطرق المؤدية إلى ولايات المملكة الشرقية، وهي في ذلك القسم الذي يمتد من بوغاز القسطنطينية والخليج الغربي إلى شرقي البحر الباسيفيكي، وينفصل عن القسطنطينية بالبوغاز. أما مكان أسكودار المذكور، فيحسب من الأبنية الخارجة عن القسطنطينية، وأن يكن عرض لسان البحر الداخل في وسطه نحو ميل، ثم إنهم يقسمون القسطنطينية باعتبار وضعها إلى أربعة أقسام؛ الأول: هو المدينة الكبيرة القديمة، وهو يشتمل على الأبنية والقصور العظيمة والقشل الفسيحة والأسواق الكبيرة المتقنة، وله سور عظيم كان من أعظم الأسوار، وفيه الجوامع العظيمة الشامخة ذات المنابر الشاهقة المموه أعلاها بالنحاس المذهب، والقسم الثاني: الغلطة، والثالث: البوغاز، والرابع: أسكودار، وقد تقدم الكلام قبلا على كل هذه الأقسام في مواضعها.
الجزء الثاني
أسماء السلاطين من آل عثمان والسلالة الطاهرة العثمانية
وفيه جدول أسماء السلاطين من آل عثمان العظام والسلالة الطاهرة العثمانية، من عهد نوح إلى عهد المرحوم السلطان عثمان الغازي بن أرطغرل.
إن السلاطين السالفين الذين تولوا تخت السلطنة من زمان آدم إلى زماننا على صنفين: الأول هو الذين جلسوا على سرير الملك قبل حضرة الرسالة، وهم على أربع طبقات كما تحقق من صحف الرواة؛ الطبقة الأولى: هم البشداديون، والثانية: الكيانيون، والثالثة: الإشكانيون، والرابعة: الساسانيون، وعددهم اثنان وسبعون ملكا كما حققه نقلة الآثار القديمة الثقات، وكانت مدة جلوسهم على تخت الملك أربعة آلاف ومائة وإحدى وثمانين سنة وبعض أشهر، وجميعهم تسلسلوا من نسل كيومرث؛ أعني ابتداؤهم من كيومرث، وانتهاؤهم في يزدجرد آخر ملوك العجم، وفيه انقطع النسل. أما الصنف الثاني من السلاطين، فهم الذين تكللوا بتاج الملك بعد حضرة الرسالة على عشر طبقات:
الأولى:
بنو أمية الذين تولوا السلطنة بعد حضرة الأصفياء المشهورين، وعددهم أربعة عشر ملكا، وكانت مدة سلطنتهم إحدى وتسعين سنة.
والثانية:
العباسيون الذين تولوا تخت الخلافة بعد بني أمية، وعددهم سبعة وثلاثون، واستمرت خلافتهم خمسمائة وثلاثا وعشرين سنة وأحد عشر شهرا ويوما واحدا.
والثالثة:
هم السامانيون، وعددهم تسعة، ومدة سلطنتهم بقيت مائة وست سنوات.
والطبقة الرابعة:
آل بوية، وعددهم ستة عشر، ومدة سلطنتهم كانت مائتين وستا وثلثين سنة.
والخامسة:
السبكتكينيون، وعددهم أحد عشر، ومدة دولتهم مائة واثنان وسبعون سنة.
والسادسة:
الخوارزميون، وعددهم تسعة أنفس، ومدة ولايتهم مائة واثنان وثلاثون سنة.
والسابعة:
ملاحدة الموت، وهم اثنا عشر نفسا، وقد ضبطوا زمام الملك مدة مائة وأربع وسبعين سنة.
والثامنة:
السلجوقيون، وعددهم أربعة عشر، وسلطنتهم دامت مائة وتسعا وستين سنة.
والتاسعة:
الجنكيزيون، وعددهم ثمانية.
والطبقة العاشرة:
هي آل عثمان، فظهر نسلهم الأثيل من يافث بن نوح، واتصل إلى عثمان خان الغازي، وهو خان بن خان خلفا عن سلف، وفي مذهب أهل الحساب والكشف أن سلطنتهم اتصلت إلى المهدي، فيسلمون الأمانة أبقى الله سلطنتهم ما توالى الملوان.
فهذا المجموع من طبقات سلاطين الأرض وملوك الدنيا الذين بعضهم مرسوم وبعضهم لحق رسمهم بالحقيقة، وسندرج - إن شاء الله - السلسلة الآتية مرسومة من الابتداء حتى الانتهاء، عبرة لأولي الألباب والتبصر؛ لأن كلا من الملوك السالفين بعد أن كان في الأفلاك كوكبا ساطعا، وللورى سيدا مدبرا، قد عاد لا وجود له البتة، ولم يبق له سوى الذكر في بطون الأوراق، وذلك دليل على أن هذا الملك الفاني لا بقاء له ولا دوام. أما بيان طبقة آل عثمان، فهو على ما بالأخبار من أن خبر الفارسين في الزمان آخر أهل الروم، فخبر الفارسين هو هؤلاء؛ لأنهم مظهر السلطنة، ومعدن الخلافة، وهذه السلالة الطاهرة لآل عثمان هي خان بن خان من نسل يافث إلى نوح، وكل فرع كريم من أصل عثمان الغازي حتى اليوم، وقد قر الرأي العام بحسب المعدلة، وقد دانت لأحكامهم وتابعتهم ممالك الروم والعرب والعجم، وقد خرجت أجداد عثمان خان الغازي آتية من تركستان وضبطت بلاد خراسان والعراق والأزاربچان، واستولت عليها، وقد توقفوا في طرق الأخلاط مائة وسبعين سنة، حتى خرج جنكيزخان وأتى لولاية الروم أرطغرل مع أربعمائة خان من خدمه وحشمه، وكان في ذاك الزمان في بلاد الروم السلطان علاء الدين بن كيقباد بن كيخسرو بن مسعود السلجوقي، فاحترم أرطغرل خان الغازي، ووهب له المكان المسمى جبل قرحة الكائن في جوار أنكوريا، وقد حدثت في ذاك الزمان محاربة بين علاء الدين والتتر، فساعده أرطغرل خان، وانهزمت التتر، فدعا السلطان علاء الدين أرطغرل خان الغازي أخاه، وقد غزا أيضا السلطان علاء الدين أهالي القسطنطينية في بلاد الروم، وفعل أرطغرل خان عدة فعائل في ذلك الآن، حتى انهزمت أهالي القسطنطينية، فوكل إليه حينئذ السلطان علاء الدين تدبير ولاية سكوتلي وأرمول وطوماليج وتوابعها، ثم تولى السلطان علاء الدين، وجلس مكانه السلطان علاء الدين بن فرامرز في زمن السلجوقيين أيضا سنة ستمائة وثمانين للهجرة، ووافق حينئذ قدوم عساكر التتر إلى مدينة أركلي، فجعل السلطان علاء الدين المذكور عثمان خان الغازي قائمقاما عوضه وأرسله في غزوة، فذهب وبطش بعساكر التتر، وقد باشر أيضا عثمان الغازي غزوات في تلك الجهة، وفتح قلاعا كثيرة، وغنم غنائم وافرة بعث بها إلى السلطان علاء الدين مبشرا إياه بالنصر، فأعطى السلطان علاء الدين لعثمان الغازي طبلا وعلما، ففتح في ذاك الوقت قلعة مليجوك، وأخذها عنوة، وسقطت دولة السلجوقيين حينئذ حتى لم يبق منهم أحد في الولايات، فساد عثمان خان مناكب السلطنة، وظهرت عليه علائم الدولة والعظمة، وانقادت إليه أعيان المملكة، واستوثق له الملك والسلطنة، وما برحت فروع آله إلى الآن متراقية في أعراش الملك يوما بعد آخر. ثم إن السلطان عثمان جلس مكان أرطغرل سنة ستمائة وتسع وتسعين سنة هجرية، وفتح قلعتي بلاجوك وإيناكول سنة ستمائة وخمس وتسعين قبل جلوسه، وكانت مدة سلطنته سبعا وعشرين سنة، وبلغ من العمر تسعا وستين سنة، وبعضهم يقول بلغ سبعين سنة، وتوفي سنة سبعمائة وست وعشرين سنة.
هذا ما جاء في بعض الأقوال عن أسماء سلسلة آل عثمان الطاهرة كما يأتي :
السلطان عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه بن قيا ألب بن قزل بوغا بن باتيمور بن قونلوغ بن تفاد بن قينون بن سافور بن بولغاي بن بايسنقور بن توقتمور بن باسوق بن چندور بن باقي بن كوك ألب بن أرغو بن قره خان بن قونلق بن توترق بن قره خان بن بايسوق بن بلواج بن تغار بن سونچ بن چاربوغا بن قورتلمش بن قره جاه خان بن عمود بن سليمان شاه بن قره خول بن قولفاي بن باتيمور بن طوسي بن بابلق بن طورغا بن طوغمش بن كوچك بك بن أونوق بن قوتاق بن چكتمور بن طورج بن قزل بن يماق بن باشبوغا بن قورتلمش بن فورجه بن بالجق بن قوماي بن قره أوغلان بن سليمان شاه بن قولو بن بولفار بن باتيمور بن طورمش بن كوكب ألب بن أوغوز بن قره خان بن قاني خان بن بولجاي بن ماجيه بن أبي الحارث بن يافث بن نوح.
الجزء الثالث
في فوائد تاريخية نثرية، ومسائل استطرادية، وحوادث، وفنون اختراعية
وضعت على ترتيب حروف الهجاء؛ تسهيلا للمطالعين
حرف الألف
إبراهيم باشا :
قدوم إبراهيم باشا بجيوش أبيه محمد علي عزيز مصر، وحصاره لعكا تسعة أشهر، وافتتحها في 21 أيار سنة 1831ب.م، الموافق 27 الحجة سنة 1246 هجرية، وتسلم عبد الله باشا أسيرا، وأرسله لأبيه ذليلا حقيرا، وهو ابن محمد علي باشا عزيز مصر ابنه الكبير، ولد في مدينة كاڨال من بلاد الأرناووط، التي هي في بلاد الروملي بعد زواج أبيه بسنتين، وذلك سنة 1789ب.م، وخلف أباه؛ إذ تولى خديوية مصر سنة 1848ب.م، وتوفي في العاشر من تشرين الثاني سنة 1848ب.م، الموافق لسنة 1264هجرية بعد جلوسه بشهرين، وخلفه ابن أخيه عباس باشا بن ترسم باشا، وكان عمره تسعا وخمسين سنة، وترك ثلاثة أولاد: الأكبر أحمد بك؛ ولد سنة 1825ب.م، والثاني إسماعيل بك؛ ولد سنة 1830ب.م، والثالث مصطفى بك؛ ولد سنة 1833ب.م. حضور إبراهيم باشا إلى سورية ووقعة قونية سنة 1832ب .م. خروج الدولة المصرية من الديار الشامية سنة 1840ب.م.
إبر:
أول اصطناع الإبر كان في بلاد الإنكليز سنة 1545ب.م.
أبو قراط المشهور ابن إقليدس صاحب الطب القديم:
ميلاده في جزيرة كوص، كائنة في جزائر بحر الروم سنة 460ق.م، وتوفي في مدينة لاريس من أعمال تساليا. قال بعضهم: هو من المعمرين؛ مات في عمر الثمانين سنة، وقال آخرون: في سن المائة.
ابن سينا:
الطبيب العالم الشهير، وهو الحسن بن عبد الله بن الحسين بن علي بن سينا البخاري، الذي تدعوه الأطبا الشيخ الرئيس، ولد في بخرميثن بلدة مشهورة من أعمال بخارا في شهر صفر سنة 370 هجرية، موافقة إلى سنة 981ب.م، وتوفي بالقولنج في همذان يوم الجمعة من شهر رمضان سنة 428 هجرية، الموافق سنة 1038ب.م، وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وله مؤلفات مشهورة.
أثينا:
عاصمة اليونان، وهي من أشهر المدن القديمة. موطن لأكثر الفلاسفة والفصحاء وأصحاب الصنائع الأقدمين، وبها أبنية فاخرة لا يوجد مثلها في غيرها. أساس مملكة أثينا سنة 1556ق.م. جلب حروف الكتابة إلى هذه البلاد سنة 1493ق.م. حرق مردونيوس إياها سنة 479ق.م، وفي سنة 380ق.م كان تعليم بلاتون فيها، وسنة 330ق.م كان ظهور أريستوتاليس وتعليمه فيها أيضا، وفي سنة 1821ب.م نهضت بلاد اليونان التي عاصمتها هذه المدينة، وبعد حروب مستطيلة وسفك دماء كثيرة استقلت بموازرة بعض دول الإفرنج، وأقاموا عليها ملكا أوثو ابن ملك بافاريا، وذلك في آخر شهر آب سنة 1832ب.م، وفي سنة 1841ب.م، وكان عدد أهلها 17000 نفس، وسنة 1852ب.م 20000 نفس.
أدرنة:
كانت قديما بلد من طراشيا، واسمها منسوب إلى الملك أدريان الذي جدد بناءها، وفي سنة 1360ب.م أخذها السلطان مراد الأول، وكانت قاعدة المملكة العثمانية من ذلك الزمان حتى يوم أخذ القسطنطينية سنة 1453ب.م، وبقيت كرسيا للسلاطين حتى ابتداء القرن الثامن عشر، وفي هذه المدينة أبنية فاخرة وجوامع حسنة، وقصور قديمة، ولها تجارة واسعة، وبلغ عدد أهلها في سنة 1852 مائة ألف نفس .
أريسطو:
فيلسوف يوناني مشهور في أثينا. ميلاده سنة 384ق.م. تعليمه في أثينا سنة 330ق.م، ومات سنة 322ق.م.
أرمينيا:
أي بلاد الأرمن. أهل أرمينيا يزعمون أنهم منذ سنة 2200ق.م وأنهم من نسل يافث وينتسبون إلى أرام. استقلالهم كان سنة 325ق.م، وبقوا خاضعين إلى مكدونية مائة وثلاثين سنة. انقراض هذه المملكة سنة 450ب.م، يحدها من الشمال البحر الأسود وكرجستان، ومن الشرق كرجستان أيضا وجزء من بلاد العجم، ومن الجنوب كردستان والجزيرة، ومن الغرب آسيا الصغرى، وكانت هذه المملكة قديما أكثر اتساعا من ذلك، لكن أضيف جانب منها إلى المملكة الرومانية قبل التاريخ المسيحي بمدة وجيزة، ثم استقلت بعد ذلك وبقيت على استقلالها حتى تملكها الأتراك، فأضيف جزء منها إلى بلاد العجم.
الأردن:
هو نهر مشهور في فلسطين طوله مئتا ميل، يجري بين بحيرة الحولة وبحيرة طبريا. أما المسافة الكائنة بين بحر الميت وبحيرة طبريا المذكورة فهي سبعون ميلا، والمسافة الكائنة بين بحيرة الحولة وبحيرة طبريا هي ثمانية أميال، وقد يختلف عرض نهر الأردن من خمسين إلى مائة وخمسين قدما، وأما بحيرة الحولة فهي خمسون قدما فوق سطح بحر الروم، والبحر الميت أسفل من بحر الروم بألف وثلاثمائة واثنتي عشرة قدما.
الأرز:
أصله من شرقي بلاد الهند من عهد قديم الأيام؛ إذ كانوا يزرعونه هناك، وكان أول مكان زرع فيه الأرز أميركا في مدينة تدعى ڨرجينيا، وذلك سنة 1647ب.م حيثما زرع أولا في هذه المدينة على وجه الامتحان مقدار نصف كيلة من الحب، فأعطت في أول سنة غلة ست عشرة كيلة، والذي اختبر ذلك المعلم وليم باركلي.
أرطاميس:
هو هيكل في أفسس، كان طوله أربعمائة وخمسين قدما، وعرضه مائتي قدم، يشتمل على مائة وستة وعشرين عمودا من الرخام ارتفاع كل منها سبعون قدما، واستمر بناء هذا الهيكل العظيم مائتين وعشرين سنة، وأحرقه رجل يسمى أرسطراطس بقصد أن يشهر اسمه وحمقه في كل العالم.
أرض:
لا حاجة لتفسير معناها ووضعها الأصلي بإسهاب، فإنا ندع ذلك للكيماويين والطبيعيين ، فنقول بوجه الإيجاز: إن الأرض هي الكرة المركبة من الجواهر الفردة التي نحن عليها، تشتمل على أرض وماء، وهي على شكل كروي، لكنها مسطحة قليلا من ناحيتي قطبيها، ولذلك شكلها يدعى مسطحا ليس كرويا تماما، وثلثاها مغمور بالمياه، وقال الجغرافيون أيضا: إن مساحة سطحها نحو مائتي مليون ميل مربع الذي يعادل ربعه خمسين مليون ميل مربع، وهو من اليابسة وثلاثة الأرباع الباقية هي مغطاة بالماء والأرض هي أحد الكواكب السيارة الأصلية تدور حول الشمس بين الزهرة والمريخ، ويحيط دائرتها خمسة وعشرين ألف ميل وقطرها ثمانية آلاف ميل، وبعدها المتوسط عن الشمس نحو خمسة وتسعين مليون ميل، ومن دورانها السنوي تحصل السنة، وهي ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وخمس ساعات وتسع وأربعون دقيقة تقريبا، والجو أو الفضاء المحيط بها يعلو عنها أربعين أو خمسين ميلا، ولو فرض أن رجلا أراد أن يطوف حول الأرض ماشيا بلا انقطاع للزمه مدة أحد عشر شهرا، وفي سكة الحديد واحد وعشرون يوما.
أزمير:
وهي مدينة من بر الترك في آسيا، أي في بر الأناضول، كائنة على رأس خليج أزمير، وقد خربت بالزلازل والحروب عشر مرات، وميناها أمين في الغاية، وهي ذات تجارة واسعة برا وبحرا، وفيها كثير من الإفرنج، والأراضي المجاورة لها جيدة مخصبة، وفي سنة 1852 كان فيها من السكان 114000 نفس، وسنة 1862 مائة وخمسون ألفا، وهذه المدينة قديمة، وتاريخها مفقود بين القصص والحكايات، وكانوا قديما يدعونها أسمير، وأنها مدينة ومينا في غربي الأناضول، ويظهر أن «أيوليان» من مدينة «سيم» أسسها قبلا وجعلها إقليما، ولكن من بعد ذلك سنة 688ق.م استولت حالا عليها أهالي مدينة كولفونيا من أعمال يونيا التي هي جزائر لليونان، وبقيت مستقلة نحو مائتين وخمسين سنة، وفي القرن السابع ق.م صارت أزمير تعد من الثلاث عشرة مدن يونانية «نسبة إلى يونيا في أثينا»، وعلى قول سترابو المعلم الجغرافي اليوناني أن هذه المدينة هدمها سادياط، وأصله من ليديا بلد في آسيا الصغرى، وذلك سنة 627ق.م، وبقيت خرابا عدة قرون، ثم عاد فجدد بناءها، ووسعها أنتيكونيوس وليسيماكيوس من خلفاء إسكندر الكبير، وصارت حينئذ معدودة من الطراز الأول بين مدن ذلك العصر، وقد حدث فيها زلزلة سنة 178ب.م دمرتها، لكن جدد بناءها أيضا بعد الزلزلة مرقس أوراليوس، ثم تقلبت عليها الأيام وحسدت على سعادتها وعمرانها، وفي نهاية القرن الحادي عشر ب.م أو سنة 1084ب.م استولى عليها الأتراك أو أحد رؤساء السلجوقيين، ثم في ذلك الحين أوشكت تخربها العمارة البزنتية، ثم جدد بناءها الملك كومنينوس سنة 1220ب.م واستولى عليها بعده أهل جينوى، وبقيت معهم إلى سنة 1264ب.م، وبعده أخذها الأتراك بعد أن حاصرها باطلا السلطان بايزيد الأول سبع سنين، ثم تيمورلنك سنة 1402ب.م، وبعده استرجعها حالا الأتراك واستولوا عليها، وقد حصل في هذه المدينة زلازل ونار شديدة في أوقات مختلفة، وفي سنة 1841 ب.م احترق فيها اثنا عشر ألف بيت، وفي سنة 1846ب.م ألمت بها زلزلة أضرت بها جدا، وهلك فيها أناس كثيرون.
إسبانيا:
يحدها شمالا بحر بيسكي وجبال ألبرت - أو ألبرن - الفاصلة بينها وبين فرانسا، وتدعى أيضا جبال البرانس، وشرقا البحر المتوسط، وجنوبا البحر المتوسط أيضا وبوغاز جبل طارق والأوقيانوس الأتلانتيكي، وغربا الأوقيانوس المذكور وبرتوكال، وطول هذه البلاد 650 ميلا، وعرضها 550 ميلا، ومساحتها نحو 180000 ميل مربع، وفي سنة 1827ب.م كان عدد سكانها 10250000 نفس، وسنة 1858ب.م ثلاثة عشر مليونا، وسنة 1871 14000000 نفس، وكانت هذه البلاد قديما مشتهرة بمعادنها الغنية التي كان أهل فينيقية، يجلبون منها الذهب والفضة، وكانت جزءا من المملكة الرومانية مدة 400 سنة، وتاريخ استيلائهم عليها كان سنة 133ق.م، ثم استقلت بذاتها، وقد يسميها العرب أندلس نسبة لإيالة أندلسيا التي أول من فتحها طارق بن زياد في زمن الخليفة ابن الوليد سنة 92 هجرية الموافق سنة 710ب.م. دخول طارق آخر ملوكها إليها وتغلبه على الملك رودريك وضم إسبانيا وبورتوغال إلى الخلافة من سنة 712 إلى سنة 713ب.م. دخول العرب الإسلام إليها سنة 715ب.م. قتل الرهبان فيها سنة 882ب.م. غزوات العرب فيها سنة 1195ب.م . طرد مائة وستين ألف يهودي منها سنة 1492ب.م، وقوع الثورة فيها وهرب الملكة إيزابلا إلى فرنسا سنة 1868ب.م. أما مساحة السراية الملكية العظيمة المشهورة في مدريد عاصمة هذه المملكة مع جناتها أيضا، فهي فلاحة نحو ثمانين فدان أرض، «والفدان في المساحة أربعمائة أو ثلاثمائة وثلاثون قصبة مربعة، والقصبة هي أربعون ذراعا وسدس ذراع مربعة، وذراع المساحة هي سبع قبضات فوق كل قبضة أصبع قائمة، والمربع عند المهندسين ذو أربعة الأضلاع كالبيت، وعند الحسابيين الحاصل من ضرب عدد في نفسه»، ومحيطها - أي دائرتها - أربعمائة وسبعون قدما، وعلوها مائة قدم، وهي تحسب من أعظم سرايات الدنيا، بناها الملك فيلبس الخامس ملك إسبانيا، ومن مدن إسبانيا مدينة قرطبة، قيل كان عدد سكانها في سنة 1852ب.م 50000 نفس، وكانت كرسي الخلافة في أيام حكم الإسلام في الأندلس. قيل كان بها يومئذ 1600 جامع و900 حمام، ومن الحوانيت 80455، ومن البيوت 262300، ومن السكان 1000000، ولم تزل بها بقايا دور الخلفاء.
إسكندر الأول ملك روسيا:
ميلاده سنة 1777ب.م، توليه سنة 1801ب.م، وفاته في كانون الأول سنة 1826ب.م، وجلوس الملك نقولا بعده على كرسي الملك في السنة المذكورة.
إسكندر:
هو إسكندر الكبير ملك مكدونيا فاتح بلاد العجم والهند، ابن فيلبس المكدوني. ميلاده سنة 356ق.م، هزمه أهل بلاد الفرس سنة 334ق.م. دخوله إلى آسيا وحصار صور وأخذها وفتحه للشام ومصر وقهره أهل بلاد الفرس ثانية سنة 333ق.م. انتصاره أيضا على داريوس ملك الفرس وحصوله سلطانا على مملكة العجم برمتها ودخوله إلى القدس سنة 332ق.م. استظهاره على مصر ورجوعه إلى فينيقية سنة 331ق.م، وفاته في بابل سنة 323ق.م، وهو في سن الثلاث والثلاثين سنة.
آسيا:
يحدها من الشمال البحر المتجمد الشمالي، ومن الشرق بوغاز بيرين والأوقيانوس المحيط الفاصلان بينهما وبين أميركا، وأجزاء هذا الأوقيانوس المتصلة بالبر قد سميت بأسماء مختلفة على حسب ما اتصلت به، كبحر كمتشكا وبحر أوخوتسك وبحر يابان والبحر الأصفر وبحر الصين ... وهلم جرا. ثم من الجنوب الأوقيانوس الهندي، ولأقسامه أيضا أسماء مختلفة، كبحر بنكالا وبحر العرب، ومن الغرب البحر الأحمر وبرزخ السويس بينها وبين أفريقيا، وبحر الروم وبحر مرمرا وبوغاز القسطنطينية والبحر الأسود ونهر دون وجبال أورال بينها وبين أوروبا، وطول آسيا 4700 ميل، وعرضها 4400 ميل، وقد اختلف في مساحة القارة، فقيل إنها 20000000 ميل مربع، وقيل 18000000، وقيل 16000000، وقيل 14000000 ميل اعتيادي مربع، واختلف أيضا في عدد سكانها، فقيل إنه كان في سنة 1852ب.م 600000000، وقيل 500000000، وقيل 400000000، وقيل 340000000 نفس، وإن في سنة 1841ب.م كان عدد نفوس هذه القارة أربعمائة وخمسين مليونا من النفوس. خراب أول مملكة فيها قديما سنة 747ق.م. هدمها وخرابها من تيمورلنك ملك التتر، وهزمه للسلطان بايزيد الأول في مدينة أنكره سنة 1402ب.م، وفي سنة 548ق.م تغلب كورش ملك مادي وفارس على جانب عظيم منها، وبعد وفاته سنة 323ق.م صارت آسيا جزءا من مملكة سوريا التي كانت قصبتها حينئذ أنطاكية، ثم خضعت لقياصرة رومية والقسطنطينية، وفي سنة 1305ب.م غلب على جانب عظيم منها السلطان عثمان الغازي، وفي سنة 1486ب.م صارت كلها تابعة لسلاطين آل عثمان.
إسكندر الثاني إمبراطور روسيا:
ميلاده سنة 1818ب.م، جلوسه في 2 آذار سنة 1855ب.م؛ أي حين وفاة الملك نقولا الأول.
الإسلامية:
تأسيس الإسلامية في بلاد العرب سنة 611ب.م، وقد يبتدأ في تاريخ الهجرة من سنة 622ب.م؛ أي حينما هاجر حضرة صاحب الرسالة مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
إسحاق نيوطون:
هو الفيلسوف الإنكليزي المشهور في العلوم الرياضية والطب والفلك والفلسفة، وهو الذي اكتشف قاعدة الجاذبية وانحلال النور. ميلاده في 25 كانون الأول سنة 1642ب.م، وتوفي سنة 1727ب.م.
إسكندرية:
هي مدينة من أعمال مصر في قارة أفريقيا أول إسكلة أو مينا بحري لبلاد مصر، كانت قديما من أشهر مدن العالم في التجارة والعلوم، وفي سنة 1849ب.م بلغ عدد سكانها 60000 نفس، وسنة 1862ب.م 85000 نفس، وهي واقعة بين فم النيل الغربي وبحيرة ماروتيس، ويوصلها بفم النيل عند مدينة رشيد قناة المحمودية التي فتحت مرة ثانية سنة 1819ب.م؛ فتحها محمد علي باشا، وطولها 48 ميلا. وهذه المدينة كانت قديما مبنية على البر تجاه مركزها الحالي؛ أي أنها مبنية الآن تقريبا على جزيرة فاروس المشهورة وعلى البرزخ الذي يوصلها بالبر، ولها مينآن: أحدهما على الجهة الغربية؛ وهو الأحسن، والثاني على الجهة الشرقية؛ وهو جديد. لكنه يدعى بالمينا القديم، وهذه المدينة بناها إسكندر الكبير سنة 332ق.م، وفي سنة 30ق.م دخلت في حوزة الرومان، ثم حاصرها الملك يوليوس قيصر، وأخذها سنة 47 وسنة 48ق.م؛ إذ حصل بها حينئذ فتنة مخيفة في تلك المدة، وفي سنة 49ق.م احترقت المكتبة الكبرى فيها، وقيل إن تلك المكتبة كانت تشتمل على ثلاثمائة أو سبعمائة ألف مجلد، ويدعونها مكتبة الملك بطليموس. حدوث مقتلة عظيمة فيها بأمر الملك سنة 216ب.م، وفي سنة 611 قبل ذلك استولى عليها الملك كسرى الثاني ملك الفرس، «وكسرى اسم كل من ملوك الفرس، كما أن كلا من ملوك الروم يسمى قيصرا، والترك خاقانا، واليمن تبعا، والحبشة نجاشيا، والقبط فرعونا، ومصر عزيزا ... إلى غير ذلك. وهو معرب خسرو بالفارسية، ومعناه واسع الملك»، وسنة 640 أو سنة 641ب.م أخذها العرب تحت قيادة عمرو بن العاص، وأتموا دمار آثارها القديمة في سنة 642 أو سنة 644ب.م، وقرر بعض المؤرخين سنة 636ب.م أن حريق مكتبتها الغنية كان من عمر ثاني الخلفاء، وقيل سنة 640 أيضا. ارتفاع منارتها خمسمائة قدم، بناها الملك بطليموس فيلادلفس سنة 282ق.م، ونورها منتشر إلى بعد عظيم. عمود الصواري فيها المنسوب إلى الجنرال بومباي؛ أي عمود بومباي «وهو جنرال روماني مشهور»، ارتفاعه مائة قدم، وقال بعضهم 88 قدما، وقطره من عند قاعدته عشر أقدام، وكان بناؤه إكراما للملك دبوكلسيان الروماني الذي حاصرها سنة 296ب.م، بعد أن دافعت هذه المدينة ثمانية أشهر، وأخيرا سلمت بعد أن فني منها ألوف بالسيف والنار. أما مسلة فرعون فيها التي دعيت في القديم مسلة كليو باطرا ملكة مصر المشهورة، فكانت عمودين أحدهما قائم، والآخر ساقط، وطول أحدهما خمس وستون قدما، وقال بعضهم 64 قدما، والآخر سبعون قدما، وقطرهما عند قاعدتهما سبع أو ثمان أقدام، ونقلت من مقالعهما في زمن تملك الملك طوطمس الثالث سنة 1495ق.م، وقد أعطى محمد علي باشا الساقط منهما للحكومة الإنكليزية. استيلاء نابوليون بونابارت عليها في 3 تموز سنة 1798ب.م. تسليم الفرنساوية هذه المدينة للدولة العلية والإنكليز، وخروجهم من بلاد مصر في آخر شهر أيلول سنة 1801ب.م، وبقيت هذه المدينة مع الدولة العلية والإنكليز من سنة 1801 إلى سنة 1803ب.م، وفي سنة 1819ب.م حصل فتح قناة المحمودية الشهيرة مرة ثانية في هذه المدينة، وذلك بعناية محمد علي باشا، وطول هذه القناة ثمانية وأربعون ميلا، وقد جاء في تعريف الميل أنه قدر مد البصر من الأرض أو مسافة من الأرض متراخية بلا حد أو مائة ألف إصبع إلا أربعة آلاف إصبع أو ثلاثة أو أربعة آلاف ذراع، بحسب اختلافهم في الفرسخ هل هو تسعة آلاف بذراع القدماء أو اثنا عشر ألف ذراع بذراع المحدثين، والميل الهاشمي ألف باع.
إشارة:
اختراع سلك الإشارة سنة 1849ب.م.
أفسس:
مدينة قديمة مشهورة في آسيا، وهي الآن خراب. موقعها إلى جنوبي أزمير على نحو 35 ميلا، بقرب ريف البحر، ولم يبق منها إلا بعض الآثار وبعض القناطر التي كان مبنيا عليها هيكل أرطاميس، ومساحة هيكل ديانا المشهور فيها طوله أربعمائة وخمس وعشرون قدما، وعرضه مئتان وعشرون قدما، وقد قاومت كثيرا الذين شنوا عليها الغارات، وابتداء انهدامها في زمن تسلط الملك طراجان، الذي نقل أبواب الهيكل المذكور إلى القسطنطينية، وخراب هذه المدينة الأخير كان في زمن تسلط الملك غالينوس سنة 262ب.م.
أفريقيا:
هذه القارة شبه جزيرة متصلة بقارة آسيا عند برزخ السويس، يحدها شمالا بوغاز جبل طارق والأوقيانوس الأتلانتيكي والبحر المتوسط، وشرقا برزخ السويس والبحر الأحمر وبوغاز باب المندب والأوقيانوس الهندي، وجنوبا الأوقيانوس الجنوبي، وغربا الأوقيانوس الأتلانتيكي، وشطوطها قليلة الرءوس والخلجان والأجوان والجزائر. طولها 4320 ميلا، وعرضها 4140 ميلا، وقد حسبت مساحتها فكانت 11000000 ميل مربع، وقال بعضهم اثني عشر مليونا، وأما أهل هذه القارة، فقد حسب عددهم في سنة 1827ب.م نحو 100000000 نفس، وقيل في سنة 1841ب.م بلغ عدد أهلها نحو ستين مليونا، وطول بريتها 3000 ميل، وعرضها 1000 ميل، وهي رمال وحصي، وفي هذه القارة من اللغات نحو 150 لغة. رجوعها إلى الروم سنة 534ب.م. غزوات الفرس فيها سنة 622ب.م، فتوحها من الإسلام سنة 648ب.م. تغلب المسلمين على المغاربة فيها سنة 709ب.م، فتح فرنسا جزائر الغرب فيها وأخذها للأمير عبد القادر سنة 1847ب.م.
ألفراد الكبير:
هو ملك إنكلترا المشهور الذي أدرج علم الشريعة عندهم، ورتب قوة إنكلترا البحرية. ميلاده سنة 849ب.م، ووفاته 900ب.م.
أميركا:
القسم الثاني من أقسام الدنيا الخمسة، وهي تقسم إلى قسمين يصل بينهما برزخ داريان؛ أحدهما: شمالي، ويقال له أميركا الشمالية، والثاني: جنوبي، ويقال له أميركا الجنوبية. أما أميركا الشمالية، فمساحة سطحها ثمانية ملايين ميل مربع، وهي ثالث القارات في الاتساع، يحدها شمالا الأوقيانوس المتجمد الشمالي، وشرقا الأوقيانوس الأتلانتيكي الفاصل بينها وبين أوروبا وأفريقية، وجنوبا بحر كريب وبرزخ داريان الذي يصل أميركا الشمالية بالجنوبية. عرضه خمسة عشر ميلا فقط، والأوقيانوس المحيط، وغربا الأوقيانوس المحيط أيضا الفاصل بينها وبين آسيا ومضيق بيرين، وطول قارة أميركا من الشمال إلى الجنوب ليس أقل من 9000 ميل، وعرضها من الشرق إلى الغرب بين 1500 ميل و1800 ميل، وطول أميركا الشمالية من الأوقيانوس الشمالي إلى برزخ داريان هو 4800 ميل، وعرضها بين 3200 و2600 ميل، وقيل إن طولها 5200 ميل، وعرضها 2450 ميلا، ومساحتها 8 ملايين ميل مربع، ومساحة قارة أميركا بكاملها نحو 15000000 ميل مربع، وعدد أهل هذه القارة بلغ في سنة 1852ب.م 50000000 نفس، وقال بعضهم سنة 1841ب.م كان خمسة وأربعين مليونا؛ منها 19 مليونا من البيض، وعشرة ملايين من الهنود، وثمانية ملايين من السود؛ أي العبيد، وثمانية ملايين من أجناس مختلفة، وسنة 1827ب.م بلغ عدد أهل أميركا الشمالية عشرين مليونا، وسنة 1858ب.م 35 مليونا، وهي ثالث القارات في الاتساع، اكتشافها لخريستوف كولومبوس في 15 آذار سنة 1493ب.م، وبعضهم قال في 8 أو 12 تشرين الأول سنة 1492ب .م. بداية زرع القطن فيها سنة 1769ب.م. تحريرها سنة 1776 أو سنة 1777ب.م. ابتداء الحرب بينها وبين الإنكليز في 18 نيسان سنة 1775ب.م، ونهايتها في 19 تشرين الأول سنة 1781ب.م، وقيل إن مصالحة باريز ونهاية حرب أميركا واستقلاليتها التامة كانت سنة 1783ب.م.
أمية:
بنو أمية هم ثاني طبقة من خلفاء الشرق، ابتداؤهم من زمن تملك معاوية بن أبي سفيان سنة 41 هجرية موافقة سنة 661ب.م، ودامت خلافتهم لسنة 132 هجرية الموافقة سنة 750ب.م، وتسموا هكذا نسبة إلى أمية سلف أو جد معاوية المذكور، ويذكر المؤرخون أن خلافتهم بدمشق كانت سنة 660ب.م.
أنطاكية:
تأسيس هذه المدينة سنة 300ق.م، أسسها أنتيكون أحد قواد الملك إسكندر الذي تلقب بعد أخذه عدة أماكن في آسيا بملك آسيا، وأكمل بنائها سلوقيوس الذي دعاها أنطاكية باسم أبيه أنطيوخوس أو أنطيوكوس، وكانت قاعدة بلاد السلوقيين وثالث مدينة في مملكة الرومان، وكان عدد سكانها يومئذ سبعمائة ألف نفس. دثارها من الزلازل سنة 115ب.م. محاربة الفرس إياها سنة 232ب.م. استيلاؤهم عليها سنة 611ب.م، ثم سلموها إلى مملكة بزنطا، وكانت هذه المدينة حين تأسيسها معدودة قصبة سورية؛ أي إلى نحو ثلاثمائة سنة قبل المسيح - كما ذكرنا - ويؤكد لنا التاريخ القديم أيضا أنها كانت مدينة كبيرة زاهرة وعامرة في سوريا. موقعها على شطوط نهر أورانتوس بعيدة عن البحر وعن ميناها سلوقيا نحو خمسة عشر ميلا. استيلاء العرب عليها تحت راية عمر سنة 638ب.م، ثم الصليبيون سنة 1100ب.م، وفي سنة 1268ب.م. خربها سلطان مصر، ثم تواترت عليها الزلازل، والمماليك تولوا عليها سنة 1300ب.م، ثم الدولة العلية 1516ب.م، وقال بعضهم إن مدينة أنطاكية موقعها الآن على جانب نهر العاصي، تبعد عن البحر ست ساعات، وفيها سور عظيم باق من رونقها القديم، يحيط بها من جوانبها الثلاثة، وعلى الرابع منها - وهو الشمالي - نهر العاصي المذكور، وفي سنة 1852ب.م بلغ عدد أهلها 9000 نفس.
انكشارية:
هذه اللفظة معناها عساكر جديدة بداية وجاقهم من السلطان مراد الأول، وهو السلطان الثالث من الدولة العثمانية سنة 1362ب.م، وقد جدد هذا الوجاق وأكمل ترتيبه السلطان بايزيد الأول سنة 1389ب.م، وقد هدم وجاقهم هذا السلطان محمود، وكان قتلهم في توركيا في شهر حزيران سنة 1826ب.م.
إنكلترا:
أي بلاد الإنكليز، هي أكبر أقسام مملكة الإنكليز وأخصبها تربة وأكثرها أهلا، وسطحها مخترق بجبال منخفضة وتلال وأودية تتخللها سهول كثيرة. ولكثرة الاعتناء بأمور الزراعة قد بلغ أهلها إلى الدرجة القصوى في كل ما ينبغي لها، فصارت أكثر أراضيهم في غاية الخصب، وهي تسقى بالأمطار صيفا وشتاء، وفي جهة الغرب منها قسم يدعى وايلس، كان قديما مملكة مستقلة، ويحدها بما فيه قسم وايلس شمالا سكوتلاندا، وشرقا أوقيانوس جرمانيا، وجنوبا البوغاز الإنكليزي وبواغيز دوفر، وغربا خليج مار جرجس وبحر أيرلاندا. طولها 400 ميل، وعرضها 150 ميل، ومساحتها 50000 ميل مربع، وبلغ عدد سكانها في سنة 1827ب.م 12000000 نفس، ومساحة قسم وايلس 8125 ميل مربع، وعدد أهله في السنة المذكورة 720000 نفس. هجوم الرومان عليها في زمن يوليس قيصر سنة 55ق.م، ثم في زمن أغريكولا، جنرال روماني قد أتم الرومان فتح هذه البلاد. خروج الرومان منها سنة 428ب.م، وقال بعضهم إن خروج الرومان من بريطانيا كان في سنة 420ب.م. حربها لفرنسا سنة 1383ب.م. انضمام أيرلاندا إليها سنة 1800ب.م.
أولاد:
منع الإنكليز بيع الأولاد سنة 1800ب.م.
أوروبا:
هذه القارة يحدها شمالا بحر الثلج الشمالي، وشرقا جبال أورال ونهر أورال ونهر ولكا وبحر قزبين ونهر دون والبحر الأسود وبوغاز القسطنطينية وبحر مرمرا أو بحر جزائر الروم، وجنوبا بحر الروم وهو الذي يقال له المتوسط؛ لتوسطه بين أوروبا وأفريقية، والبحر الأسود وبوغاز القسطنطينية وبحر مرمرا وبوغاز الدردنيل وبوغاز جبل طارق، وغربا الأوقيانوس الأتلانتيكي، ومعظم طولها من مصب نهر كارا إلى رأس فنسنت يبلغ نحو 3490 ميل، وقيل طولها 3600 ميل، وقيل 3400 ميل، ومعظم عرضها من الرأس الشمالي إلى رأس متبان في جنوبي المورة يبلغ 3420 ميل، وقيل 2360 ميل، وقيل 2200 ميل، ومساحة سطحها 2450000 ميل مربع، وقيل ثلاثة ملايين وتسعمائة ألف ميل مربع، وقيل ثلاثة ملايين، وكان عدد سكانها في سنة 1827ب.م مائتي مليون نفس، وفي سنة 1841ب.م 230 مليونا؛ أي 120 مليونا من الكاثوليك و52 مليونا بروتستانت و50 مليونا روم وخمسة ملايين ونصف إسلام ومليونان ونصف يهود، وقيل في سنة 1858ب.م كان عدد سكانها مائتين وثلاثة وستين مليونا ونصفا. اتحاد أوروبا في المتجر سنة 1259ب.م، فوز الأتراك بالنصر تحت راية السلطان مراد الأول بعد معركة هائلة وتقريرهم فيها سنة 1444ب.م. أخذ الأتراك بلغراد وبلاد المجر العليا وخوف أوروبا منهم سنة 1649ب.م، وفي سنة 1718ب.م تنازل الأتراك عن بلغارد وبعض السرب والفلاخ إلى أوستريا، واستلوا على المورة من مشيخة البندقية.
أوقيانوس المحيط:
اكتشفه «بالبوا» في 25 أيلول سنة 1513ب.م.
أكسجين:
الأكسجين هي لفظة يونانية مركبة من كلمتين: «أوكسو» حامض، و«جانوس» مولد. أي مولد الحامض، وهو مادة مغناطيسية سالبة متحولة إلى أنها تكون قابلة الاتحاد مع حامض ما يكون عنصري أصلي؛ أي أنه يكون أساسا لتكوين جميع الحوامض والأملاح، وهو الجزء المحيي المكون للهواء الجوي والمساعد؛ أي النافع للاشتعال الاعتيادي وتنفس الحيوانات ذوات الدم الأحمر، وبالامتحانات الجديدة يعلم أن الأكسجين ليس هو ضروري للاحتراق في كل الأحوال أو إلى الحموضة، والأكسجين هو دائما سيال متلزج غير منظور وخال عن الرائحة، لكنه أثقل جدا من الهواء الجوي، وفي امتزاجه مع الأزوط أو مع النيتروجين يجعل أو يكون الهواء الجوي؛ إذ يوجد من الأكسجين في الهواء نحو الخمس، وفي الماء منه نحو تسعة وثمانين بالمائة، وهو موجود في أكثر الأشياء الحاصلة عن الطبيعة: كالأثمار والحبوب والمعادن والنبات والحيوانات والحوامض والأملاح وجميع الأوكسيد، وكان الذي عرف الأكسجين هو الطبيب بريستلي الإنكليزي الكيماوي سنة 1774ب.م، مع أن «شيل» من أسوج و«لافوازيار» من فرنسا يزعمان أنهما اكتشفا نظير هذا الاكتشاف في الوقت نفسه.
آلات:
علم تركيب الآلات قبل 250ق.م، وأول آلة اصطنعت لجمع الكهربائية كانت في سنة 1650ب.م، وصانعها كان رجلا نمساويا اسمه أوتوكيوريك ، وشوهدت الكهربائية في جوف الأرض قبل المسيح بستمائة سنة، والكهربائية لفظة فارسية مركبة من كلمتين: «كاه» تبن، و«ربا» جاذب. أي جاذب التبن أو القش.
أيوبية:
ظهور الدولة الأيوبية سنة 1171ب.م، واستيلاؤها على مصر إلى سنة 1250ب.م.
آيا صوفيا:
عمار كنيسة آيا صوفيا بالقسطنطينية سنة 532ب.م، وقرر بعضهم سنة 535ب.م.
إيزابلا الثانية:
ملكة إسبانيا. ميلادها سنة 1830ب.م. جلوسها سنة 1833ب.م، وقوع الثورة في إسبانيا، وهربها إلى فرنسا سنة 1868ب.م.
إيطاليا:
تغلب الرومان على كل إيطاليا سنة 91ق.م. حدوث الشدة والجوع الشديدين فيها سنة 605ب.م. استيلاء بونابارت عليها سنة 1801ب.م.
حرف الباء
باكين:
عاصمة الصين، محيطها خمسة وعشرون ميلا. حريق هذه المدينة سنة 1215ب.م، ويقول الصينيون إن بناء هذه المدينة من سنة 1100 أو سنة 1200ق.م، والصحيح أن بناءها كان في سنة 1267ب.م باهتمام قوبلآي خان ملك المغول حفيد جنكيزخان، الذي ولد في سنة 1214ب.م، واشتهر ملكا سنة 1260ب.م، وتوفي سنة 1294ب.م، وفي سنة 1852ب.م كان عدد سكان هذه المدينة مليوني نفس، وقيل إن قبل ذلك في سنة 1841ب.م بلغ عدد سكانها 1500000 نفس.
بارومتر:
أي ميزان الهواء والطقس، وعرفه بعضهم بميزان ثقل الجو أو الهواء. اختراعه من طوريشلي أحد علماء الطليان تلميذ غاليلو سنة 1643 أو سنة 1645ب.م، وقال بعضهم سنة 1630ب.م، وهذا العالم أصله من مدينة فلورنسا من أعمال إيطاليا، ومات سنة 1647ب.م، ثم أنجز هذه المأثرة العالم الفرنساوي باسكال الشهير سنة 1648ب.م، وفي أثنائها استعمل أولا بارومتر منتظم. والمراد في هذه الآلة اعتبار أو قياس ثقل أو ضغط الهواء، وهي لفظة يونانية مركبة من كلمتين: بارو معناها ثقل، ومتر قياس.
البارود:
في أواسط القرن السابع ب.م، قد كان اليونان المقيمون في المملكة الرومانية أيام زلتها يستعملون البارود للحراقات التي كانت تحرق حتى في الماء، والمقرر أن الصينيين استعملوه في بدائة التاريخ المسيحي، وقيل إن العرب استعملوه في حصار مكة سنة 690ب.م، وأنه لم يكن يعرف في أوروبا إلى سنة 1257ب.م، وقال المؤرخون: إن «روجار باكو» أحد علماء الإنكليز المنسوب إليه اختراع البارود قد وصف البارود في مؤلفاته سنة 1270ب.م في أنه كان ألعوبة عمومية يلتهي بها الأحداث. أما استنباط البارود عموما فمنسوب إلى الراهب معلم الكيميا المدعو شوارتز، وأصله من جرمانيا، وذلك سنة 1273 أو سنة 1330ب.م، وقال بعضهم إن هذا الراهب أتقن صناعة البارود سنة 1336ب.م. وقد دخل استعمال البارود في أوروبا وعرفت منه رزيئة القتل في القرن الرابع عشر ب.م، وقرر المؤرخون أيضا أن اصطناعه كان لخمس خلون من تشرين الثاني سنة 1652ب.م.
باريس:
عاصمة فرنسا، موقعها على جانبي نهر سين، ومحيطها 20 ميلا، وهي من عهد سنة 355ب.م، وقرر المؤرخون أن أصل هذه المدينة لم يزل غير معروف حق عرفانه، وآخر ما يعتمد عليه في ذلك هو أن قبيلة راحلة قد جاءت وأقامت على شطوط نهر السين مع سعيتها أو قطيعها ومالها؛ أي مواشيها، وكثيرا ما قاست من القبائل المجاورة لها شن غارات وغزوات حين لم تكن قادرة على الدفاع، وكان رجالها يحمون أنفسهم من غزو سائر القبائل وتلقبوا حينئذ باسم «لوتيتيا»؛ أي سكان المياه، ولما كانت هذه التسمية غير مألوفة عندهم تلقبوا حينئذ باسم «باريزي أو باريسي»، ولما ظفر يوليوس قيصر ببلاد «غاليا» لقي قبيلة باريزي هذه، وعاصمتها مسماة «لوتيتيا» ملتصقة بجسرين كائنة على شط نهر السين، وقد توقت بكل شجاعة، لكنها قهرت، وحينما جدد الملك بناء البلد الساكنة فيه بعد أن كان خرابا في ذلك الزمان، وحصنها بالأسوار، وزاد تحصينها أيضا، وأقام فيها قلعتين على آخر الجسرين المذكورين، وفي سنة 1470ب.م أنشئت المطابع في باريس، وقال المؤرخون إن إنشاء المدارس فيها كان سنة 900ب.م. وفي سنة 1852ب.م بلغ عدد أهلها مليونا من النفوس، وهي جميلة البناء مشحونة بالقصور والجنائن العمومية وعيون الماء والآثار القديمة ومراسح اللهو والطرب ومواضع التنزه، وبها قصر عظيم يقال له اللوفر فيه تصاوير جميلة ثمينة وتحف قديمة وحديثة مجموعة من أقطار المسكونة، وبها كنائس وأديرة عظيمة ومدارس عديدة منها مدرسة كلية، وفي سنة 1852ب.م كان في مكتبتها خمسمائة ألف مجلد، ما عدا المكاتب الأخرى التي تحوي كتبا كثيرة، حتى بلغ عدد الجميع في السنة المذكورة مليونا مجلد، وهذه المدينة مشهورة بكثرة المطابع وسهولة اكتساب العلوم بها ؛ لأن أكثر المدارس والقاعات الخطابية مفتوحة لإفادة الجمهور، والدخول إليها مباح لكل من أراد الخطاب من غير مانع، وأهلها يحبون الانبساط أكثر من جميع الناس، وفي هذه المدينة أيضا مكتبة ملكية، طولها خمسمائة وأربعون قدما، وعرضها مائة وثلاثون قدما، موقعها في محل يدعى سوق «ريشيليا»، وقيل إن الملك لويس الرابع عشر هو مؤسس هذه المكتبة، وأن الملك لويس الثالث عشر ترك فيها ثمانية عشر ألف مجلد، وعند وفاة الملك لويس الرابع عشر المذكور كان في هذه المكتبة سبعون ألف مجلد، وأنه على موجب دفاتر سنة 1836ب.م كان فيها ما ينوف على هذه السبعين ألف مجلد. أما عدد ما كان فيها سنة 1862ب.م، فهو مليون وأربعمائة ألف مجلد وثلاثمائة ألف كتاب مجلد من ورق، ومائة وخمسة وعشرون ألف كتاب خط، وثلاثمائة ألف أطلس أو خارطة اعتيادية وبحرية، ومائة وخمسون ألف نوع من المسكوكات.
بابا بيوس التاسع:
ميلاده سنة 1792ب.م. جلوسه سنة 1846ب.م.
بابل:
عاصمة بلاد الكلدان، وكل مملكة بابيلونيا في العراق العربي من بلاد الترك في آسيا، كانت مبنية على نهر الفرات الذي طوله ألف وأربعمائة ميل، ومنبعه في جبال أرمينيا، ومصبه في خليج العجم. تبعد عن مكان ملتقاه في نهر التيكر ثلاثمائة ميل، وخطئ من قال طول الفرات 1800 ميل، وكان مستديرها أربعين ألف متر، وكان لها ميناء جميلة، ويدخل إلى هذه المدينة بمائة بوابة من النحاس الأصفر، وكان لها جنات معلقة كانت تعد في جملة بدايع الدنيا، وكان لهذه المدينة أسوار عالية جدا وسعها فاحش جدا، وكانت محصنة بمائتين وخمسين سورا للدفاع عن المدينة، وبها سرايات كثيرة ... إلخ، أما الآن فالباقي منها آثار خرابات تكاد لا يعرف لها موضع، وقد بنى هذه المدينة نمرود سنة 2640ق.م، وطول أحد أسوارها كان ستين ميلا، وعلوه خمس وثلاثون قدما، وعرضه سبعة وثمانون قدما، وله من كل ناحية خمسة وعشرون بابا. وبناء برج بابل كان في سنة 2234ق.م، وقال بعضهم إن بناءه كان في سنة 2300ق.م. ثم إن من المؤرخين الثقات من قال إن بناء نمرود لهذه المدينة كان في سنة 2230 أو سنة 2204ق.م، وقال آخرون إنها تأسست بعد الطوفان على الأرض بمائة وخمسين سنة، وفي رواية آخرين أن وقت ابتداء هذه المدينة المشهورة هو قيد الإشكال، فلم تنجل حقيقة أصلها بعد، فإن قوما قالوا إن نمرود بناها، وخالفهم آخرون فقالوا بناها بيلوس أحد قواد مملكة آشور أبو الملك نينوس ملك آشور اليوناني، ويمكن أن يقال إن بناءها كان يوم بني برجها كما جاء في التوراة: «دعنا نبني برجا يبلغ رأسه إلى السماء»، وذلك من تاريخ أربعة آلاف سنة، وقال المؤرخون: إن بابل في الأعصر القديمة كانت من أفخر وأشهر المدن، وإن أسوارها وأبراجها وأبوابها كانت تعد من عجائب الدنيا. انتهى.
برلين:
عاصمة ألمانيا. موقعها على نهر سبري، ومحيطها اثنا عشر ميلا. بناها أمير جرماني يدعى البارت الذئب «من مقاطعة في بروسيا تدعى براند بورغ»، وذلك سنة 1142، واشتهرت هذه المدينة في زمن الملك فريدرك غليوم ملك بروسيا، ويدعى المنتخب العظيم، ولد سنة 1620ب.م، وتولى من سنة 1640 إلى 1688ب.م، وهذا الاشتهار كما ذكر كان في سنة 1650ب.م، وقد استولى سابقا على هذه المدينة النمساويون والروس في سنة 1760ب.م، والفرنسيس في سنة 1806ب.م، وفي هذه المدينة مكتبة ملكية كانت سنة 1862ب.م، تحتوي خمسمائة ألف مجلد وخمسة آلاف كتاب بخط اليد، وهذه المدينة جميلة المنظر، وأسواقها واسعة مستقيمة، وأبنيتها فاخرة، وهي مقام العلماء، وبها مدرسة كلية، ومدارس أخرى عديدة، وكان عدد أهلها سنة 1852ب.م 250000 نفس، وناقض غيرهم أن عدد أهلها كان في سنة 1849ب.م 311000 نفس، وفي سنة 1862ب.م أربعمائة وستين ألف نفس.
البالون أو الإيروستا:
وهو مركبة أو قبة هوائية، وقد سماه أحد علماء العربية في أيامنا منطارا؛ أي المرتفع في الهواء من اختراع كافنديش أحد أطباء، وكيمياويي الإنكليز الذي اكتشف خفة الهيدروجين سنة 1766ب.م، وعرف أنها من سبعة إلى إحدى عشرة مرة أخف من الهواء الاعتيادي، وأن الهيدروجين حينما يكون نقيا يكون ست عشرة مرة أخف من الهواء، فالكيمياوي والطبيب بلاك من سكوتلاندا من بلاد الإنكليز والمعلم كافالو قد امتحنا ذلك بأن ملآ كيسا شفافا من الهيدروجين لإصعاده في الهواء، فتم لهما ذلك فعلا، قيل: وكان من أسباب توصلهما إلى هذه المعرفة أنهما رأيا فقاعة صابون تصعد في الهواء عند الغسل، وقال بعض مؤرخي الفرنسيس إن استنباط البالون كان في غرة كانون الأول سنة 1783ب.م، وصانعه الإخوان مونغوفيه، وصعدا به في الجو تلك السنة.
بحر الأحمر:
ويسمونه أيضا بحر القلزم أو خليج العرب. طوله ألف وأربعمائة ميل، وهو يفصل بلاد العرب عن أفريقيا، وقال آخرون إن طوله ألف وخمسمائة ميل.
البخار:
أول اختراع آلة أو ماكينة بخارية، كان في سنة 1649ب.م، وقيل أيضا إن أول من شرع في عمل هذه الآلة هو طبيب بروتستانتي فرنساوي الأصل اسمه دينيس بابين سنة 1690ب.م، وهو أول من ركب تلك الآلة على سفينة صغيرة في وادي فولدا في كاسل سنة 1707ب.م، ولسوء حظه قام على سفينته بعض الأوباش في وادي الويزر وكسروها له ولم يعد في إمكانه تجديدها، ثم اعتنى في هذه المأثرة يعقوب واط من سكوتلاندا الإنكليزي المشهور وحسن الاختراع، وكاد ينجح نجاحا تاما في عمل السفينة البخارية، وذلك في سنة 1768، وسنة 1769ب.م، ومن ثم تداولت هذا العمل أياد كثيرة، ولكن لم تأت تلك المساعي بتمام المراد حتى سنة 1803ب.م؛ إذ وضع روبرت فلطن الأميركاني الذي كان في فرنسا أول سفينة بخارية تامة بدواليب على نهر السين في باريز، ولكن لم يتم إنجاز هذه المأثرة في فرنسا، فذهب فلطن إلى أميركا وطنه، وهناك صار إنجازها، وفي 10 آب سنة 1807ب.م نزل إلى البحر السفينة الأولى البخارية كلارمون، وسافرت من نيويورك إلى فيلادلفيا، وأول إنشاء أو عمل طاحون أو فابور قطن بخاري كان في سنة 1783ب.م. أما آلة الذنب للفابورات وتدعى عند الإفرنج هاليس أو أليس، وهي المستعملة الآن في السفن البخارية عوضا عن الدواليب؛ فأول من فكر فيها دوكي الفرنساوي سنة 1727ب.م، ولكن لم يتفق إنجازها إلا عن يد المهندس أريكسون من أهل أسوج في البلاد المتحدة الأميركانية سنة 1844ب.م ، واستعملت في السنة التي بعدها.
البرطلة:
المعروفة بالبرنيطة. اصطناع البراطل كان في بلد تدعى نورمبرج أو نومبرج، وهي من مملكة بافاريا، وبافاريا هي مملكة صغيرة في جرمانيا؛ أي ألمانيا الجنوبية، وهذه البلد هي ذات صنائع وحرف شتى، وكان اصطناعها في هذه البلد سنة 1360ب.م، وقال بعضهم إن مخترعها إنما هو رجل سويسري في فرانسا سنة 1404ب.م.
بركة لوط أو بحر صادوم:
ويدعونه أيضا البحر الميت. هو بحيرة مالحة في فلسطين على بعد خمسة وعشرين ميلا في شرقي القدس الشريف، كائنة في المكان الذي كانت قائمة عليه سدوم وعموره وإداما وصبوايم، وإن مدينتي سدوم وعموره المذكورتين كان موقعهما على الطرف الجنوبي من هذه البحيرة الواقعة بين جبل مواب لجهة الشرق وجبل حبرون لجهة الغرب، وهي من سافل القدس على مسافة أربعة آلاف قدم أو ألف وثلاثمائة قدم أوطا من بحر الروم، وقال مؤرخو الإنكليز إن وسعها أو مساحتها من الشمال إلى الجنوب اثنان وأربعون ميلا، وقال بعضهم طولها برمته ستة وأربعون ميلا وعرضها عشرة أميال، وقال مؤرخو الفرنسيس إن طولها خمسون ميلا، واتفقوا على عرضها، لكن بعض مهندسي الإنكليز قد قال إن معظم عرضها أحد عشر ميلا، ثم إن القسم الجنوبي من هذه البحيرة عمقه ثلاث عشرة قدما، وعمقه المتوسط ألف قدم، لكن القسم الشمالي فيها عمقه ألف وثلاثمائة قدم، وهو منتهى عمقها. أما الجبال المذكورة التي تحيط بها من كل جانب فارتفاعها ليس أقل من ألفي قدم، ومياهها مرة جدا ثقيلة، فعوض أن ترى فيها تقاذف الأمواج بعضها مع بعض ترى ماءها راسبا كالزيت، وقلما يتأتى الغرق فيها، وقد أوهم من قال إن الطير لا تطير فوقها حذرا من تأثيراتها الوبائية؛ فكم مرة رئي الإوز والحمام طائرا سفا على وجهها.
البركان والزلزلة:
إن الزلزلة هي حركة أو ارتعاش أو رعدة تميد بها الأرض، وقد يكون أحيانا هذا التزلزل خفيفا وأحيانا يكون شديدا، وفي أوقات أخرى تكون حركة الأرض مترددة بين الوراء والأمام أو ترتفع إلى ما قدام فقط، وقد يسبق الزلازل اعتياديا صوت صفير سريع أو قرقعة في الهواء كأنها تحت سطح الأرض، وهذه الحركة يميد بها جزء كبير أو صغير من كرة الأرض، فحينما يكون هذا الارتجاج شديدا يهدم ويخرب عدة أماكن من سطح الأرض، وقد ترتفع مياه البحر فتمتد إلى مسافة عظيمة مع السفن التي عليها، وتغادر السفن على الأرض بعد رجوعها، وقد تدك الجبال وتغيض العيون والبحيرات، إلى غير ذلك من الحوادث الهائلة، وتكون غالبا مصحوبة بخروج مواد كبريتية مع أبخرة ونيران ... إلخ، وقد ورد في أسبابها أقوال كثيرة أصحها قولان؛ الأول: أسسوه على الرعد، كما أنه يحصل من الكهربائية الجوية، كذلك الزلزلة تحصل من الكهربائية الأرضية. الثاني: أن الأبخرة التي تنشأ عن المواد المحترقة في بعض مواضع من طبقات الأرض تطلب الخروج إلى الخارج، ولعدم منفذ لها تشق الأرض وتخرج منها، فحينئذ تحدث عنها الرجة المذكورة، وقال بعض الكيمياويين أن طبيعة غاز الهيدروجين الفاقعة أو المنطلقة قد تحدث زلازل وبراكين؛ وذلك لأن في أجواف الأرض مقدارا عظيما من الحديد، ولوجود الماء أيضا في الأرض بمقادير متساوية مفعم الشقوق والثقوب في الصخور، فإذا الماء ماس الحديد يعطي الأكسيجين الذي فيه إلى هذا المعدن، ويصير حينئذ الهيدروجين غازا، وحينما يمتزج هذا الغاز مع الهواء الجوي، فإن ماس المادة المحترقة حدث عنه قرقعة، وهكذا نتصور أن في الكهوف العظيمة التي في الأرض إذا اختلط الهيدروجين مع الهواء يصادف شيئا ما يشعله، فهذا هو التصادم الذي يأتي عنه انقلاب الأرض، وفي بعض الأحوال مدن برمتها تدفن في هذه اللجج والأعماق. أما جبل النار؛ أي البركان، فبيانه هو فوهة أو شق يحصل في سطح الأرض أو في أحد الجبال التي ينقذف منها دخان ولهب وحجارة واندفاع أو كتلة من المعادن الذائبة أو من المواد الحجرية التي تنبعث، وتخرج من فم أو من جوانب هذا الجبل، ويخرج أحيانا كميات وافرة بنوع أنها تدمر وتهدم المدن، وهذه الجبال توجد في جملة محال من أقطار الأرض نظير بركان أتنا وفيسيفوس في سيسيليا وإيطاليا وجبل هكلا في جزيرة أيسلاندا في الدانيمرك، وهذه الجبال لم تزل باقية تقذف من باطنها نارا على الدوام بحيث إن الأراضي المجاورة لها تستضيء بنورها مدة الليل وتسافر أهلها بضوءها من محل إلى آخر، وتسمى أرضية إذا كانت البراكين في الأرض وبحرية إذا كانت في البحر، وقد يسمع من هذه الجبال صوت مخيف جدا يشبه صوت الرعد، وسبب وجود هذه النيران هو احتراق بعض الجواهر الكبريتية والفسفورية، وبعض مواد لغومية سهلة الاحتراق، فعند احتراقها تجتمع الأبخرة في تجويف من طبقات الأرض وتطلب المنفذ إلى الخارج، فتشق الأرض بقرقعة عظيمة، وتقذف المواد المنحصرة إلى الخارج كما تقدم آنفا.
البصرة:
هي مدينة في العراق العربي معرب بس راه بالفارسية - أي كثير الطرق - بناها الخليفة عمر سنة 636ب.م؛ أي في القرن السابع ب.م، وهي كائنة على رأس الخليج العجمي، وموقعها على نهر الفرات بعيدة عن فم النهر المذكور سبعين ميلا. أما الفرات فهو نهر عظيم يلتقي مع دجلة في البطائح فيصيران نهرا واحدا، ثم يصب عند عبادان في بحر فارس، وقد استولى الفرس عليها ثم الأتراك سنة 1638ب.م، ثم أخذها الفرس ثانية وبقيت بأيديهم من سنة 1773 إلى سنة 1779ب.م، وفي سنة 1852ب.م كان عدد سكان هذه المدينة 50000 نفس، وسنة 1858ب.م 60000 نفس.
بطرس الأكبر:
قيصر روسيا، مؤسس بطرسبرغ عاصمة روسيا. ميلاده في 30 أيار سنة 1672ب.م على حسب التقويم القديم، وعلى حسب التقويم الجديد في العاشر من حزيران في السنة المذكورة، فكان عمره حين وفاة والده ألكسيس ميخايلوتيز أربع سنين وستة أشهر، وكانت وفاة أبيه المذكور في سنة 1677ب.م، وله من العمر ست وأربعون سنة. تولى بطرس المملكة سنة 1682ب.م، وتوليه وحده أخيرا دون مشارك له سنة 1689ب.م، وكان عمره إذ ذاك 17 سنة، وذهابه إلى بلاد هولاندا ليتعلم صنعة إنشاء السفن سنة 1697ب.م، ووفاته في 10 آذار سنة 1725ب.م أو في الواحد والعشرين من الشهر المذكور في السنة المذكورة بحسب اختلاف التقاويم الجديدة والقديمة.
بطرسبرغ:
عاصمة روسيا، وموقعها على رأس خليج فينلاندا وعلى ملتقى نهر نافا مع الخليج المذكور، وقيل على شاطئ هذا الخليج بناها الملك بطرس الكبير سنة 1703ب.م وقيل سنة 1702، وهي الآن أفخر مدن أوروبا في الحسن والظرافة، ولعظم أبنيتها وكثرة قصورها سميت مدينة القصور، وفيها كنائس وغيرها من الأبنية، وهي أول مدينة متجرية لمملكة روسيا ومركز لعلومها ومعارفها، وفيها مدرسة كلية معتبرة كانت سنة 1846ب.م. تحتوي على تسعة وستين معلما وسبعمائة تلميذ ومكتبة فيها أربعمائة وعشرون ألف مجلد، وفي سنة 1849ب.م بلغ عدد سكانها 470000 نفس، وفي سنة 1852ب.م خمسمائة ألف نفس، وفي سنة 1862ب.م 495000 نفس. أما التاج الملكي الموجود في سرايتها الملكية، فشكله على هيئة طربوش مغشى بالجواهر الثمينة ذات اللمعان البهي مما يبهر النظر، وفيها أيضا قضيب الملك مزدان بالجواهر الفاخرة، وفي جملتهما جوهرة كبيرة تتلألأ لا مثيل لها، وهي في قدر بيضة الحمام، اشتراها الكونت أورلوف نديم الملكة كاترينا الثانية بمائة ألف ليرة، عبارة عن خمسة وعشرين ألف كيس ومائتين وخمسين كيسا، وقدمها إلى جلالتها، وبناء كنيسة ماربطرس في هذه المدينة من بطرس الأكبر كان في سنة 1712ب.م، وفي هذه الكنيسة مدافن كل قياصرة وقيصرات روسيا، ابتداء من بطرس الأكبر إلى آخر قيصر توفي في روسيا، ما عدا الملك بطرس الثاني؛ فإنه مدفون في مدينة موسكو ثاني مدينة في روسيا، وكانت قصبة المملكة قديما وأعظم مدن أوروبا . ثم من جملة الأبنية الرحيبة في هذه المدينة المستشفى الفسيح المدعو مستشفى الأيتام، قد بنته الملكة كاترينا الثانية ملكة روسيا زوجة بطرس الثالث سنة 1770ب.م، وجعل مساحة وسعه مقدار ثلاثين فدان أرض تقريبا، وموقعه في أحسن أقسام المدينة، يحتوي ستة آلاف رجل، وكان قيمة ما ينفق فيه في كل سنة خمسة ملايين ريال، عبارة عن مائتي ألف كيس.
بعلبك:
بلد في سورية بها قلعة عجيبة البناء؛ نظرا إلى عظم حجارتها وإحكام بنيانها التي أحدها يبلغ طوله نحو سبع وعشرين ذراعا، وعلوه نحو ست أذرع، وكذلك غلظ أعمدتها وارتفاعها والنقوش الموجودة فيها، ومنتهى أقوال المؤرخين في بناء بعلبك أنها مدينة البعل أو الشمس؛ نسبة إلى هيكل الشمس فيها، وأنها من ألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد، وأن الفينيقيين بنوها لسليمان، وأن سليمان جعل هذه المدينة بيتا لحرش لبنان هناك؛ قد بناه لزوجته المصرية، وأن أسلاف سليمان كانوا عبدة أوثان، وأن الفينيقيين هم الذين رفعوا أعمدتها العظيمة، ولما شرع سليمان الحكيم ببناء هيكل الله في أورشليم استحضر بنائين من صور، وهم أسسوا هذه المدينة، وفي الجملة أن ذلك قيد الشك والريب، فما زال مجهولا عندهم، لا سيما أسوارها القديمة، وقد اقتصرنا عن ذكر عظم حجارتها جميعها وهياكلها القديمة، وعن الذين شنوا عليها الغارات بعد ذلك، والزلازل التي ألمت بها؛ لأن مرادنا الآن معرفة بناء هذه المدينة فقد وتعريفها.
بغداد:
وتلقب بمدينة السلام وبالزوراء، هي مدينة في العراق العربي من بلاد الترك في آسيا تدعى دار الخلافة. يخترقها نهر الدجلة، ويكتنفها خندق كبير، وهي محصنة بعدة أبراج ومعاقل منيعة، قد أسسها الخليفة أبو جعفر المنصور، فأتم بناها في أربع سنوات، وكان بناؤها سنة 762ب.م، وصارت سنة 800ب.م كرسيا للخلفاء العباسيين، وبهذا التاريخ ظهر العرب في الشرق وفي إسبانيا، وقال بعضهم إن تأسيس بغداد مركز الخلافة كان سنة 676ب.م، وقد وسع هذه المدينة هارون الرشيد الخامس من بني العباس، وزينها، واستمرت نحو خمسة أجيال عاصمة لمملكة العرب بعد الشام والكوفة وحماة ، وفي سنة 1258ب.م استولى عليها التتر تحت راية ملكهم الأمير هولاكو بن تولي من أمراء المغول سلطان دولة الفرس الجنكيزخانيين، وكان إذ ذاك انقراض الدولة العربية في خلافة المستعصم بن المستنصر، ومن ذلك الزمان تتابعت الدول عليها، وقد أخذها الأتراك العثمانيون سنة 1534ب.م، وقد تعاصت سنة 1623ب.م بعد أن حوصرت زمنا طويلا، وأخذها السلطان مراد الرابع من الأعجام سنة 1638ب.م، وفي هذه المدينة بقايا من دور الخلفاء وقصورهم التي منها قصر زبيدة بنت جعفر المتوكل العباسي زوجة الرشيد، وكثير من الجوامع والخانات والحمامات، وفي سنة 1852ب.م كان أهلها يبلغون نحو 60000 نفس، وقال بعضهم سبعين ألفا، وكانت معدن العلماء والشعراء والفقهاء والمشاهير في كل علم وفن، ومما ذكره المؤرخون أنها سميت ببغداذ؛ لأن كسرى أهدي إليه خصي من المشرق، فأقطعه إياها، وكان لها صنم يعبدونه في المشرق يقال له البغ، فقال ذلك الخصي بغ داذ؛ أي أعطاني الصنم؛ لأن بغ صنم وداذ عطية، وقيل إن بغ بالعجمية بستان وداذ اسم رجل يعني بستان داذ، والفقهاء يكرهون هذا الاسم من أجل هذا، والذي دعاها مدينة السلام هو المنصور؛ لأن دجلة كان يقال لها وادي السلام، ولذلك يقال له نهر السلام أيضا، وقيل لقبت بالزوراء؛ لأنه لما بناها الخليفة أبو جعفر المنصور جعل أبوابها الداخلة مزورة عن أبوابها الخارجية، وقال ياقوت في المشترك: والزوراء اسم لدجلة ببغداذ، سميت بذلك لميلها وانعراجها. انتهى.
التبرقع:
إن التبرقع في الطنافس، وسائر البقع الحاصلة من الحامض أو من القلي أو من الكلس؛ أي البياض، فإن الواسطة في إزالتها وإعادة لونها الأصلي كما كان أولا، هي بأن تمزج نقط قليلة من كاربون الأمونيا؛ أي النشادر، مع كمية قليلة من ماء المطر الحميم، وتصب منها بتأن عليها فتذهبها لا محالة.
بلغار:
إن استقلال البلغار كان سنة 635ب.م.
البن:
أصله من جنوبي بلاد الحبش؛ أي حينما كانوا يستعملونه. اتصل إلى بلاد العجم سنة 875ب.م، ومن العجم إلى بلاد العرب أو الشرق في ابتداء القرن الخامس عشر ب.م، ومن هناك أخذ يكثر استعماله. أما دخوله إلى بلاد الإنكليز فكان برجل تركي سنة 1652ب.م، واستعماله في فرنسا كان سنة 1654ب.م، ولكن لم يدرج في باريس إلا في سنة 1669ب.م، وقد نقل عن الأطباء أولا أن تناول شراب البن لا يخلو عن ضرر جسيم؛ قال أحدهم مرة لفونتنال - أحد أدباء الفرنسيس - إن البن هو سم ناقع، فأجابه هذا المؤلف الثاقب العقل بالإسخان: لا جرم أنه سم ناقع وهذا أنا أشرب منه منذ ثمانين سنة. أما أجود البن فهو اليماني ثم الحجازي.
البنادق:
جمع البندقية، وهي البارودة، نسبة إلى البندق الذي يرمى بها، وهو الرصاص المسبوك كرويا أو إلى بلاد البندقية، وهي آلات إطلاق البارود، وتسمى البواريد أيضا. قيل أول من اخترعها الطليان، وكثر استعمالها في سنة 1430ب.م.
بونابرت:
هو نابوليون الأول ملك فرنسا، وثاني أولاد كرلوس بونابرت. ميلاده في جزيرة كورسيكا التابعة لها مقاطعة في فرنسا تدعى أجاشيو الواقعة في الجنوب منها وذلك في 15 آب سنة 1769ب.م. تجهيزه لسفر مصر وقدومه إليها سنة 1798ب.م، وفي 21 تموز من السنة المذكورة ظفر بالمماليك عند الأهرام، وفتح مصر وأخذ جزيرة مالطه، وكانت حينئذ ملحمة عظيمة بينه وبينهم، وكان المماليك إذ ذاك تحت رئاسة مراد بك، وعند ذلك سلمت القاهرة حين تغلب على مصر، وما بقي من المماليك تفرق شملهم وتشتتوا في سنة 1799ب.م. قدم بجيوشه ودخل فلسطين وأخذ غزة ويافا، وكان في عزمه أن يفتح سورية، وحاصر عكا، لكنه انكف إلى الوراء من القوة الإنكليزية التي كان قائدها سدناي سميث، واضطر بونابرت أن يرفع الحصار عن عكا، وله تاريخ في تلك الواقعة لا محل لذكره هنا، وفي 11 شباط سنة 1799 المذكورة انصرف إلى فرنسا، وفي سنة 1804ب.م كان تمليكه فيها، وفي سنة 1806ب.م استولى على نابولي، وفي سنة 1810ب.م سجن البابا بيوس السادس، وفي سنة 1812ب.م كان حربه مع روسيا، وفي سنة 1813ب.م كان خلعه من الملك ، وقرر بعضهم في 3 نيسان سنة 1814ب.م، وكانت وفاته في جزيرة القديسة هيلانة، بعد أسره فيها بخمس سنوات، وذلك في 15 أيار سنة 1821ب.م.
البوسطة:
كان ملوك الأشوريين هم والعجم يضعون مراسلاتهم أو بوسطاتهم في محطات لها أيام معينة للسفر، فترسل مع خيل البريد المعدة؛ لأن تنقل أوامرهم بغاية السرعة من مكان إلى آخر، ثم كان بعد ذلك في المملكة الرومانية برد أخرى يجدون على خيل مسرعة جدا بنقل الأوامر الملكية، فيبلغونها يدا بيد، وذلك في كل مقاطعة، وكانوا يرسلون أيضا تحارير سرية إلى بعض أماكن مع العبيد؛ لأنهم لم يكونوا يأمنون عليها طوارق الحدثان، ثم جعل شارلمان أحد ملوك فرنسا محلات للبرد التي كانت تسلم البوسطات الصادرة من الحكومة لكل مكان في المملكة، وبعد وفاة شارلمان أبطلوا ترتيب المحطات، وصاروا يرسلون رسلا مخصوصة عند الاقتضاء، وقال بعضهم إن اختراع البوسطة وترتيبها كان في سنة 1450ب.م، ولكن في سنة 1464ب.م أعاد الملك لويس الحادي عشر ترتيب المحطات للبرد بعد إبطاله. أما استعمال البوسطة وترتيبها في باريس، فإنه كان في القرن الحادي عشر ب.م، وأما في غيرها من أوروبا فكان في سنة 1516ب.م.
بولس:
كنيسة مار بولس في لوندره المشهورة قد بناها سير كريستفور رن، وابتداء ذلك كان في سنة 1675ب.م، وانتهاء بنائها في سنة 1701ب.م، فيكون قد استمر مدة ست وثلاثين سنة، ورسم عمار هذه الكنيسة على شكل صليب طولها خمسمائة وعشر أقدام، وعرضها مئتان واثنتان وثمانون قدما، وعرض الكنيسة المذكور مائة قدم، وفوقها قبة عظيمة معلق فيها جرس وزنه ثمانية عشر قنطارا، يسمع صوته من مسافة عشرين ميلا، وعلوها من البلاط أربعمائة وأربع أقدام، بلغ المصروف عليها قدر أربعة ملايين من الريال، والريال يعادل ستة وعشرين غرشا عبارة عن مائتي ألف كيس وثمانية آلاف كيس، وقال بعضهم ثلاثمائة وخمسين ألف كيس.
بولاق:
قد حرق الفرنسيس مدينة بولاق، وهي مدينة من مصر القديمة، في سنة 1799ب.م، وكان ذلك بمدة حصارهم القاهرة.
بلاطون:
فيلسوف يوناني مشهور، تلميذ سوقراط. ميلاده في أثينا سنة 429ق.م. تعليمه في أثينا سنة 390ق.م، ووفاته سنة 348ق.م.
بيروت:
بيان حقيقتها بالاختصار؛ هي إحدى مدن فينيقية من أعمال سورية، كائنة على شاطئ بحر الروم، موقعها بين صيدا وجبيل على جانب الشمال الغربي من لسان طويل داخل في البحر يسمى رأس بيروت ورأس اللسان في طول شرقي 28 و35° وعرض شمالي 50 و33°، ودعيت هكذا من هيكل كان بها لبعل بيريث أحد آلهة الفينيقيين المنسوب إليهم بناء هذه المدينة، وقيل دعيت بيروت أيضا من كثرة آبارها؛ لأن لفظة بير في العبرانية والسريانية والفينيقية والعربية بمعنى واحد، فتكون الواو والتاء للجمع في العربية، وكانت تدعى دربي، وكان الرومان واليونان يسمونها بيريتوس، وكان يأتيها الماء فوق قناطر عظيمة البناء تسمى قناطر زبيدة، وآثارها باقية حتى الآن في مجرى نهر بيروت. قيل إن بطليموس أبيفانوس الذي جلس سنة 204ق.م على تخت سوريا ثم مصر قد بنى هذه القناطر، وقيل زنوبيا العربية ملكة تدمر، وأن ماء بيروت كان يأتي على هذه القناطر من ينبوع نهر بيروت، وقيل من ينبوع العرعار الكائن في أراضي المتن الأسفل شرقي قرية بعبدات مجرورا بأنابيب حجرية لم تزل آثارها باقية بين قريتي يرمانا وبيت مري، وقيل إن هذه المياه كانت تأتي إلى الهيكل العظيم الذي كان في قمة جبل شرقيها، لم تزل آثاره حتى الآن من أعمدة وخلافها، ويسمى الآن دير القلعة، وأن ماء بيروت مقسوما إلى قسمين، الأول: يأتيها شرقا لمصنع ومنه يتجزأ، كما يستدل من آثاره في محل القبيبات، والقسم الثاني: يأتيها جنوبا مارا ما بين الحدث وأراضي الشياح لمصنع هناك، ومنه يتجزأ كما يستدل من بعض آثاره هناك، وقد نظر بهذه المدينة نقود مضروبة باسم أنطيوخوس الرابع الذي جلس على تخت سوريا سنة 176ق.م، وباسم ديمتريوس الثاني الذي جلس سنة 146ق.م، وباسم يوليوس قيصر وخلافه ممن لا حاجة إلى ذكرهم هنا، ففي سنة 140ق.م أخربها ديودوتوس أتريفون قائد جيش إسكندر بلاس ملك سورية الأنطاكي، وبقيت خرابا خمسا وسبعين سنة، وسنة 65ق.م رممها الرومان في نفس المكان التي كانت تأسست عليه المدينة أولا، ثم تسمت أيضا فيلكس؛ أي جوليا السعيدة باسم جوليا ابنة أغسطوس قيصر التي زوجها بأغريبا حفيد هيرودس سنة 30ق.م، وسنة 55ب.م زينها الجنرال أغريبا الأكبر بالأبنية الجميلة، وسنة 222ب.م في أيام إسكندر سافيروس قيصر أقيم بها مدرسة عظيمة لتعليم الشرائع الرومانية.
وفي سنة 500ب.م سماها الملك بوستنيانوس الكبير مرضعة الفقه، وفي أواسط الجيل السادس ب.م أو في السنة الخامسة والعشرين من حكم يوستنيانوس في 9 تموز سنة 551ب.م حدث فيها زلزلة عظيمة خربت بها، وسنة 700ب.م فتحها عمر بن الخطاب، وقال بعضهم سنة 665ب.م، وسنة 801ب.م دهمتها بوارج الأروام، وفي أواخر الجيل التاسع ب.م حدث فيها زلزلة شديدة سقط منها جانب عظيم، وسنة 915ب.م غشي ميناها أيضا سفن إفرنجية مختلفة، وفي سنة 924ب.م مر فيها أحمد بن محمد بن أبي يعقوب بن هارون الرشيد العباسي بعياله، وفي سنة 963ب.م وقعت بيد نيكافورس فوقا ملك القسطنطينية، وفي سنة 976ب.م بعد رجوع جوهر بالجيوش إلى مصر بعد استرجاعها سار الأمير درويش بن الأمير عمر الأرسلاني إلى دمشق، فخلع عليه هفتكين وأقره أميرا على بيروت وجبلها، وسنة 993ب.م كتب ينجوتكين التركي إلى الأمير يدعوه إليه، فتأخر عنه، فولى عوضه الأمير منصورا، وسنة 1043ب.م ولى المستنصر بالله الأمير أبا سعيد قابوس إمارة بيروت والغرب، وسنة 1099ب.م أعد فيها واليها الأمير عضد الدولة منازل لعساكر الإفرنج المارين بها في طريقهم من أنطاكية للقدس، وسنة 1110ب.م - وقال بعضهم سنة 1106ب.م - حاصرها الصليبيون تحت رئاسة بلدوين الأول ملك القدس الإفرنجي خمسة وستين يوما حتى فتحها، وسنة 1162ب.م توفي فيها الملك بلدوين، فحملوه إلى القدس ودفنوه في مقبرة الملوك، وسنة 1182ب.م وقال بعضهم سنة 1181ب.م حاصرها الملك صلاح الدين الأيوبي برا وبحرا، وسنة 1186 أو سنة 1187ب.م رجع إليها الملك المشار إليه، وحاصرها ثمانية أيام بعد أن كان رحل عنها وقطع أشجارها لما بلغه خبر قدوم الإفرنج إليها وتسلمها بالأمان، وسنة 1197 أو 1195ب.م تسلمتها الإفرنج.
وسنة 1290ب.م قدمت جيوش الملك الأشرف إليها، فحاصرتها وفتحتها وهدمت سورها ودكت قلعتها، وكانت حصينة جدا، وجعلت كنيسة مار يوحنا جامعا «وهو الجامع الكبير»، ومحت صورتها بالكلس، وسنة 1333 أو سنة 1334ب.م وقال بعضهم سنة 1383ب.م ظهرت مراكب جينوا عليها، وسنة 1345ب.م أرسل الأمير يلبغا الأتابكي نائب دمشق إليها بيدمر الخوارزمي؛ ليشرع بعمار شون وحمالات ومراكب كثيرة، وأن يحصنها جيدا، وأن أمراء الغرب يسكنون فيها مع العساكر الشامية، ويحافظون عليها ليلا ونهارا، وسنة 1348ب.م نكبت مصر وسوريا بطاعون شديد مشهور وفي جملتها هذه المدينة أيضا، وسنة 1350ب.م توفي الأمير ناصر الدين الحسين بن خضر التنوخي وعمره ثمانون سنة وعمر دارا فيها على جانب البحر وعمر طباقا فوق الأقبية، وأدار عليها سورا، وتملك الزقاق المعروف بزقاق الخيالة، وقد ظهر آثار هذه الدار سنة 1867ب.م عند باب الدباغة، وسنة 1388ب.م كان القتال فيها بين أمراء الغرب التنوخيين أصحاب الملك برقوق وبين عشران البر أهل كسروان والأمراء أولاد الأعمى أصحاب منطاش وأرغون نائبه، فحاربوهم فاستظهر أهل كسروان على أمراء الغرب التنوخيين، وسنة 1444ب.م توفي فيها الأمير عز الدين صدقة التنوخي وكان ذا سطوة، وكانت ولايته من حدود طرابلس إلى حدود صفد، وكانت العداوة بينه وبين الأمراء أولاد الحمرا الذين نزلوا من البقاع وأخذوا يسكنون في بيروت، وسنة 1454ب.م توفي فيها الأمير زين الدين عمر بن عيسى التنوخي الذي بنى فيها قصرا مشهورا.
وسنة 1517ب.م استفتح السلطان سليم الأول العثماني مصر وسورية من طومان باي وقبض عليه وأمر بصلبه على باب ذويلة في مصر، وبموته انقرضت دولة الجراكسة، وكانت مدة تملكهم في الديار المصرية والشامية 265سنة، وصارت بيروت كباقي البلاد تحت ولاية الباب العالي، وسنة 1538ب.م سار الأمير جمال الدين الأرسلاني بمائتي رجل منها بحرا إلى قبرس حيث حضرت عساكر الدولة لغزوها وحضر وقائعها، وسنة 1572ب.م امتدت ولاية الأمير منصور العساف من نهر الكلب إلى حماه بأوامر السلطان سليم الأول، وكان يولي من يده على المقاطعات من يريده، وقد بنى فيها سرايا جميلة وبنى الأمير عساف سيفا جامع دار الولاية المعروف باسمه، وسنة 1598ب.م تولاها الأمير فخر الذين معن بعد انقراض الأمراء التنوخيين وجدد فيها في سنة 1632ب.م بناء برج الكشاف «الذي هدم في سنة 1873 و1874 وبني بحجارته ومكانه سوق»، وبنى خان الوحوش والجنينات، وفي سنة 1633ب.م توفي الأمير منذر بن سليمان التنوخي الذي بنى فيها جامع النوفرة المعروف إلى الآن بجامع الأمير منذر التنوخي، وسنة 1666ب.م كانت واقعة عظيمة في الغلغول عند برجها بين القيسية واليمنية فقتل فيها عبد الله بن قائد بيه بن الصواف مقدم اليمنية وانكسرت عزائمهم وانهزموا منها، وسنة 1771ب.م - وقول بعضهم سنة 1772ب.م - حاصرتها العمارة المسكوبية بإشارة من ظاهر العمر وأشهرت رجالها علامات الحرب، فأحرقوا بعض أبراجها وأطلقوا المدافع على المدينة فتملكوها ونهبوها وهدموا جانبا منها وهربت الأمراء الشهابيين منها ... إلخ. جعل أحمد باشا الجزار واليا عليها سنة 1772ب.م، وسنة 1776ب.م كان تقريره فيها، وسنة 1791ب.م أخرج الجزار الإفرنج منها ، وسنة 1825ب.م - وقول بعضهم سنة 1826ب.م - قدم إليها عمارة أروام وأطلقوا عليها المدافع ثم رجعوا عنها، وسنة 1831ب.م تسلمها إبراهيم باشا نجل محمد علي عزيز مصر الذي رصف بعض أسواقها وزرع حرش الصنوبر الذي هو إلى الآن قبليها، وكان باقيا فيه بعض شجرات زعم بعضهم أنها من أيام الصليبيين وغيرهم إلى أنها من أيام الأمير فخر الدين المعني، وسنة 1840ب.م فتحها المرحوم السلطان عبد المجيد العثماني وطرد إبراهيم باشا منها، وسنة 1841ب.م أمرت الدولة العلية بنقل تخت الوزارة من صيدا إليها، وقد اقتصرنا عن ذكر بعض أمور حدثت في هذه المدينة سواء كان قبل ميلاد السيد المسيح أو بعده لعدم شدة اللزوم بالنسبة إلى ما ذكر هنا، وأيضا عن ذكر اختلافات المؤرخين عن أصل هذه المدينة وعن الخرائب التي كانت بها والأعمدة وحدوث الزلازل إلى غير ذلك. انتهى.
وفي سنة 1862ب.م كان عدد سكان هذه المدينة 50000 نفس، وسنة 1871ب.م 80000 نفس، وإنه قبل ذلك في سنة 1858ب.م كان عدد أهلها 40000 نفس.
حرف التاء
التارومتر:
ميزان الحرارة أو ميزان الحرارة والبرد، وهي لفظة يونانية مركبة من كلمتين: «تاروس» حار من «ثاري» حرارت، «ومتروس» قياس اخترعه المعلم كورنليوس دربل الهولاندي سنة 1621ب.م، وكان أول استعماله في جرمانيا ثم تفنن فيه العلماء نيوتون وأمونتون وفرنهيت وريمور وهم الأشهر.
ترسوس أو ترسيس:
هي مدينة من آسيا الصغرى كانت عاصمة كيليكيا ذات السهول، ثم بعده في القرن الرابع ب.م صارت قاعدت كيليكيا الأولى، وهذه المدينة بناها اليونان، أو حسب الروايات بناها سار دانابال، وكانت بلد متجرية، وقد أخذها الملك إسكندر الكبير، واشتهرت ترسيس بمدرستها الفلسفية التي كانت فيها، ويقولون إن القديس بولس ولد فيها. قال أبو الفداء: ترسوس مدينة مشهورة كانت ثغرا من ناحية بلاد الروم على ساحل البحر الشامي، وقال ابن حوقل: ترسوس مدينة كبيرة عليها سوران من حجارة، وهي في غاية الخصب، وبينها وبين حد الروم جبال هي الحاجز بين الروم والمسلمين، وكان عدد سكانها في سنة 1852ب.م 30000 نفس، وهي تضاهي إسكندرونة في رداءة المناخ.
تدمر:
إن هذه المدينة في العبرانية واليونانية واللاتينية تأويلها مدينة شجر النخل؛ لسبب كثرة النخل الذي كان فيها، وهي مدينة قديمة مشهورة ذات منظر جميل، وكما وصفها الرومان أنها كائنة في برية في سوريا أو بلاد العرب، وكانت مدينة مثمرة فيها مياه تسقيها، وكان لها تجارة عظيمة واسعة وذات يسار عظيم، وموقعها في البرية إلى الشرق من حمص على نحو 90 ميلا، وإلى الجنوب الشرقي من حلب نحو 190 ميلا، وإلى الشمال الشرقي من دمشق نحو 150 ميلا، وينسبون بناءها إلى الملك سليمان بن داود (ملوك أول 9 : 18) وأنه هو وسعها، وهي واقعة في وسط الطريق بين نهر أورنتوس ونهر الفرات ، وفي زمن تسلط الملك هادريان اتحدت هذه المدينة مع رومية وحصلت على إكرام من الملك المومأ إليه وكانت تدفع الجزية إلى رومية، ولكن ما بلغت هذه المدينة إلى درجتها العظمى إلا في عهد الملك غالينوس، وأما الملك سبتيموس أودنا أو أودناتوس أحد ملوكها أصله من هذه المدينة، فقد اشتهر بالسطوة في عهد الملك غاليان أو غالينوس الروماني المشار إليه، وفي وقايعه أيضا مع الفرس ومع كثيرين من الجبابرة الذين كانوا زهاء ثلثين من الجبابرة الظالمين وكسر وأسر الملك فالاريان بدفعه سابور وجيش فارس عند الفرات، ولذلك حظي عند الملك غالينوس بحظوة وافية فلقبه باغسطوس «إن عند الرومان كان لقبان فقط وهما: أغسطوس وقيصر؛ فأغسطوس هو ملك مالك حالا، وقيصر ملك ولي العهد وإرث الملك.» والملك غالينوس عرف الملك أودناتوس أنه شريك له في المملكة، وبقي الملك أودناتوس مستوليا ثلاث سنوات فقط ثم قتله ابن أخيه مونيوس، وبعد قتله تسمت أرملته زنوبيا ملكة الشرق وتولت تخت الملك وقتلت قاتل زوجها وامتدت سطوتها إلى الجزيرة وسورية، وفي مدة تسلطها خمس سنوات حصلت تدمر على نجاح عظيم، وحيث إن زنوبيا قد نبذت إذ ذاك سلطة رومية وتجاوزت أملاك بيتانيا مما حمل الملك أورليان - أحد ملوك الرومان ثاني خلفاء الملك غاليان المذكور - أن يزحف على بلاد زنوبيا بعساكره ويحاربها، ودار بينهما معركتان كانت فيهما الدائرة على زنوبيا، فوهنت قواها واستولى أورليان على تدمر، وصارت تدمر إيالة تحت تسلط الرومان وذلك سنة 1272، أو سنة 273ب.م. بعد أن دافعت زنوبيا في ذلك الزمان دفاعا لا طائل له، وولت الأدبار إلى الفرات، وأخيرا أمسكت، وفي التاريخ أن ملوك العرب استولوا أيضا زمنا طويلا على تدمر، وبقوا فيها مستقلين بعض الاستقلال حتى القرن الثالث ب.م، وأخذ هذه المدينة أيضا الإسلام تحت راية أبي بكر، وأيضا أخذها تمرلنك سنة 1400ب.م، وأما خرابات هذه المدينة، فلم تزل إلى اليوم عظيمة، وفيها قلعة تشبه قلعة بعلبك في الكبر، إلا أنه ليس فيها تلك القطع العظيمة من الحجارة والأعمدة ، وتزعم العرب أنها من صنيع الجن، والآن لم يبق منها سوى آثار هياكلها وأبنيتها القديمة.
الترس:
كان في القديم قبل اختراع البارود جاريا استعمال الأتراس، أما الآن فلا يستعملها إلا البرابرة فقط أو القبائل ذات الخشونة، وقد كان اليونان في زمان الصلح بينهم يعلقون أتراسهم في الهياكل، وكانت عساكرهم تكتب أسماءها على أتراسها؛ ففي الأعصر المتوسطة كانت الخيالة يتقلدون بالسلاح والفرسان أو الجنود يلبسون الدروع الضافية وما كانوا يفتقرون إلى الترس، والدرع هي ثوب على شكل قميص صوف «فلانلا» قصير اليدين جدا، مشغول ومجدول بصفائح وزرد من الفولاذ أو الحديد متداخل بعضه ببعض، والترس النورماني بقي استعماله إلى أواسط القرن الثاني عشر ب.م، وكان طويلا على شكل يدعونه عندهم شكل الشوحة أو شكل الكمثري، ثم بعد ذلك صاروا يصنعونه صغيرا.
التشريح:
هو تقطيع جثة الميت وتحليلها إلى دقائق شتى؛ للوقوف على بواطن أعضائه وهيئاتها وكيفية تركيبها وحقيقة أجزائها ومشتملاتها، فأول من شرح الجسد الحيواني ووصف الأعضاء الباطنة وصفا دقيقا هو أرسطوطاليس في القرن الرابع ق.م، وأول من شرح الجسد البشري هو هروفيلوس وفيلبوس في مدرسة الإسكندرية في القرن الثالث ق.م. على أن أفهام الأطباء لم تبلغ من هذا العلم إلا شيئا يسيرا حتى القرن السادس عشر ب.م، فاشتغل به كثيرون من علماء أوروبا، فأبرزوا من غوامضه ما فضحت به الطبيعة التي طالما خفيت أسرارها على عقول بني البشر، وبقي ذلك سايرا على قدم النجاح والتقدم حتى القرن الحاضر.
التصوير:
فن التصوير بألوان ونقش، أصله من المصريين، وهو من سنة 1400ق.م إلى سنة انتصار العجم سنة 525ق.م. أما أول علم التصوير بألوان ممزوجة بالزيت، فإنه كان سنة 1410ب.م، واختراع تصوير الشمس الذي يدعونه «فوتوغرافيا»، وهي كلمة يونانية مركبة من لفظتين: «فوتو» و«كرافوا»؛ ففوتو: نور، وكرافوا: نقل أو رسم، فهذا اخترعه يوسف نيسافور نيبس الفرنساوي من سنة 1813ب.م، وتمم هذا الاختراع بالاشتراك مع داكار الباريزي، وظهر للوجود في 19 آب سنة 1839ب.م، وكان هذا الاستنباط مقصورا في أول الأمر على الصفائح النحاسية، وقد سمي داكار يوتيب نسبة إلى داكار الذي عاش من سنة 1787 إلى سنة 1851ب.م. أما طريقة إخراج الصورة على الورق كما هو جار الآن، فقد اخترعها فوكس تالبوت الإنكليزي سنة 1839ب.م، وظهرت للوجود سنة 1845ب.م.
التلغراف:
آلة تبليغ الأخبار عن بعد بواسطة علامات معلومة، وتعرف أيضا بالموصل البرقي وبشريط الحديد. يونانية معناها الكتابة عن بعد، وقد يميزون التلغراف الهوائي عن التلغراف الكهربائي، فعلى الأول في المخابرات الهوائية فهو بواسطة إشارات، والمعروف أنه منسوب إلى الطبيب الفرنساوي أمونطون، الماهر في العلوم الرياضية، ولكن شاب أخوان من الفرنسيس قد أخذوا هذا التصور البديع وأكملوه، وجعلوه سهل الاستعمال، وذلك في سنة 1792ب.م، وأما الاتفاق العمومي المشتمل على فائدة هذا الاختراع، فصار الحكم عليه في أربعة أيام خلت من شهر آب سنة 1793ب.م، وقال بعضهم سنة 1794ب.م، وأما اختراع التلغراف البرقي فإنه كان سنة 1729ب.م، وقبلا كانوا يستعملون مشاعيل النار لها علامات معروفة عندهم تشير إلى كلام أو تدل على وشك دنو العدو منهم، وكان هذا الاستعمال عند قواد عساكر الرومان، واستعمل ذلك قبائل أخرى، ثم اصطلحوا على أشكال من التلغراف سنة 1684ب.م من الجيل السابع عشر والثامن عشر ب.م، ومما جاء أيضا في هذا البحث أن في سنة 1760ب.م افتكر جورج ليزاج الفرنساوي الأصل باصطناع تلغراف وأنهاه سنة 1774ب.م، وإذ لم يكن مستوفيا الشروط ما برحت الأيدي تتداوله حتى سنة 1823ب.م، إذ باشر العمل به الطبيعي صموئيل مورز الأميركاني، وهو يعد المستنبط الأول للتلغراف، وسنة 1844ب.م نصب السلك الأول بين واشنطون وبالتيمور، واستعمله من ثم أكثر دول أوروبا، ما عدا إنكلترا فإنها لم تستعمل إلا الطريقة التي وضعها المهندس الإنكليزي واتستون، وسنة 1850ب.م انتظم أول تلغراف بحري بين فرنسا وإنكلترا.
التقويم:
إن أصل التقويم هو من روميلوس أول ملك في رومية، الذي جعل السنة ثلاثمائة يوم مقسومة إلى عشرة أشهر ، وكان ابتداء ملكه سنة 753ق.م. أما الملك نوما بومبيليوس خليفة الملك روميلوس المذكور - وهو ثاني ملك على رومية تولى من سنة 714 إلى سنة 671ق.م - فإنه أضاف الشهرين الباقيين، وفي سنة 708 لرومية قد أصلح الملك يوليوس قيصر السنة ورتبها وفق سير الشمس، ومن ذلك الحين دعي التقويم اليولياني نسبة إلى يوليوس، الذي كانت ولادته سنة 100ق.م، ووفاته قتلا سنة 44ق.م، وقد أضيف يوم زيادة على كل أربع سنوات، ولكن وجدوا أن السنة صارت كبيرة جدا، وجلبت غلطا سبعة أيام في ختام التسعمائة سنة بنوع أنه في سنة 1582 عاد الاعتدال الربيعي إلى وراء عشرة أيام، فالبابا غريغوريوس الثالث عشر أمر بأن الخمسة أيام في تشرين الأول من هذه السنة تدعى خمسة عشر تشرين الأول بطل السنين الكبيس الجيلية، أي التي تكون من جيل إلى جيل ما عدا سنة في كل أربع سنوات، وهذا الترتيب أو الاصطلاح يقال له الترتيب الغريغوري أو كما تدعوه العامة الحساب الغربي الذي اختاره واستحسنه كل شعوب أوروبا ما عدا المسكوبيين والأتراك واليونان، ومع ذلك فلم يخل عن غلط قليل، وهذا الغلط ما هو إلا في يوم واحد في كل أربعة آلاف سنة. ومما جاء أيضا في هذا الصدد في تواريخ الإنكليز عن الحساب القديم والحساب الحديث مما يدعونه تقويم غريغوريوس، وهو ترتيب السنة على حسب الإصلاح الذي أدخله البابا غريغوريوس سنة 1582 أن الحساب القديم يتبع فيه الطريقة اليوليانية في حساب الأشهر والأيام، أو التقويم الذي رتبه يوليوس قيصر الذي بمقتضاه كل سنة رابعة تشتمل على ثلاثمائة وستة وستين يوما، والسنين الباقية ثلاثمائة وخمسة وستين يوما، فهذا يكون على نوع ما أكثر من إحدى عشرة دقيقة في سنة واحدة وهو كثير، فالبابا غريغوريوس الثالث عشر أصلح التقويم؛ بأن قطع أو حذف عشرة أيام من تشرين الأول سنة 1582؛ لكي يرجع أو يحيي الاعتدال الربيعي إلى اليوم نفسه أي زمن مجمع نيس «وهي مدينة من آسيا الصغرى» وذلك سنة 325ب.م، وهذا الإصلاح قد تصحح بحكم مجلس الشورى في إنكلترا سنة 1751ب.م، وبموجبه حذف أحد عشر يوما في أيلول سنة 1752، وحسب اليوم الثالث اليوم الرابع عشر، وهذا الحساب دعي الحساب الجديد، وبحسبه كل سنة تنقسم على أربعة تكون كبيسا كما مر آنفا.
تمرلنك:
صوابها تيمورلنك، ومعنى «تيمور» الأعرج، ويدعى تيمور الأعرج، وهو فاتح مشهور من بلاد الشرق من المغول أو ملك التتر، ولد في قرية «سيبز» في مقاطعة كيش، وهي بعيدة أربعين ميلا جنوبي شرقي سمرقند سنة 1335 أو سنة 1336ب.م، وهو ابن أحد رؤساء قبيلة برلاس التركية التي سكنت مقاطعة كيش المذكورة، وهو من جهة أمه من نسل جنكيزخان، وقد دخل في العسكرية في عمر اثنتي عشرة سنة، وفي سنة 1361ب.م صار رئيس قبيلة برلاس، وانتصر على حسين خان سنة 1366ب.م، وأخذ مدينة «بلق» سنة 1369ب.م بعد حصارها ثلاث سنوات، ولقد تسمى سلطانا سنة 1370ب.م، وأذل خان خيوي في سنة 1379ب.م. أما حربه وخرابه لسورية واستقلاله في مصر وهجومه على بغداد وحرقها التي كانت متعاصية عليه، فكان ذلك في التاسع من شهر تموز سنة 1401 أو سنة 1400ب.م، وترك في الأماكن المشهورة في مدينة بغداد تسعين ألف جثة أشلاء من البشر، وفي العشرين من شهر تموز سنة 1402ب.م قد هدم وخرب أماكن كثيرة في بلاد آسيا، وحارب وكسر السلطان بايزيد الأول وأسره في مدينة أنقرة أو في سهولها، ومات تيمورلنك في التاسع عشر من شهر شباط سنة 1405ب.م، وقال بعضهم سنة 1410 بعد أن تولى ستا وثلاثين سنة، صرفها جميعها في المهمات الحربية، وخلف بعده ستة وثلاثين من أولاد وحفدة وسبع عشرة حفيدة، ومن أراد أن يقف على تاريخ حيوته بإسهاب فعليه بتاريخ شرف الدين علي العجمي.
التنويم:
هو فن يظهر أنواعا من النوم، وهي - كما يزعمون - تأثر في الجسم حال أن المخيلة أو القوة المدركة تكون مشتغلة؛ أي حاضرة ومنتبهة، وأول من علم أي كتب في هذا الموضوع في فينا هو «مسمر» بفتح الميم، وهو طبيب ألماني ، وذلك سنة 1776ب.م.
التوراة:
اشتهار نسخ التوراة اليونانية في سنة 137ب.م، وفي سنة 1272ب.م كان ثمنها في أوروبا نحو أربعة آلاف غرش؛ لأن هذا الكتاب كان بخط القلم قبل استنباط الطبع، وفي سنة 1450ب.م صار طبعها باللاتينية، وكانت أول كتاب دفع للطبع، وكان ذلك في مدينة مانتس من أعمال جرمانيا، وبداية نشرها في 7 آذار سنة 1804ب.م.
توبلقين بن لامك:
قيل إنه اخترع صنعة الحديد والنحاس، ولد سنة 2975ق.م.
حرف الثاء
الثريا:
هي سبعة كواكب موقعها على عنق برج الثور، الذي هو أحد الاثني عشر برجا المشهورة، سميت بذلك لكثرة كواكبها مع ضيق المحل.
ثمود:
هم العرب الأقدمون الذين يزعمون النبي صالحا قد أرسل إليهم.
حرف الجيم
الجاذبية:
عند علماء الطبيعة قوة في الأجسام تجعلها قابلة للجذب أو الانجذاب كما بين الكهرباء والتبن، وعرف الجاذبية طاليس الفيلسوف اليوناني المشهور، وذلك سنة 700ق.م.
الجبر:
قد يطلق الجبر عندهم، ويراد به علم الجبر والمقابلة، وهو علم تعرف به المجهولات العددية من معلوماتها المخصوصة، وأول من استنبط هذا الفن ديوفانتوس - أحد علماء اليونان - في الجيل الرابع أو في الجيل السادس ب.م، واتصل إلى أوروبا بواسطة العرب سنة 950ب.م الذين أخذوه عن هذا العالم المذكور، ولكنه أحيي في الجيل السادس عشر ب.م بواسطة كاردان أحد علماء الطليان وطارطاليا أيضا، لكن لم يترق هذا الفن بسرعة حتى إلى نهاية القرن السادس عشر ب.م، وبدء القرن السابع عشر، حينما جعله «فيتا» و«هاريوت» و«دسكارتس» مشتهرا كسائر العلوم، وقال بعضهم إن إدخاله في أوروبا كان في سنة 1494ب.م، والصواب كما ذكرنا.
جبيل:
المظنون أنها مدينة بيبلوس القديمة، وفي التوراة جيبال (ملوك أول 5 : 18 حزقيال 27 : 9)، وهناك آثار قديمة من أعمدة ونواويس، وفيها قلعة عظيمة شاهقة، وفي جوارها آثار قديمة معتبرة، وروى بعضهم أنها في القديم كانت تدعى بيبلوس عند اليونانيين، وكانت تدعى جبلة أو بئر سبع، وتذكر غالبا أنها مدينة فينيقية واقعة بين طرابلس وبيروت، وأرضها تدعى أرض جبلية - انظر (يشوع ص13 عدد 5) - وسكانها مذكورون في جملة بنائي حيرام ملك فينيقية، الذي ساعد الملك سليمان في بناء هيكل القدس، وقيل أيضا إنها مكان مولد «أدونيس»، وهي الآن كائنة على شاطئ بحر الروم إلى الشمال مع انحراف إلى الشرق من بيروت، وقد استولى عليها العرب مرة تحت قيادة الخليفة عمر، وقد خربت مينا جبيل في زمن حروب الصليبية الذين أخذوها واستولوا عليها سنة 1100ب.م، وبقيت مدة في حوزتهم أي مدة تملكهم في سورية، ثم استولى عليها حالا الإسلام ثم المصريون، ثم أخذتها الدولة العلية من عزيز مصر سنة 1840ب.م، ومعنى «أدونيس» كما روي على حسب ما جاء عندهم في معرفة سيراي حكايات آلهة عبدة الأصنام أن أدونيس هو معشوق فينوس إلاهة الجمال والمحبة، وأن أدونيس هو ابن سينيراس ملك قبرس، وأنه كان مغرما في الصيد، وأن خنزيرا بريا جرحه بنابه جرحا مميتا، وأن فينوس إلاهة الجمال والمحبة معشوقته قد ناحت وتأسفت على فقده، ونقلته - أي حولته - إلى شقيق نعماني. «ونعماني منسوب إلى النعمان بن المنذر ملك العراق؛ لأنه مر بمكان قد انفرش فيه هذا الزهر فقال ما أحسن هذه الشقائق، وأمر بحمايتها، فنسبت إليه، وقيل إن المراد بالنعمان الدم تشبيها لها به لحمرتها»، وأما البترون فهي المسماة عند اليونانيين بتريس، قيل بناها إيثو بعل ملك صور في عصر إيليا النبي، وعلى مسافة نصف ساعة منها قلعة قديمة على رأس صخرة عظيمة في بطن واد منفرج يقال لها قلعة المسيلحة، وهي على جانب طريق طرابلس، لكنها الآن مهجورة.
الجدري البقري:
إن الجدري، هي بثور حمر بيض الرءوس، تنتشر في جميع البدن أو في أكثره تتنفط وتتقيح سريعا، وهي في الغالب لا تصيب الإنسان إلا مرة واحدة، وقد تصيبه في النادر مرتين، وليس لها نظير في ذلك غير الحصبة التي هي شعبة منها، ولذلك تسميها العامة موسما تشبيها بما لا يكون في أوقات متعددة، ثم إن مرض الجدري البقري عرفه «إدوار جنر» الطبيب الإنكليزي المشهور، الذي ولد في سنة 1749ب.م، وقول بعضهم سنة 1746، ومات سنة 1823ب.م، وأول معرفة له كانت أن الطبيب المذكور لاحظ أن عامة الناس الذين كانوا مكلفين بأن يعتنوا في حلب البقر في البراري كانوا يسلمون من الجدري، فالطبيب المومأ إليه بعد أن نظر في ضرع إحدى البقرات رأى فيه مرضا حبيا ذا عدوى مختص في هذه الحيوانات، استدل منه وحكم أن ذلك هو تلقيح الجدري عارض من السم الذي هو تلك المادة المعدية الموجودة داخل هذه الحبوب، وأن هذه المادة المذكورة كانت تقي بنات المزارع من الجدري، ومن ذلك الزمان صار اكتشاف تلقيح علة الجدري البقرية، وصار جنر الطبيب المومأ إليه معدودا في جملة أولئك الذين لهم أوفى فضل عظيم على الجنس البشري، وكان اكتشاف هذا الطبيب لهذا التلقيح في سنة 1776ب.م، وما أشهره إلا في 14 أيار سنة 1796ب.م، بعد أن تحققه بالملاحظات والفحص والامتحان مدة عشرين سنة، وفي حزيران سنة 1798 أشهر كتابه في العالم، فرسم ديوان أعيان دولة إنكلترا مكافأة لهذا الطبيب على عمله المبرور جزاء بمبلغ خمسمائة ألف فرنك، وقال بعضهم ثلاثين ألف ليرا إنكليزية، وذكر المؤرخون من المظنون أن أصل هذه العلة كانت في بلاد الهند أو بلاد الصين، ولم تعرف في أولاد العرب حتى سنة 622ب.م، وأنها امتدت من هناك بالتدريج شمالا وغربا، ولم تبلغ إنكلترا حتى النصف الثاني من الجيل التاسع ب.م، وقبل جنر المذكور كانوا الأطباء في أوروبا يستعملون ما تعرفه العرب بالطعم أو المطعوم، وهو قيح يأخذونه من جدري المجدرين فيدخلونه تحت الجلد من الأصحاء، فإن المطعمين يأخذون بذلك الجدري الحقيقي، وهو لخفته لا يتضرر منه كثيرا، فلذلك لم يمت به إلا القليل إلى أن ظهر جنر المومأ إليه فأصلح العلاج كما مر.
جزيرة سسيليا:
هي جزء من مملكة نابولي، وإلى الجنوب منها جزيرة مالطة، وهي أكبر وأظرف وأثمر وأشهر جزيرة في بحر الروم، ومعظم طولها مائة وثمانون ميلا، وعرضها ينيف عن مائة ميل، وهي منفصلة من طرفها الجنوبي لجهة إيطاليا ببوغاز مسينا الضيق الذي هو نحو ميلين من الجانب الواحد إلى الجانب الآخر، وهذه الجزيرة على شكل مثلث الزوايا، وهي تضيق بالتدريج كلما تقدمت نحو شطوطها الشرقية إلى أقصى حدها الغربي، وتتوسطها بالطول سلسلة جبال تصل إلى جوار الشط الشمالي، وترى أن أسفل قسم من هذه الجبال يبلغ علوه ستة آلاف قدم، كناية عن ألفين وخمسمائة ذراع إسلامبولي، وكلها مملوة زروعا ومن النباتات الكثيرة الفاخرة، وكلما صعد الإنسان إلى أعلاها يرى الغابات التي فيها أشجار كثيرة تحيط بهذه الجبال، ولكن القسم الأعلى هو أجرد خال عن الأشجار ومسود من جري نيران فوهات البراكين المتواترة فيها. أما أودية هذه الجزيرة فهي مملوة سكانا، وبها كثير من أشجار الزيتون والعريش والحبوب والأشجار ذات الأثمار والأعشاب أو الحشايش العطرية، وتأتيها المياه من الجداول الكثيرة الصغيرة وميناها حسنة، وبقرب الطرف الشمالي من هذه الجزيرة ترى جبل أتنا العظيم ذا شكل مخروطي محيط، قاعدته ثمانون ميلا، وعلوه العجيب 10872 قدما، كناية عن أربعة آلاف وخمسمائة وثلاثين ذراعا إسلامبولية فوق سطح بحر الروم، وهذه القاعدة معمورة بالمزروعات، وفي أعلى المكان المملو أشجارا توجد فوق الحرش الخرابات السوداء المنقذفة من فوهة هذا البركان الذي دائرة فوهته مقدار ميلين، ناهيك عن غيره من البراكين الصغيرة هناك التي بقيت النار داخلها، وكانت تنبعث من جوانبها المتقطعة شذر مذر من جري النيران، وهذه الجزيرة كانت في الأعصر القديمة كرسيا لكثير من بلدان اليونان الزاهية، فكانوا يرحلون من بلادهم ويقطنون فيها، وكان في هذه الجزيرة قبلا من السكان أضعاف ما فيها الآن، ثم على التوالي استولت عليها حكومة قرطجنة ثم الرومان والغوثيون وملوك اليونان والعرب والخلفاء الفاطميون ... إلخ والنورمان والفرنسيس، إلى أن صارت أخيرا مستقلة أولا تحت حكومة إسبانيا وتحت حكومة نابولي، ومذكور في التاريخ أيضا أن استيلاء الفينيقيين على هذه الجزيرة لم يكن زيادة عن قرن ونصف، حتى إنهم لم يتملكوا ساركوس «أحد مدنها قديما، وأما من مدنها المشهورة الآن فهي مدينة بالارمو» ولا النواحي المحيطة بها، وأن أهل قرطجنة المذكورين قد استولوا على القسم الغربي من هذه الجزيرة، وذلك بمعاهدة سنة 340ق.م، ويستدل من خرابات الهياكل العظيمة التي كانت في هذه الجزيرة قديما أنها كانت ذات ثروة وأهمية إلى سكانها اليونانيين، ومن جملة هذه الهياكل المشهورة فيها كان هيكل يدعى هيكل الجبابرة وهيكل المشتري المنسوب إلى أولمبيا «مدينة في اليونان» الذي هو الأكبر فيها بعد هيكل أقسوس المشهور، الذي كان أكبر بناية، وكان معدا عندهم لمقاصد دينية وهيكل الكونكورد قرب محل يدعى «جبرجنتي»، ولا محل هنا لذكر تفاصيل الغارات التي شنت عليها وتواريخ الذين استولوا عليها المذكورين قبلا، ولقد اقتصرنا على ملخص الحال. انتهى.
الجزار:
أصله من إيالة بوسني في بلاد الترك في أوروبا، وكان مملوكا وبيع في مصر، ثم ارتقى بالتدريج من رتبة مملوك إلى رتبة وزير أو باشا. اسمه أحمد، وكان مشهورا في قساوته. تولى سنة 1776ب.م، وتوفي سنة 1219 هجرية، الموافقة لسنة 1805 أو 1804ب.م، وكانت وفاته في عكا، وتولى إسماعيل باشا ثم قتل، وتولى عوضه سليمان باشا حينئذ، ومات سليمان باشا سنة 1819ب.م، وتولى عوضه عبد الله باشا الخزندار.
جعفر: «ويقال لقومه الجعافرة»، هو جعفر البرمكي وزير هارون الرشيد العباسي، وهو ابن يحيى بن خالد بن برمك المجوسي، وإليه تنسب البرامكة، وهو سادس إمام من نسل علي، ولد في المدينة سنة 702ب.م، ومات سنة 765ب.م.
الجغرافيا:
والجغرافيا بتخفيف الياء صناعة، يبحث فيها عن هيئة الأرض وأقسام سطحها وأنواع أهلها وحواصلها ... إلى غير ذلك، ويقال لها رسم الأرض أيضا، وهي يونانية مركبة من: جي؛ أي أرض، وكرافي؛ أي وصف، فيكون تحريرها: رسم الأرض. فأول من سعى في توسيع حدود المعرفة الجغرافية وأنشأ فيها سفرا مخصوصا للاكتشاف الملك «نيكو» ملك مصر سنة 406ق.م ، فإنه أرسل إلى البحر الأحمر، وإلى الأوقيانوس الهندي عمارة بحرية مملوة رجالا من الفينيقيين، الذين رجعوا في ثالث سنة بعد أن طافوا حول أفريقية، ووصلوا إلى عواميد الملك هرقلوس أو بوغاز جبل طارق في بحر الروم إلى مصر، وعلى ما ذكر في التاريخ أن فن الجغرافية قبل هذه المدة المذكورة كان أصله منسوبا إلى الفينيقيين، الذين كانوا يكتشفون اكتشافات عظيمة، وجالوا أفريقيا وأوروبا ثم أخذ عنهم هذا العلم واتسع عند المتأخرين الذي لا يسعنا أن نورد أسماءهم هنا.
جنكيزخان:
ملك المغول والتتر المشهور. ميلاده في آسيا سنة 1160ب.م. توليه سنة 1164ب.م، وقال بعضهم سنة 1162ب.م، وكانت وفاته في شهر آب سنة 1227ب.م، وقال بعضهم سنة 1238ب.م، وكان من أعظم الظافرين والقاهرين والقاتلين وفاتحي البلدان في آسيا، ومعنى جنكيزخان؛ أي أعظم خان في الخانات أو ملك الملوك.
جوليوس أو يوليوس قيصر:
هو جنرال روماني مشهور. ميلاده في رومية في 12 تموز سنة 100ق.م، ووفاته قتلا في 15 آذار سنة 44ق.م، وعمره ست وخمسون سنة، وبالاختصار نذكر سبب قتله وتلخيص حيوته، فنقول: بعد وفاة كرلوس رئيس الجمهورية في سلطنة رومية حين كان الرومانيون ينتخبون ثلاثة رجال فقط على السلطنة قد بطل هذا الترتيب، ووقع الجنرال بومباي الكبير الروماني هو ويوليوس قيصر المشار إليه في تنازع على الرياسة، وحدث بينهما حروب هائلة، وانتصر يوليوس قيصر على الجنرال بومباي المذكور، وإذ كان لا يوافق رومية حينئذ أن تعيد الجمهورية لم تجد رجلا جديرا بأن يتولى عليها إلا يوليوس قيصر، وقد قلدوه علامة الملك؛ الأمر الذي جعل قلقا وشاغلا لخواطر الرومانيين، وحينما حصلت المبادرة بتتويجه حدث شغب ولجب بينهم ك «كاسيوس» و«سينا» وغيرهما من أعداء يوليوس قيصر الذين أوغروا صدور الرومانيين عليه، حتى أفضى الأمر بقيصر إلى فقدان حيوته، وأخيرا قد كسبوا لحزبهم «ماركوس بروتوس» في مدينة رومية، الذي كان قد حارب قيصر في فارساليا مدينة قديمة في «تساليا»، وفي هذه المدينة هزم قيصر الجنرال بومباي - المار ذكره - وكان إذ ذاك قد عفا قيصر عن ماركوس المذكور، وصنع إليه جميلا جزيلا واختاره ابنا له، على أن ماركوس بروتوس ولئن كان يحب قيصر كثيرا نظرا لفضل قيصر عليه، فمع ذلك كان يؤثر رومية عليه، وقد دخل بهذه المواطاة بوجه الخداع على أنه محب ومكيدته كانت منصوبة من ستين عضوا من ديوان المملكة، وقد عينوا الخامس عشر من شهر آذار فيه يباشرون فعل القتل، فيتفق أنه قبل أن يقتلوا قيصر بليلة أن كاليفورنيا زوجته ارتاعت من حلم رأته تلك الليلة وقصته على قيصر ونصحته أن لا يذهب في ذلك اليوم إلى الديوان.
وكان قيصر يعتقد في التنجيم - أي بالتفاؤل والتشاؤم - وكان قبل ذلك قد نجموا له فألا، وكانوا يقولون له إن خيالات وأحلام شهر أذار تكون سبب مماته، فأجاب قيصر بروح افتخار أن خيالات شهر أذار «أتت لكن لم تذهب»، وقبل أن يذهب قيصر إلى هيكل المشتري حيثما كان فيه الديوان واجتماعات الرومان، ضحى قيصر الذبائح وقدم القرابين للإلاه المشتري من أجل الخوف الذي اعتراه من جري حلم زوجته، وكانت هذه التنجيمات مشومة عليه، وبدا لقيصر أن يؤجل المجلس إلى اليوم التالي، على أن واحدا ممن أضمر له شرا طلب منه أن يؤذن له بالانصراف ثم يرجع مرة ثانية حينما ترى زوجته «كاليفورنيا» أحلاما جيدة، وحينئذ رجع إلى كرسيه، ثم إن آخر من أصحابه أعطاه بعد ذلك ورقة تتضمن خبر المؤامرة عليه، وسأله أن يقرأها حالا، وما كان قيصر يتناول الرقعة بيده حتى فاجأه المتوامرون عليه، واستداروا به وضايقوه من كل جانب مقدمين له إعراضا وتطلبات، وأخيرا دنا من قيصر «سينا» حفيد الجنرال بومباي - المار ذكره - وهو عدوه، وأوعز إليهم بالإشارة بأن نزع خلعة قيصر عنه، وفي الحال جردوا جميعهم سيوفا وتراموا عليه، وبينما هو يدافع عن نفسه في أول الأمر؛ إذ نظر «ماركوس بروتوس» - المار ذكره - يهم أن يضربه، فصاح به قيصر «أوأنت أيضا يا ابني؟!» وعندها نشروا رداءه على رأسه وسقط مخضبا بجراح كثيرة، وقيل إن قيصر قد فتح ثلاثمائة مملكة، وأخذ ثمانمائة مدينة، وهزم في وقائع مختلفة ثلاثة ملايين من الرجال منهم مليون قتل في الحرب، وبقدر ما كان قيصر عظيما كان إنسانا سفاكا للدم، وهكذا باد بسفك الدم.
جوستنيان الأول:
ميلاده سنة 483ب.م، جعله ملكا على الشرق من سنة 527 إلى سنة 565ب.م. وقال بعضهم إن تولي جوستنيانوس إمبراطورا على السلطنة الشرقية كان سنة 496ب.م.
الجو:
هو الهواء، أي ما بين السماء والأرض المحيط بكرة الأرض لامتداد منها غير معروف تماما، إلا أنهم يزعمون أنه عال عنها نحو خمسة وأربعين ميلا أو خمسة عشر فرسخا، وقال بعضهم: علوه من أربعين إلى خمسين ميلا.
الجيولوجيا:
علم الجيولوجيا منسوب إلى فلاسفة العرب في القرن العاشر والثالث عشر ب.م، ثم أتمه الإفرنج، وهذه اللفظة يونانية مركبة من كلمتين: «جي» أي الأرض، و«لوغوس» أي كلام، والمعنى: كلام عن الأرض، وهذا العلم يبحث عن طبقات الأرض أو عن تركيب وبنية الكرة المعدني وأسباب أشكالها أو هيئاتها الطبيعية، وفي هذا الفن ذكر المعادن المركبة أو الجواهر المجموعة المؤلفة منها الأرض، وذكر الأرض والاتحاد الحاصل عن كتل عنصرية مع بعضها بعض، وعن تكوينها وتأليفها ووضعها ورسمها ... وهلم جرا.
حرف الحاء
الحاكم بأمر الله:
هو المنصور بن نزار بن المعز لدين الله الفاطمي. بويع بالخلافة في مصر سنة ست وثمانين بعد ثلاثمائة هجرية الموافقة لسنة 997ب.م، ولقب بالحاكم بأمر الله، فلما ادعى الألوهية لقب نفسه الحاكم بأمره، وكانت ولايته سنة الأربع والثمانين بعد الثلاثمائة هجرية الموافقة لسنة 995ب.م.
الحديد والنحاس:
إن وجود هذين المعدنين قديم جدا؛ فقد ذكرا في الإصحاح الرابع من سفر التكوين قبل الطوفان؛ حيث قيل إن توبال قايين الضارب كل آلة من نحاس وحديد. وأما كيفية استخراجهما واصطناع الآنية والآلات منهما فمجهولان، وقد عرفوا الحديد من سنة 1537ق.م، وقيل إن المعلوم عند المتأخرين أنه عند احتراق أحراش جبل إيدا في كريت سنة 1400ق.م سال بعض تراب هذا المعدن الحديدي وجمد فعرفوه، وينسبون إلى ذلك أول اكتشاف الحديد، غير أنه لا ينفي قدميته، وفي سنة 1544ب.م طفقوا يسكبون الحديد . أما إنشاء سكة الحديد فكان قبل سنة 1676ب.م، وحقق بعض المؤرخين أن إتمام انتظام سكة الحديد كان في سنة 1810ب.م، وأثبت آخرون من الفرنسيس أن اختراع آلة فابور البر الذي يسير في طريق الحديد كان في سنة 1769ب.م، وقال غيرهم إن أول طريق حديدية تامة محكمة تجري عليها العربات بالبخار تمت سنة 1829ب.م، وسافرت سنة 1830ب.م من ليفربول إلى منشستر، وهي من اختراع جورج وروبرت ستيفانسون من إنكلترا، وإن اصطناع الحديد كان من هنري كورت سنة 1780ب.م، وأول معمل لصبه أنشئ في إنكلترا سنة 1740ب.م.
الحريري:
هو الشيخ أبو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري البصري الحرامي، نسبة إلى بني حرام الشاعر، والمؤلف المشهور صاحب المقامات المشهورة التي قيل فيها:
أقسم بالله وآياته
ومشعر الحج وميقاته
إن الحريري حري بأن
تكتب بالتبر مقاماته
ولد في مدينة البصرة «مدينة في عراق العرب»، وذلك سنة 1054ب.م، ومات سنة 1121 أو 1122ب.م.
الحرير:
أول خبر بقدم الحرير وتاريخه ورد عن أريسطوطلي الفيلسوف اليوناني الذي مات سنة 322ق.م، وعن فرجيل الشاعر اللاتيني الذي مات سنة 19ق.م، وعن هوراس الشاعر اللاتيني الذي مات سنة 7 أو سنة 8ق.م، وعن أوفيد الشاعر اللاتيني الذي مات سنة 18 أو سنة 17ب.م، وعن بلني المعلم بالطبيعيات اللاتيني الذي مات سنة 79ب.م، وعن غيرهم أيضا. أما اصطناع الحرير الصيني فكان شائعا في أيام المملكة الرومانية مما ينيف على أربعة آلاف وثمان سنين، ويعد محصوله في الدرجة الثانية بعد الأرز، ولا شك أنه أقدم كثيرا من سائر الأمور التاريخية الصحيحة، وذكر المؤرخون أيضا أنه في سنة 522ب.م أتى القسطنطينية راهبان من الصين، وأحضرا معهما شيئا من بزر القز كانا خبآه في عكازتيهما حذرا من شريعة الصين، التي كانت تمنع إخراج مثل هذا الصنف من البلاد، ومن القسطنطينية اتصل إلى عدة بلدان؛ كغربي آسيا وجنوبي أوروبا وشمالي أفريقيا وإلى أميركا، وقبل خروجه من بلاد الصين قيل كانت قيمة الحرير في رومية تعادل قيمة الذهب، وأول معمل لنسج الحرير ظهر في مدينة ليون من فرنسا سنة 1466ب.م.
الحساب:
العد، وعلم الحساب من أصول العلم الرياضي، ويسمى علم العدد أيضا، وهو نوعان: نظري، وهو علم يبحث فيه عن ثبوت الأعراض الذاتية للعدد وسلبها عنه، وهو المسمى في اليونانية بالأرثماطيقي، وموضوعه العدد مطلقا، وعملي، وهو علم تعرف به طرق استخراج المجهولات العددية من المعلومات العددية. أما تاريخ صناعة الحساب في البداية فهو مفقود، إلا أن معرفة أو علم الحساب ابتدأ عند اليونان الذين دعوه حسابا، ولكن فيثغوروس وأرشميدس وأبولونيس وبابوس وبطلومي رقوا بالحساب اليوناني إلى أحسن درجة من الكمال، ومع ذلك بقي ناقصا حيث كانوا يستعملونه بغير الأرقام، ولم يكن عندهم علامة للصفر، ثم استعملت طريقة وضع الأرقام الهندية في أوروبا بواسطة العرب في القرن الرابع عشر ب.م، «وقال بعضهم سنة 991ب.م»، ويقال لها الأرقام الهندية؛ لأن أهل الهند اخترعوها، أو لأنها وصلت إلينا منهم، كما تسمى عند الإفرنج بالأرقام العربية؛ لأنها وصلت إليهم من العرب. ثم بعد القرن الرابع عشر انتشرت معرفة الحساب في كل تلك البلاد وذلك بالتقاويم، واستمرت طريقة هذه الأرقام فلم تتجدد، ولم يشع استعمالها بين العلماء حتى القرن السادس عشر ب.م، ومما قرره المؤرخون أنه لا يعلم بوجه الحصر بداءة وضع الأرقام الهندية، ولكنه محقق أن أول استعمالها كان بين أهل الهند، وعنهم أخذها الفرس والعرب، وعن هؤلاء أخذها الأوروبيون سنة 991ب.م، كما ذكرنا. انتهى.
حلب:
هي من أمهات مدن سورية، وتدعى حلب الشهباء مؤنث الأشهب؛ لبياض حجارتها. وهي مدينة قديمة يظن أنها من أيام إبراهيم الخليل، كائنة في برية خالية من الأشجار، ولها نهر يقال له قويق، تسقى به البساتين وأهلها يشربون من مياه تنبع من مكانين إلى شمالي المدينة على نحو ثمانية أميال، وهي تجري في أقنية تتفرع في البيوت والأسواق والخانات والحمامات، ويكثر في بساتينها شجر الفستق، ويوجد فيها شجر من التوت عجيب في حجمه، حتى إن البعض منه يكون محيط جذعه نحو أربع أذرع، وله ثمر يقرب من ثمر النخل، وهو شديد الحلاوة . وأسواق حلب ضيقة وأبنيتها حسنة المنظر، لكنها سخيفة لضعف حجرها وتصاغر أجزائه ورقتها، ولذلك لا تثبت على نوائب الزمان، وأسوارها قوية البناء، لكنها قد تهدمت من الزلازل، ومحيطها نحو سبعة أميال، ففي سنة 636ب.م فتحها العرب، وفي سنة 1260ب.م هجم على هذه المدينة المغول وأخذوها، وفي سنة 1402ب.م أباح نهبها الملك تيمورلنك، وفي سنة 1517ب.م استولى عليها السلطان سليم الأول، وفي أرضها علامات بركانية وهي علة الزلازل التي من تواترها خربت المدينة إلا قليلا مرات عديدة، ففي 13 آب سنة 1822 وفي سنة 1823ب.م حدث بها زلزلتان شديدتان أخربتا جانبا عظيما من حلب وأنطاكية والقرى المجاورة لهما، ومات بها نحو عشرين ألف نفس، وفي أواسط الجيل الثامن عشر كان أهلها يبلغون نحو مائتين وثلثين ألف نفس، وسنة 1849ب.م كان فيها نحو سبعين ألفا، وسنة 1858ب.م ثمانون ألفا.
حمص:
مدينة من سورية، وكان سكانها في القديم يعبدون الشمس على صورة أو شكل حجر مخروط أو هرم مستدير وباسم هاليوجابال، بمعنى أنه إله الشمس عندهم، وهو أحد ملوك الرومان، واشتهر ملكا بواسطة أهالي حمص سنة 217ب.م، وفي هذه المدينة قد هزم الملك أورليان الروماني الملكة زنوبيا ملكة الشرق التي كانت تنازعه في كرسي الملك وذلك سنة 273ب.م، وهذه المدينة هي إلى الجنوب الشرقي من حماه على بعد نحو 25 ميلا، وهي بقرب العاصي وهناك يسمونه المقلوب، وقد استفتحها الإسلام سنة 636ب.م، تحت راية خالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح، وقال أبو إسحاق الإصطخري هي مدينة في مستواة خصبة جدا أصح بلاد الشام هواء وتربة، وفيها الآن قلعة قريبة من الخراب، وفي سنة 1852ب.م كان أهلها يبلغون نحو 20000 نفس، وسنة 1858ب.م 22000 نفس، وفي سنة 1832ب.م كان حرب إبراهيم باشا مع الدولة العلية فيها، وفي سنة 1840ب.م تم استيلاء الدولة عليها.
حماه:
مدينة من سورية، وقد كانت غنية في متجرها قديما وذلك لاتصالها بمتاجر حلب، وكانت تحت حكومة أو رئاسة الأيوبيين، وهي مدينة قديمة جدا مبنية على جانبي نهر العاصي، وفيها نواعير وبساتين كثيرة تبعد خمسة وعشرين ميلا عن مدينة حمص، وأهلها كانوا يبلغون في سنة 1852ب.م نحو ثلثين ألف نفس، وقيل كان ذلك سنة 1858ب.م. قال أبو الفداء الحموي: هي أنزه البلاد الشامية، وهي كشيزر مختصة بكثرة النواعير دون غيرها من بلاد الشام. قال بوسيفيوس المؤرخ اليهودي: بناها حمث بن كنعان بن حام بن نوح، وهي المسماة في التوراة حمث باسم بانيها كما في (سفر التكوين 10 : 18)، ولها سور عظيم.
حيفا:
أخذها من الجنرال كليبر الفرنساوي في زمن بونابرت سنة 1799ب.م.
حيات:
أي قساطل أو قصاطر رصاص، اصطناعها وابتداء استعمالها لجر الماء سنة 1252ب.م.
حرف الخاء
خالد:
أحد قواد حضرة صاحب الرسالة المشهورين، توفي سنة 642ب.م.
خريستوفوروس كولومبوس:
هو ملاح أو بحار شهير، ولد في مقاطعة جينوي من أعمال سويسرا سنة 1441ب.م، وفي 15 أذار سنة 1493ب.م، اكتشف أميركا، وفي قول بعضهم إن اكتشافه لأميركا كان في 8 تشرين الأول سنة 1492ب.م، ومات في مدينة سافيل من أعمال إسبانيا في 20 أيار سنة 1506ب.م.
خليفة المهدي:
قدومه إلى دمشق سنة 759ب.م.
خلدون:
ميلاد ابن خلدون المشهور كان في تونس الغرب سنة 1332ب.م، ووفاته في مصر القاهرة سنة 1406ب.م.
خليكان:
مولد ابن خليكان المؤرخ والراوي المشهور كان في مدينة أربيل من كردستان مدينة من آسيا القديمة سنة 1211ب.م، ومات سنة 1282ب.م.
خليل الأشرف:
هو سلطان مصر ابن قلاوون المدعو ملك المنصور سيف الدين، تولى من سنة 1290ب.م؛ أي من حين وفاة أبيه إلى سنة 1293ب.م، وقد نهب الشام وغزاها، وما لبث أن استولى على كل سورية، فأبغضه رعاياه وقتلوه.
خليفة أمية الأول:
حصاره إسلامبول سنة 661ب.م.
الخلفاء:
الخلفاء الذين خلفوا حضرة صاحب الرسالة، وهم ثلاث طبقات متمايزة؛ الطبقة الأولى: خلفاء الشرق الذين كان كرسيهم أولا في مكة المكرمة أو في المدينة المنورة إلى حين وفاة علي وذلك سنة 632ب.م، ثم بعده تحول إلى الشام في زمن بني أمية ثم إلى بغداد في زمن العباسيين، ودامت خلافتهم ستمائة وستا وعشرين سنة؛ أي من سنة 632 إلى سنة 1258ب.م، والطبقة الثانية: هم خلفاء قردوا، وهي مدينة من إسبانيا أسسها عبد الرحيم الأول نائب خلفاء الشرق في إسبانيا سنة 756ب.م، وفيه ابتداء هذه الخلافة، وهو من عائلة أمية ودامت خلافتهم إلى سنة 1031ب.م؛ أي إلى حين تفرقهم، والطبقة الثالثة: هي من مصر، يدعى أهلها الفاطميين، وأسس خلافتهم عبد الله سنة 909ب.م، وهم من نسل فاطمة ابنة حضرة صاحب الرسالة، وقد أوكس خلافتهم الملك صلاح الدين الأيوبي سنة 1171ب.م، وجميع الخلفاء في الشرق أو في بغداد المشار إليهم قد انقلبت خلافتهم وخسروا تسلطهم وولايتهم الزمنية في عهد أمير الأمراء سنة 1934 أو سنة 935ب.م؛ أي حينما تسمى الرازي أمير الأمراء، وعاد مطلق السلطان باسم خليفة، ودامت الخلافة في مصر مع ذلك إلى سنة 1516ب.م أو إلى أول القرن السادس عشر، أيام فتح الإسلام مصرا تحت راية السلطان سليم الأول، ثم ما لبث السلطان سليم الأول أن اعتزل حينئذ الخلافة للعباسيين الأواخر الذين يدعون بالمتوكل.
جدول 3-1: خلفاء الشرق وهم خلفاء العرب.
أسماؤهم
سنو جلوسهم ب.م
سنو انتقالهم ب.م
أبو بكر «أول خليفة»
632
634
عمر الأول
634
644
عثمان الثالث
644
655 أو 656
علي بن أبي طالب
656 أو 655
660 أو 661
حسن
660 أو 661
661
بنو أمية
أمية الأول
661
680
يازيد الأول
680
683
أمية الثاني
683
683 أو 684
مروان الأول
683 أو 684
684 أو 685
عبد الملك
685
705
الوليد الأول أبو العباس
705
715
سليمان
715
717
عمر الثاني
717
720
يازيد الثاني
720
724
هاشم
724
743
الوليد الثاني أبو العباس
743
744
يازيد الثالث
744
744
إبراهيم
744
744
مروان الثاني
744
750
العباسيون
أبو العباس «رأس العباسيين يلقب بالصفا»
750
754
أبو جعفر المنصور
754
775
محمد مهدي
775
785
الهادي
785
785 أو 786
هارون الرشيد
786
809
الأمين
809
813
المأمون
813
833
المعتصم
833
841 أو 842
الواثق بالله
841 أو 842
847
المتوكل
847
861
المستنصر
861
861 أو 862
المستعين بالله
861 أو 862
866
المعتز
866
869
المهتدي بالله
869
869 أو 870
المعتمد بالله
869 أو 870
892
المعتد بالله
892
902
المكتفي بالله
902
908
المقتدر بالله
908
932
قاهر بالله
932
934
رازي
934
940
متكي
940
944
مستكفي بالله
944
944 و949 وخلعه 946
مؤتي
946
974
طاهي
974
991
قادر بالله
991
1031
قائم بأمر الله
1031
1075
مقتدي بأمر الله
1075
1094
مستظهر بالله مرتدد أو مرتد
1094
1118
مسترشد
1118
1135
راشد
1135
1135 أو 1136
مكتفي لأمر الله
1135 أو 1136
1160
مستنجد
1160
1170
مستهدي بأمر الله
1170
1180
ناصر لدين الله
1180
1225
ظاهر
1225
1225 أو 1226
المستندر أو مستنصر
1225 أو 1226
1243
معتصم
1243
1258 «خلفاء قردوا وهي مدينة من إسبانيا» وتدعى قرطبة أو قرطجنة
عبد الرحيم الأول الملقب بالعادل
756
787
هاشم الأول
788
795 أو 796
الحاكم الأول
795 أو 796
821 أو 822
عبد الرحيم الثاني الملقب بالغازي
821 أو 822
852
محمد الأول
852
885 أو 886
المنذر
885 أو 886
888 أو 889
عبد الله
888 أو 889
912
عبد الرحيم الثالث
912
961
الحاكم الثاني
961
976
هاشم الثاني «مخلوع»
976
1000 أو 1006
محمد المهدي «مخلوع»
1009
1009
سليمان
1009
1010
محمد «الأخير» أو المنتخب جديدا
1010
1012
هاشم «الأخير» أو المنتخب جديدا
1012
1015 أو 1016
حمود
1015 أو 1016
1017
عبد الرحمن الرابع
1017
1021
قاسم
1021
1021
ياهيا المتاله
1021
1022 أو 1027
عبد الرحمن الخامس
1022
1023
محمد الثالث
1023
1024
ياهي «المنتخب جديدا»
1024
1025
هاشم الثالث
1025 أو 1027
1031 أو 1036
خلفاء الفاطميين
عبد الله المهدي أو عبيد الله
909
936
قائم أبو القاسم
936
945
المنصور
945
953
معز لدين الله
953
975
عزيز
975
996
الحاكم بأمر الله
996
1021
ظاهر
1021
1036
أبو يمين أو أبو تمين مستنصر
1036
1094
أبو القاسم مستعلي
1094
1101
أبو المنصور عمر
1101
1130
حافظ لدين الله
1130
1149
ظافر بأمر الله
1149
1155
فائز بن نصر الله
1155
1160
أحد
1160
1171
استيلاء الخلفاء المار ذكرهم تقريبا على جميع ما كان يملكه الرومانيون في الشرق كان سنة 633ب.م.
الخوذة:
المغفر فارسي معرب، وهي أداة سلاح تغطي الرأس كانت تصنع قبلا من الجلد، وغالبا تتمكن وتموه بالنحاس والذهب وتجعل ملائمة لشكل الرأس بدون صدر أو زينة، وكانت تستعمل غالبا لأجل الصيد وشدة اللزوم إلى وقاية الرأس في زمن الحرب. أدخلت اصطناع الخوذ المعدنية، ولكن من أواسط القرن الرابع عشر ب.م إلى بدء القرن السابع عشر ب.م كانوا يلبسون الخوذ ذات وجوه، ينظرون من خلالها ويتصرفون فيها كيفما شاءوا، ولم يزالوا يلبسون الخوذ حتى اليوم في بعض مأموريات، وخاصة الخيالة أو جنود المدافع؛ أي الطوبجية.
خلافة:
تنازع زيد وهاشم على الخلافة سنة 740ب.م.
الخيل:
قد يقسم العرب الخيل في الغالب إلى خمسة أجناس، وكلها في الأصل من نجد، وقال بعضهم: هي متنوعة من خيل الجاهلية كالمشهر، وهو فرس رئيس بني عبيدا، فإن بعضهم جعلها من أصل خيل حضرة صاحب الرسالة، والخمسة أفراس وهي رحبزا ونعمه ووجها وصبحا وحزمة، وأشهر خيل السباق عندهم هما: داحس فرس قيس بن زهير بن جزيمة العبسي، والغبراء فرس حذيفة بن بدر الفزاري، وقد ذكر بعضهم أن الخيول جميعها تنسلت من حصان يدعى زاد الرقيب، وحجرة تدعى سردة شقابان أو الشكيبان، وكلاهما من خيل المتخير بن هشام من أمراء اليمن، ومن أجناسها مائة وستة وثلاثون من الجياد العربية، وثلاثة من خيل العجم، وتسعة من خيل التركمان، وسبعة من خيل الأكراد. أما الفرس التي أهدتها بلقيس ابنة الهدهاد ملكة سبأ المشهورة لسليمان الملك، وتدعى الصافنة، فهي من الخيول المذكورة، واعتماد المتأخرين من العرب المستعربة في أمر تأصيل خيلهم على النقل عن روايات العرب القديمة، ويزعمون أن عندهم منها خمسة أجناس أصلية، تسلسلت من خيل حضرة صاحب الرسالة. أما أسماؤها فهي الطويسة والمعنقية والكحيل والسقلاوي والجلفة، وأنها من أقاليم مختلفة من بلاد نجد، ويتفرع عن هذه الخمسة أجناس أجناس شتى، فالجنس السقلاوي يتفرع منه الجيدران والإبريا أو العبريا ونجم لصبح، والكحيل يتفرع منه العجوز والقردة والشيخة والضبع وابن حويشة وحوميش وأبو معراف، والجلفة لها فرع واحد فقط وهو استنمبلاط ... وهلم جرا، وعندهم من الخيل طبقة ثانية أقل اعتبارا من تلك، منها الهنادي وأبو عرقوب والعبيان والشراقي والشويمان والهدابة والودنه والمدهمه والغبيطة والعمرية أو الأومريا والسعدا طوقان، وقد تختلف الخيل في بلاد العرب باختلاف الأماكن والمناخات، فأكرم الخيل أصلا يوجد في بلاد نجد، وأجمل الخيل في الحجاز، وأقواها في اليمن، وأجملها لونا في سورية، وأهداها فيما بين النهرين، وأسرعها جريا في مصر، وأكثرها أولادا في البربر شرقي أفريقية، وأشدها كفاحا في بلاد العجم وكردستان.
الخياطة:
إن اصطناع آلة الخياطة في بلاد الإنكليز كان في الرابع والعشرين من شهر حزيران سنة 1755ب.م.
حرف الدال
داريوس كودومانوس:
آخر ملوك الفرس، وفاته سنة 330ق.م.
الدخان:
وهو التبغ، ويعرف عند الأتراك وفي بر الشام بالتتن، ومعناه بالتركية دخان، وعند أهل مصر بالدخان أيضا، وأهل السودان الشرقي يسمونه التابا. زعم قوم أنه من الهند، وآخرون أنه من مكسيكو، وبعضهم يقول إنه من جزيرة توباغو أو تباك، وكان اكتشافه فيها سنة 1560ب.م، وهي جزيرة كائنة في بحر الجزائر الواقع بين أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية؛ ومن ثم قد تلقب بهذا الاسم، وهذه الجزيرة قد اكتشفها خريستوفورس كولومبوس سنة 1498ب.م، وهي الآن تختص بالإنكليز، وبعضهم يقول إن التبغ من مدينة توباسكو في خليج فلوريدا، وقرر أيضا المؤرخون أن التبغ منسوب إلى يوحنا نيكوت سفير فرنسا حينئذ في مملكة البورتغال، وجلب هذا النبات إلى فرنسا من مدينة ليسبون عاصمة البورتغال، وذلك سنة 1560ب.م.
الدراهم:
الدرهم والدرهام، والدرهم خمسون دانقا، وبه سميت القطعة المضروبة من الفضة للمعاملة؛ لأنها درهم من الفضة، كما أن الدينار مثقال من الذهب، ولذلك كانوا يتداولونها في الأخذ والعطاء بالوزن، وقيل درم بالفارسية معرب درخمي باليونانية، وتطلق الدراهم عند المولدين على النقود مطلقا، ثم إن أهل قرطجنة كان عندهم نوع من مسكوك الجلد، ويحتمل كونه من الورق الجاري استعماله في البنوك مكان الدراهم، واستمر التعامل به حتى القرن الثالث عشر، وفي ذلك الوقت غيروه وجعلوه من قشر شجر التوت على شكل مدور ورسموا عليه سكة الملك المالك حينئذ، وليس من دليل على أن اليهود كانوا يتعاملون بالمسكوكات المضروبة حتى سنة 144ق.م في زمن المكابيين، وكان اليهود يتعاملون عدا المسكوكات التي كانت جارية بالماس كدراهم؛ أي بالماس الذي كانوا يتحلون به، وعند مس الحاجة إليه كانوا يتعاملون به.
وفي بلاد الإنكليز سنة 1066ب.م كان يوجد ضربان من المسكوك، وهما: مسكوك حي، ومسكوك ميت، فالأول هو العبيد والماشية التي كانت تنقل مع الأرض؛ أي تصير تحت تصرف المالك، والثاني هو المعدن، وعلى ما في التوراة في (سفر التكوين ص23) أن سارة زوجة إبراهيم غب أن ماتت اشترى إبراهيم من عبرون - أو عفرون - أرضا لدفنها فيها، ووزن لعفرون الفضة التي كان يدعوها على السماع أربعمائة شاقل أو مثقال من الفضة بالتعامل الدارج عند التجار، فيستفاد من ذلك أن المسكوكات في ذلك الحين لم تؤخذ بالعد؛ بل بالوزن، وذلك المسكوك كان قطعا من فضة مقطوعة على أوزان معلومة كالشاقل وما أشبه، لكنها ليست بمضروبة. قال هيرودوتس في كلامه عن أهل ليديا إنهم أول شعب ضربوا النقود، ولكن قد اتضح بأن ذلك غلط، وأن أهالي إيجينا في زمن فيدون ملك أرغوس أول من اخترعه سنة 895ق.م، وفي زمن الرومان سنة 578ق.م بمدة تملك سارفيوس توليوس أحد ملوك الرومان كانوا يستعملون مسكوكات النحاس عليها صور مواش، وما استعملوا المسكوكات الفضية حتى سنة 281ق.م، ولا الذهبية حتى سنة 207ق.م. ثم أخذ الرومان بعد ذلك في القرن الثاني ب.م يضربون دراهم مختلفة ... إلخ. ثم تطرق من بلاد اليونانيين إلى بلاد الفرس والعرب وغيرها، فاستعملت في بلاد الإنكليز سنة 560ب.م، وامتدت إلى أوروبا، ولا محل لذكر تواريخ امتدادها إلى كل مملكة. انتهى.
دمشق:
وتدعى الشام أو الشأم. قيل إنها بلاد عن مشأمة القبلة، سميت به لذلك أو لأن قوما من بني كنعان تشاءموا إليها؛ أي تياسروا، أو سميت بسام بن نوح فإنه بالشين بالسريانية أو لأن أرضها شامات بيض وحمر وسود، وهذه المدينة محسوبة من أقدم مدن العالم، انظر (تكوين ص14 ع15) على علو من سطح البحر مقدار ألفين وثلاثمائة وأربع وأربعين قدما، وإطارها ثمانية أميال، وكما يقول بعض المؤرخين إن هذه المدينة القديمة قد بناها عوص بن أرام من نسل نوح، وهي مذكورة في تاريخ إبراهيم، وأنها كانت مركزا أو مقرا لملوك سورية مدة ثلاثة قرون، وأن بناءها هو من أربعة آلاف وإحدى وعشرين سنة، وقول بعضهم إن دمشق سميت ببانيها دمشاق بن كنعان أو دامشقيوس. ثم في ألف وأربعمائة من هذه السنين المذكورة كانت مستقلة، وأن ملوك بابل وفارس استولوا عليها مدة أربعة قرون، ثم افتتحها اليونان الذين استولوا عليها مدة قرنين ونصف، والرومان استولوا عليها مدة سبعة قرون، والعرب استولوا عليها مدة أربعة قرون ونصف، ثم في سنة 333ق.م استولى عليها إسكندر الكبير، وفي سنة 540ب.م ألم بها الفرس فأخربوها، وفي سنة 634ب.م حاصرها قبائل العرب بأمر الخليفة عبد الله بن عثمان بن أبي قحافة المعروف بأبي بكر الصديق، وطردوا عساكر قيصر منها، وصارت كرسي الخلافة، وفي سنة 660ب.م ابتدأت خلافة بني أمية فيها الذين تولوا فيها أكثر من تسعين سنة، وحين سقوطهم خلفهم العباسيون وجعلوا بغداد تخت الخلافة، وفي سنة 705ب.م تسمى جامع الأموي فيها، وفي سنة 1153ب.م حاصرها الصليبيون.
ولما تسنت الولاية للفاطميين عادت هذه المدينة تحت تسلط هؤلاء الخلفاء المصريين، على أنها لم تلبث بعده معهم حتى أخذها منهم عنوة الأتراك السلجوقيون، وبمدة السلجوقيين حاصرها عبثا لويس السابع الفرنساوي وكونراد الثالث الجرماني اللذين كانا مع الصليبيين وذلك سنة 1148ب.م، وفي سنة 1388ب.م حاصرها الملك الظاهر، ثم وفي أول القرن الخامس عشر ب.م أخذها تمرلنك، وقال بعضهم إنه دكها سنة 1400ب.م، وقد رمم ما تعطل فيها المماليك حين توليهم على سورية، لكن أخذها منهم السلطان سليم الأول سنة 1516 أو 1517ب.م؛ إذ صارت حينئذ قسما من مملكة الدولة العلية، وفي سنة 1832ب.م استولى عليها إبراهيم باشا وأتبعها لإيالة مصر، لكن ما لبثت أن استرجعتها الدولة العلية سنة 1840ب.م، وفي الثالث من شهر كانون الثاني سنة 1859ب.م ابتدى بفتح طريق المركبات أو الكروسات من بيروت إليها، ومسافة طول هذه الطريق سبعون ميلا. أما طول جامع الأموي في هذه المدينة ذو الثلاث مآذن، فهو خمسمائة قدم، وعرضه ثلاثمائة قدم، وطول القلعة فيها ثمانمائة قدم، وعرضها ستمائة قدم، وحقق بعضهم أن طول الجامع المشار إليه بالذراع الإسلامبولي هو مئتان وأربع وعشرون ذراعا، وعرضه مائة وسبع وثلاثون ذراعا، وذلك بعد الضبط والاختبار. أما طول جامع عبد الملك فيها فهو ستمائة وخمسون قدما، وعرضه مائة وخمسون قدما، وقيل إن في سنة 1841ب.م بلغ عدد سكان هذه المدينة 120000 نفس، وسنة 1852ب.م 150000 نفس، وسنة 1862ب.م 160000 نفس.
الدم:
سائل أحمر يسري في عروق الحيوان، وهو أصل الأخلاط وقوام الحياة، وأول من عرف دورانه في جسم الإنسان إنما هو وليم هارفي فيلسوف إنكليزي مشهور سنة 1598ب.م، وكان شابا في سن عشرين سنة، ولخوفه من الناس لم يعلن معرفته هذا الأمر حتى مضى عليه ثلاثون سنة، فيكون إذا سنة 1628ب.م، وبعضهم قال سنة 1619، لكن الأصح كما ذكرنا.
الدهر أو التاريخ:
إن أقدم تاريخ في الدنيا عدا الصين هو تاريخ مصر التي بناها مينيس أو مصرايم سنة 2412ق.م، أو حسب قول لبيوس بسيوس سنة 3893ق.م، ومع ذلك فإن المصريين لم يتقدموا جنس البشر، ويقرر المؤرخون أن التواريخ الأصلية هي تاريخ اليهود المبتدي من أربعة آلاف سنة ق.م، وعلى ما في التاريخ القديم أن التاريخ المسيحي أو العمومي ابتدأ منذ أيام ميلاد السيد المسيح، وأن سنة العالم 4963، وأما على موجب علم التاريخ الجديد فإن التاريخ الألومبياد «نسبة إلى جبل أولومبوس في مكدونيا» وهو تاريخ عند اليونان بدؤه من سنة 776ق.م، وقيل إن بداءة استعمال التاريخ المسيحي في الكتابات والمعاملات كان سنة 516ب.م، وواضعه دبونيسبوس السكيثي، وقد اقتصرنا عن البحث بإسهاب في هذا الموضوع؛ لضيق المقام.
الدولة:
استيلاء الدولة العلية على قلاع البحر الأسود سنة 1422ب.م، وتوليها الأرناوط سنة 1432ب.م، وعلى القسطنطينية سنة 1453ب.م، واستيلاؤها على أتينا سنة 1456ب.م، وفي سنة 1614ب.م أخذت مدينة بلغراد وبلاد هنكاريا؛ أي المجر العلياء في النمسا، فأوجست منها أوروبا. قدوم عساكر الدولة إذ تسلمت المدن وفتحت عكا في برهة يسيرة، فانهزم إبراهيم باشا بعساكره إلى مصر، وذلك سنة 1804ب.م، وفي سنة 1827 كانت محاربة روسيا لها، وفي سنة 1853ب.م كانت بداية حرب القرم، وفي سنة 1855ب.م كان أخذ الدولة المتحدة لسيفاستبول وانتهاء الحرب المذكورة.
الدورة القمرية:
إن الدورة القمرية مدتها تسع عشرة سنة، وحين انتهائها يظهر في وجه القمر كما كان في ابتدائه في تلك المدة عينها، حيث إن القمر بالنسبة إلى الأرض والشمس يطلع ثانية في نفس المكان الذي كان قد طلع فيه قبلا في التسع عشرة سنة، فلذلك يدعوها أهل أتينا العدد الذهبي؛ لتعاظم ميلهم إليها وتغلب حبها على قلوبهم، كأنه أنزل عليهم بوحي أو إلهام، وهذا الاكتشاف كان من الفلكي «ماتون»، وأصله من أتينا، وذلك سنة 432ق.م، ومات في القرن الخامس ق.م، وأهالي أتينا قد نقشوا وحفروا على ألواح من الرخام خصائص الدورة القمرية بحروف من ذهب، وآخر دورة قمرية كان ابتداؤها في أول كانون الثاني سنة 1881ب.م.
ديار بكر:
هي إحدى مدن الجزيرة في آسيا مبنية بحجارة سوداء؛ ولذلك تسميها الأتراك قره اميد، ومحيطها نحو ثلاثة أميال، ولها قلعة مشرفة على الدجلة، والدجلة هناك نهر صغير يقطع بدون جسر ما لم يكن قد اجتمعت إليه مياه المطر، وهي على بعد 18 ساعة من ماردين، وكان عدد أهلها سنة 1841ب.م 40000 نفس، وسنة 1858ب.م 50000 نفس، واستيلاء الإسلام عليها سنة 958ب.م.
حرف الراء
الرعد:
هو صوت يأتي بعد تألق البرق ووميضه السريع؛ أي أنه صوت يتأتى عن إطلاق أو اندفاع الجاذبية الجوية، وأسباب الرعد هي سرعة انفصال ورجوع اتصال الهواء الذي يمر فيه البرق.
رومية:
عاصمة إيطاليا من أشهر مدن الدنيا وأقدمها في الأعصار القديمة والحديثة، وهي واقعة على ضفتي نهر الطيبر الذي طوله 185 ميلا، وبعيدة عن مخرج هذا النهر ستة عشر ميلا، وكان دائرها خمسين ميلا، وبنى هذه المدينة روميلوس سنة 753ق.م، الذي كان أول ملك تسلط عليها من حين بنائها، وبقي متسلطا إلى سنة 716ق.م وفيها مات، وفي سنة 389ق.م كان هجوم الغاليين الأول عليها، وأخذهم إياها وحرقها تحت قيادة برنيوس، وقد أتقن روميلوس قوانينها الداخلية وأحكم ترتيبها، وفي هذه المدينة أبنية فاخرة وكنائس وقصور عظيمة حسنة وأثارات أو بقايا قديمة مشهورة، وأهلها كانوا يبلغون سنة 1841ب.م 149000 نفس، وسنة 1852ب.م 170000 نفس، وسنة 1858ب.م 180000 نفس، وسنة 1862ب.م 200000 نفس، ويذكر المؤرخون أن هذه المدينة كانت قديما أكبر مدن العالم، وكانت تحتوي على مليونين من النفوس، وكان لها ست عشرة بوابة؛ منها عشر كانت محصنة بالأسوار، وفي سنة 64ب.م أحرقها الملك نيرون الروماني، وفي سنة 455ب.م أخذها وسلب ما فيها الملك جانيساريك ملك شعوب قديمة في جرمانيا، وجلب الملك طيطس الروماني إليها التحف والكنوز والأواني من هيكل القدس، ثم أرسلها من هذه المدينة في السفن إلى قرطجنة أسكلة بحرية في إسبانيا، وفقدت حينئذ جميعها في البحر، وفي سنة 476ب.م كان انقراض المملكة الرومانية في الغرب واستيلاء أودواكر ملك الهرول عليها، وفي سنة 847ب.م دخل العرب في جهتها، وفي سنة 1450ب.م بنى البابا نقولا الخامس كنيسة مار بطرس المشهورة فيها، وهي أكبر كنائس الدنيا وأشهرها، وحقق بعضهم أن بناء هذه الكنيسة كان في 18 نيسان سنة 1506ب.م، وقال غيرهم سنة 1591ب.م، وواجهة أو ارتفاع هذه الكنيسة هو ثلاثمائة وثمان وسبعون قدما طولا، وارتفاعها - أي علوها - مائة وثماني وأربعون قدما، وقيل دام الاشتغال في بنائها مائة وإحدى عشرة سنة، وأنفق عليها مائة وستون مليون من الريال، وأما قصر الفاتيكان فيها، وهو سراية حضرة البابا؛ فطوله ألف ومئتا قدم، وعرضه ألف قدم، وفي هذا القصر ما ينيف على أربع آلاف حجرة، وفيه مكتبة تحتوي على مائة ألف مجلد وخمسة وثلاثين ألف كتاب بخط اليد، وفي سنة 1665ب.م مات فيها من الوبا في ليلة واحدة عشرة آلاف نفس، وفي سنة 1809ب.م استولى بونابرت عليها، وفي سنة 1871ب.م دخلها الإيطاليانيون وجعلوها عاصمة المملكة وكان حينئذ سقوط الباباوية المدنية، وفي هذه المدينة قنوات للماء عددها أربع وعشرون، وأطولها يبلغ نحو ستين ميلا، وآثار خرابات كثيرة من زمن قديم وأبنية وقصور عظيمة فاخرة، وكنائس بهية حسنة لا حاجة لاستيفائها هنا.
روسيا:
يحدها شمالا بحر الثلج الشمالي، وشرقا جبال أورال «التي طولها 1400 ميل وارتفاعها 4000 قدم» الفاصلة بينها وبين أملاكها في آسيا، وأيضا نهر ولكا ونهر دون ونهر أورال وبحر قزبين، وجنوبا البحر الأسود «الذي طوله 760 ميل» والبلاد العثمانية وجبال كوه قاف وأوستريا، وغربا البلاد العثمانية وأوستريا أيضا وبروسيا وبحر بلتيك «الذي طوله 800» وخليج بوثينا وأسوج ونروج، وطول هذه المملكة 1300 ميل، وعرضها ألف ميل، ومساحتها تبلغ 1626630 ميلا مربعا، وقال بعضهم مليونان ونصف، وقيل مليونان، وفي سنة 1827ب.م كان عدد أهلها أربعين مليونا، وسنة 1858ب.م كان ستة وخمسين مليونا، وسنة 1861ب.م ستين مليونا، وسنة 1862ب.م نحو ثمانين مليونا، وكانت هذه البلاد الواسعة قديما مقر عدة قبائل مختلفة أكثرها رحل، وفي الجيل الخامس والسادس ب.م أخذت القبائل الجنوبية منها في اكتساب الهيئة الاجتماعية من اليونانيين، وبنوا مدينة نفوغرود، ومدينة كيف والقبائل الشمالية اتحدت تحت سلطنة رجل يقال له روريك سنة 826ب.م، فاستولى على المدينتين المذكورتين، وبقي الملك بيد نسله إلى عصر فلادمير، وفي سنة 862ب.م صارت تنقسم سكان هذه المملكة إلى أحزاب وجمعيات متعددة مناقضة للحكومة التي كانت في ذلك الحين، وفي سنة 980ب.م دخل فلادمير الديانة النصرانية إلى المملكة، حيث كان بعض من هذه القبائل على العبادة الباطلة، وقال بعضهم إن دخول الديانة المسيحية إلى روسيا كان سنة 955ب.م، وفي سنة 981ب.م صار فلادمير ملكا، ودخل في النصرانية فتنصر معه الجانب الأعظم من رعيته، وفي سنة 1358ب.م صارت مدينة موسكو عاصمة المملكة.
وفي سنة 1689ب.م - وقيل سنة 1682ب.م - جلس على تخت المملكة الملك بطرس الأكبر وعمره سبع عشرة سنة، وأدخل لبلاده شيئا من العلوم والصنائع الشائعة يومئذ في بقية بلاد أوروبا، وبنى مدينة بطرسبرج على طرف خليج فينلاند ونقل إليه كرسيه، وفي سنة 1757ب.م كان استيلاء هذه المملكة على القرم، وفي سنة 1762ب.م قويت شوكة روسيا في أيام الملكة كاترينا، وفي سنة 1795ب.م انقسمت بلاد بولونيا بين أهل هذه المملكة وبروسيا وأوستريا، وفي سنة 1801ب.م زادت قوة هذه المملكة في أيام الملك إسكندر الأول، وفي سنة 1830ب.م نهض أهل القسم الذي أخذته هذه المملكة يطلبون استرجاع حريتهم فلم ينجحوا في ذلك، وقيل إن في سنة 1841ب.م كان جيش مملكة روسيا المنظم سبعمائة ألف جندي وقوتها البحرية كسفن حربية وغيرها كانت إذ ذاك من المائتين إلى الثلاثمائة سفينة، وفي سنة 1853ب.م كان حرب فرنسا وإنكلترا لهذه المملكة، وفي 17 آذار سنة 1861ب.م تحرر فيها عشرون مليون نفس الذين كانوا تحت رق العبودية، وفي السنة المذكورة قيل كان جيشها المنظم 577859 جنديا، وعمارتها البحرية 186 سفينة و41 مركب قلع.
رودس:
هي جزيرة من جزائر آسيا، واقعة شرقي جزيرة كريت، لقبها اليونان باسم الورد؛ لسبب كثرة الورد فيها؛ لأن «رودون» باليونانية تأويلها ورد، وهي معتدلة الهواء مخصبة التربة، طولها نحو أربعين ميلا، وعرضها نحو 15 ميلا، ومحيطها نحو 120 ميلا، وبينها وبين البر مسافة ثمانية أميال، وأهلها كانوا يبلغون سنة 1852ب.م 20000 نفس، وقاعدتها مدينة رودس في جهة الشمال الشرقي، وأهلها في السنة المذكورة كانوا يبلغون نحو 5000 نفس، وهذه الجزيرة فتحها الإسلام في أيام معاوية بن أبي سفيان.
وتملكها فرسان ماري يوحنا في سنة 1307ب.م، وسكنوها، وبنوا فيها أبنية كثيرة هي باقية إلى اليوم، ثم تملكها السلطان سليمان في سنة 1522ب.م، وفيها الصنم المشهور مسبوكا من نحاس أصفر، ارتفاعه مائة وخمسون قدما، وقيل سبعون ذراعا، ومسافة ما بين ساقيه خمسون قدما. كان راكبا قديما فوق مدخل مرساها الشهير، وكانت جميع البواخر التي تدخل وتخرج من هذه الجزيرة تمر بين رجليه، فكان يعد من عجائب الدنيا السبع، «القدماء عدوا عجائب الدنيا سبعا: وهي صنم رودس، وأهرام مصر، وهيكل أرطاميس في أفسس، وجنائن بابل المعلقة، وقبر ماوسوليوس، وكهف جزيرة أنتي باتروس، ولغز كريت»، قد صنعه رجل اسمه «كاريز»، وبقي يشتغل فيه اثنتي عشرة سنة، فتم عمله سنة 288ق.م، وبقي مرفوعا ستا وستين سنة، ثم سقط بزلزلة عظيمة، واشتراه بعض اليهود، وحمل نحاسه على تسعمائة جمل، يحمل كل منها اعتياديا كما قال بعضهم ستمائة أو سبعمائة ليبره، فيكون من المائة وخمسة أرطال إلى مائة واثنين وعشرين رطلا ونصف، وقال آخرون: ألف ليبرا، فيكون مائة وخمسة وسبعين رطلا، والجمل: حيوان يسميه العرب مركب البر، وهو سهل الانقياد، حقود إذا ضربه صاحبه، يترصد الظفر به ولو بعد حين، وله صبر شديد على الجوع والعطش؛ لصغر مرارته، وله أربع معد: يودع قبل السفر في إحداها مقدارا من الماء، فيصير يمكنه أي وقت شاء أن يسحب هذا الماء من تلك الأوعية الصغيرة التي يكون موعي فيها، وبهذا يبرد أو يروي ظمأه ويبلل غذاه.
حرف الزاء
زبيدة:
مصغرة لقب أمة العزيز بنت جعفر بن عبد الله المنصور العباسي؛ أي ابنة أخي الخليفة هارون الرشيد لحا، وأولى زوجاته الشرعيات. كان جدها المنصور يرقصها في صغرها وهو يقول: زبدة وزبيدة؛ فلقبت بذلك وغلب على اسمها، وهي التي مدحها بعض الشعراء بقوله:
أزبيدة ابنة جعفر
طوبى لزائرك المثاب
تعطين من رجليك ما
تعطى الأكف من الرغاب
ماتت سنة 831ب.م، وينسبون إليها بناء مدينة تبريز «مدينة في إيران العجم» سنة 790 أو سنة 792ب.م.
الزجاج:
جوهر صلب سهل الانكسار ، وشفاف يصنع من الرمل والقلي والقوارير، وهو قديم، وقد ذكر في الكتاب المقدس في سفر أيوب وأمثال سليمان، وفي سنة 370ق.م يقول ثيوفراست أحد فلاسفة اليونان إن معامل الزجاج الفينيقية كانت في مدخل نهر بيلوس في مملكة الآشوريين، ولذلك يقول المؤرخون إن الفينيقيين هم الذين استنبطوا عمل الزجاج، واشتهروا في حسن الصباغ، ولا سيما في لون الأرجوان، وبعضهم ينسب اختراعه إلى المصريين، ويقول المرجح إنهم اخترعوه أولا، وتفننوا في اصطناعه، ولونوه وذهبوه وأدخله الرومانيون إلى بلادهم منذ أكثر من قرنين قبل الميلاد، وأخذ عمله يمتد في أوروبا في القرن الثالث عشر بعد الميلاد أو سنة 1439ب.م كما قال بعضهم، وفيه قد قيل إن أهل البندقية عملوا المرآة الأولى من الزجاج، وأما اتخاذ الزجاج واستعماله للشبابيك فكان سنة 1180ب.م، وناقض غيرهم بأن اصطناع ألواح الشبابيك منه كان سنة 550ب.م، وفي أوائل القرن السابع عشر نقش كازيرليهامان الزجاج وخرطه، وما زال يتقدم إلى هذا اليوم.
زنوبيا:
هي ملكة «تدمر» المشهورة، ابنة أحد أمراء العرب. أصل أبيها من الجزيرة التي تدعى بين النهرين؛ أي ما بين نهر الفرات ونهر التيكر الذي يختلط مع نهر الفرات بواسطة مجار كثيرة، فسموا القسم الأعظم من نهر التيكر إلى ملتقاه مع نهر الفرات بالدجلة، ولقبوا هذه الملكة ملكة الشرق، وقد حاربت الرومان من سنة 267 إلى سنة 272ب.م، وقد هزمها الملك أورليان الروماني، ثم امتدت سطوته وأقر كرسي ملكه في الشرق من سنة 272ب.م إلى سنة 274ب.م.
الزهرة:
السبعة أزهار هي تلك النجوم السيارة الكبيرة الممتازة عن سواها من باقي السيارات، وهي تابعة للشمس، وتدور حولها كما يأتي بالإيجاز؛ الأول عطارد: نجم من الخنس، وهو الأقرب إلى الشمس من سواه بين سائر السيارات، وقطره ثلاثة آلاف ومائة وأربعون ميلا، ويدور حول الشمس مرة في كل ثمانية وثمانين يوما، وبعده عنها سبعة وثلاثون مليون ميل. الثاني الزهرة: وهي ثاني الكواكب بعدا عن الشمس، ودورتها بين الأرض وعطارد، وسماها الأولون نجم الصبح ونجم الغروب، وبعده عن الشمس ثمانية وستون مليون ميل، وقطره سبعة آلاف وسبعمائة ميل، ويدور حول الشمس مرة في كل مائتين وأربعة وعشرين يوما. الثالث المريخ: وهو نجم سيار من الخنس، قيل سمي به لسرعة سيره، وقيل لأن لونه أصفر وأحمر كالمرداسنج «والعامة تقول المراسنك»، ضوه أحمر فيه قتمة، وقطره أربعة آلاف ميل، وبعده عن الشمس مائة واثنان وأربعون مليون ميل. الرابع المشتري: يقال له بالفارسية «برجيس»، وهو نجم أعظم السيارات جرما مشهور في ضيائه، قطره تسعة وثمانون ألف ميل، وبعده عن الشمس أربعمائة وتسعون مليون ميل، ويدور حولها مرة في أقل من اثنتي عشرة سنة، وهو أكبر من الأرض بألف وأربعمائة مرة. الخامس زحل: كوكب من الخنس، سمي به لبعده وتنحيه «وهو مثل في العلو والبعد، ومنه قول المتنبي في مديح سيف الدولة»:
وعزمة بعثتها همة زحل
من تحتها بمكان الأرض من زحل
أي أن همته أعلى من زحل بمقدار ما زحل أعلى من الأرض؛ ولذلك يقولون له شيخ النجوم، وهو ثاني نجم المشترى في الكبر، لكنه أبعد منه عن الشمس، وقطره تسعة وسبعون ألف ميل، وبعده عن الشمس نحو تسعمائة مليون ميل، ويدور حولها مرة في كل تسع وعشرين سنة ونصف، وجرمه أعظم من جرم الأرض بتسعمائة مرة. السادس أورانوس أو هرشل: «نسبة للمعلم الشهير وليم هرشل مكتشفه سنة 1781ب.م»، وهو بعيد عن الشمس ألف وثمانمائة مليون ميل، وقطره خمسة وثلاثون ألف ميل، ويدور حول الشمس مرة في كل أربع وثمانين سنة. السابع نبتونوس: وهو سيار كبير كائن وراء نجم أورانوس المذكور، وقد عرف هذا السيار في مرصد باريس المدعو لافاريا، واكتشفه في المرصد المذكور المعلم «غال»، أصله من مدينة برلين عاصمة ألمانيا، وهذا الاكتشاف كان في الثالث والعشرين من شهر أيلول سنة 1846ب.م، وبعده عن الشمس ألفان وثمانمائة وخمسون مليون ميل، ويدور حولها مرة في كل مائة وثمانية وستين سنة.
زيت الحجر:
تدعوه العامة غازا والإفرنج بترولا، والبترول هو لفظة يونانية تأويلها زيت الحجر أو الصخر، وهو مادة سيالة إلتهابية أو من بعض مواد محترقة ، له رائحة حريفة ذات جواهر مختلفة، ويوجد من هذه المادة التي يتركب منها هذا الزيت عدة أنواع، أعظمها تمر ظاهرا ببعضها صادرة من الأرض وتخرج راشحة رشحا طبيعيا، وتتجمع على سطح الماء في الآبار والمنابع في أقسام مختلفة في العالم، أو يجري ويسيل من أجواف وبطون الصخور، وهذا الزيت في الأصل مركب من الكاربون والأدروجين، واكتشاف هذا الزيت واستعماله في أوروبا كان سنة 1858ب.م.
الزئبق والزيبق:
سيال معدني، منه ما يستقى من معدنه، ومنه ما يستخرج من حجارة معدنية بالنار. معرب زيوه بالفارسية، والعامة تقول له الزيبق، وأصحاب الكيمياء المعدنية يكنون عنه بالعبد الفرار؛ لأنه يفر من النار، ويستخدمونه في أكثر الأعمال، وقد أبدع في التشبيه به عنترة العبسي حيث يقول:
أراعي نجوم الليل وهي كأنها
قوارير فيها زئبق يترجرج
وهو مشهور بذوبانه وسيلانه، حتى إنه يتجمد فقط بالبرد الشديد المشار إليه بتسع وثلاثين درجة أو أربعين درجة تحت الصفر «في الثارمومتر» أي ميزان الحرارة والبرد، وهو أثقل المعادن ثان للمرسنك والذهب وما بعدها، واكتشافه كان في زمن الرومان وأريسطوطلي وثيوفراستوس من فلاسفة اليونان اللذين كانا موجودين في القرن الرابع ق.م، وذانك الفيلسوفان سمياه «أرجنتيوم فيفيوم» أي فضة حية أو سريعة، ودعي هكذا نظرا لسيلانه وميعانه.
حرف السين
سامرة:
مدينة في وسط فلسطين، بناها عمري سادس ملوك إسرائيل سنة 913ق.م، وروى بعض مؤرخين ثقات في سنة 920ق.م.
سام:
أكبر أولاد نوح، وهو أبو العرب، كما أن حام أبو العبيد، وكان مسكن سام آسيا، وعاش ستمائة سنة؛ أي من سنة 3408 إلى سنة 2808ق.م.
الساعة:
كما ذكر في التاريخ أن الساعات المنقولة يبين أنها كانت موجودة في الشرق في القرن التاسع ب.م؛ إذ كانت من القرن الرابع إلى القرن العاشر ب.م مجهولة غير معروفة في أوروبا، ومنبوذة في زاوية الجهل والغباوة، فكان مورد المعارف في ذلك الزمان عند العرب في أفريقية وعند مغول إسبانيا، وقد قال المؤرخون إن أول الساعات التي استعملها الناس هي الساعات المائية، وأول من اخترعها اليونان، وهي أشبه بالساعات الرملية المستعملة لحد هذا اليوم، ثم أخذها عن اليونان الرومانيون، واستعملت في رومية سنة 158ق.م، وقد أخذها العرب أيضا عن اليونان وتفننوا في صناعتها. أما الساعات الصغيرة التي يحملها الناس، فكما يقرره هؤلاء المؤرخون أنه لا يعلم يقينا أول مصطنع لها ولا زمن اختراعها تماما، وفي سنة 1807 وفي القرن التاسع ب.م - وقيل في أواخر القرن الثامن - أهدى الخليفة هارون الرشيد أحد خلفاء الشرق ساعة إلى شارلمان ملك فرنسا، قيل إنها كانت ساعة مائية ذات ثقل لم يكن لها مثيل في أوروبا، وأما اصطناع الساعات الكبيرة الدقاقة، فإنه كان سنة 1120ب.م، وسنة 1370ب.م اخترعت أول ساعة غير مائية استنبطها رجل ألماني يدعى هنري روفيك، على أن تكميل صنعة الساعات؛ بل استنباطها على رأي بعضهم، كان في جرمانيا سنة 1477ب.م، وأول ساعة برقية ظهرت هي تلك التي اخترعها ستاينهل من ميونخ عاصمة بافاريا سنة 1839ب.م، ثم أتقنها وانستون الإنكليزي سنة 1840ب.م.
السرعة:
إن سرعة جري الفرس تقطع مسافة اثني عشر ألف متر في كل ساعة، وسرعة ركضه - أي استنانه - هي أربعون ألف متر في كل ساعة، وسرعة فابور سكة الحديد المعتادة هي أربعون ألف متر في كل ساعة، وأعظم سرعته في الساعة ثمانون ألف متر، والطير في طيرانه إذا انتهى في السرعة يطوي مسافة ثمانين ألف متر في كل ساعة، وسرعة كرة المدفع هي إلى مسافة ألف متر، وصوتها يصل أو يقطع بالثانية ثلاثمائة وأربعين ثانية، والأرض بدورانها على ذاتها تدور في كل ساعة مليونا وستمائة وستة وستين ألف متر، ونور الشمس يصل إلينا في ثمان دقائق وثلاث عشرة ثانية، ولدورة الأرض ينبغي من الوقت قدر ما يمشي الماشي أحد عشر شهرا بغير إبطاء، وفي سكة الحديد قدر واحد وعشرين يوما.
الستينوغرافي:
كلمة يونانية معناها كتابة ضيقة أو مختصرة، وهي كيفية تمكن السامع استيعاب كل ما يتكلمه الخطيب باصطلاح مخصوص، والواضع لها رامزي من اسكوتلاندا في بريتانيا سنة 1681ب.م.
سعيد باشا:
ابن محمد علي باشا، ولد سنة 1822ب.م، وفي سنة 1854ب.م تولى خديوية مصر، وفي سنة 1863ب.م تبوأ مكانه السدة الخديوية إسماعيل باشا المالك حالا.
سقراط:
هو فيلسوف يوناني مشهور؛ ولد في أتينا سنة 469ق.م أو سنة 470ق.م، ومات فيها سنة 400 أو في 7 أيار سنة 399ق.م، وقال بعضهم سنة 396 بوجوب الحكم عليه أن يشرب السم. تعليمه في مدينة أتينا كان سنة 440ق.م.
السكاكين أو المدي:
اختراعها على ما روى بعضهم كان في سنة 1563ب.م، لكن رأى مشاهير المؤرخين أن اصطناع آلات حادة قاطعة مصنوعة من حديد وفولاذ عموما، كالسكاكين والشفار والفرتيكات والموسى وما شاكل ذلك، فهي في الزمن القديم كانت تصنع من الحجار كالصوان ومن الصدف أيضا؛ فإنه لم يزل مستعملا عند القبائل المتوحشة عوضا عن الأدوات التي هي أحسن منها وأقطع، ويستفاد أن القدماء من المصريين كانوا يعرفون صنعة عمل النحاس الصلب، وكانوا يستخدمونه لبعض شئونهم؛ فأول اصطناع الآلات المذكورة قبل أوروبا كان في أميركا من يوحنا روصل من مدينة كرينفيلد في شهر كانون الثاني سنة 1834ب.م.
السكر:
ماء القصب إذا غلي واشتد وقذف بالزبد، معرب شكز بالفارسية، أصله من بلاد الهند في آسيا والصين؛ فإن العرب أتوا بقصب السكر من هناك إلى بلاد العرب وبلاد أوروبا في القرن الثالث بعد السيد المسيح، وذكر المؤرخون أيضا أن العرب أتوا بقصب السكر من الأماكن المذكورة إلى رودس وقبرص وكريت وسيسيليا حين استيلائهم على هذه الجزائر في القرن التاسع ب.م، وحينئذ عرفوا طريقة استقطار السكر منه، وحالا جرى اصطناعه، واستمر وشاع في بلاد الشرق. أما المؤرخون من الفرنسيس فإنهم يقولون إن أول ما استقطر السكر منه كان سنة 625ب.م.
سليمان:
سليمان الحكيم، هو ابن داود النبي وخليفته وثالث ملك على اليهود، كان مولده سنة 1033ق.م، وجعله ملكا في أيام أبيه داود سنة 1015ق.م، وقد قيل إن سليمان كان له ألف امرأة، ولكي يرضي نساه مال إلى عبادة الأوثان، وكانت وفاته سنة 975ق.م بعد ما ملك أربعين سنة.
سلوقيوس الأول:
هو ملك مؤسس دولة السلوقيين في سورية أو مؤسس سلطنة سورية، ولد في سنة 358ق.م، وبدء ولايته في سورية كان سنة 301ق.م، ومات قتيلا سنة 280 أو سنة 281ق.م في مكان يدعى ليسيماكيا.
السلطان:
هذا اللقب من القرن العاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر ب.م، كان يتلقب به وكلاء أو نواب روسا جنود الخلفاء، وبالعموم كان يطلق على كل من كان يحوز الاستقلالية مثل الرؤساء والمتولين على الغزنويين والأمراء السلجوقيين في بغداد وقونية وحلب والشام «كذا في الأصل القديم.»
سليم:
محاربة السلطان سليم الأول للغوري في سنة 1516ب.م، ومبايعة شريف مكة للسلطان سليم سنة 1518، وتولى السلطان سليم حلب ودمشق ومصرا سنة 1517ب.م.
سليمان باشا:
وفاته في عكا، وتولى عبد الله باشا سنة 1233 هجرية الموافقة لسنة 1818ب.م.
السلجوقيون:
هم قبيلة تركية، كانت قد توطنت قبلا في سهل شمالي بحر قزبين، وتسموا باسم زعيمهم السلجوق، وسكنوا تحت قيادته في بخارا في القرن العاشر ب.م، وتقلدوا الإسلامية. أما حفيده طوغرول بك فقد تلقب سلطانا، وفتح على التوالي خراسان وغيرها من المقاطعات العجمية، وأخيرا في سنة 1056ب.م جعل سلطانا على بغداد، فاستولى عليها، ودعا نفسه خادما وحارسا للخليفة، ولكنه في الحقيقة كان ذا سلطة ملكية ملقبا بأمير الأمراء أو أمير المؤمنين، ومات سنة 1063ب.م، وخلفه ابن أخيه قلب أرسلان الذي اشتهر اسمه في التاريخ الشرقي، خصوصا بتغلباته على الملك اليوناني رومانوس الرابع، الذي أخذه أسيرا وحبسه، وقد طرد الفاطميين من مصر وسورية، وفتح أرمينيا وجورجيا، ويقول «جيبون» المؤرخ الإنكليزي المشهور إن أحسن قسم في آسيا كان خاضعا لأحكامه، وإن ألفا ومائتي أمير - أو أبناء أمراء - كانت تقوم تلقاء عرشه، ومئتا ألف جندي كانت تسير تحت بيارقه، ومات قلب أرسلان سنة 1072ب.م، وخلفه ابنه ملك شاه الذي بلغ من شهامته وامتداد مملكته أن يكون أعظم سلاطين زمانه، وقد جعل مدينة أصفهان العجم كرسيا له، وامتدت ولاياته وأحكامه من أول حدود إلى جوار إسلامبول، ولكثرة ما جار نوابه على النصارى الآتين لزيارة القدس الشريف مست الحاجة إلى مجيء الصليبيين إليها، وفي التاريخ أن في سنة 1074ب.م أخذ السلجوقيون أشهر مقاطعات الخلفاء الشرقية، وحينئذ ضعفت قوة الخلفاء، وكان تملك السلجوقيين القدس وبر الأناضول وتأسيسهم ولاية قونية، وذلك من سنة 1076 إلى سنة 1078ب.م، وحين وفاة ملك شاه المشار إليه سنة 1092ب.م وقعت المنازعة على خلافة سرير الملك بين أخيه وأولاده الأربعة، ودارت بينهم حروب انتهت بقسمة المملكة السلجوقية بين أربع أنساب من العائلة الملوكية، التي منها الطائفة الملكية التي تولت العجم، والثلاث طوائف الصغرى الباقية تولت قرامان والشام والإيكونيوم، وآخر عائلة من هذه الثلاث اشتهرت بطول زمان مدتها خلافا للآخرين، فبقيت إلى سنة 1308ب.م، وفيها خلفها آل عثمان الذين كان بدءهم عثمان الرئيس السلجوقي، وفي معظم القرن الثالث عشر ب.م عادت السلاطين السلجوقيون يؤدون الجزية لملوك المغول المدعوين في أوروبا التتر، وهؤلاء خلفوهم في الملك وقتلوهم.
سورية أو سوريا:
هي القسم السادس من بر الترك في آسيا، ومساحتها خمسون ألف ميل مربع، يحدها شمالا آسيا الصغرى، وشرقا نهر الفرات وبادية الشام، وجنوبا بلاد العرب، وغربا بحر الروم، وعدد سكانها - على قول بعضهم - نحو ثلاثة أو أربعة ملايين. قد حاصرتها قبائل العرب سنة 632ب.م بأمر الخليفة عبد الله بن أبي قحافة المعروف بأبي بكر الصديق، وكان افتتاحها سنة 634ب.م، وقد فتحها السلطان سليم الأول سنة 1516ب.م، وولاية المصريين عليها كانت سنة 1831ب.م، وخروجهم منها سنة 1840ب.م.
السيكارة:
اصطناع السيكارة الإفرنجية التي «أول ما استعمل في إسبانيا» كان سنة 1560ب.م.
سيبويه:
وهو مولى لبني الحارث بن كعب، واسمه أبو بشر عمرو بن عثمان الشيرازي بن قنبر، وهو إمام النحاة اللغوي المشهور، ومعنى سيبويه بالفارسية: رائحة التفاح، قيل له ذلك لجمال صورته؛ لأن وجنتيه كانتا كأنهما تفاحتان، وقيل لقب له؛ لأنه كان أطيب الناس رائحة وأجملهم وجها، ولد ببيضاء، وهي قرية من قرى شيراز من أعمال بلاد الفرس الغربية، ومات مكان مولده سنة 180ب.م وعمره اثنتان وثلاثون سنة، وقيل غير ذلك في تاريخ وفاته، والاختلاف فيه كثير، ووضعوا عند رأسه بلاطة مكتوب فيها هذه الأبيات:
ذهب الأحبة بعد طول تزاور
ونأى المزار فأسلموك وأقشعوا
تركوك أوحش ما يكون بقفرة
لم يؤنسوك وكربة لم يدفعوا
وقضى القضاء وصرت صاحب حفرة
عنك الأحبة أعرضوا وتصدعوا
حرف الشين
الشام:
حدوث زلازل عطلت أماكن كثيرة في بر الشام سنة 526ب.م.
شارلمان:
أول ملك في فرنسا، ويدعى ملك الغرب، ولد في الثاني من شهر نيسان سنة 742ب.م، وفي سنة 768ب.م كان جلوسه وبعده خلفه السلاطين الآتي ذكرهم في الجدول الآتي وتوليهم على تخت فرنسا من شارلمان إلى الزمان الحاضر، ثم في سنة 800ب.م كان تمليكه على إحدى المملكتين الرومانيتين وهي المملكة الغربية، وفي سنة 807ب.م أهداه هارون الرشيد ساعة، وفي سنة 841ب.م كان انهدام المملكة الغربية، وفي 28 من شهر كانون الثاني سنة 814 كانت وفاته.
جدول 3-2: جدول تاريخي في ابتداء سني جلوس وتولي سلاطين فرنسا من الملك المشار إليه إلى وقتنا هذا.
أسماؤهم
سنو توليهم على المملكة ب.م
شارلمان
768
لويس الأول
814
كارلس الثاني
840
لويس الثاني
877
لويس الثالث
879
كارلس الثالث
884
أنداس
888
كارلس الرابع
898
راعول
923
لويس الرابع
936
لوثار
954
لويس الخامس
986
حوج كابت
987
روبارت
996
هنري الأول
1031
فيليب الأول
1060
لويس السادس
1108
لويس السابع
1137
فيليب الثاني
1180
لويس الثامن
1223
لويس التاسع
1226
فيليب الثالث
1270
فيليب الرابع
1285
لويس العاشر
1314
فيليب الخامس
1316
كارلس الرابع
1322
فيليب السادس
1328
يوحنا
1350
كارلس الخامس
1364
كارلس السادس
1380
كارلس السابع
1422
لويس الحادي عشر
1461
كارلس الثامن
1483
لويس الثاني عشر
1498
فرنسيس الأول
1515
هنري الثاني
1547
فرنسيس الثاني
1559
كارلس التاسع
1560
هنري الثالث
1574
هنري الرابع
1589
لويس الثالث عشر
1610
لويس الرابع عشر
1643
لويس الخامس عشر
1715
لويس السادس عشر
1774
مجلس معين لنهو أشغال العموم
1781
مجلس مركب من ثلاث طبقات من شعوب المملكة وهم الإكليروس والأشراف والعامة
1789
مجلس شرعي أو للمحاكمة
1792
مجلس جمهوري من رجال وأعيان الشعب
1792
سلطنة الخوف أي حكم صارم وكان يحصل كثيرا قتل المذنبين وكان يخاف الشعب جدا من المتسلطين عليهم
1793
مجلس أعلى منفذ الأحكام بمدة الانقلاب
1795
قونسلاتو
1799
نابليون بونابارت
1804
لويس الثامن عشر
1814
كارلس العاشر
1825
لويس فيليب
1830
الجمهورية
1848
نابليون الثالث
1852
الجمهورية الثالثة رئيسها موسيوتييرس وسقوط الإمبراطورية
1870
تثبيت الجمهورية الثالثة
1871
الجمهورية تنازل موسيوتييرس وقيام المارشال ماكماهون رئيسا للجمهورية الفرنساوية
1873
الشطرنج:
قيل هو معرب شتر رنك بالفارسية، أي ستة ألوان؛ وذلك لأن له ستة أصناف من القطع التي يلعب بها فيه، وهي: الشاه والفرزان، والرخ، والفرس، والفيل، والبيذق، ولكل قطعة شكل مخصوص ومشية مخصوصة، يلعبون به على رقعة ذات أربعة وستين بيتا باثنتين وثلاثين قطعة، لكل من اللاعبين ست عشرة قطعة، وهي الشاه، وتدعى النفس أيضا، والفرذ ورخان وفيلان وفرسان وثمانية بياذق، وهو قديم العهد، وعرف منذ 608ق.م، فيظهر أن لعب الشطرنج كان صورة حرب جعل إكراما لمخترعه «بالاماد» اليوناني، أحد رؤساء اليونان، في حصار مدينة «تروا» - مدينة في آسيا الصغرى - التي احتملت حصار عشر سنوات من اليونان، وأن «بالاماد» المذكور اخترعه في زمان حصار المدينة المذكورة؛ لكي يبدد شمل العساكر المحاربة في أيام الهدنة والتعطيل، وقيل إن واضعه الحكيم صصه، ولكن الأرجح أن لعب الشطرنج أتوا به من بلاد العجم أو من الصين، وأدخله العرب حينئذ، وأدخل إلى أوروبا بعد خروج الصليبيين من فلسطين، وقيل إن مصنف لعب الشطرنج هو رجل من حكماء الهند، اخترعه وقدمه إلى ملكهم الملك يلبيب جعله إكراما له، فابتهج منه الملك وقدم له جزاء ما يرغبه، فطلب حبة قمح لأول بيت من بيوت الشطرنج، واثنتين للبيت الثاني، وأربعا للبيت الثالث ... وهلم جرا بالتضعيف إلى آخر بيت أي بيت الأربع والستين، فأمر الملك وزيره أن يجري العدالة في طلبه هذا القليل، ولكنه بعد أن أجرى الحساب رأى أن كل مخازن القمح في تلك المملكة الواسعة لا تكفي أن تملأها، ومن ثم تناولت الفرس لعب الشطرنج كما ذكرنا.
الشمس:
هي مركز نظامنا السياري، وترتيب حركة أرضنا وباقي السيارات، وهي جرم كروي منير كائن بالقرب من مركز عوالمنا، تبعث النور والحرارة إلى سائر السيارات، فنورها يجعل النهار، والظلام الذي يصدر من غروبها أو من ظلال الأرض يجعل الليل، فهي منبع الحرارة والنور، وسبب حياة كل الكائنات المنتظمة. أما الفلكيون البارعون فإنهم يصفون هذا المركز المنير فإنه متجمد مظلم، وربما لا يخلو عن سكان، ومحاط بدائرة جوية منيرة أيضا. لكن بعد الشمس عن الأرض هو نحو مائة وأربعة ملايين ميل أو مائة واثنين وخمسون ألف مليون متر، وقال بعضهم مئتا وسبعة وثلاثون ألف وخمسمائة مليون ذراع تقريبا، ونور الشمس يصل إلينا في ثمان دقائق وثلاث عشرة ثانية، وهي أكبر من الأرض بألف وأربعمائة ألف مرة. ثم إنه قبل «كوبرنيكوس» أحد معلمي الفلك البروسياني كان يقال إن الشمس وكل السماء تدور حول الأرض، وأما الآن فمعلوم أن الأرض هي التي تدور والشمس هي نجم ثابت، وأنه لو فرض أن خرج صوت من الشمس وامتد إلى الأرض فيلزمه أربع عشرة سنة حتى يبلغ آذاننا.
الشمع:
أول اصطناع شمع الشحم واستعماله للضو - وهو المعروف بالشمع الكافوري - كان في سنة 1290ب.م.
شهاب:
ولاية الأمير بشير شهاب الأول في دير القمر وصفد، وانقراض الأمراء آل معن سنة 1109 هجرية الموافقة لسنة 1698ب.م، ولادة الأمير بشير الشهابي الكبير في غزير من مقاطعة كسروان سنة 1763ب.م، وتولى سنة 1786ب.م، وحربه أيضا في المزة سنة 1821ب.م، وتوجهه إلى مصر سنة 1822ب.م، وأخذه إلى مالطة سنة 1840ب.م، ومات بالقسطنطينية سنة 1851ب.م.
الشورى:
ابتداء مجلس الشورى أو الشوري - وهو ديوان في إنكلترا يدعى بارلمنتو ينصب لاستماع الدعاوي - عرفيا كان في 15 تشرين الأول سنة 1213ب.م، وقال غيرهم إن أول مجلس شورى ترتب في إنكلترا كان سنة 1263ب.م.
شيروش ملك الفرس:
هو فاتح بلاد الفرس في القرن السادس ق.م، وملك بلاد مادي، قد ولد في سنة 599ق.م، وفي سنة 538ق.م استولى على مدينة بابل ومدينة القدس، وكانت وفاته قتلا في سنة 530ق.م في بلاد شيتيا، وبعضهم قال سنة 529ق.م.
الشيت أو المادام:
اصطناع الشيت والمادام في أوروبا بعد دخوله من الهند إليها في سنة 1676ب.م، ولكن لم يكثر استعماله إلا في القرن السابع عشر ب.م حيثما شاع في ذلك الوقت في كل أوروبا، وقد يسميه الإفرنج «كاليكو» بفتح الكاف وكسر اللام وسكون الواو على اسم كالكوتا مدينة في بلاد الهند على ما قيل إن أصله منها.
حرف الصاد
الصاعقة:
الصاعقة شرر من البرق وسيل أو اندفاق من السيال الكهربائي المنير مار من جهة واحدة في الفلك إلى جهة أخرى، وخصوصا من الغيوم إلى الأرض، وعرفها بعضهم بأنها شررة مجتمعة تندفع دفعة واحدة حينما تتلاقى سحابة ذات كهربائية زجاجية مع سحابة أخرى، فيحدث في الهواء اهتزازات توصل لنا صوت الرعد الذي هو نتيجة ذلك الاندفاع. أما جاذبة أو مانعة الصاعقة فقد اخترعها فرانكلين الأميركاني الشهير سنة 1752ب.م، واستعملت سنة 1760ب.م.
صدوم:
كان احتراق صدوم وعمورا وأدمة وصبوايم أو صبوم بنار من السماء سنة 1897ق.م.
الصابون:
كان وجود الصابون على موجب ما يلي: قال المؤرخون: إن سكان مدينة «بومبي» - وهي مدينة قديمة من نابلس أو نابولي في إيطاليا بها خرابات قديمة - وجدوا فيها بناية معدة لطبخ الصابون، وظهرت على وجه الأرض بعد أن كانت مدفونة تحت الأرض منذ ألف وسبعمائة وتسع سنين، وفيها صابون كان جيدا صحيحا.
صالح:
اكتشاف رأس الرجا الصالح لبرثلماوس دياس سنة 1486ب.م، استيلاء الإنكليز عليه من الفلمنكيين سنة 1806ب.م.
الصحراء الكبيرة:
يحدها شمالا أقاليم المغرب كلها، وشرقا مصر ونوبيا، وجنوبا دارفور وبرغو وبلاد السودان وسينكمبيا، وغربا الأوقيانوس الأتلانتيكي، وطولها ثلاثة آلاف ميل، وعرضها ألف ميل، وهي بقعة واسعة كثيرة الرمال الثائرة، وفي أواسطها أراض كثيرة تصلح للسكن، بعضها قليلة المطر، لا ينبت فيها إلا قليل من الأشجار القصيرة والأعشاب، وبعضها ذات ينابيع تخرج الأثمار والحبوب. وأعظم هذه الأراضي المسكونة فزان، قيل إنها كانت تحتوي في سنة 1858ب.م على سبعين ألف نفس وقصبتها مورزوك، وفي هذه الصحراء كثير من الأسود والنمورة والنعام والأفاعي الخبيثة، وسكانها قبائل غزاة من العرب والمودريين والزنج، وأخص قوتهم لحم الجمال وحليب النوق، والقوافل تجتاز فيها إلى جهات مختلفة، وهي في خطر عظيم من الحيوانات والأفاعي وريح السموم ومن العطش؛ لأنه حدث حادث مهول فيها وذلك سنة 1805ب.م، وهو هلاك قيروان أي قافلة من جري عدم وجود الماء في الطريق، كانت تحتوي على ألف وثمانمائة جمل وعلى ألفي رجل، فالجميع ماتوا ظماء.
الصليبيون:
ابتدأ اجتماعهم للجهاد وإرسال عساكرهم لاستخلاص الأرض المقدسة في شهر تشرين الثاني سنة 1095ب.م. تعبئة جيشهم وزحفه في الربيع سنة 1096ب.م، وتجهيز أول عساكرهم وسفره - أي حربهم الأولى - كانت في الرابع من شهر تموز سنة 1097ب.م، وفي سنة 1098ب.م تملكوا أنطاكية، وفي سنة 1099ب.م تملكوا طرابلس والسواحل، وفي 15 من شهر تموز من السنة المذكورة تملكوا القدس، وفي سنة 1100ب.م كانت حربهم في نهر الكلب، وفي سنة 1106ب.م فتحوا بيروت وبعضهم قال سنة 1110ب.م، وفي سنة 1143ب .م كانت محاصرتهم لدمشق، ومن سنة 1189ب.م إلى سنة 1191ب.م كان حصارهم لعكا وأخذها، وفي سنة 1199ب.م تملكوا القدس ثانية، وفي سنة 1202ب.م تولوا إستنبول بعد أن كانت بيد الرومان، وحاصرها بعد ذلك قبائل مختلفة، وهم أخذوها من يد شعب يدعى «فاريك»، وهو شعب نورماندي أتى من بلاد ناروج، وفي 30 من تشرين الأول سنة 1270ب.م كانت نهاية حربهم إذ كان حينئذ ملكهم لويس الفرنساوي والملك إدوار الأول الإنكليزي، وغلط من زعم أن نهاية حربهم كانت سنة 1281ب.م، وسموا صليبيين؛ لأنهم حينما نهضوا لاستنقاذ الأراضي المقدسة كانوا متخذين رسم الصليب على راياتهم وملابسهم، وكانوا قوما من الإفرنج من قبائل مختلفة.
صور:
هي على رأس لسان داخل في البحر، وهي عن صيدا بمسافة يوم إلى الجنوب، وبينها وبين عكا مسافة يوم ونصف، وهي مدينة قديمة جدا اشتهرت في أيام الفينيقيين بالغنى والعظمة وسعة التجارة ومعرفة الأهالي بسلوك البحر ومهارتهم في الصنائع؛ انظر نبوة أشعيا (ص23 حزقيال ص27)، وكانت هذه المدينة مينا فينيقية، واسم صور كان يطلق على مدينتين في فينيقية إحداهما؛ وهي المدينة القديمة، كانت على شاطئ البحر، أي على البر جنوبي مدينة بيبلوس، والثانية في جزيرة قريبة لها؛ أي اللسان المتصل الآن بالبركان يومئذ جزيرة، ولكن ابتدأوا بالعمار على الجزيرة حسب تاريخ بوسيفوس، فالأولى - وهي القديمة - تأسست سنة 1900ق.م، وقيل بناها بعض أهالي صيدون قبل بناء هيكل سليمان بنحو مائتين وأربعين سنة، وهي مذكورة أيضا في (سفر يشوع ص19 وصموئيل الثاني ص24)، وذكر المؤرخون المحققون أن بناء مدينة صور القديمة كان سنة 2267ق.م، وفي أيام شلمناصر ملك آشور سنة 720ق.م كان الجانب الأكبر من المدينة على الجزيرة، وأخربها الملك بختنصر الأول ملك بابل ونينوى سنة 572ق.م، غب أن حاصرها ثلاث عشرة سنة، ثم خضعت للآثوريين والكلدانيين، وأما صور الجديدة؛ أي الثانية التي كانت على الجزيرة - كما ذكر - فقد أتاها إسكندر الكبير بن فيلبس سنة 332ق.م، وغب حصار طويل - قيل بعد سبعة أشهر - استفتحها، وكان قد ألقى خرب المدينة القديمة في البحر؛ فاتصلت الجزيرة بالبر وحدث طريق للعساكر يمشون عليه، ثم ما زال البحر يقذف الرمال على هذا الردم حتى استوى ذلك الرصيف أرضا، واتصلت الجزيرة بالبر اتصالا محكما، وحدث اللسان الذي عليه صور الآن، ثم بعد إسكندر استولى عليها الرومان ثم العرب ثم الإسلام، وأما الصليبيون فإنهم أخذوها سنة 1124ب.م، وذكر المؤرخون أن هذه المدينة خربت مرارا عديدة ثم نهضت من خرابها، وكانت زاهية في مدة إقامة الإفرنج بأرض فلسطين، وأخيرا خرجوا منها في أثناء سنة 1291ب.م، وخربت خرابا كاملا، وكانت كذلك في أيام أبي الفداء ملك حماه؛ فإنه قال في كتاب «تقويم البلدان»: «هي الآن خراب خالية ...» انتهى. وقد تمت فيها نبوة أشعيا (ص23 وحزقيال ص26 وص27)، ثم إن الفرنساويين أخذوها سنة 1799ب.م، ولم تزل فيها آثار قديمة من أعمدة وأقنية عظيمة تحت الأرض وأبنية مردومة متهدمة، وهناك بعض حيطان كنيسة عظيمة لم تزل قائمة، وإلى الجنوب الشرقي منها على مسافة نحو ساعة مكان يقال له رأس العين فيه مياه غزيرة تفور من تنور قد بني حولها فانحصرت فيه، وهناك بساتين تشرب منها وأرحية تدور بها، والظاهر أن هذه كانت قديما مأخوذة إلى مدينة صور في أقنية قد بقي منها شيء إلى الآن، وفي سنة 1852ب.م قيل إن أهل هذه المدينة كانوا يبلغون ثلاثة آلاف نفس.
الصوت:
هو ما يسمع عند القرع والقطع والخلع، وهو كيفية قائمة بالهواء تحدث بسبب تموجه بالقرع أو القطع يحملها الهواء إلى الصماخ فيسمع الصوت على أنه يقطع في الهواء في الثانية الواحدة مسافة ألف ومائة وخمسين قدما، أو كما قال بعضهم إن سرعة الصوت في الهواء هي نحو ثلاثمائة وأربعين مترا في كل ثانية، ولو قدرنا أن خرج صوت من الشمس وامتد على الأرض وبلغ السماع لاقتضى له أربع عشرة سنة لكي يصل أسماعنا، وصوت الرعد يجوز اثني عشر ميلا ونيفا في دقيقة واحدة أو نحو ميل واحد في خمس ثوان.
صور:
حفر الصور على النحاس والخشب التي يضعونها في الكتب اخترعت سنة 1452ب.م، وواضعها مازوفينيقيرا من فلورنسا.
صلاح الدين الأيوبي:
المدعو الملك الناصر صلاح الدين أبا المظفر يوسف بن أيوب سلطان مصر والشام، أو سلطان سورية ومصر. أصله من الأكراد؛ أي أنه ابن أيوب الكردي، وكان صلاح الدين في خدمة نور الدين سلطان سورية، واستولى على بلاد العرب وبلاد العجم، وفتح سورية واستولى عليها وذلك من سنة 1182 إلى سنة 1184ب.م، وولد في قلعة تكريت في مدينة تيكريس من أعمال بلاد الترك سنة 1136 أو سنة 1137ب.م، وكان افتتاحه لبيروت في سنة 1186ب.م، واستخلاصه بيت المقدس من يد الصليبيين بعد حصار أسبوعين وتهزيمهم عند طبريا في الثاني من شهر تشرين الأول سنة 1187 أو 1188ب.م، وانكساره في قبرص من الملك ريتشارد الأول ملك الإنكليز الملقب بقلب الأسد وذلك في زمن حرب الصليبيين سنة 1192ب.م، ومات صلاح الدين في دمشق الشام في 4 من شهر آذار سنة 1193ب.م وله من العمر سبع وخمسون سنة، وقد تولى مصر أربعا وعشرين سنة، وفي الشام تسع عشرة سنة، وولد سبعة عشر ولدا من الذكور، فتقاسموا المملكة بعده التي انقسمت إلى ثمان أو تسع مقاطعات.
صيداء أو صيدون:
هي إلى الجنوب من بيروت مسافة يوم على شاطئ البحر، وهي صيدون القديمة، تسمت على اسم مؤسسها صيدون بكر كنعان بن حام بن نوح، وهي أقدم من صور (تكوين ص10 وص49 يشوع ص11 وص19 قضاة ص1 حزقيال ص27)، وكانت هذه المدينة معدودة في جملة مدن فينيقية أو مينا لفينيقية أو لسورية وعكا وخلافها، والآن أبنيتها متينة وأسواقها ضيقة ملتوية، وأهلها كانوا يبلغون في سنة 1858ب.م 6000 نفس، وكان لها قديما تجارة واسعة، لكنها الآن تحولت إلى بيروت، وكانت قديما دار الوزارة حتى قام أحمد باشا الجزار فاختار عكا لحصانتها، ثم قام بعده إسماعيل باشا ثم سليمان باشا ثم عبد الله باشا، ثم تحولت دار الوزارة إلى بيروت بعد إقلاع الدولة المصرية. غير أن النسبة لم تزل إلى صيدا باعتبار الوضع القديم، ولهذه المدينة بساتين كثيرة وجنائن واسعة فيها من أكثر أنواع الأثمار والفواكه، وهي تشرب من ماء النهر الذي يشرب منه أهل المدينة، وهو أفضل المياه عند مخرجه في الباروك وارداها عند وصوله إلى صيدا؛ لأنه يجري مسافة يوم تحت الشمس تخوضه المواشي والناس حتى يقارب المدينة، فيدخل في أقنية مبنية تحت الأرض يلقون فيها السرجين؛ لسد ما فيها من الصدوع التي تتخللها المياه فيصل الماء إلى المدينة سخنا خبيثا. وعلى حسب زعم هيرودتس أن صيدون وصور أساسهما كان في سنة 2700ق.م، أما فينيقية فهي معدودة من فلسطين وصيداء هي واقعة قليلا عن شمالي صور، وقد اشتهرت هذه المدينة وكانت غنية في المتاجر والمعارف، وكانت صور أول إقليم لصيدا، ولم تلبث أن فاقت عليها، وذلك في زمن القوة البحرية التي كانت فيها، ولما فتح اليهود فلسطين لقبوا هذه المدينة «برابا الكبيرة»، وفي ذلك الآن امتدت حكومتها إلى الشمال الغربي في قسم من تلك البلاد نظير فينيقية، ثم خضعت لرياسة صور، وكانت هذه المدينة في سهم سبط أشير من أسباط بني إسرائيل كما قيل في (يشوع 19 : 28)، ولكنهم لم يقدروا عليها (قضاة 1 : 31 و10 : 12)، وقد أذلها الملك شلمناصر ملك آشور سنة 720ق.م، وصارت تابعة لممالك بابل والعجم وساعدت ممالك العجم المذكورة بعمارتها البحرية، والملك شيروس ملك الفرس أذعن هذه المدينة له سنة 351ق.م، وقد حدث بها عصيان أيضا في السنة المذكورة على الملك العظيم المدعو أرتكزركش أخوس، وقد غدر بها ملكها الخصوصي فحينئذ أخربها سكانها وأهلكوا أنفسهم بالنار، ثم تجدد بناؤها وفتحت أبوابها خاضعة بدون مقاومة للإسكندر الكبير بن فيلبس المكدوني ولخلفائه نحو سنة 332ق.م، «وفي التاريخ أن في ذلك الزمان كانت هذه المدينة كالإمعة تارة تتبع سورية وأخرى تتبع مصرا»، حتى صارت كل فينيقية تابعة للملكة الرومانية، ثم للإسلام، وقد قرر المؤرخون أن هذه المدينة قد أخذت ونهبت وهدمت وذلك بين سنة 1111، وسنة 1291ب.م.
أي حين أخذتها الإفرنج، ثم سلمت للملك صلاح الدين الأيوبي بعد وقعة حطين سنة 1187ب.م، ثم عادت إليها الإفرنج وتسلمتها إلى سنة 1291ب.م، وبقيت في حال الخراب إلى أوائل القرن السابع عشر، وفيه أو سنة 1630ب.م قد رمم ميناءها الأمير فخر الدين معن حتى صار يمكن للقوارب أن تدخلها، وأخذ في إقامة أبنية بها كما فعل في بيروت أيضا، وكان بعد ذلك للفرنساويين تجارة واسعة في صيدا، وكانت يومئذ هي فرضة دمشق، فلما قام أحمد باشا الجزار طردهم منها سنة 1791ب.م، ومن ثم ضعفت تجارتها حتى كادت لا تستحق أن تذكر، وإلى الجنوب من صيدا على طريق صور قرية الصرفند وبقربها موقع صرفة صيدا المذكورة في الكتب المقدسة (ملوك أول ص17 لوقا ص4) ويوجد في هذه المدينة وما يجاورها كثير من الآثار القديمة ومدافن لملوك سورية الأقدمين، وقد خربت هذه المدينة مرارا بالزلازل التي حدثت فيها سنة 1785 وسنة 1796ب.م وخلافها، وحدث فيها أيضا وباء أضر بها، وفي سنة 1840ب.م أطلقت القنابر عليها من أساطيل إنكلترا وغيرها من الدول المتحابة، ولها سور وقلاع، غير أنه قد تهدم جانب منها بضرب المدافع الإنكليزية كما ذكر، أما قلعتها القديمة الخربة فقيل إن بناءها كان في ابتداء التاريخ المسيحي، وأما خرابات صيدا القديمة فهي داخلة في البر نحو ميلين وعلى بعد من البحر، وفي 20 كانون الثاني سنة 1855ب.م اكتشفوا في هذه المدينة ناووسا بين هذه الخرابات، ووجدوا فيه كتابة فينيقية، وطوله أو طول مكانه اثنتان وعشرون قصبة عبارة عن مائة وعشرة يردات أو ثلاثمائة وثلاث وستون قدما، ومنه يستفاد وجود مدفن للملك أشمو ناظر ملك الصيدونيين، وهو الآن في باريس في مكان يدعى «لوفر» بضم اللام وسكون الفاء، ثم في سنة 1854ب.م ظهر في هذه المدينة قوارير كثيرة مطمورة في الأرض داخلها نقود ذهبية من عهد الملك إسكندر الكبير، وقيمة ذلك أربعون ألف ريال عبارة عن ألفين وثمانين كيسا.
الصين:
مساحتها خمسة ملايين وثلاثمائة ألف ميل مربع، وقال بعضهم سبعة ملايين ، وقيل ستة ملايين، وأن محيطها نحو 12550ميلا، وطول هذه المملكة ثلاثة آلاف ميل، وعرضها ألف وخمسمائة ميل، وعدد سكانها ما ينوف على ثلاثمائة وثلاثة وثلاثين مليونا، وذلك يكون ثلث العالم، وقيل إن في سنة 1827ب.م كان عدد سكان هذه المملكة ثلاثمائة مليون نفس، وفي سنة 1852ب.م أربعمائة مليون نفس. يحدها شمالا سيبيريا وبلاد التتر، وشرقا بوغاز سغاليان وبحر يابان والبحر الأصفر والبحر الشرقي، وجنوبا بحر الصين وخليج تونكين والهند الصينية وهندستان، وغربا هندستان وأفغانستان وبلاد التتر المستقلة، وهذه البلاد مشهورة بقدميتها، ومذكور في تواريخ أهلها أن «فوهي» هو مؤسس مملكة الصين سنة 2650ق.م، وهذه المملكة من أقدم الممالك، وتاريخها قد امتد من سنة 2200ق.م، وذهب الأكثرون إلى أن الذين أسسوها هم أولاد نوح، وذلك عند تفرقهم، وقيل إن مؤسسها نوح نفسه، ولم تعرف عند سكانها بهذا الاسم إلا سنة 250ق.م.
ومن غرائب الصين الأصلية السور العظيم المشهور الواقع شمالي الصين، وهو أعظم بناء أسسه إنسان يفصل بينها وبين منشوريا ومنكوليا، أوله عند البحر حيث العرض 4 40° شمالا والطول 2 120° شرقا، وطول هذا السور يبلغ ألفا وخمسمائة ميل، وقال بعضهم ألفا ومائتين وخمسين ميلا، وهو مبني بالحجارة والأجر، وارتفاعه أربع وعشرون قدما، وقال بعضهم بين خمس عشرة وعشرين قدما، وسمكه عند أسفله خمس وعشرون قدما، وعند أعلاه نحو خمس عشرة قدما، وكان بناؤه من عهد ألفين واثنتين وثلاثين سنة وقاية من هجوم التتر على البلاد، ولكنه الآن صار في حالة الخراب. أما قيمة الجاي الذي يخرج منها ويرسل سنويا إلى بلاد الإنكليز وأميركا فتبلغ نحو ستين مليون ليرة إسترليني، وفي جملة أنهرها وقنواتها العديدة المسهلة التجارة الداخلية هي القناة العظيمة التي تدعى القناة السلطانية، وهي أكبر قناة في العالم طولها ستمائة ميل، وقيل إن ثلاثين ألف رجل استمروا يشتغلون في بنائها مدة تنيف على الأربعين سنة ، ومما يحسبه الصينيون جمالا في النساء هو صغر القدمين، ولذلك يأخذون الطفلة من بناتهم فيضعون قدميها في قالب من حديد مدة طويلة لأجل منع نموها، ولكن ذلك يجعلها قاصرة في المشي، ولذلك يكتفون بواحدة من بنات كل عائلة ليكسبوها هذا الحسن الغريب، وطول أحذية نسوتهم اثنا عشر حبة شعير، وعرضها ست حبات.
حرف الضاد
الضحية:
هي تقديم حيوان أو شيء خلافه بأن يحرق على المذبح؛ وذلك كاعتراف للقوة والعناية وكفارة عن الإثم؛ ولتسكين الغضب أو لاستمداد لطف أو إسداء شكران على إنعامات، فالحيوانات التي تتقرب ضحية تدعى قرابين، أما الضحايا التي لا يحصل فيها إهراق دم فتدعى ضحايا غير دموية؛ فالضحايا إذا هي استغفارية أو كفارية وتضرعية أو ابتهالية.
الضباب أو الغيم:
هو مجموع من أبخرة منظورة أو من ذرات مائية، وهي الأبخرة المتصاعدة من الأبحر والأراضي التي إذا تجمعت على بعضها تكون عنها الغيم والسحاب، والتصاعد المذكور يختلف على حسب اختلاف الفصول والأقاليم ودرجة الحرارة ... إلخ.
حرف الطاء
طاحون الماء:
الطحن بواسطة قوة الماء، ينسب اختراعه إلى بليساريوس الروماني سنة 555ب.م، أما الطاحون الهوائية فأدخلها من الشرق الصليبيون إلى أوروبا سنة 1299ب.م، ولا يعلم بالتحقيق زمان استعمالها في المشرق.
طارق:
كان أخذ الإنكليز لجبل طارق سنة 1704، وطارق هو سلطان العرب من أفريقيا، قد كسر الملك روداريك آخر ملوك إسبانيا، وجعل إسبانيا قسما من الخلافة وذلك سنة 713ب.م، وهذا الجبل كائن في آخر مملكة إسبانيا لجهة الجنوب منها، ومنظره أغرب مناظر جبال الدنيا وأمنع حصون العالم، وفي سنة 1862ب.م كان عدد سكانه بما فيه القلعة 24000، يبلغ ارتفاعه 1439 قدما.
الطبنجة:
وتعرف بالفرد أيضا فارسية. اصطناع الفرد أو الطبنجة قيل إنه كان أولا في بلاد توسكانا من أعمال إيطاليا، وعم استعمالها سنة 1544ب.م في زمن تسلط الملك فرنسيس الأول أحد ملوك فرنسا.
طبرية:
بلد من فلسطين. قال يوسيفوس اليهودي بناها هيرودس وسماها على اسم طيباريوس قيصر، وكان هناك مدرسة مشهورة لليهود، وكان من معلميها الحاخام يهوذا، وكان ذلك بين سنة 190 وسنة 220ب.م ، وقد استفتح بلاد طبرية الإسلام في خلافة عمر بن الخطاب سنة 637ب.م، ثم استرجعتها الإفرنج ، وبقيت بأيديهم إلى سنة 1187ب.م فتغلب عليها صلاح الدين الأيوبي بعد وقعة حطين، ثم أخذتها الإفرنج سنة 1240ب.م باتفاق مع سلطان دمشق، ثم استرجعها سلطان مصر سنة 1247ب.م، وخرب منها جانب كبير بزلزلة حدثت في أول سنة 1837ب.م، وبقربها مياه سخنة وعليها حمام يغتسل الناس به يعدونها ذات فاعلية قوية في شفاء الأمراض العصبية، أو لوجع المفاصل، وقد زاد في أبنيته إبراهيم باشا صاحب الديار المصرية، وأصلح ما كان تهدم منه، وفي ما يلي هذا الحمام بحيرة عظيمة واسعة، طولها أربعة عشر ميلا، وعرضها سبعة أميال تجتمع إليها المياه وتفيض منها جارية في نهر الأردن، وهي ذات أمواج وأسماك، وكان حولها غياض وبساتين كثيرة، ثم من طبرية إلى بانياس طريقان الواحدة عن طريق صفد وقادش نفتالي، ومسافة ذلك ثلاثة أيام، والثانية رأسا على طريق طاحون لملاحة ومكان يدعى «دان»، وذلك بمسافة يومين، وعدد سكان طبرية قيل في سنة 1862ب.م كانوا يبلغون 2500 نفسا.
الطبع:
المظنون أن الطباعة قديمة عند أهل الصين نقرا على الخشب، أما اختراع الطباعة أو صناعتها على ما هي عليه الآن فكان سنة 1436، وسنة 1438ب.م اخترعها «كتنبرج» من مدينة «مايانس» في جرمانيا، وأشرك معه «يوحنا فيست» و«شافر» كلاهما من جرمانيا قد أكملا اختراعه، وجرباه سنة 1442ب.م، ويظهر أن هذه الصنعة العظيمة قد عرفها الصينيون قبل استعمالها في أوروبا، غير أنه يظهر أن الصينيين كانوا يستعملون ألواحا محفورة عوضا عن حروف منتقلة، وأول من صب قوالب لاصطناع حروف الطبع من المعدن إنما هو بطرس شافر سنة 1444ب.م، ومن ثم نسب إليه اختراع الطبع جميعه، وروى أيضا المؤرخون أن الطبع كان في أواسط القرن الخامس عشر في سنة 1450ب.م، أعني أربعين سنة قبل زمن اكتشاف أميركا سنة 1492ب.م، وأن الأحرف المنتقلة وصبها قد اخترعه كتنبرج المومأ إليه، وإن في السنة المذكورة - أي سنة 1450ب.م - كان أول كتاب دفع للطبع هو الكتاب المقدس، وذلك باللغة اللاتينية، وكان ذلك في مدينة «مانتس» من أعمال جرمانيا، وأول مطبعة ميكانيكية - أي التي تطبع من نفسها - اخترعها نيكولسون الإنكليزي سنة 1790ب.م.
الطب:
في الاصطلاح علم بأصول تعرف بها أحوال أبدان الإنسان من جهة الصحة وعدمها لتحفظ حاصلة وتحصل غير حاصلة. أما تاريخ الطب وابتداؤه فمجهولان، وآخر ما عندهم من معرفة أصله أنه مأخوذ عن اليونان نظير «شيرون» الحكيم المشهور وعن تلميذه «اسكيولابيوس» الحكيم، وأن كثيرا من الفلاسفة اليونان اشتغلوا بهذا العلم، وعلى الخصوص أبقراط الحكيم الطبيب المشهور، الذي كان ميلاده سنة 460ق.م، وكان إذ ذاك علم الطب آخذا تقدما ظاهرا، على أن هذا الطبيب هو أول من كتب في هذه الصناعة، بعد أن كانت سرا مكتوما بين بني إقليميوس يتوارثونها خلفا عن سلف ولا يبوحون بها لأحد؛ ولذلك يقال كان الطب معدوما فأوجده بقراط، وكان ميتا فأحياه جالينوس، وكان متفرقا فجمعه الرازي، وكان ناقصا فكمله ابن سينا، وهو الشيخ أبو علي الحسن بن عبد الله بن سينا البخاري؛ فإنه اعتنى بهذه الصناعة، وزاد فيها مسائل كثيرة في العلم والعمل، ففاق كل من تقدمه؛ ولذلك يلقبونه بالشيخ الرئيس.
طرابلس شام:
هي مدينة قديمة كانت من أجمل مدن سورية، وهي قسمان: المدينة والمينا، أما المدينة فعلى جانبي نهر أبي علي والمياه دائرة في شوارعها وأبياتها، وفي سنة 1852ب.م قيل كان عدد أهلها 13000 نفس، وفي سنة 1858ب.م 20000 نفس، وأما المينا فهي على رأس لسان داخل في البحر، وقيل عدد أهلها كان سنة 1871ب.م 4000 نفس، وهي موقع المدينة القديمة، وقيل إن أصلها من أناس رحلوا من صور وصيدا ورواد في الأيام القديمة، فبنى كل قوم مدينة لهم أو محلة كبيرة خارجة، ثم انضمت تلك الأبنية إلى واحدة ودعيت طرابلس؛ لأن معناه في اليونان المدن الثلث من «ترا» ثلاثة و«بوليس» مدينة، وكانت طرابلس القديمة معدودة من مدن فينيقية؛ فالأولى بناها أهالي صور والثانية الصيدونيون والثالثة أهالي رواد أو أراديان، ولهذه المدينة بساتين كثيرة تكثر فيها الأثمار والفواكه، وهي مشهورة بطيب السفرجل والبردقان والورد ، قيل لما أتت الإفرنج إلى بر الشام في القرن الثاني عشر ب.م، بنى قلعة طرابلس ريموند من تولس سنة 1103ب.م، وكان في المينا يومئذ مكتبة قد أعتنى بجمعها القاضي أبو طالب حسن حتى اشتملت على ثلث مائة ألف مجلد في اللغة العربية والفارسية واليونانية، فاحترقت في افتتاح المدينة، وفي سنة 1109ب.م أخذ هذه المدينة الصليبيون، وفي سنة 1188ب.م حاصرها الملك صلاح الدين الأيوبي، فلم يقدر عليها، ثم استفتحها السلطان قلاوون سلطان مصر سنة 1289ب.م، وقتل خلقا كثيرا من أهلها، ثم استرجعها ملك قبرص سنة 1366ب.م، فأحرقها وأخرب الأماكن التي على شاطئ البحر إلى اللاذقية وأخرب جانبا منها قبل ذلك. حدوث الزلازل عليها سنة 1202ب.م، وسنة 1285ب.م أيضا وعلى شاطئ البحر في الجانب الشمالي من اللسان ستة أبراج قد بنيت للمحافظة من مهاجمة الأعداء بحرا، ومن رأس اللسان سلسلة جزائر صغار تمتد إلى جهة الشمال الغربي نحو عشرة أميال. انتهى.
الطلومبة:
كان استنباط الطلومبة النارية لدفع الماء وإطفاء الحريق سنة 1663ب.م.
طوغرل بك:
هو مؤسس دولة السلجوقيين حفيد السلجوق، كانت وفاته سنة 1063ب.م، وله من العمر سبعون سنة.
حرف الظاء
الظهور:
قد يحدث ظهورات جوية، منها الشفق الشمالي أو العمودي النوري، وتسمى عموما بالأنوار الشمالية، وهي نوع من النور أو من الشهب يظهر غالبا في القسم الشمالي من الأفلاك، وغالبا تكون هذه الظهورات في فصل الشتاء وفي أوقات تجلد الماء، ثم في البلدان الشمالية قد تكون في أعظم كمالها، وبما أن مجاري هذا النور هي ذات حركة مرتعشة، فيسمي سكان جزائر شيتلاند هذه الشهب أو الآثار العلوية «الرقاصات الفارحات»، وهي تتنعم أبصارهم بنورها إذ تنور أرضهم، وتطرد جيوش لياليهم الشتوية الطويلة، وقد تكون هذه المناظر في الغالب عند الشفق قرب الأفق أو فوق الأفق الشمالي بدرجات قليلة ذات خط ذي لون مقتم ضارب إلى الاصفرار، وقد يستمر بعض الأحيان على هذه الحالة عدة ساعات بدون أدنى حركة محسوسة أو مدركة ، وبعدها تنبعث مشتهرة بسيول ومجار من النور الساطعة المنيرة جدا صاعدة نحو سمت الرأس، وتنتشر إلى أعمدة، وتتغير إلى عشرة آلاف شكل، أو تتخذ هذه المجاري كل الأشكال، ويكون لها ألوان مختلفة؛ أي تتبدل ألوانها من الصفرة إلى لون السمرة المائل إلى الاحمرار، لكنه مظلم جدا أو كما قال بعضهم من اللون الأحمر الذي يضرب إلى الاصفرار إلى اللون الأحمر الناصع كلون الدم، وقد يحدث هذا الظهور أيضا في الأماكن الواقعة في العرض الشمالي من خط الاستواء، وفي بعض الأحيان يكون منظره متموجا كما حدث مرة في أميركا في آذار سنة 1782ب.م، إذ امتد على كل أميركا فغطاها، وأحيانا يظهر في أوقات أخرى على أماكن متفرقة، ويغطي نحو نصف الكرة، وبعض الجهلة من الناس يتشاءمون ويظنونها علامات حروب ودواهي، ولكن العلماء الخبيرون يعرفون أن هذه الحوادث هي ناشئة عن مجرد أسباب طبيعية، ولا علاقة لها بالحوادث المستقبلة، فهي ناتجة عن طلوع الشمس أو ظهور قوس قزح، وقال بعضهم إنه ظهر هذا الشفق مرة سنة 1859ب.م في شرقي أوروبا، وحدث أيضا في أفق سورية يوم الثلثا الواقع في 25 تشرين الأول سنة 1870 حسابا غريبا، ومعنى «سمت الرأس» كما تقدم «هو نقطة من الفلك ينتهي إليها الخط الخارج من مركز العالم على استقامة قامة الشخص.»
حرف العين
العالم:
الخلق كله أو ما حواه بطن الفلك، وكل صنف من أصناف الخلق عالم، وتكوين العالم كان قبل التاريخ المسيحي بأربعة آلاف وأربع سنين، وقرر بعضهم سنة 4963ق.م، ومن الخليقة إلى الطوفان ألف وستمائة وست وخمسون سنة، وقال بعضهم إن خلق العالم على حسب منطوق سفر التكوين كان من ستة آلاف سنة.
العازرية:
طبقة أو رهبنة من المرسلين وذلك عند الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، تأسست في سنة 1632ب.م وقال بعضهم سنة 1625ب.م، وتسموا هكذا على اسم دير مار العازر في مدينة باريس، حيث هناك كان مركزهم الأصلي.
العباسيون:
هم خلفاء متسلسلون من عباس عم حضرة صاحب الرسالة، وبعد قتل بني أمية قد تولى العباسيون نحو مائتي سنة، إلى أن تنصب أمير الأمراء، فعندها غادروا الخلافة وصاروا معلمين روحيين، واستمرت خلافتهم من بعد بني أمية إلى سنة 1258ب.م. أما أبو العباس الصفاء أول الخلفاء العباسيين، فقد مات سنة 754ب.م وخلفه المنصور أبو جعفر، ومن هذا النسل كان هارون الرشيد المشهور، ولا حاجة إلى الأسباب في هذا الصدد، وإذا أردت مزيد تفصيل فعليك بحرف الخاء اطلب الخلفاء.
عبد الله المهدي:
هو منشئ دولة الخلفاء الفاطميين، ولد سنة 882ب.م، وتسمى أمير المؤمنين سنة 908ب.م، ومات سنة 934ب.م، وخلفه ابنه القائم بأمر الله، ويقسم الخلفاء بعده إلى ثلاثة خلفاء، وهم خلفاء بغداد وخلفاء قردوا - مدينة في إسبانيا - وخلفاء المهدي.
عبد الله باشا:
هو والي أيالة صيدا سابقا، كان ابن رجل من مماليك الجزار يقال له علي أغا الخزندار، ثم ارتقى إلى ولاية عكا سنة 1235 هجرية الموافقة سنة 1820ب.م، بعد وفاة سليمان باشا فيها، الذي تولى أيضا أيالة صيدا بعد وفاة أحمد باشا الجزار سنة 1219 هجرية الموافقة سنة 1805ب.م. هجوم عبد الله باشا على قلعة سنار واستيلاؤه عليها سنة 1830ب.م، وموقع هذه القلعة على يسار ضيعة الجبة وذلك في جهة السامرة وجنين، ولقد ثبتت هذه القلعة تجاه محاصرات كثيرة.
العجم:
هذه المملكة يحدها شمالا بعض أرمينية وكرجستان وبحر قزبين وبحر الخزر وبعض بلاد التتر المستقلة، وشرقا أفغانستان وبلوخستان وجزء من بلاد التتر، وجنوبا بحر الهند وخليج فارس وخليج أورمس، وغربا خليج فارس والعراق العربي وكردستان وبعض الجزيرة وأرمينيا، ومساحتها نحو خمس مائة ألف ميل مربع، وقيل طولها ألف ميل، وعرضها ثمانمائة ميل، وأهلها كانوا يبلغون في سنة 1871ب.م نحو اثني عشر مليونا، وقيل في سنة 1858ب.م قبل ذلك كانوا ثمانية ملايين نفس، وكانت هذه المملكة في الأعصر القديمة أقوى الممالك في آسيا، وأما الآن قد انحطت عن شهرتها القديمة في العلوم والغنى والقوة، وقد بقي إلى الآن آثار كثيرة تدل على عظمتها القديمة، وكان يقال لها قديما عيلام تسمية لها باسم مؤسسها عيلام بن سام بن نوح، وقال المؤرخون: إن خوزستان أحد أقسام هذه المملكة «وهو ما يلي شرق العراق العربي»، كان قديما جزءا من مملكة بابل، وكان فارس أحد أقسامها أيضا «وهو ما يلي الشمال الشرقي من خليج فارس» مملكة مستقلة والأجزاء الشمالية كانت تابعة لمملكة آشور، ثم استقلت وقويت، وهي مملكة مادي، ثم تزوج ملك فارس بابنة ملك مادي، وولد له ابن نحو 580ق.م، وهو الملك كورش المشهور الذي جعل فارس ومادي مملكة واحدة، وبقيت على ذلك إلى نحو 330ق.م، لما انتصر إسكندر على داريوس، وبعد وفاة إسكندر صارت هذه البلاد لسلوقوس.
ثم قامت قبيلة الفرثيين وأحدثت دولة أخرى وطردت الروم من بلاد فارس ومادي وبقيت هذه الدولة إلى سنة 260ب.م، فابتدأت دولة فارسية أصلية تعرف بالدولة الساسانية نسبة إلى ساسان، وهي محلة بمرو من بلاد خراسان، وملوك هذه الدولة هم أكاسرة العجم، وفي تلك الأيام حدثت بينهم وبين الروم وقائع كثيرة، وكانت الحرب بينهم سجالا تارة تكون النصرة للفريق منهم وتارة عليه، وقال المؤرخون: إن محاربة الروم لهم كانت سنة 502ب.م وإبرام الصلح بينهم وبين الروم سنة 591ب.م، ثم تغلب عليهم الإسلام وفتحوا البلاد سنة 639ب.م، وكانت الوقعة الأولى بقرب قادسية الكوفة في غربي العراق العربي، واستمرت تحت ولاية الخلفاء إلى أن قامت الدولة السلجوقية سنة 1055ب.م، غير أن الدولة الساسانية كانت قد اختلست ما وراء النهر وانقرضت هذه الدولة قبل قيام الدولة السلجوقية، وقويت الدولة الإسماعيلية في العراق العجمي ثم تسلط التتر على تلك البلاد جميعها سنة 1258ب.م، وذلك تحت راية ملكهم هلاكو وانقراض الدولة العربية في خلافة المستعصم بن المستنصر، وقد أخذ المسكوب أملاكا واسعة من هذه المملكة في جهات كرجستان وشمالي أذربيجان. انتهى.
العرب:
انتصارهم على مغاربة أفريقيا كان سنة 709ب.م، أما بلاد العرب فيحدها شمالا فلسطين وبعض سوريا والجزيرة، وشرقا الجزيرة والعراق العربي وخليج أورمس وبحر فارس، ويدعى أيضا خليج العجم وبعض بحر الهند، وجنوبا ما بقي من بحر الهند المذكور، وغربا بوغاز باب المندب والبحر الأحمر وبوغاز السويس وبعض الشام، ومعظم عرضها 1150 ميلا، وقيل ألف ميل، ومعظم طولها 1400 من الأميال الجغرافية، وقيل 1500 ميل، ومساحتها نحو مليون ومائة ألف ميل مربع، وقيل مليون ميل، وقيل مليون وخمسمائة ألف ميل مربع، وعدد أهلها في سنة 1858ب.م نحو عشرة ملايين نفس، وقيل إن ليس لهذه البلاد تاريخ يوثق به في الأعصار القديمة؛ ولذلك اقتصرنا عن إيراده هنا.
عساف:
انقراض بني عساف في لبنان سنة 1590ب.م ومواقع بني عساف النصارى في حوران كانت سنة 636ب.م.
عكا:
بلد في سورية من الثغور، فهي إلى الجنوب من صور على مسافة يوم ونصف، وسميت قديما بطلمايس (أعمال 21 : 7) على اسم أحد بطلميوسية مصر، ففي سنة 189ب.م في زمن حرب الصليبية حاصرها الملك فيليب أوغسطوس الثاني ملك فرنسا، وفي سنة 1191ب.م أخذها الصليبيون وفي 1291ب.م أخذها العرب، واشتهرت كثيرا في الحروب بين الإفرنج والإسلام إلى أيام الملك الأشرف ابن الملك الظاهر برقوق فتسلمها، وقال المؤرخون: إن استيلاء الإسلام عليها كان في القرن الخامس عشر ب.م، واستمرت بأيديهم إلى سنة 1799ب.م، التي فيها حضر نابليون بونابرت الفرنساوي وحاصرها مدة، فلم يقدر على فتحها، وكان بها أحمد باشا الجزار فقاومه برا، وأمسك عليه البحر القبطان سيدني سميث الإنكليزي، فانصرف عنها بعد ما كاد يستولي عليها، ولما خرج إبراهيم باشا صاحب مصر على السلطان محمود العثماني حاصرها نحو ثمانية أشهر، وقيل تسعة أشهر، ثم استفتحها مهاجمة في الواحد والعشرين من شهر أيار سنة 1831ب.م، وقال بعضهم سنة 1833ب.م، وقبض على واليها يومئذ عبد الله باشا، وأرسله إلى القاهرة وشرع في تحصينها، وما زال يقويها بالآلات الحربية ومهمات الحصار حتى حضرت مراكب الإفرنج، وهم الإنكليز سنة 1840ب.م، وضربتها فأخذتها فيما دون ساعة من الزمان، وحول هذه المدينة سهول مخصبة، وكان يأتيها الماء من مسافة أربع ساعات في أقنية على قناطر عالية قد بقي جانب كبير منها قائما إلى الآن، وفي سنة 1858ب.م قيل كان عدد أهلها 6000 نفس.
عملة الورق:
اصطناع دراهم الورق من سنة «1790ب.م إلى سنة 1796ب.م»، وفي هذا التاريخ نفسه صار اصطناع أربعين مليار قطعة من هذه العملة، وأما إدخال عملة الورق من الصين إلى إيطاليا فقد كان سنة 1236ب.م.
عملة:
أجر العمل ومنه العملة عند العامة للنقود؛ لأنها تعطى أجرة للعمل. اختراع دولاب ضرب العملة سنة 1617ب.م، ولا يعلن التاريخ ابتداء التعامل بالفضة والذهب، غير أن في ما قرره المؤرخون أن ذلك كان سنة ألفين قبل الميلاد تقريبا.
العوينات:
آلة من الزجاج تتخذ لتقوية أو إصلاح حاسة البصر، وأول من اخترع العوينات راهب من مدينة بيزا في إيطاليا يقال له إسبينا سنة 1299ب.م.
حرف الغين
غازته:
كلمة إفرنجية معناها جريدة حوادث وأخبار، قيل إن لفظة «كازته» تفيد سكة فينيسيا، وهي مدينة في شمالي إيطاليا وأن هذه السكة كانت ثمن أول جرنال نشر ومن ثم صار يطلق اسم كازته على جريدة حوادث وأخبار ... إلخ، وذكر مشاهير المؤرخين أن ابتداء طبع الغازتات في لوندرا كان سنة 1588ب.م، وفي أوكسفورد مدينة في إنكلترا سنة 1665ب.م، وقال آخرون إن أول غازته نشرت كانت سنة 1630ب.م.
الغرب:
جزائر الغرب، واسمها القديم نوميديا، وهي مسماة الآن باسم مدينة الجزائر التي كان يقال لها جزائر بني مزغنان، فيحدها شمالا البحر المتوسط ويدعى بحر الروم، وشرقا تونس، وجنوبا بلاد الجريد والصحراء، وغربا مراكش، ومعظم طولها نحو 560 ميلا، وعرضها بين 40 و100 ميل، وهذه البلاد كانت أيضا تابعة المملكة العثمانية، ثم استقلت نوعا في سنة 1585ب.م، واشتهر أهلها كثيرا بخروجهم في البحر للغزو والنهب، فكانوا يطوفون البحار ويمسكون سفن التجارة وينهبون أمتعتها ويقتلون من فيها أو يستأسرونهم، فحاربهم أهل أوروبا في البحر مرارا عديدة وأتلفوا كثيرا من سفنهم، وكانوا كل مرة يجددونها ويعودون إلى دأبهم القديم، حتى خربت مراكبهم بالكلية في وقعة حدثت لهم مع مراكب إنكلترا وهولندا في 27 آب سنة 1816ب.م، وهدم نحو نصف مدينة الجزائر، وحينئذ اضطروا أن يطلقوا جميع الأسرى الذين عندهم، فكانوا 1211 أسيرا، وبعد ذلك صاروا يجتنبون المراكب الإنكليزية ويتعرضون للمراكب الفرنساوية وغيرهم، حتى أرسلت دولة فرنسا عسكرا بحريا يبلغ عده 37577 نفرا، فاستفتحوا مدينة الجزائر في 5 شهر تموز سنة 1830ب.م، وقيل إن هذا الجيش الذي هجم عليها غنم من مدينة الجزائر نحو عشرة ملايين ريال عدا المراكب الكثيرة، وغزا المخازن ومهمات الحرب إلى غير ذلك، وإن «بونا» أحد بلدان هذه البلاد الواقعة في القسم الشرقي منها المعدودة من جملة أساكلها البحرية مشهورة بالمرجان، الذي يخرج منها البالغة قيمته في السنة ثلاثمائة أو أربعمائة ألف ريال، ومن ثم امتدت الدولة الفرنساوية هناك بعد حروب شديدة مع الأهالي القائمين تحت لواء سعادة الأمير عبد القادر الجزائري الشهير، وأخذ الأمير المشار إليه إلى فرنسا، فصارت أكثر البلاد تابعة للدولة الفرنساوية، وقيل إن هذه الغلبة التامة كانت سنة 1847ب.م، ومدينة الجزائر المذكورة هي فرضة مشهورة وهي قصبة هذه البلاد، قيل كان بها قبل حرب الفرنساوية نحو 20000 بيت.
غسان:
مواقع أمراء بني غسان النصارى في حوران سنة 636ب.م.
حرف الفاء
الفخار والصيني:
الفخار قديم جدا، وأول ما اصطنع منه الطوب في بناء برج بابل سنة 2300ق.م، ولا بد أنه كان قبل الطوفان، ثم تفنن فيه الناس وعملوا منه الآنية، وكان للفرس والعرب معرفة باصطناع الفخار الشبيه بالصيني، وقد أخذه الأوروبيون عنهم سنة 1415ب.م، أما الخزف المعروف بالصيني فكان يصطنعه أهل الصين ويابان في القرن الأول ب.م، وأدخله البورتوغاليون إلى أوروبا سنة 1518ب.م.
فخر الدين الرازي المشهور:
ميلاده في بلد «را» أو رازي في العجم؛ أي في العراق العجمي سنة 1150ب.م، ووفاته سنة 1210ب.م.
الفرس:
حرب الروم معهم سنة 502ب.م، ثم حربهم مع الروم سنة 528ب.م، عقد الصلح بينهم وبين الروم سنة 591ب.م، واعلم أن تاريخ بلاد الفرس لا يبتدئ حقيقة إلا من الملك شيروس، وذلك سنة 358ق .م، تسلط الفراعنة على بلاد الفرس سنة 658ق.م.
فرنسا:
يحدها شمالا الخليج الإنكليزي وبوغاز دوفر وبلجيوم، وشرقا بروسيا وجرمانيا وبافاريا وبادن وبلاد السويس وسردينيا وإيطاليا، وجنوبا البحر المتوسط وإسبانيا، وغربا خليج بسكي، ومسافة سطحها 205000 ميل مربع، وقيل 200000 ميل مربع، وقيل مايتان وسبعة آلاف ميل مربع، وطولها ستمائة وخمسون ميلا، وعرضها خمسمائة وستون ميلا، وعدد أهلها في سنة 1827ب.م، قيل كان يبلغ ثلاثين مليونا من النفوس، وفي سنة 1852ب.م ثلاثة وثلاثين مليونا، وفي سنة 1858ب.م خمسة وثلاثين مليونا، وأعلى جبال فرنسا جبل أور الذي ارتفاعه 6230 قدما، وقيل إن جيشها في زمن نابليون بونابرت كان مليون جندي، وإن في سنة 1841ب.م كان ينوف على أربعمائة ألف جندي. مهاجمة يوليوس قيصر لها سنة 58ق.م، مهاجمة قبيلة الإفرنك لها واستيطانهم فيها سنة 358ب.م. تأسيس الملكية فيها بواسطة كلوفيس أحد العائلة الميروفنجية سنة 481ب.م. حرب الإنكليز لها سنة 1383ب.م. حربها مع النمسا سنة 1479ب.م. حدوث طاعون شديد فيها سنة 1720ب.م. أخذها جزائر الغرب سنة 1830ب.م. حربها مع ألمانيا وأسر نابليون الثالث في سيدان وسقوط الإمبراطورية وقيام الجمهورية الثالثة سنة 1870ب.م.
فريدريك ويلهلم الرابع ملك ألمانيا:
ولادته سنة 1795ب.م. جلوسه سنة 1840ب.م. تتويجه إمبراطورا على ألمانيا في فرساليا سنة 1871ب.م.
فرنسيس يوسف إمبراطور النمسا:
ولادته سنة 1830ب.م. جلوسه سنة 1848ب.م.
فكتوريا الأولى ملكة إنكلترا:
مولدها في 24 أيار سنة 1819ب.م. جلوسها في 20 حزيران سنة 1837ب.م، بعد الملك وليم الرابع.
فلسطين:
في الأصل تطلق على بلد الفلسطينيين، وعلى ما يظن أنها تمتد من بلدة تدعى العريش إلى يافا مسافة نحو سبعين ميلا، وعرضها من بحر الروم إلى مسافة نحو عشرة أميال شرقا، وطول فلسطين من دان إلى بئر سبع مائة وثمانون ميلا، وفي سنة 721ق.م أخربها الأثوريون، وفتح اليهودية حينئذ الملك بختنصر، ثم تولاها الكلدانيون وأهل مادي وفارس، إلى أن تغلب عليهم الملك إسكندر الكبير، وحين تقسيم تلك الأراضي الواسعة التي كان مسلطا عليها الملك إسكندر المشار إليه، وفي عصره صارت فلسطين تحت تسلط السوريين والمصريين إلى سنة 130ق.م، وفي سنة 71ب.م في زمن قوة الرومان وسطوتهم في فلسطين وسورية إذ كانت سياستهم ثابتة ومن الصعب أن يقاومها شعب أو تستدرك عليها أمة نظير أمة اليهود في ذلك الزمان، وقد عصى اليهود حينئذ الأمر الذي أوغر صدور الرومان جدا من أن رعاياهم تعصاهم، ناهيك بأنها كانت تحتقرهم أيضا؛ فصمم حينئذ الرومان على أن يعاقبوا اليهود عقابا شديدا، بحيث يبيدونهم عن آخرهم، وغب حصار طويل هائل قد أهلك الرومان منهم مليونا ومائة ألف نفس بالجوع والنار والسيف، وأخذ طيطس ابن الملك فاسباسيان الروماني منهم مائة ألف أسير بيع منها سبعة وتسعون ألفا عبيدا، ما عدا جموعا لا تحصى هلكت في أماكن أخرى في اليهودية، وحقق الرواة أن جملة من قتلوا في مدة هذه الحرب كانت ألف ألف وأربعمائة واثنين وستين ألفا، وفي سنة 636ب.م أخربها العرب تحت راية عمر، وفي سنة 638ب.م استولى عليها الإسلام، وقال المؤرخون: إن في عصر موسى النبي كان عدد رجال القتال في فلسطين يزيد على نصف مليون نفس، لكن بموجب الطريقة الاعتيادية بتخمين جميع النفوس بما فيه رجال القتال، فيبلغ إذا مما ينوف على مليونين وخمسمائة ألف نفس كما يشهد يوسيفوس المؤرخ بقوله إن في زمن طيطس كان في إقليم الجليل وحده مائة ألف مقاتل.
الفلك:
علم الفلك علم يبحث فيه عن أحوال الأجرام العلوية. أما أصله فمجهول، لكن قبل فيثاغوروس الفيلسوف لم يكن منه إلا بعض فوائد متفرقة منثورة، وهذا الفيلسوف العظيم عرف دورة الأرض اليومية على محورها وحركتها السنوية حول الشمس، ثم قاس النجوم السيارة ذوات الذنب على الطريقة الشمسية وذلك سنة 140ق.م، وبطلومي الفلكي المشهور من مدرسة الإسكندرية رتب قاعدة مطردة استصوبها جميع القبائل، وناقض فيثاغوروس في أن الأرض واقعة في مركز العالم، وأن جميع الكواكب تدور حولها، ثم في القرن الخامس عشر ب.م خطأ كوبرنيكوس البروسياني الفلكي المشهور رأي بطلومي وعول في المعرفة الفلكية على رأي فيثاغوروس.
فلسفة:
الفلسفة لفظة يونانية مركبة في الأصل من فيليا - أي محبة - وصوفيا - أي حكمة - فيكون تأويلها: محبة الحكمة، وتطلق في عرف المتأخرين بوجه الإجمال على بيان أسباب الأشياء المادية وغير المادية أو ذكر الأشياء مع أسبابها، وقال في التعريفات: هي في اصطلاح الصوفية التشبه بالإله حسب الطاقة البشرية لتحصيل السعادة الأبدية، وقد يراد بالفلسفة التأنق في المسائل العلمية والتفنن فيها، ومنه قول الشاعر:
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة
عرفت شيئا وغابت عنك أشياء
ومفسر الفلسفة سقراط، وأول من جعل الفلسفة بعد ذلك في حالة موافقة للتعليم والقانون كان بلاطو، وذلك من سنة 430 إلى سنة 347ق.م.
فينيقية:
أرض فينيقية على شاطئ بحر الروم غربي سورية، وأهلها من نسل حام بن نوح قد اختلطوا مع ذرية سام، وهي تمتد من قرب جبل الكرمل جنوبا إلى قرب مصب نهر العاصي شمالا، وكان لها مدن كثيرة عظيمة على شاطئ البحر منها عكا والزيب ثم صور ثم الصرفند، ثم صيداء التي هي أقدم منها، ثم بيروت ثم جبيل ثم البترون ثم طرابلس ثم روعد ثم اللاذقية، وكان فيها بنايات أخرى حصينة، وقال بعضهم في تعريف فينيقية إنه يراد بها السواحل الواقعة بين مصب العاصي شمالا، وجبال النصيرية وجبل لبنان شرقا، ونواحي صور جنوبا، والبحر المتوسط غربا، وفي سنة 1500ق.م فتحها سوسترس ملك مصر ونقش تاريخ افتتاحها على بعض الصخور بجانب نهر الكلب، وفي سنة 625ق.م، وقال بعضهم سنة 726 أو سنة 725ق.م أتى سنحاريب ملك الأثوريين وفتحها وحاصر صور ثلاث عشرة سنة، ونقش ملك أثور صورته وكتب أعماله أيضا على الصخور بجانب نهر الكلب، وفي سنة 600ق.م صارت تحت حكم بختنصر الثاني ملك بابل، ثم انتقلت إلى الفرس وبقيت فينيقية تحت ولاية ملوك نينوى وبابل إلى ظهور إسكندر المكدوني قبل الميلاد بثلاث مائة وأربع وثلاثين سنة، فخضعت له البلاد إلا مدينة صور، فحاصرها وملأ البحر الفاصل بينها وبين البر بأخشاب وحجارة من أنقاض صور القديمة، ثم بعد وفاة إسكندر بقيت فينيقية في حوزة خلفائه تحت ولاية مصر، وغالبا تحت ولاية ملوك أنطاكية ثم دخلت في يد الرومان، وفي سنة 65ق.م صار والي سورية وفينيقية وفلسطين من قبل الرومان، وسنة 632 أو سنة 634ب.م أتى العرب وأخضعوها تحت راية عبد الله أبي بكر الصديق، وفي سنة 1049ب.م أتى الإفرنج الصليبيون واستفتحوا جانبا عظيما منها، وفي سنة 1187ب.م طردهم الملك صلاح الدين الأيوبي، وسنة 1400ب.م غزاها تيمورلنك بجيوش التتر، وسنة 1516ب.م قدم السلطان سليم الأول لمحاربة الغوري واستولى على البلاد، وسنة 1799ب.م قدم بونابارت وحاصر عكا، وسنة 1831ب.م حاصرها إبراهيم باشا، وسنة 1840ب.م قدمت العساكر البحرية وتسلمت المدن وفتحت عكا وانهزم إبراهيم باشا، وصارت فينيقية مع بلاد سورية تحت ولاية ساكن الجنان السلطان عبد المجيد العثماني.
فيلبس المكدوني:
ملك مكدونيا أبو إسكندر ذي القرنين الملقب بإسكندر الكبير. صيرورته ملكا على بلاد اليونان سنة 338ق.م، ووفاته وقيام ابنه إسكندر سنة 336ق.م، والقرنان هما كناية عن مشرق الأرض ومغربها، قيل له ذلك لاتساع ملكه أو لأنه بلغ قطري الأرض أو لضفيرتين له.
فينيس:
هي مدينة مشهورة في إيطاليا، مبنية على اثنتين وسبعين جزيرة صغيرة متصلة ببعضها بخمسمائة جسر، وموقعها على جون أو لسان قرب خليج فينيس. كان بناؤها سنة 452ب.م، وأهلها في سنة 1849ب.م كانوا يبلغون 97000 نفس، وفي سنة 1862ب.م 106000 نفسا.
فينا:
عاصمة بلاد النمسا، محيطها اثنا عشر ميلا، وهذه المدينة مبنية على جانبي نهر الدانوب، ويقال له الطونا الذي طوله ألف وستمائة ميل، في وسط بقعة جميلة المنظر التي تعلو خمسمائة قدم فوق سطح البحر، أما علوها فوق سطح نهر الطونا المذكور فهو قليل جدا، وهي واقعة قرب شاطيه الجنوبي، وفيها كثير من الأبنية الفاخرة التي بينها 18 ساحة لاجتماع الناس، وسكان هذه المدينة كانوا يبلغون في سنة 1841ب.م ثلاثمائة وستين ألفا، وقال بعضهم إن في سنة 1852ب.م كانوا ثلاثمائة ألف، وفي سنة 1862ب.م أربعمائة وسبعين ألفا، ثم من جملة مجموع حجارة الآثار العلوية التي سقطت من الجو في عدة أقسام من الدنيا المحفوظة حتى الآن مع باقي المعادن والجواهر الثمينة في خزينة التحف في هذه المدينة حجر زنته سبعون ليبرة، عبارة عن اثني عشر رطلا ومايتي درهم، وفي جملة هذه الجواهر المحرزة جوهرة كان قد فقدها الملك كارلس الملقب بكارلس الجسور أثناء معاركته في واقعة «كرانسون»، ولقي هذه الجوهرة رجل عسكري من بلاد السويس فباعها بريالين ونصف، وزنتها مائة وثلاثة وثلاثون قيراطا، عبارة عن ثمانين درهما وثلث، وفي هذه الخزينة أيضا زمردة زنتها ألفان وتسعمائة وثمانون قيراطا، عبارة عن مائة وستة وثمانين درهما وربع، وقيل في هذه الخزينة أيضا سيف الملك تيمورلنك المشهور، وفيها مكتبة ملكية تشتمل على ثلاثمائة وخمسين ألف مجلد وستة عشر ألف كتاب خط، وجامع هذه المكتبة الملك كرلوس الرابع.
أما خزينة الأنتيكات في هذه المدينة فيوجد فيها مائة وخمسة وعشرون ألف صنف من العملة القديمة وخمسون ألف مسكوك بين يونانية ورومانية، ولكل هذه الأماكن الفسيحة العظيمة أيام معينة في الأسبوع للدخول إليها، قال المؤرخون: إن هذه المدينة قديمة، وفيها توفي الملك مرقس أوراليوس، وكانت تتوالى عليها هجمات الغوتيين والهونيين ويستولون عليها، ثم شارلمان الذي جعلها تحت حكومة أشراف الشرق وقسم من إيالاته، ثم استولى عليها الدوكات واستمروا مسئولين عليها إلى أواسط القرن الثالث عشر ب.م، وعندها استولى عليها الملك فرادريك الثاني، ثم الملك رودولف، وحاصرها أهالي هنكاريا وهم المجر سنة 1477ب.م، ولم يقدروا على فتحها، ثم بعده بنحو ثمان سنين سلمت إلى مايتاس، وعندها استولى على عرش هنكاريا وبوهيميا، وجعلهما كرسي حكمه، وفي عهد مكسمليان الأول كانت هذه المدينة مقرا لأرشيدوكات النمسا «وهم أمراء نمساويون أشراف» ولملوك جرمانيا، وفي سنة 1683ب.م حاصرها الجيش العثماني تحت قيادة قرا مصطفى، وكان عدده مائتي ألف جندي، وأخيرا رفع عنها الحصار يوحنا صوبسكي ملك بولونيا المشهور، وفي سنة 1619ب.م حاصرها بروتستانت بوهيميا فلم يقدروا عليها، وفي سنة 1805ب.م سلمت لجنود نابليون الأول، وأيضا في سنة 1809ب.م غب أن دافعت زمنا قصيرا.
حرف القاف
القاهرة:
هي دار خديوية مصر، واقعة في شاطئ النيل الذي طوله 2800 ميل على مسافة ميل، أي أنها كائنة قرب يمين أو شط هذا النهر الشرقي على مسافة عشرين ميلا، فوق منتهى الذلتا وعند العرب البحيرة، والذلتا هي الأرض الكائنة بين شطر النيل الذي يصب في بحر المتوسط قرب رشيد والشطر الذي يأخذ إلى دمياط. ومحيطها سبعة أميال، وسميت بهذا الاسم من القائد جوهر الصقلي الكاتب بوظيفة جنرال عند أول خلفاء مصر الفاطميين، المدعو المعز لدين الله بن المنصور الذي أمر بوضع أساس هذه المدينة سنة 968، وقيل سنة 969، وقيل سنة 970ب.م. وأصل المعز المومأ إليه من غربي أفريقيا، وروى المؤرخون أيضا أن الذي دعاها بالقاهرة هو الخليفة نفسه؛ ليبقي ذكرا لافتتاحه مصر، وقد أتم بناء هذه المدينة في خمس سنوات، وزادها سعة السلاطين الذين تعاقبوا فيها الخلافة، ومن ثم صارت مصر القديمة مقرا للخلفاء الفاطميين.
وفي سنة 1200ب.م انتقل مركز الحكومة إلى القاهرة بعد أن كانت مصر القديمة هي المركز قبلا، ومنذ ذلك الحين لقبت بمصر وصارت هي العاصمة، وممن وسعها من السلاطين توسيعا عظيما السلطان صلاح الدين الأيوبي، الذي جعل المدينة الجديدة والقديمة في حكم مدينة واحدة، ودعاها مصر وبنى لها سورا دائرته ستة وعشرون ألف ساغد، وأما القاهرة القديمة ففي التاريخ مذكور أن الذي بناها هو قاهر الرومان عمرو بن العاص سنة 638ب.م، وبنى فيها جامعا وتسمى باسمه كما سيذكر، وأما إنشاء الجامع الأزهر في القاهرة الذي هو أول جامع كبير فيها، فقد أنشأه القائد جوهر المذكور، وكان ابتداء بنائه نهار السبت لست خلون من شهر جمادى الأولى سنة 359 هجرية الموافقة سنة 971ب.م، وأتم بناءه في سبعة من شهر رمضان سنة 361 هجرية الموافقة سنة 973ب.م، وهو مشهور بتعليم فنون العربية والفقه، وبها جامع يدعى جامع عمرو بن العاص ، وهو أقدم جامع في القاهرة بناه عمرو سنة 21 هجرية الموافقة سنة 604ب.م، وجامع برقوق بناه الملك برقوق سنة 527 هجرية الموافقة سنة 1134ب.م، وبها جامع يدعى جامع طولون أو طايلون، وهو من الجوامع القديمة فيها أيضا، بني قبل بناء القاهرة بتسعين سنة، وبانيه أحمد بن تايلون الذي كان واليا على مصر سنة 868ب.م، أو كما قال مشاهير المؤرخون إن بناء جامع تايلون كان سنة 879ب.م، وفيها جامع كالون أو قلاوون المبني سنة 682ب.م، وجامع السلطان حسن المعدود من أجمل الجوامع في القاهرة، قيل إن السلطان المشار إليه قطع يد البناء الذي بناه لكي لا يبني جامعا آخر نظيره، ومن الغرائب التي توجب المشاهدة في القاهرة هي بئر يوسف التي يزعمون أن قدماء المصريين نحتوه بصخرة كانت هناك، وصادفه السلطان صلاح الدين حينما كان يبني القلعة في هذه المدينة، وقطر هذه البئر خمس عشرة قدما، وعمقها مئتان وسبعون قدما، وفي أوائل القرن الخامس عشر ب.م صارت هذه المدينة من أجمل مدن الدنيا رونقا؛ لكونها كانت مركزا للتجارة بين أوروبا والهند ومرسى أو بندرا لتجارة أفريقيا. وفي سنة 1754ب.م كابدت شدائد عظيمة من جرى زلزلة ألمت بها، وفي 21 من شهر تموز سنة 1798ب.م، استولى عليها الفرنسيس وعلى جانب عظيم من البلاد المصرية، ثم طردهم منها الإنكليز سنة 1801ب.م، ومن هذا التاريخ إلى عصرنا هذا استولت عليها الدولة العلية، وصارت تحت حكومة خديوي مصر، وفي سنة 1841ب.م قيل بلغ عدد سكان القاهرة ثلاثمائة ألف نفس، وفي سنة 1862ب.م أربعمائة ألف نفس.
قاسم بن الرشيد:
قدومه إلى دمشق سنة 804ب.م.
قبرس:
جزيرة عظيمة في بحر الروم، طولها مائة وثمانية وأربعون ميلا، وقيل 140 ميلا، وعرضها مائة ميل، وقيل 60 ميلا، ومساحتها أربعة آلاف وخمسمائة ميل مربع، وتخرقها من الشرق إلى الغرب سلسلتان من الجبال يغطيهما الثلج في الشتاء، وهما تصدان الريح الشمالية في الصيف فتتسلط على الجزيرة الريح الجنوبية الحارة التي تهب من صحاري أفريقية ، ولذلك هي شديدة الحر وهواها ردي، وقد كان فيها قديما تسع ممالك واثنتا عشرة مدينة وثمانمائة وخمس ضياع، فضلا عن المزارع، وكان أهلها ينيفون على مليون نفس، وأما الآن - أي في سنة 1852ب.م - فبلغ عدد سكانها نحو 70000 نفس، وهذه الجزيرة كانت قديما للفينيقيين الذين كانوا بجوارها، ثم أخذها اليونان وجعلوها إقليما مع باقي الممالك العديدة المستقلة التي أسسوها، ثم صارت هذه الجزيرة تحت تسلط الفراعنة والفرس والبطلوميين، ما عدا زمن قيصر الذي فيه استقلت تحت تسلط الملك إيفاكوراس، وذلك في القرن الرابع ق.م، وروى المؤرخون أيضا أن استخلاصها كان سنة 961ب.م، لكن افتتاحها كان سنة 48ب.م، ثم انفصلت هذه الجزيرة في عهد الصليبية عن المملكة الرومانية، وفي سنة 1189ب.م أخذها الملك ريتشارد الأول ملك الإنكليز الملقب بقلب الأسد في زمن حرب الصليبية، وفي سنة 1570 إلى سنة 1571ب.م افتتحها الإسلام في أيام السلطان سليم الثاني، وفي سنة 1832ب.م استولت مصر على هذه الجزيرة، ثم استرجعها الإسلام منهم سنة 1840ب.م.
القبان:
معرب كبان بالفارسية، وهو آلة توزن بها الأشياء الثقيلة، كان في عصر الرومان، ويدعى القسطاس أيضا.
قبله نامه:
أي البوصلة أو بيت الإبرة، يقال إن الصينيين أول من استعملها في البر منذ نحو 40 جيلا، ولا يوجد دليل لاستعمالها بحرا إلا في القرن التاسع ب.م في أسفارهم إلى خليج الفرس والبحر الأحمر، وعن الصينيين أخذوها الهنود، وعن هؤلاء أخذها العرب، ثم أخذها عنهم الأوروبيون وهم الصليبيون في القرن الثاني عشر ب.م، وتفننوا في إتقانها ولم تستعمل عندهم قبل أواسط القرن الثالث عشر، وروى بعضهم أن اكتشافها في أوروبا كان في القرن الثالث عشر ب.م، لكن مشاهير المؤرخين قالوا إن اختراعها كان من «فلافيوجيوجا» من نابولي من أعمال إيطاليا سنة 1302ب.م، وكانت قبلا مجهولة عند القدماء، ويظهر أن أهالي الصين استعملوها في مدة تنيف على الألف سنة قبل التاريخ المسيحي.
قب إيلياس:
بناء قلعة قب إيلياس سنة 1032 هجرية الموافقة سنة 1623ب .م.
القدس:
هي مدينة قديمة جدا، وكانت تسمى قديما مدينة السلام أو ساليم، وعلى ما يظن أن أول ملوكها كان ملكي صاداق الكاهن الملوكي الذي أخذ العشور من إبراهيم، وأما تاريخ بنائها فلم يزل مجهولا، وهذه المدينة هي قصبة اليهودية كانت مبنية على أربعة جبال، وهي صهيون وموريا وأكرا وبزيثا، وفي سنة 1004 أو سنة 1012ق.م كان فيها بناء هيكل سليمان الذي في أيامه اتسعت وتزينت كثيرا، وفي سنة 971ق.م ضايقها شيشق ملك مصر، وسلب منها الذخائر المستودعة في الهيكل، وفي سنة 826ق.م افتتحها بواش ملك إسرائيل، ودك جانبا كبيرا من سورها، ونهب ما وجده في الهيكل من المال، وفي سنة 687ق.م استولى عليها أسرحدون بن الملك سنحاريب ثم أرجعها، وفي سنة 587 أو 588ق.م افتتحها الملك بختنصر البابلي، وهدم الهيكل الأول منها والسور والبيوت وهيكل الله، وسبا كثيرين من أهلها إلى بابل، وبقيت المدينة خرابا وأهلها أسارى سبعين سنة، وفي سنة 515، وسنة 525ق.م بنى عزرا ونحميا هيكلها ثانية، وفي سنة 445ق.م جدد نحميا أسوارها، وفي سنة 169ق.م أرسل الملك أنتيخوس أبيفانوس أحد وزرائه لغزو المدينة ودك سورها.
وفي سنة 142ق.م ظهر قوم من المكابيين، وكانوا ذوي شجاعة فأغروا اليهود بالعصيان على أنتيخوس أبيفانوس وامتلكوا المدينة إلا قلعة منيعة منها وطردوا عساكره من القلعة، وفي سنة 63ق.م جاء بومبيوس القائد الروماني وافتتحها بالسيف، وقتل من اليهود اثني عشر ألفا في ساحة الهيكل ودخلتها عساكر رومية، وبعد ذلك بنحو عشر سنين جاء كرسوس القائد الروماني أيضا فنهب الهيكل، وفي سنة 71ب.م فتحها تيطس بن فسباسيانوس، وقال بعضهم سنة 70ب.م، وفي سنة 124ب.م تجدد بناؤها وسميت إيليا، وفي سنة 326ب.م بنيت كنيسة القيامة فيها، وفي سنة 613ب.م حاربها العجم، وفي سنة 637ب.م استولى عليها العرب تحت راية الخليفة عمر، وفي سنة 948ب.م بنى السلطان سليمان لهذه المدينة سور وهي الآن محاطة به له أربعة أبواب على الجهات الأربع وبجانب الباب الغربي القلعة وهي قديمة جدا حولها خليج.
وفي سنة 1076ب.م تملكها الإسلام مع جميع آسيا الصغرى، وفي خمسة عشر من شهر تموز سنة 1099ب.م استولى عليها الصليبيون، وفي سنة 1100ب.م رممت هذه المدينة وصار القائد الأول عند الصليبية المدعو «كودفراي دي بويلون» ملكا عليها، وفي سنة 1187ب.م استخلصها الملك صلاح الدين الأيوبي من أيدي الصليبيين، وفي سنة 1199ب.م استرجعها الصليبيون واستولوا عليها، وفيها جامع يسمى جامع عمر طوله ألف وخمسمائة قدم، وهو عرضه ألف قدم، وهو مركز على أساس هيكل سليمان والصخرة قائمة في وسطه، ويدعى حرم الصخرة، وهو على شكل مثمن مزخرف بالرصائف والنقوش الكثيرة، بناه عمر بن الخطاب بعد ما استفتح هذه المدينة، وأما برك سليمان في هذه المدينة فموقعها على جنوبي غربي بيت لحم وهي ثلاث برك تبعد عن بيت لحم ثلاثة أميال، ومساحتها ثلاثمائة قدم مربع، وعمقها أربعين قدم، وبالتفصيل نقول إن عمق البركة العليا خمس وعشرون قدما، وعمق الثانية أربعون قدما، وعمق الثالثة خمسون قدما، ويأتي الماء إليها كلها من الينابيع المجاورة لها ومن ماء المطر، وبيت لحم المذكورة الواقعة جنوبي القدس تبعد عن المدينة ستة أميال، قال السياح إن من القدس إلى حبرون، ويقال لها الخليل، وهي لجنوبي القدس مسيرة يوم، وأما عن طريق بيت لحم وقبر راحيل وبرك سليمان فهو مسافة نهارين، وكل نهار سبع ساعات، ومن القدس إلى البحر الميت والأردن وأريحا مسافة ثلاثة أيام، ومن البحر الميت إلى الأردن فقط مسافة ساعة على الخيل، وإن من يافا إلى القدس اثنتي عشر ساعة أو ستة وثلاثين ميلا - باعتبار الساعة ثلاثة أميال - وبطريقك تصادف الرملة التي هي إلى الجنوب الشرقي من يافا على مسافة ثلاث ساعات، وقرية اللد وهي إلى الشمال الشرقي من الرملة على نحو ساعة، ومن القدس أيضا إلى نابلس «أي المدينة الجديدة وهي مدينة شكيم القديمة» اثني عشر ساعة، وأما إلى بيروت عن طريق نابلس والسامرة وجنين والناصرة وجبل طبريا وكفر ناحوم وصفد وبانياس وقيسارية فيلبس والشام وبعلبك فهو ثلاثة عشر يوما. ثم قد اختلف في عدد سكان القدس، فقيل إن في سنة 1849ب.م كان خمسة وعشرين ألف نفس، وقال غيرهم إن في سنة 1858ب.م كان عددهم ثمانية عشر ألف نفس، وقال آخرون في سنة 1862ب.م كان عددهم أربعة عشر ألفا.
القمر:
هو جرم أو دائرة كروية سماوية، تدور حول الأرض، أصغر منها بتسع وأربعين مرة، وقطره ألفان ومائة وستون ميلا، أو هو سيارة ثانوية أو تابع للأرض، ونوره مستعار من نور الشمس يتكسر على الأرض طاردا لظلام الليل، وهو ثاني الشمس في حجمه بحسب الظاهر، وبعده عن الأرض ثلاثمائة وأربعون مليون متر، أو كما قال بعضهم مئتان وثمانية وثلاثون ألف وخمسمائة وخمسة وأربعون ميلا، عبارة عن خمسمائة وستة وتسعين مليونا وثلاثمائة واثنين وستين ألفا وخمسمائة ذراع، وقال بعضهم إن بعده عنا 238650 ميلا. أما معلمو الفلك فقد نظروا في القمر أودية صغارا وبراكين، غير أنه ليس له هواء، أي كرة جوية؛ لأنهم لم ينظروا فيه غيما وأشعة الشمس الساطعة الآتية إليه فلا تحدث فيه أدنى انعكاس؛ أي أن نوره لا ينتقل بدونها، وهذا مما يؤذن بكونه غير مأهول البتة من ذوي طبيعتنا، ويتم القمر دورته حول الأرض في تسعة وعشرين يوما واثنتي عشرة ساعة وأربع وأربعين دقيقة وثلاث ثوان، وقد قرر مشاهير الفلكيين أنه يدور حول الأرض في مدة سبعة وعشرين يوما وسبع ساعات وأربع وأربعين دقيقة مرة، وفي كامل مدة دورانه نراه يظهر لنا دائما على الأرض بوجه واحد، ولهذا السبب يقولون إنه على شكل البيضة، وإن القسم الأكبر المكشوف منه متجه نحو الأرض، وإن نصف دائرته المخالف لا يرى من عالمنا هذا أبدا، وإن المد والجزر في البحر هما مسببان عن جاذبية القمر المتحدة مع جاذبية الشمس؛ لأن تأثير القمر المخالف على المياه في أقسام مختلفة على الأرض بعكس موازنة تلك المياه، وهذا التأثير الحاصل عن القمر هو أكثر منه عن الشمس بثلاث مرار.
قسطنطين:
هو قسطنطين الأول الملقب بالكبير، كان توليه سنة 306ب.م، جعل النصرانية أن تمتد في المملكة الرومانية وصير بيزنتيوم أي إسلامبول كرسي المملكة سنة 323ب.م، وقال بعضهم إن نقله كرسي السلطنة الرومانية إلى القسطنطينية كان في سنة 330ب.م، وتوفي سنة 337ب.م بعد أن قسم المملكة بين أولاده الثلاثة قسطنطين وقسطنطيوس وقسطنس.
القسطنطينية: «تخت ملك السلاطين بني عثمان»، نسبة إلى الملك قسطنطين الذي بناها، وكانت قديما تسمى بالرومية بوزنطيا، والآن تعرف بإسلامبول والأستانة العلية، وقوع حريقة كبيرة فيها سنة 1539ب.م. محاربتها من مسيلمة بن عبد الملك سنة 637ب.م. مهاجمة الخليفة معاوية لها سنة 661ب.م. تخليصها من مهاجمة المسلمين سنة 667ب.م. افتتاحها من الإسلام سنة 1453ب.م. استيلاء الصليبيين عليها سنة 1202ب.م. حدوث زلزلة عظيمة فيها سنة 740ب.م، وقيل إن أهلها كانوا يبلغون في سنة 1848ب.م ستمائة ألف نفس، وفي سنة 1862ب.م تسعمائة وستين ألفا، وقد استوفينا الشرح بالتفصيل عن هذه المدينة في الجزء الأول من هذا الكتاب.
القطن:
نبات يقوم على ساق واحد ثم يتفرع، ويحمل كنافج تتفتح عن شيء أبيض في خلالها، يغزل وتنسج منه الثياب. كان أول زرعه في أميركا سنة 1769ب.م، وأول من أخبر عن القطن هيرودوتس المؤرخ اليوناني المشهور، قال إنه عرف من سنة 450ق.م، وذكر هذا المؤرخ أيضا أشجار الهند، وقال إنه يخرج منها ثمر يجز بأحسن مما يجز شعر الغنم ... إلخ، وأول معمل لنسج القطن ظهر في إنكلترا، ثم في فرنسا في القرن السابع عشر ب.م.
القهوة:
أول ما استعملت القهوة في لندرا كان سنة 1650ب.م، وقال بعضهم سنة 1652ب.م.
قوس قزح:
قوس السحاب؛ وهو نصف دائرة يشاهد على شكل قوس، يشتمل على كثير من الألوان، وذلك في وقت استحالة السحاب إلى مطر، وهو يتكون من تكسر أي انعكاس أشعة النور على قطرات الماء أو البخار، ويظهر في الجهة المقابلة للشمس من الفلك، وحينما تكون الشمس في الأفق يكون قوس قزح على نصف دائرة، لكن لونه أضعف من القوس الأول، وسمي بذلك لتلونه من القزحة للطريقة من صفرة وخضرة وحمرة أو لارتفاعه، وقيل قزح اسم ملك موكل بالسحاب، وقيل اسم ملك من ملوك العجم أضافوا القوس إلى أحدهما، وقيل اسم شيطان، وروي عن ابن عباس أنه قال: «لا تقولوا قوس قزح فإن قزح اسم شيطان، ولكن قولوا قوس الله»، والعامة تسميه قوس القدح.
حرف الكاف
كالكوتا:
عاصمة الهند، أي هندستان أو الهند الغربية، وهي كرسي حاكم البلاد من قبل الدولة الإنكليزية ومتجرها متسع بحرا وبرا، موقعها على جدول نهر الكنج يدعى هوكلي، وهي بعيدة مائة ميل عن البحر، وينسب بناؤها إلى أيوب شارنوك سنة 1686ب.م. استيلاء الإنكليز عليها سنة 1757ب.م، وقيل إن عدد أهلها في سنة 1858ب.م بلغ مائتين وثلاثين ألفا.
الكروسة:
إن الكروسة ذات الأربعة الدواليب وداخلها مقعدان التي تسع أربعة أنفس، وهي غير مكشوفة، فيقرر التاريخ أن مثل هذه الكروسات كانت معروفة قديما، وكان الفراعنة يستعملونها في مصر، وجلبت في زمن الملك سليمان إلى سورية كما تشاهد مرسومة على مدافن مصر القديمة، وهي كالعربات أو العجال الحديثة، وقد أنشئ مركبة واحدة مثل المرسومة هناك وأدخلت إلى بلاد الإنكليز في القرن الأول ب.م، وذكر النبي حزقيال عجلات أهل بابل وكل الكلدانيين وغيرهم الذين كانوا يأتون القدس الشريف، وقد استعمل الرومان عدة أنواع من العربانات، أما في أواسط الأزمنة الماضية فأول عربانة جرتها الخيل كانت في غاية القرن الخامس عشر ب.م.
كالفين:
هو يوحنا كالفين المشهور المصلح الأديان في كنائس أوروبا رفيق مارتين لوثار، وكان ابتداء هذا الإصلاح في سنة 1517ب.م، وكان ميلاد كالفينوس المذكور في 10 تموز سنة 1509ب.م، في مدينة بيكاردي من أعمال فرنسا، ويزعم البعض أنه ولد في مدينة نويون في فرنسا، وفي سنة 1536ب.م انتخب معلما لللاهوت وقسيسا لكنيسة جنيفا عاصمة بلاد السويس، وتوفي في المدينة المذكورة في 27 أيار سنة 1564ب.م.
كاترينا الأولى:
ملكة روسيا زوجة بطرس الأول، ميلادها سنة 1689ب.م، خطبة أو زواج بطرس بها في 29 أيار سنة 1711ب.م. تتويجها في 18 أيار سنة 1724ب.م، وفاتها سنة 1727ب.م، ولها تاريخ لا محل لذكره هنا.
كاترينا الثانية:
ملكة روسيا زوجة بطرس الثالث. ميلادها سنة 1729ب.م. جلوسها وحدها بدون شريك سنة 1763ب.م، وفاتها سنة 1796ب.م.
كرلوس الأول:
ملك إنكلترا من آل سطورت. ميلاده سنة 1600ب.م، إماتته بحكم المجلس عليه بالموت سنة 1649، أو سنة 1640ب.م.
كبيسة:
إن السنة الكبيسة كانت عند الرومان ثلاثمائة وخمسة وستين يوما، وتكمل الأرض دورانها السنوي الآن حول الشمس في مدة ثلاثمائة وخمسة وستين يوما وربع، والست ساعات الباقية أدخلوها في عصر جوليوس قيصر، فهذا هو الخلل الكائن بين تواريخ العامة وبين التغييرات الفلكية، فجوليوس قيصر ليجري هذا الفرق على وتيرة واحدة أحضر إلى رومية «صوصيجان»، وهو فلكي مشهور في الإسكندرية، فأوضح أن السنة المعتادة أن تكون على ثلاث نوبات متوالية هي ثلاثمائة وخمسة وستون يوما، والنوبة الرابعة تكون ثلاثمائة وستة وستون يوما، وأن هذا اليوم الزائد يضاف إلى شهر شباط؛ أي أنه يكون في كل أربع سنوات تسعة وعشرين يوما عوضا عن ثمانية وعشرين يوما؛ فلذلك تدعى السنة الرابعة كبيسة، فكل سنة تقسم على أربعة تماما بدون باق تكون كبيسة، وأيامها ثلاثمائة وستة وستون يوما، فيكون شباط فيها تسعة وعشرين يوما.
الكبوشية :
الكبوشية فرقة من رهبان مار فرنسيس اللاتينيين، سموا به من الكابو - أي القلنسوة - التي يلبسونها، وبدء تأسيس جمعية الكبوشية من «ماتوباسكي» سنة 1525ب.م.
الكتابة والأحرف:
لا يعلم يقينا من اخترع أولا أحرف الهجاء، فالبعض نسبوه إلى ممنون المصري نحو سنة 2000ق.م، وظن البعض أنه كان قبل ذلك، ويستدل من عدة أمور على أن الكتابة استعملت أدواتها من قصب وأقلام وحبر، وقد عم استعمالها في مصر وذلك منذ أكثر من ألف وخمسمائة سنة قبل ميلاد الخليفة عمر، ويقال إن الفينيقيين جعلوا عندهم أحرف الهجاء بأن انتخبوا بعضا من الأحرف الهجائية القديمة التي كانت عند كهنة المصريين ومقاطع وأصواتا، وأنهم أصحبوا معهم صناعة الكتابة قبل عمر بزمن طويل، وذلك في تطوافهم حول بحر الروم، ويظنون أنهم هم أول من اخترعها، وأما الكتابة باليد على الأوراق والكتب فقد كان ابتداؤها على الورق من القرن السابع والثامن ق.م حتى القرن الرابع عشر ب.م، وقيل إن «كدموس» ابن أحد ملوك فينيقية ارتحل إلى المورة وبنى هناك مدينة «ثيبس» وعلم أهل المورة غرس الكرم وصناعة الكتابة بحروف هجائية كانت مستنبطة في بلاده وضع منها ستة عشر حرفا أكملها فيما بعد بلاميدس وسيمونيدس، وكان المصريون يرسمون الأشياء بصورها أو يضعون لها علامات، وقد استنبط الفينيقيون الطريق السهلى المتعارفة وجعلوا لكل صوت أصلي علامة خصوصية، وبحسب اعتماد الأصوات يركبون العلامات، وهكذا يتهجون الكلمات كما نفعل في قراءتنا، وقد تعلم منهم أهل المورة وجميع الإفرنج هذا الفن، وذكر في تواريخ الصينيين أن «فوهي» مؤسس مملكة الصين سنة 2650ق.م علم الأهالي تربية المواشي والكتابة وقسم السنة وقرر الزواج، وكان الصينيون في القديم يستعملون الكتابة اليارغليفية، فكانوا يرسمون رأس إنسان مقرونا بجثة حية للدلالة على رئيس أمتهم فوهي المشار إليه لما كان عليه من الحكمة والدراية في سياسة المملكة، وكانوا يرسمون رأس ثور مقرونا بجثة إنسان للدلالة على أول من أدخل صناعة الحراثة والزراعة إلى بلادهم، ووضع النير على أعناق الثيران، ولم تبرح ملوك الصين تتقلد هذا الملك العالي الهمة إلى يومنا هذا ... وهلم جرا، والمعول هو على ما تقدم آنفا.
كريت:
ويقال لها أقريطش أيضا، جزيرة إلى جنوب بلاد اليونان، كائنة في بحر الروم، عاصمتها «كاندا»، امتدادها من الشرق للغرب مائة وسبعون ميلا، وقيل 172 ميلا، وأثبت بعضهم مائة وستين ميلا، وعرضها خمسة وعشرون ميلا، ومساحتها أربعة آلاف وخمسمائة ميل مربع، ومحيطها نحو 500 ميل، وهي غنية بالأثمار والأخشاب وسائر الحواصل، ولا سيما الزيتون، وأواسطها مخترقة بجبال شامخة، ومن مدنها كانيا في جهة الشمال الغربي، وفي سنة 1852ب.م قيل كان عدد أهلها نحو 15000 نفس، وكاندا عاصمتها المذكورة في الشمال، وأهلها كذلك في السنة المذكورة، وقد سكنها قدما جماعة من المهاجرين، والمظنون أنهم كانوا من الفينيقيين وغيرهم، وعلى قول المؤرخين أن أول من تولاها الملك «مينوس» صاحب الشرائع المشهورة بين علوم اليونان، ثم أتى إليها قبيلة من الرؤساء الذين كانوا من تبعة حكومة جمهورية، ومكثوا مستولين عليها إلى أن افتتحها الرومان سنة 67ق.م، وحين تقسمت مملكة الرومان صارت كريت تابعة للشرق، وبقيت إلى سنة 823ب.م، التي فيها افتتحها العرب، ولم تزل بقاياهم في نواحي جبل إيدا في أواسط الجزيرة، وهم يتكلمون باللغة العربية، وبقي استيلاؤهم عليها إلى القرن العاشر ب.م، وفيه استولى عليها أهل جينوا، الذين وهبوها للماركيز بونيفاس وللدوق مونت فيرات من إيطاليا، والماركيز المومأ إليه قد باعها إلى أهالي فينيسيا مدينة من أعمال إيطاليا سنة 1204ب.م، وبقيت معهم مدة تنيف على أربعة قرون، ثم أخذها منهم الأتراك سنة 1669ب.م بعد جهاد أربع وعشرين سنة، ثم استولت عليها الدولة العلية سنة 1821، وسنة 1841ب.م، وحدث فيها عصيان سنة 1842ب.م، وأيضا سنة 1866 و1868، وقيل إن في سنة 961 استولى عليها نيسافوروس فوقا، وسنة 1830 وقيل سنة 1833ب.م كانت بيد الدولة المصرية برضا الباب العالي، وأما الآن فهي كائنة تحت ظل الدولة العلية.
كسوف الشمس وخسوف القمر:
قد عرف الفلاسفة الكسوف الذي هو من صفات الشمس بأنه استتار وجهها المواجه للأرض كلا أو بعضا؛ بسبب حيلولة أي توسط القمر بينها وبين وجه الأرض. وأما خسوف القمر، فهو استتار وجهه المواجه للأرض كلا أو بعضا؛ لسبب توسط الأرض بينه وبين الشمس، وذلك بأن خيال الأرض الذي يقع حينئذ عليه يظلمه كله أو قسما منه، ولكن لا يخفيه بالتمام على مذهب المتأخرين أو حيلولة بعض الأجرام الفلكية بينهما على مذهب القدماء، وكانت هذه المناظر من زمن طويل تجعل رغبة في قلوب الأمم الذين كانوا يحسبونها علامة غضب سماوي، فكان الرومان يضرمون نارا عظيمة لإعادة نور النجم ذي الخسوف، وكان سكان مكسيكو يخافون من ذلك ويصومون، وكان قوم من سكان بلاد في شمالي أوروبا تدعى «لابون» يطلقون البنادق تجاه السماء لكي يخوفوا الجن أو الأرواح الشريرة، وكان الصينيون يخرون على الأرض ضاربين جباههم عليها، وكان أهل بلاد صيام من الهند الصينية في آسيا يدقون ويعزفون بضوضاء وهيلولة كصوت الرعد ... إلخ. وفي كل ذلك دلائل على أن الكلدانيين جعلوا بعض ملاحظات على الكسوف والخسوف في القرن الثامن قبل الميلاد.
كلوفيس الأول:
هو أحد ملوك فرنسا، وهو ملك نصراني. ارتداده إلى النصرانية وتأسيسه مملكة الإفرنج سنة 496ب.م، ولفظة «إفرنج»، معرب فرنك ومعناه حر، وهي عند الأتراك واليونان والعرب تطلق على أي كان من سكان الأقسام الغربية في بلاد أوروبا كالإنكليز والفرنسيس والطليان ... وهلم جرا.
كليوباطرا:
ملكة مصر المشهورة بالجمال، توفيت في سن 39 بلسعة أفعى.
كهربائية:
الكهربا والكهرباء صمغ شجرة الجوز الرومي، وهو أنواع، وأجودها النقي يجذب التبن والهشام إذا حك، ويشاركه السندروس في ذلك، معرب كاه ربا بالفارسية، معناه كاه: تبن، وربا: جاذب، والكهربائية هي إحدى المواد الثلاث الطبيعية الغير القابلة الوزن، التي هي الكهربائية والحرارة والنور، ودعيت هذه المادة المنتشرة في الكون بالكهربائية؛ لأنها ظهرت أولا في الكهرباء التي هي نوع من راتينج لا يشاهد إلا في جوف الأرض، وأصله مجهول حتى اليوم، وذلك قبل المسيح بستمائة سنة، وقد عرف القدماء بعض خصائص الكهربائية، وأول اكتشافها في أوروبا كان سنة 1467ب.م، وأول آلة اصطنعت منها كانت سنة 1650ب.م من رجل ألماني من مدينة مكدبورج اسمه أوتودوكبودريك، ثم تفنن فيها العلماء فتقدمت كثيرا، ونجم عنها فوائد جزيلة كالتلغراف وغيره.
كوتاهية:
مدينة مشهورة في بر الأناضول من بلاد الترك في آسيا، وهي داخل البلاد ومقر والي إيالة الأناضول. افتتاحها سنة 1381ب.م، وفي سنة 1852ب.م قيل كان عدد أهلها 50000 نفس.
الكوفة:
هي مدينة مشهورة في العراق العربي، وهو القسم الجنوبي من الأراضي الواقعة بين الفرات والدجلة كائنة جنوبي بغداد بقرب نهر الفرات المذكور، تأسست سنة 636ب.م في أيام عمر بن الخطاب، وإن الذي مصرها سعد بن أبي وقاص أحد الصحابة ونقل إليها أهل الحيرة، وإلى الكوفة تنسب جماعة من النحاة، وكان أهلها ممن يوثق بعربيتهم ويستشهد بكلامهم، وهي مولد أحمد بن الحسين المعروف بالمتنبي المشهور بالشعر، وكان مولده بها سنة ثلث وثلث مائة للهجرة وبالقرب منها مسجد علي، وهو مدفن علي بن أبي طالب وابنه الحسين، قيل سميت كوفة لاستدارتها واجتماع الناس بها، ويقال لها كوفان وكوفة الجند؛ لأنه اختطت فيها خطط العرب أيام عثمان، و«الخطط» جمع الخطة: الأرض التي تنزلها ولم ينزل نازل قبلك، والأرض التي يختطها الرجل لنفسه بأن يعلم عليها علامة يخطها بها؛ ليعلم أنه قد اختارها ليبنيها.
الكيميا:
الكيميا عند الأكثر يونانية معناها المكر والحيلة، وعند البعض معرب خيميا باليونانية أيضا، ومعناها برء الساعة أو من خيموس، ومعناها عصير، وقيل الكيميا عبرانية الأصل، ومعناها من الله، ولا يبعد أن تكون الكيميا مأخوذة من مادة الكوم بمعنى الجمع أو الكمي بمعنى الستر أو القيمة، وعلم الكيميا عند القدماء علم يراد به تحويل بعض المعادن إلى بعض، وعلى الخصوص تحويلها إلى الذهب بواسطة الإكسير أي حجر الفلاسفة أو استنباط دواء لجميع الأمراض، وأما عند المتأخرين فهو علم أو صناعة يبحث بها عن طبيعة وخاصيات جميع الأجسام بواسطة الحل والتركيب، وأصل هذا العلم من مصر، وكانت الكيميا معروفة عند اليونان سنة 1000ق.م، أخذوها عن المصريين والفينيقيين، وأقدم مؤلف تكلم عن هذا الفن هو «جوليوس ماترنيوس فرنيكوس» الذي كان في زمن تسلط الملك قسطنطين سنة 340ب.م، وقد قال «سويداس اليوناني» في قاموسه سنة 1100ب.م عند كلامه عن هذا العلم أنه عمل الذهب والفضة، وقال «ليبافيوس» سنة 1595ب.م أنه صنعة استحضارات كيمياوية، أي استخراج خلاصات صافية بشكل متفرق من المزيج، «ولاماري» أحد الكيمياويين الفرنساويين يقول في سنة 1675ب.م إنه فن موضوعه أن يفرز الجواهر المختلفة التي تحدث في الأمزجة، و«بركمان» في آخر قسم من القرن الثامن عشر ب.م يقول إنه علم يبحث عن مؤلفات الأجسام من طبيعتها وخصائصها وكيفية تأليفها. انتهى.
حرف اللام
لبنان:
انظر سفر تثنية الاشتراع الإصحاح الثالث عدد 25 وما قاله موسى النبي: «دعني أعبر وأرى الأرض الجيدة التي في عبر الأردن هذا الجبل الجيد ولبنان»، ولبنان لفظة عبرانية معناها أبيض أو الجبل الأبيض، قيل سمي به لبياض صخور الكلسية، وقيل أيضا لبياض ثلوجه الحليبي، وقيل سميت سلسلة لبنان هكذا؛ لأن بعضا من جري بياض جوانبه الصخرية وبعضا لسبب الثلج الذي يغشى قممه عشرة شهور في السنة، وطول لبنان ثلاثون ساعة زمانية، وعرضه عشر ساعات، وعدد سكانه مئتان وخمسون ألف نسمة تقريبا، وارتفاع أعلى قمة فيه تبلغ 4800 متر، وقال غيرهم إن بعضها يبلغ علوه 9000 أو 9500 قدم، وقال بعضهم إن معظم ارتفاع جبل لبنان هو أحد عشر ألف قدم أو ميلين، أما الأحجار المتكون منها لبنان فهي صلبة ببياض مرمري أو رخامي، وكانت تؤخذ قديما من مقالعه الكرستة لأفخر أبنية العبرانيين، ومن هناك جلب سليمان الحجارة الكبيرة الكريمة المنحوتة لقيام الهيكل؛ انظر (سفر الملوك الأول الإصحاح الخامس عدد 13) كما يقول: «وسخر الملك سليمان من جميع إسرائيل، وكانت السخر ثلاثين ألف رجل، فأرسلهم إلى لبنان عشرة آلاف في الشهر بالنوبة يكونون شهرا في لبنان وشهرين في بيوتهم، وكان أدونيرام على التسخير وكان لسليمان سبعون ألفا يحملون أحمالا وثمانون ألفا يقطعون في الجبل ما عدا رؤساء الوكلاء لسليمان الذين على العمل ثلاثة آلاف وثلاث مائة من المتسلطين على الشعب العاملين العمل، وأمر الملك أن يقلعوا حجارة كبيرة حجارة كريمة؛ لتأسيس البيت حجارة مربعة، فنحتها بناءو سليمان وبناءو حيرام والجبليون، وهيأوا الأخشاب والحجارة لبناء البيت.»
وفي لبنان معادن حديدية كثيرة وسواقي الماء تتشبع من الثلوج والجليد وتنحدر من على الصخور في أماكن كثيرة يتكون عنها شلالات ظريفة المنظر، التي أشار عنها سليمان في (سفر نشيد الأنشاد الإصحاح الرابع عدد 15) هكذا: «ينبوع جنات بئر مياه حية وسيول من لبنان»، وأيضا في (سفر أرميا الإصحاح الثامن عشر عدد 14) هكذا: «هل يخلو صخر حقلي من ثلج لبنان، أو هل تنشف المياه المتفجرة الباردة الجارية»، وأما أرز لبنان فالكتب المقدسة تشير عنه بجملة إشارات، وهو أنه في أيام سليمان كان أحراش أرز كبيرة مغشية هذه الجبال، لكنها تناقصت في القرون الأخيرة والذي باق منها للآن فهو قليل، ناهيك عن مداومة القطع منها في الأزمان، وما قطع منها وتلف من جرى الحروب ... إلخ، وقد تركتها النسور ووحوش البر التي كانت تلتجي إليها، ففي سنة 1550ب.م قد عد أحد السياح اثنين وثمانين شجرة قديمة فيها، ومن بعد ذلك بخمسين سنة انتشأ ثلاث وعشرون، وفي سنة 1738ب.م كان قائم فيها خمس عشرة وكان واحدة منها، ألقتها قبلا العواصف الشديدة، وعدا هذا يوجد شجيرات صغيرة تنمو بقربها، ويقال إن هذه الأشجار من بقايا الحرش التي كان سليمان يأخذ منها الأخشاب لبناء الهيكل، وذلك من مدة تنوف عن ثلاثة آلاف سنة، وكما قيل في (سفر الملوك الأول الإصحاح السابع عدد 1) هكذا: «وبنى بيتا وعمر لبنان ...» إلخ «من أعمدة أرز وجوائز أرز ...» إلخ، وقد تشاهد عند أجذاع أو قرامي الأشجار القديمة مرقوم أسماء السياح وخلافهم من الزوار. حدوث حرب أهلية في لبنان سنة 759ب.م، ولاية فخر الدين معن في لبنان وتوابعه سنة 1624ب.م. حدوث الحرب الأهلية الكبيرة فيه بين القيسية واليمنية في قرية عين دارا سنة 132 هجرية الموافقة سنة 1720ب.م، وحدوث حرب أهلية أيضا سنة 1257 هجرية الموافقة إلى 14 أيلول سنة 1841ب.م، وأيضا في أواخر تشرين سنة 1842ب.م، وأيضا حدوث حرب أهلية سنة 1260 هجرية الموافقة سنة 1844ب.م، وأيضا سنة 1845ب.م في شهر نيسان، وأيضا في 30 شهر آب سنة 1859ب.م، وأيضا سنة 1276 هجرية الموافقة شهر أيار سنة 1860ب.م.
اللغة:
اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، وقيل ما جرى على لسان كل قوم، وقيل الكلام المصطلح عليه بين كل قبيلة، وقيل اللفظ الموضوع للمعنى. قيل اشتقاق اللغة من لغى بالشيء أي لهج به، ولا يبعد أن تكون مأخوذة من لوغوس باليونانية ومعناها كلمة. أما اللغات المستعملة في الدنيا أصلا وفرعا، فهي 3064 لغة منها في أوروبا 358، وفي آسيا 987، وفي أفريقيا 276، وفي أميركا 1264، والباقي وهو 179 في الجزائر، وقد كان لغة الناس واحدة، ولكن بعد أن تبلبلت الألسن تفرع لغات عديدة منها ما هو مستقل بنفسه ومنها ما وضع تحت أربعة أصول بدليل المشابهة بينها. الأصل الأول: اللغة السامية، ومنها العربية والسريانية وما يجري مجراها. الثاني: اللغة الهندية، ومنها الفارسية وفروعها والسنسكرية، الثالث: اليونانية، ومنها اللاتينية التي من امتزاجها مع لغات أخرى تقومت اللغة الفرنساوية ونظايرها. الرابع: الجرمانية، وهي أصل اللغة الإنكليزية ولغات أواسط أوروبا.
لون:
الألوان الأصلية هي سبعة؛ الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي والبنفسجي، ويشتق منها باقي الألوان.
لوثار:
هو مارتين لوثار المصلح المشهور، ميلاده في 10 تشرين الثاني سنة 1483 أو سنة 1484ب.م في مدينة إيسليبين مدينة من سكسونيا، مملكة من ممالك ألمانيا، وكان ظهوره ومناداته بالإصلاح في جرمانيا وزوينكلوس في بلاد السويس من سنة 1517 إلى سنة 1519ب.م، وكان رفاقه مالنكتون وزونكلوس وكالفين أو كالفينوس. ومات لوثيروس في 18 شباط سنة 1546ب.م.
لندن:
ويقال لها لوندرة، عاصمة المملكة البريطانية أي بلاد الإنكليز، موقعها على جانبي نهر التيمس «الذي طوله 215 ميل، وقال غيرهم 233 ميل»، وأخصها أي ذات موقعها على الشط الشمالي من هذا النهر في مقاطعة تدعى مدلسكس، وقسم كبير منها واقع داخل مقاطعة «صوري» على الشط الجنوبي من هذا النهر على مسافة خمسة وأربعين ميلا، فوق فمه، وقال بعضهم إنها تبعد ثلثين ميلا عن مصبه، وطول هذه المدينة سبعة أو ثمانية أميال، وعرضها من خمسة إلى ستة، ومساحتها كلها مع صوائحها البرانية نحو مائة وعشرين ميلا مربعا، وأهلها كانوا يبلغون في سنة 1841ب.م 1874000 نفس، وفي سنة 1852ب.م مليوني نفس، وفي سنة 1858ب.م 2362236 نفسا، وفي سنة 1862ب.م ثلاثة ملايين نفس، وأسواقها عشرة آلاف سوق.
وهذه المدينة مقسومة إلى ثمانية أقسام، وهي: لوندرة ووستمنستر وماريلبون وفنسبري ولامبت وطورهملتس وتشيلذا وصوثورك، والناس يعبرون من أحد جانبيها إلى الآخر على ستة جسور، تدهش الناظر بظرافتها وتوجب التأمل بمنافعها، وهي خمسة من حجر وواحد من حديد، وقال بعضهم إن لها خمسة ثلاثة من حجر واثنين من حديد، وتحت أرض النهر دهليز أو سرداب معقود بالحجارة واسع، بحيث يمر فيه أكبر العربات، وهو طريق لهم تحت الماء، وأسماء الجسور المشهورة المارة في هذا النهر هي: هنكرفورد وفوكسهول وصوثورك ووستمنستر ولندن وبلاك فرايارس وواطرلو وتشليزا والجسر المعلق الجديد، وهذه المدينة أعظم مدن العالم في كثرة الأهل والتجارة والغنى والجمعيات الأدبية والعلوم والفنون بالصدقة نحو الفقراء والمرضى والجهلة، وفيها كثير من الأبنية العظيمة، ومن أشهرها كنيسة مار بولس - وتقدم الكلام عنها في حرف الباء - والبرج وكنيسة وستمنستر وساحل إنكلترا. أما أسواقها فهي واسعة نظيفة مرصوفة جيدا بالبلاط، وأبنيتها متقنة البناء طلقة المنظر، وأشهرها مبني للاستعمال وليس لقصد الزينة، وفي هذه المدينة قلما يضيع المسافر عن طريقه؛ لكون نهر التيمس يمر طولا في وسطها والأسواق الأصلية فيها كائنة على موازاته، وأسفل هذه المدينة عن بعد خمسة أميال منها تشاهد على نهر التيمس المذكور مكان يدعى «كرينوك» مشهور بمستشفى البحرية فيه، وهو معد لأجل المرضى من الملاحين، وفيه مرصد النجوم أيضا، وأعلى هذه المدينة مكان يدعى تشليزا، وفيه دار الشفاء للمرضى من العساكر، ومكان يدعى «وندسور» يبعد 22 ميلا عن هذه المدينة مشهور بالقلعة التي فيه، وهي مصيف لملوك إنكلترا من زمن ينوف عن 732 سنة، وقوع القحط العجيب في هذه المدينة سنة 1258ب.م، وحدوث الطاعون المهول فيها الذي به فقد مائة ألف نفس، وذلك سنة 1665ب.م، وفي 2 و3 و4 و5 أيلول حدث فيها حريق هائل تلف به ثلاث عشرة ألف بناية، وذلك سنة 1666ب.م، وفي سنة 1851ب.م أنشئ أول معرض عام فيها، وفي خزينة كتبها ما ينيف على نصف مليون من المجلدات، وفي خزينة تحفها من الأنتيكات المصرية الفاخرة ما لا مثل له في الدنيا، ومن التحف المودعة في خزينة الجواهر في هذه المدينة التاج الملكي المرصع بالجواهر الثمينة، وقد جعل لتتويج جلالة الملكة فيكتوريا ملكة إنكلترا المعظمة، وقيمته ستمائة ألف ريال عبارة عن واحد وثلاثين ألف كيس ومائتي كيس، ولجميع هذه المحال الفسيحة هناك أوقات معينة في الأسبوع للدخول إليها، وهذه المدينة هي قديمة جدا، قد حصنها الرومان قديما بالأسوار وتاريخ ابتداء بنائها مجهول، وإن تكن قد ترقت في عهد «نارو» الخامس من ملوك الرومان، وصارت تسمى إقليم جماعة المهاجرين في مدة الثمانمائة والإحدى عشرة سنة الغابرة، فقد قاست كثيرا من البلايا لسبب ما انتشر فيها من النار والطاعون والوباء، وأما الآن فتعد من المدن الأولى في جودة مناخها وحسن سياستها، وقد اقتصرنا عن ذكر جناتها ومنتزهاتها وغيرها وأماكن الملاهي فيها، ومن جملة هذه الجنات جنات تدعى الجنات الملكية موقعها على بستان يدعى بستان رجنت، فيها من جميع أنواع الحيوانات يزورها كل قاصد التفرج على غرائب هذه المدينة.
الليثوغرافية:
وهي مطبعة الحجر، كان اختراعها سنة 1799ب.م، ومخترعها ألويس سنفلدر من مدينة براغ في ألمانيا.
ليسبون:
عاصمة مملكة البورتغال، مبنية على جانبي نهر تاغوس بالقرب من مصبه، وقال بعضهم إنها مبنية على فم هذا النهر، على شطه الشمالي، ومحصنة بقلعة «بيليم»، وميناها حسنة ولها تجارة واسعة وفيها أبنية فاخرة وقصور وساحات جميلة وبها 140 كنيسة، و75 ديرا، ولها مكتبة فيها 80000 ألف مجلد، وسكانها في سنة 1852ب.م قيل كانوا يبلغون 260000 نفس، وفي سنة 1862ب.م 275000 نفس، وقد حدث فيها زلزلة مهلكة سنة 1755ب.م، خرب فيها أكثر المدينة، ودكت سراياتها حتى صارت قاعا صفصفا، وأهلكت سكانها تحت خرائبها؛ إذ فتحت الأرض فاها وابتلعتهم وغشاهم البحر وأغرقهم، وكان عدد الذين هلكوا ثلاثين ألف نفس في ساعة من الزمان، وقال بعضهم: عدد الذين هلكوا ستون ألفا.
حرف الميم
الماء:
نقول بوجه مستوف مقتصرين على خلاصة معناه الضرورية، وترك خلاف شروحات للكيماويين، فالماء جسم رقيق مائع يشرب ، به حياة كل نام، وهو بعد الهواء لبقاء البدن بدونه أكثر من بقائه بدون الهواء، وهو أكبر جزء تكونت منه كرة الأرض؛ لأنه يغطي الجزء الأعظم من سطحها، وقال المعلمون إنه مغطى أكثر من ثلاثة أخماس من سطحها، والماء يوجد في الطبيعة على ثلث حالات، فيوجد بخارا مكونا للسحاب والغيوم، وسائلا ماليا للبحار والبحيرات والأنهر، وجامدا مكللا للجبال العالية، ومغطيا لأكبر جزء من الأراضي الموجودة نحو القطبين، وذلك على هيئة الثلج والجليد، والماء جسم مركب ليس بسيطا كما كانت تزعم القدماء، وهو ثقيل شفاف، وإذا كان نقيا لا لون له ولا طعم ولا رائحة، ومقدار قليل منه قابل الانضغاط، ويذيب أكثر الأجسام، وإذا سخن تمدد، فإن وصلت الحرارة إلى مائة درجة من ميزان الحرارة تصاعد بخارا، وإن برد تكاثفت أجزاؤه، وذلك في الدرجة الرابعة فإن برد زيادة عن ذلك تمدد ثم تجمد جليدا وثلجا وشغل مسافة تزيد عن مسافته قبل التجمد بسبع مرات، وحينئذ يصير أخف وزنا وأكبر حجما من السائل، وقوة التمدد الناشئة من تباعد جزيئات الماء عن بعضها تكون شديدة جدا، حتى إنها تغلب قوة تماسك الإناء، ولو كانت مهما كانت فلو ملئ مدفع مثلا من الماء ملأ تاما وسد عليه سدا محكما بسدادة تدخل فيه بالبرم، ثم عرض الماء الذي فيه للتجلد لانكسر المدفع من سبب تمدد جزيئات الماء وشغلها مكان أكبر من المكان التي كانت عليها قبل التجمد، والماء متكون من جزءين هما الإدروجين والأكسجين؛ أي أنه مقدارين من غاز الإدروجين ومقدار واحد من غاز الأكسجين. وأما نسبة ثقل - أي وزن الأجزاء - التي يتركب منها فهي 88,9 جزءا من الأكسجين، و11,1 من الإدروجين، فتلفظ ثمانية وثمانين جزءا وتسعة أعشار من الأكسجين، وأحد عشر جزءا وعشرا من الإدروجين.
مالطة:
جزيرة مشهورة ببحر الروم، طولها 17 ميلا، وعرضها 9 أميال، واقعة جنوبي جزيرة سيسيليا عن بعد خمسين ميلا عنها، ولها حصون محيطة بها عالية جدا، وعرض أسوارها خمسة عشر قدم، ودائرها ميلين ونصف، ويخترقها خندق مار في وسطها؛ أي من الكورنتينا إلى الميناء الكبيرة المفصول عن المدينة لوحده، طوله نحو ألف قدم، وعمقه مائة وعشرون قدما، وعرضه مائة وعشرون قدم، أيضا يعبرون إليه على خمسة جسور، وكانت هذه الجزيرة في سنة 1841ب.م تحتوي على ثمانين ألفا من السكان، وهي مشهورة أيضا بحصونها المنيعة ، وكانت قديما تحت تسلط وجاق من العساكر تدعى «كوالير ماري يوحنا» التي كانت ذات قوة وغنى، وأما الآن فهي تحت حكم الإنكليز وعاصمتها وميناها «فالاطا» التي كانت تحوي من السكان في سنة 1841ب.م على 32 ألفا.
وفي سنة 1862ب.م بلغ عدد سكان مالطة عدا جزيرة غزو 110000، وجزيرة غزو المذكورة هي واقعة شمالي غربيها، كان عدد أهلها في السنة المذكورة 17000، وإن تكن مالطة جزيرة صغيرة، لكنها ذات أهمية عظيمة لصيانة التجارة الإنكليزية في بحر الروم، وهي كمخزن فحم للبواخر الآتية إلى الشرق، وطبيعيا هذه الجزيرة جرداء، ولكن ترى الآن أكثرها محروثة ومزروعة بالقطن والقمح والشعير وغير ذلك من الحبوب، ومراعي جزيرة غزو المذكورة واسعة، ولذلك ترى الأغنام فيها كثيرة، ومن أثمار هاتين الجزيرتين - أي مالطة وغزو - الليمون والعنب، وغيرهما من الأثمار الفاخرة، وعدا عن القوت الذي يخرج من أرضها ترى كثرة وسعة صيد السمك فيها الكافي سوقها يوميا، والمالطيون هم أشداء أقوياء البنية، ولا محل لإطالة الشرح عنهم هنا؛ إذ ليس هو موضوع كلامنا. ثم ومن المشهور أن أول من استولى على مالطة كان الفينيقيون الذين طردهم منها اليونان، ومن بعد حصار «تروادا» رجع كثير من اليونان لأوطانهم، وما بقي تفرق على جزائر بحر الروم، وبعضهم توطن في جزيرة سيسيليا، وبنى «سيراكوس واجيريجنتي»، وفي سنة 1758ق.م - أي من عهد 3645 سنة - استولى عليها وعلى سيسيليا أهالي قرطجنة الذين كانوا توطنوا على ساحل أفريقيا الشمالي، وقال المؤرخون: إن طرد اليونان من مالطة كان دونه أهوال وسفك دماء؛ لكون اليونان كانت تزداد قوتهم على الدوام، ويمدون من جزيرة سيسيليا، لكن بمجرد قيادة الجنرال «هانيبال» من قرطجنة المشهور انهزم اليونان حينئذ، ومدفنه قرب مكان في هذه الجزيرة يدعى «بينجيزا»، وعلى هذا المدفن حجر مربع مرقوم عليه كتابة باللغة القرطجنية تشير إلى أنه ثوى هناك، وقال المؤرخون: إن هذه الغارات من الرومان أو اليونان على مالطة التي بها كان خرابها وتدميرها من طلقات أساطيلهم كانت سنة 257ق.م، وإنه أيضا في زمن «أتيليوس ركيولوس الروماني» أخربتها العمارة الرومانية، وسلمت حينئذ للرومان سنة 218ق.م، وغب سقوط المملكة الرومانية تولاها مدة القبائل الخشنية، ومن الغوطيين الذين غزوا إيطاليا وسيسيليا واستولوا عليهما، وشنوا الغارة على قرطجنة، وسلبوا ما بها، ووصلوا إلى مالطة، وذلك سنة 506ب.م، وبعد أن استولوا على مالطة مدة 37 سنة طردهم منها جيش الملك جوستنيان، تحت قيادة «بيليزاريوس» جنرال روماني، وقال بعضهم إن استخلاص بيليزاريوس المذكور مالطة من أيدي هذه القبائل كان سنة 533ب.م، ومن ثم بقيت هذه الجزيرة خاضعة لمملكة بيزنطيا - أي لملوك إسلامبول - إلى آخر القرن التاسع ب.م، وقال بعضهم لسنة 879ب.م.
ثم في أول القرن العاشر ب.م غزاها وفتحها العرب الذين في ذلك الحين غزوا كل الشرق، واستولوا على إسبانيا وبورتوكال وإيطاليا، وعلى قسم من فرنسا، ونزلوا على جزيرة غوزو المذكورة وذبحوا كل اليونان الذين كانوا فيها، ومن غوزو عبروا إلى مالطة التي دافعت حينئذ دفاعا عظيما، وأخيرا التزمت أن تسلم لقوة أعظم مما كانت، وبعد استيلائهم عليها استأصلوا وأبادوا كل اليونان واستعبدوا نساءهم وأولادهم، وأحسنوا المعاملة نحو أهالي مالطة، وأطلقوا لهم حرية الدين، وكان مركز هذه الجزيرة موافقا لهم؛ لكون موانيها الكثيرة كانت ملجأ لغاراتهم القرصانية «أي النهب في البحر»، وبنوا قلعة على أساس مكان يدعى «القديس أنجلوا»؛ ليحموا سفنهم من هجوم الأعداء، وبنوا أسوارا جديدة أيضا علاوة على تلك التي كانت مبنية حول المدينة، وبقوا مستولين عليها مدة 220 سنة، ثم في ابتداء القرن الثاني عشر ب.م أتى النورمان ففتحوا سيسيليا وطردوا العرب منها والتحقت حينئذ بسيسيليا حتى القرن السادس عشر ب.م، وما قرره المؤرخون أن من جملة أولئك النورمان الكونت روجر المشهور كان من أصحاب الوجاهة، وسكان هذه الجزيرة كانوا يعدونه أنه منتقذهم، وعزموا أن يسموه ملكا، وصار تتويجه حينئذ ملكا على سيسيليا ومالطة مع كل مقاومة ملك القسطنطينية وبابا رومية له، وكان يعامل الأهالي بلطف ورأفة عظيمة، وبنى وزين كنائس كثيرة، وسمح للعرب أن يسكوا نقودهم الذهبية على الجانب الواحد هكذا «لا إله إلا الله ومحمد رسول الله» وعلى الجانب الآخر «الملك روجر»، وقال المؤرخون أيضا إن في أواسط القرن السادس عشر - أي سنة 1566ب.م - هاجمها الأتراك، وفي 9 حزيران سنة 1798ب.م استولى عليها الفرنسيس في زمن الملك كرلوس الخامس، أي حين سفر الفرنسيس إلى مصر تحت رئاسة بونابرت.
وفي الخامس من شهر أيلول سنة 1800ب.م حدث فيها مخمصة شديدة أضرت بها جدا، ثم استولى عليها الإنكليز سنة 1814ب.م، وأخذ الأمير بشير الشهابي إليها سنة 1256 هجرية الموافقة سنة 1840ب.م، ولم تزل هذه الجزيرة حتى الآن في حوزة دولة إنكلترا الفخيمة.
مادريد:
قصبة مملكة إسبانيا مبنية في بقعة مقفرة في وسط المملكة، كان بناؤها في القرن العاشر ب.م، وهي مدينة حسنة كان عدد أهلها سنة 1852ب.م نحو 170000 نفس، وسنة 1858ب.م 217000 نفس، وسنة 1862ب.م 475785 نفسا، وبها أبنية كثيرة فاخرة من الدور والكنائس والمدارس والمكاتب والقصور وعلى مسافة 22 ميلا، منها دار من دور الملك تحسب من أفخر أبنية الدنيا وتقدم الكلام عنها في باب إسبانيا، اطلب حرف الألف، وهذه المدينة ما لها صوايج خارجة عنها قد حاصرها العرب سنة 1108ب.م، ودخلها الفرنسيس سنة 1808ب.م، والإنكليز 1813ب.م، ثم أيضا رجع إليها الفرنسيس سنة 1823ب.م، وفي سنة 1861ب.م كان في مكتبتها الوطنية 225000 مجلد، وفي خزنة السلاح الملكية فيها ليس فقط تشتمل على أفخر المجموعات في أوروبا، لكن أيضا على بقايا قديمة ثمينة، وهي خوذ الجنرال هانيبال المشهور «من مدينة قرطجنة» والملك جوليوس قيصر وعلى سيوف وخوذ وتروس جميع القواد والأمراء والأبطال الشجعان الذين كانوا في الأعصر المتوسطة والقديمة والحديثة.
المأمون:
المأمون الكبير هو ابن هارون الرشيد، رابع الخلفاء العباسيين، تولى من سنة 813 إلى سنة 833ب.م.
المتنبي:
صاحب الديوان المشهور، وهو أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي، ولد بالكوفة في كندة سنة 303 هجرية الموافقة لسنة 916ب.م، خرج إلى بني كلب وادعى أنه حسني، ثم ادعى النبوة فشهد عليه بالشام، وحبس دهرا، ثم استتيب وأطلق، وكان شاعرا مشهورا، ومكرما من الملوك والكبراء، وهو شاعر سيف الدولة.
المتوكل على الله:
قدومه إلى دمشق سنة 875ب.م.
محمد علي باشا خديوي مصر أو عزيز مصر:
ولد في أسكلة بحرية صغيرة تدعى كافالا، أو كما قال بعضهم إنها من بلاد الأرناءوط من أعمال الروملي، وذلك سنة 1769ب.م، وكان توليه سنة 1804ب.م، ومات في القاهرة في الثالث من شهر آب سنة 1849ب.م، وقال بعضهم إنه مات في الإسكندرية في الثاني من شهر آب في السنة المذكورة بعلة سوداوية، وعمره إذ ذاك تسع وسبعون سنة، وكان أبوه أغا، وكان تعلق محمد علي أولا على التجارة إلى سنة 1798ب.م، ثم ترك التجارة وتعلق على الخدمة العسكرية، وقد اقتصرنا عن وصف شجاعة وفراسة هذا الرجل المشهور الحقيقة أعماله بأن تخلد في بطون الأسفار، وله تاريخ لا يسعنا أن نذكره هنا، وأما تاريخ ذبحه للمماليك هو وولده طورسم باشا فإنه كان في غرة آذار سنة 1811ب.م.
محمد الغوري:
هو ملك هندستان والمتولي إيالة الغوريين في العجم، تولى مشاركا لأخيه غياث الدين سنة 1171ب.م، ومات سنة 1206ب.م.
محمد غياث الدين:
سلطان السلجوقيين في العجم، وثاني أولاد ملك شاه. تولى كل العجم سنة 1105ب.م، ومات سنة 1118ب.م.
مدافع:
هي آلات حربية تقذف الكرات الحديدية التي تدعوها العامة كللا على الأبراج كما يقذفها المنجنيق؛ فتهدم ما أصابته، وعلى موجب تواريخ الصينيين كما يذكر الخواجه «بارفي» في تقرير قدمه إلى مدرسة «الأكادمي» الفرنساوية في سنة 1850ب.م، مآله أن المدافع كانت معروفة منذ سنة 618ق.م، وأما استعمال المدافع في مدينة فلورنس «مدينة عظيمة في إيطاليا»، فكان في سنة 1325ب.م، وأول من استعملها في الحرب إدورد الثالث ملك الإنكليز ضد الفرنساويين، وذلك في موقعة كريسي سنة 1346ب.م، وكان فم المدفع أوسع من أسفله، وقال بعضهم إنه يستدل ببعض الآثار القديمة على أن المدفع والبارود كانا معلومين منذ ألفي سنة في الصين.
مدارس:
إنشاء المكاتب اليومية كان في سنة 529ب.م، ثم انتظمت في ابتداء القرن الثالث عشر ب.م، وقال بعضهم إن وجود المدارس في أوروبا كان في سنة 1781ب.م.
المرايا:
جمع المرآة، وهي ما تراءيت فيه من بلور وغيره، وهو اسم آلة، وقد يستعار للمكان الذي جعل منظرة، أما «بلوطوس» الشاعر اللاتيني الذي مات سنة 183ق.م، فقد ذكر وتكلم عن المرايا، ثم إنه في القرن الرابع ق.م، اشتهرت المرايا بين الرومان، ثم بعد ذلك صار اصطناعها في أوروبا وإتقانها وتلبيسها من مركب ورق التنك الزيبقي، وذلك في القرن السادس عشر، أي سنة 1590ب.م.
مرسيليا:
مدينة في فرنسا، وهي مرسى عظيم على شاطئ البحر المتوسط، ميناها يسع ألف ومائتي سفينة، وهي أقدم مدن المملكة بناها الفينيقيون سنة ستمائة ق.م، أي قبيلة من اليونيان الراحلة أو النازحة، وهم اليونانيون، تنسب إلى «يونيا» من أعمال اليونان، وأصل هؤلاء الجماعة من «فوسيا» في آسيا الصغرى، وكانت هذه المدينة للفينيقيين كملجأ لهم من انتقام الملك شيروس، وقال بعضهم إن بناءها كان سنة 548ق.م، وعدد أهلها كان سنة 1852ب.م مائة وخمسين ألفا، وناقض غيرهم أن في سنة 1841ب.م كان عدد سكانها مائة وسبعين ألفا، وقد أنشأت هذه المدينة أيضا كولونيات كثيرة جميلة، واشتهرت في ذلك الحين بالعلوم والصنائع، وفي سنة 1720ب.م حدث فيها طاعون شديد أهلك نحو أكثر من نصف سكانها، «والكولونية» جماعة من الناس يهاجرون وطنهم إلى بلاد أخرى؛ لتعميرها واستيطانها، مع بقائهم تحت ولاية بلادهم الأصلية، وربما سميت تلك البلاد بكولونية أيضا، وهي لاتينية معناها حراثة.
المركب:
إن القبائل القديمة التي كانت تسكن شطوط البحر المتوسط والبحر الأحمر لم يعرفوا حق المعرفة ما في بناء السفن من الأهمية؛ بل كانوا ينجحون في فن تسييرها في البحر لكونهم كانوا يباشرون أسفارا طويلة في البحر، ومن جملة هذه القبائل الفينيقيون الذين كانوا أول من امتازوا في ذلك، وفي العهد القديم مذكور نقلا عن تاريخ الملك سليمان ومرافقته للفينيقيين والعبرانيين في أسفارهم في البحر إلى بلدان بعيدة لجلب الخشب الذي كانوا يستعملونه في بناء الهيكل والذهب والحجارة الثمينة من أرض أوفير، ثم إن أقدم مركب مشهور كان فلك نوح الذي كان بطول ثلاثمائة ساعد، وبعرض خمسين ساعدا وبعلو ثلاثين ساعدا، وأما سفائن الصينيين كما يبان منقوشا على قبورهم القديمة، فإنها كانت أباريق طويلة لها سار واحد وقلع كبير مربع، وأما اليونان فقد تعلموا من الفينيقيين صعنة بناء المراكب وسفر البحر، وأهل قرنثية كانوا يجرون في بناء السفن على مثال قوالب المركب القديمة والرومان عقدوا مجلسا للمذاكرة في لزوم نزول عمارة بحرية، وذلك سنة 260ق.م، وفي رواية أحد المؤرخين أن إحدى سفن اليونان في عهد الملك «طراجان» اليوناني «المشهور في حكمه العادل» غرقت في بحيرة «ريكيا»، وبانت بعد أن مضى عليها ألف وثلاثمائة سنة، وهي منشأة من ألواح خشب الصنوبر والسرو ومدهونة بالزفت اليوناني وعروق هذا المركب أو خطوطه الواصلة محشاة من خرق كتان من الداخل؛ لتمنع الرشح أو الوكف، وكان خشب هذا المركب سالما ومحفوظا جيدا، ومن الخارج كان مغطى - أي مصفحا - بالرصاص مسمرة بمسامير صغيرة من النحاس، وفي الأعصر المتوسطة كان قد زال وانقطع سفر البحر وبناء المراكب، وكانوا يعرفون قليلا عن السفن في ذلك الآن، وكان الأنكلوساكسون - أي الإنكليز الساكسونيون - يسافرون إلى بلاد الإنكليز سنة 449ب.م في مراكب قابلة الانكسار، وكانت جوانبها من قضبان متشابكة ومغشاة بالجلد، ثم بعد ذلك في سنة 897ب.م أحكم بناء المراكب، ثم انتشر هذا العمل في أواخر القرن الرابع عشر؛ أي في سنة 1344ب.م، وفي أواسط القرن الخامس عشر ب.م صارت السفن الكبيرة تبنى بسهولة، وفي الأعصر الخوالي كانوا يصفحون مراكبهم بالرصاص. أما تمويه السفن - أي تصفيحها بالنحاس - فإن أول ما استعمل بعد ذلك في سفائن العمارات الملكية سنة 1783ب.م، وقال المؤرخون إن اختراع البواخر كان سنة 1807ب.م، وقال آخرون سنة 1803ب.م، وإن الذي اخترع آلة البخار إنما هو «يعقوب واط»، أصله من سكوتلاندا من أعمال إنكلترا، وأول من استعمل قوة هذه الآلة البخارية في البحر كان المعلم «دانيس بابان» الفرنساوي، وذلك سنة 1707ب.م.
مصر:
مدينة بأفريقية واقعة على برزخ السويس الذي عرضه 50 ميلا، وكان فتحه سنة 1869ب.م بمحفل حافل، ويخترقها نهر النيل الذي طوله 2800 ميل، تلقب بالقاهرة وتكنى بأم الدنيا، وسيأتي ذكر بنائها. يحد بلاد مصر شمالا البحر المتوسط، وشرقا خط مفروض من خان يونس على البحر المتوسط إلى السويس، والبحر الأحمر «طول البحر الأحمر 1500 ميل»، وجنوبا بلاد النوبة، وغربا الصحراء وبلاد برقة، ومعظم عرضها 468 ميلا، ومعظم طولها 230 ميلا من الأميال الجغرافية، ومساحتها 80000 ميل مربع، وفي سنة 1852ب.م كان عدد سكان هذه البلاد 3000000 نفس، وقيل إن قبل ذلك في سنة 1827ب.م كانوا سكان بلاد مصر يبلغون 2500000 نفس، وسنة 1862ب.م 5500000 نفس. مناخها حار، أما القسم أو الأراضي الكائنة على شطوط النيل فيها التي تصلح للحراثة؛ أي تلك التي يجري فيها النهر المذكور، فعرضها من 15 إلى 20 ميلا، وأما جميع أرض بلاد مصر بكاملها التي تحرث مع جوانب أوديتها، فهي بمساحة 16000 ميل مربع. أما جانب وادي النيل الذي طوله من الشمال إلى الجنوب 550 ميلا فهو أجرد؛ أي غير مثمر. لكن أرض بلاد مصر مثمرة جدا ولها ثلاثة مواسم سنويا، وأشهر محصولاتها الأرز والقمح والقطن والتتن والنيل وقصب السكر ونوع من الذرة، وأشهر الآثار القديمة فيها هي الأهرام ومسلة فرعون أو عمود بومباي. ومن المدن المخروبة المشهورة فيها أيضا مدينة ثيبس كانت إلى الجنوب منها، وهي من مصر العلياء ثم الأعمدة والمقابر ... إلخ، وقد يقسمون بلاد مصر إلى ثلاثة أقسام؛ الأول: مصر السفلى وأشهر مدنها الإسكندرية ورشيد ودمياط، والثاني: مصر الوسطى وأشهر مدنها القاهرة والسويس وبورت سعيد، والثالث: مصر العليا ويقال لها الصعيد وأشهر مدنها أسيوط وأصوان. أما الأماكن المستقلة الخاضعة لبلاد مصر، فهي الأماكن المثمرة في البر الرملي أو الجرداء الكائنة غربي بلاد مصر، ثم وبلاد نوبية، وقاعدتها سنار لجهة الجنوب منها وكردوفان غربي بلاد الحبش التي قاعدتها غندار.
أما بناء مملكة مصر قديما فكان من الملك مصرايم أو مينيس أو مصر بن بيص بن حام بن نوح سنة 2412ق.م، أو حسب قول «ليبوس بسيوس» سنة 3893ق.م، وقال آخرون سنة 2188ق.م، ولكن الأرجح ما ذكرناه أولا؛ فهو أول من تملكها، وكان جلوسه سنة 2320ق.م، وإن أصل القبيلة المصرية وتاريخ ملكوها لم يزل مطويا تحت خباء الجهالة والشك، وفي سنة 1920ق.م أتى إبراهيم عليه السلام إلى مصر، وفي زمن ملوك مصر الحديثين سنة 1706ق.م قدم يوسف إليها الذي كانت وفاته سنة 1635ق.م في أيام أولئك الملوك، وفي سنة 1575ق.م استولى على كرسي الملك الملك عموصيص، وأصله من مدينة تدعى ثيبس، وهي من مصر القديمة، وهو الذي أسس مملكة ديسبوليس المسماة أيضا ثيبس باسم المدينة المذكورة «وهذا هو الملك الذي لم يعرف يوسف»، ومن بعده بأربع سنين ولد موسى النبي، وفي السنة الأربعين من عمره هرب من مصر، واستمرت دولة ديسبوليس في مصر سبعمائة وخمسين سنة، وفي ذلك الزمان كان تأسيس حكومة الحبشة وبقية مائة وأربع عشرة سنة، وفي ذلك الحين كانت عبودية العشر القبائل، وفي سنة 664ق.م تقررت حكومة الصايتيين، ودامت مائة وتسعا وثلاثين سنة، وفيه بلغ المصريون الدرجة العظمى من اليسار والتمدن، ورتبوا أمر حكومتهم جيدا؛ إذ كانت القبائل الكثيرة العدد المحيطة بهم على جانب عظيم من التوحش والخشونة، وفي سنة 525ق.م أضاف الملك كامبيس ملك فارس ابن الملك شيروس وخليفته مصرا إلى باقي إيالاته، واستمرت تابعة مملكة فارس مائة وثلاثا وتسعين سنة، وكانت في تلك المدة تجهر بالعصيان على فاتحيها، وأما الملك إسكندر الكبير الملقب بذي القرنين فلم يشق عليه فتوح مصر؛ بل فتحها في أيام تملك داريوس سنة 336ق.م.
وقد كان بناء الإسكندرية حينئذ سببا لأن تكون مصر مرسى للتجارة الواسعة، وعزم الملك إسكندر - المار ذكره - أن يجعل فيها مركزا لحكومة مملكته الواسعة، وحين وفاته استولى على البلاد بطولومي الأول ابن لاغوس، وفي مدة سلطنة هذا الملك القادر وخلفائه المتوالين بعده حصلت مصر على قسم عظيم من الترقي والنجاح كما كانت عليه قديما، وبقيت مرسى حسنا للتجارة والصناعة والعلوم مدة ثلاثة قرون، غير أن تساهل ملوك مملكة مكدونيا المتأخرين وضعفهم - وآخرهم كيلو باطرا ملكة مصر - قد سهل للرومان افتتاح مصر. أما الملك أوغسطوس ابن أخي الملك جوليوس قيصر، فقد استولى عليها بعد أن صرف مدة بتعب وعناء جزيل، ثم في تالي ستمائة وست وستين سنة كانت مصر كلها تابعة ملوك الرومان واليونان، وتآلفت وتقررت فيها أحسن مقاطعاتهم، وبقيت زمنا طويلا تحسب عندهم مخزن مدينة رومية، وقال المؤرخون إن إخضاع الرومان بلاد مصر وضمها إلى الولايات الرومانية كان في سنة 30ق.م. وأما اللبرنث الذي في مصر، فقد بناه الملك بساميتكس على شاطئ النيل، وكان هذا البناء العظيم يحوي ثلاثة آلاف بيت واثني عشر قصرا ملكيا داخل باب واحد، وجميعها مسقوفة بالرخام المرمري، وكان بناؤه سنة 65ب.م، وفي سنة 115ب.م كان عصيان اليهود في مصر، وفي سنة 615ب.م غزاها الفرس.
وفي سنة 640ب.م سلمت إلى عمرو بن العاص قائد جيش الخليفة عمر بن الخطاب، فهذا الفاتح قد قال في كتاب أرسله للخليفة المشار إليه يعلمه الحادثة وما توقع معه لما فتح المدينة: «إنني أخذت مدينة الغرب العظمى ولا يمكنني أن أصف أنواع غناها ورونقها ولا أن أعددها، غير أنني أجتذي بقولي عما شاهدته فيها أنها تشتمل على أربعة آلاف سراي أو قصر، وأربعمائة حمام، وأربعمائة مرسح لعب، واثني عشر ألف دكان لبيع البقول، وأربعين ألفا من اليهود الذين كانوا يدفعون الجزية»، وقد بنيت مصر تحت تسلط عمر وخلفائه؛ أي كانت تابعة للخلفاء العباسيين إلى سنة 967ب.م حينما قامت فيها الدولة الفاطمية التي بقيت إلى سنة 1171ب.م؛ إذ طرد التركمان الخلفاء منها وقرر المؤرخون أن في ذلك الحين ملك عليها السلطان صلاح الدين الأيوبي، وفي سنة 754ب.م كان تأسيس مدينة بغداد، وصارت تخت الخلافة، وبعد ثلاثين سنة استولى على مصر هارون الرشيد المشهور - كما ذكرنا - معاهد شارلمان أحد ملوك فرنسا الذي كانت الرومان تخشاه، ثم طرد المماليك التركمان أيضا سنة 1250ب.م، وجعلوا بعد ذلك على كرسي الملك أحد رؤسائهم الخاص ولقبوه بلقب سلطان، وفي سنة 1277ب.م كان قيام بيبرس أشهر ملوك الدولة الجركسية في مصر صاحب الفتوحات الكثيرة، ولقد دامت دولة المماليك على مصر حتى سنة 1517ب.م التي فيها السلطان سليم الأول هزم وكسر جميع المماليك وقتل آخر سلطان منهم وفرض هذا الوجاق ونظمه على منهاج جديد، وأقام عليه رئيسا أحد الوزراء معينا إياه رئيس مجلس مؤلف من أربعة وعشرين رجلا من البكوات أو من رؤساء المماليك، وصارت مصر حينئذ إقليما من المملكة العثمانية في أيام السلطان المذكور حتى سنة 1798ب.م التي فيها تسلطت عليها الفرنساوية تحت لواء نابوليون بونابارت، فحينئذ وهنت وضعفت قوة المماليك وبقيت في أيدي الفرنسيس إلى سنة 1801ب.م التي عندها خرج الفرنسيس من الديار المصرية، ثم رجعت إلى المملكة العثمانية، حتى تولى عليها محمد علي باشا الذي تسلط أيضا على الديار الشامية من أثناء سنة 1830ب.م إلى سنة 1840ب.م، ثم عادت إلى أيدي آل عثمان وبقي محمد علي باشا متوليا في مصر من قبل الدولة العلية، ولم تزل إلى الآن بيد نسله، وليس محل هنا لإيراد تلك الوقائع المشهورة التي حصلت هناك؛ لكونها معلومة ولها تواريخ مخصوصة.
المعادن:
علم صب المعادن أي تذويبها، وجعلها قوالب لأجل البيع وخلافه، حسبما يذكر المؤرخون، كان معروفا قبل التاريخ المسيحي بألف وأربعمائة وخمسين سنة؛ انظر (سفر أيوب الإصحاح الثامن والعشرين)، وأما علم المعادن الذي يبحث فيه عن خصائص الجواهر المعدنية، ويعلمنا كيف نصفها وأن نميزها ونرتبها أو نعدها حسب طبقتها ... إلى غير ذلك، فهذا العلم كان في القرن الحادي عشر ب.م، والفيلسوف والطبيب العربي المشهور المعلم أفيسينا الذي تدعوه العامة ابن سينا، فإنه قسم المعادن إلى أربع طبقات وهي: الحجارة والأملاح، «والأجسام الكبريتية أو القابلة الاشتعال والاحتراق والمعادن.»
معن:
ولاية الأمير فخر الدين معن على لبنان وملحقاته سنة 1624ب.م، وفاته سنة 1635ب.م. انقراض الأمراء آل معن والسلالة المعنية وولاية الأمير بشير شهاب الأول في دير القمر وصفد سنة 1109 هجرية الموافقة سنة 1698ب.م.
المغناطيس:
هو حجر يجذب الحديد، معرب مغنيتيس باليونانية، وهو اسم موضع في آسيا الصغرى، وقد قيل إن أول من اكتشف المغناطيس الأرضي كان «روبارط نورمان» سنة 1576ب.م، وقال بعضهم إنه اكتشف خصائص حجر المغناطيس رجل من مدينة نابلس أو نابولي «من أعمال إيطاليا».
المغاربة:
هم يدعون أنفسهم برابرة، والعرب تدعوهم مغاربة، أصلهم من شمالي أفريقية، ويسميهم الرومان لسبب لون الشعب «موريتانيا» أي بلاد شعب ذي اللون أو البشرة السوداء، وهذه البلاد لم تزل تدعى للآن موركو وتونس والجزائر ... إلخ، وقد دخلوا في الإسلامية حينما فتح بلادهم العرب، وذلك في القرن السابع ب.م.
مغول:
حربهم للتتر في جهة حمص سنة 1281ب.م، «ومغول» جمع مغل: جيل من الناس قيل هم من نسل مغل بن النجه خان بن ترك بن يافث بن نوح.
مكبس:
أول استعمال مكبس على البخار في 29 تشرين الثاني سنة 1814ب.م، وأول مكبس الآتي كان اختراعه من «نيكولسن» الإنكليزي العالم بالآلات والكيميا والطبيعيات في سنة 1790ب.م.
المماليك:
أصلهم عبيد من الشركس والتتر، كان دخولهم إلى مصر بواسطة السلطان الصالح في أواسط القرن الثالث عشر ب.م، وكانوا بادي بدء يتألفون من شبان آسيا، وكان يشتريهم الملك جنكيزخان عبيدا له، ويقدمهم إلى ابن الملك الصالح المدعو طوران شاه سنة 1250ب.م، وابتداء توليهم في مصر كان بواسطة سلطانهم نور الدين علي سنة 1254ب.م، وقال بعضهم من سنة 1249 أو سنة 1250ب.م، وفي سنة 1387ب.م تقدم المماليك البرجية على المماليك البحرية «حيث كانوا قبلا يدعون المماليك البحرية لكونهم كانوا يتربون في جزيرة في النيل، فتسموا مماليك بحرية أو نهرية نسبة إلى النهر.» «والبرجيون هم المؤلفون من الشراكسة ومن الكرج أو من التتر» وجعلوا عليهم رئيسا السلطان برقوق، وبقي الملك بأيديهم إلى سنة 1516 أو سنة 1517ب.م؛ أي إلى حين تغلب عليهم السلطان سليم الأول، وقال بعضهم إن في سنة 1765ب.م تولى المماليك البحرية على الديار المصرية من طرف الدولة العثمانية في زمن السلطان مصطفى الثالث.
المملكة:
تقسيم تاودسيوس أحد ملوك الرومان المملكة الرومانية إلى مملكة شرقية ومملكة غربية سنة 395ب.م.
منافخ:
كان استعمالها في بلاد اليونان سنة 544ق.م.
المنذر:
محاربته لجبل لبنان سنة 759ب.م.
موسكو:
هي ثاني مدن روسيا، وكانت عاصمتها قديما، وهي على مسافة 487 ميلا إلى جهة الجنوب الشرقي من بطرس برج، وكان محيطها قبلا 20 ميلا، كائنة في وسط البلاد على شطوط نهر موسكفا، بناها «جرجس دولكوروكي» أمير كيف في أواسط القرن الثاني عشر؛ أي سنة 1147ب.م، وقطرها من الشمال إلى الجنوب ثمانية أميال، ومحيطها الآن ثلاثة وعشرون ميلا، وكان غزو ونهب هذه المدينة من اللوتنيان ومن تتر تمرلنك في أواخر القرن الرابع عشر ب.م، وتتابعت عليها تقلبات كثيرة في القرن الخامس عشر والسادس عشر ب.م، وكادت أن تتلاشى من النار سنة 1536، وسنة 1547ب.م، وفي سنة 1571ب.م لما أحرق التتر ضواحيها الخارجة، وفقد قسم عظيم من سكانها، وحصلت في معامع أيضا كان قد سببها «بسيديوس ديمترتوس»، وذلك من سنة 1605 إلى سنة 1612ب.م الذي فيها استولى عليها أهل بولونيا والقزق، وفي ذلك الحين خرب منها جانب أيضا.
وفي سنة 1812ب.م دخلها الفرنسيس في 14 أيلول تحت قيادة «مورات» صهر نابليون الأول، وفي 15 أيلول في السنة المذكورة تحت قيادة نابوليون الأول المذكور، وهو بونابرت التي فيها أحرقها سكانها، وهجروها بأمر الحاكم الذي كان إذ ذاك واليا عليها، وذهب نحو ثلثيها فريسة للنار، ولم يبقوا لجيش الفرنسيس مأوى يأوون إليه من شدة البرد والزمهرير، فاضطروا حينئذ أن يخلوها، ولو لم تداهمها هذه الداهية لكانت الآن أكبر مدن أوروبا، وفي سنة 1851ب.م مدت طريق الحديد منها إلى بطرسبرج عاصمة روسيا، وفي 7 أيلول سنة 1856ب.م تتوج الملك إسكندر الثاني الحالي فيها، وذلك في كنيسة الصعود، وكان في ذلك الوقت احتفال عظيم مما يروق الناظر، وإلى الآن يتتوج ملوك روسيا بها؛ لأنها قصبة المملكة في الأصل، وإليها تنتسب البلاد، وبها قصور أكابر روسيا القدماء، وفيها مكاتب وقاعات للعلوم ومدرسة كلية وجنات، وعدد أهلها بلغ سنة 1852ب.م ثلاثمائة ألف نفس، وسنة 1858ب.م 350000 نفس، وسنة 1862ب.م 368000 نفس، وهي مركز تجارة برية ليست بقليلة، وفي شهر آب سنة 1860ب.م زارها الإمبراطور إسكندر المشار إليه، وفي إحدى كنائسها برج يدعى «برج إيوان فلكي»، ارتفاعه مئتان وسبعون قدما، ويشاهد من أعلاه منظر بهج جدا، وفيه ما ينيف على أربعين ناقوسا عظاما مختلفة المقادير، وبجانب قاعدة هذا البرج على بسطة أو رجل من الحجر الصواني ترى ملك جميع الأجراس والنواقيس معلقا، وقد سبك هذا الجرس في سنة 1730ب.م في أيام ولاية الملكة حنة إيوانونا ملكة روسيا، محيطه 64 قدما، وقال بعضهم 67 قدما، وعلو هذا الجرس ينيف على إحدى وعشرين قدما، وقال بعضهم 19 قدما، ودائرته 67 قدما، وزنته أربعمائة ألف ليبرا عبارة عن سبعمائة قنطار، وقيمة ثمنه مليونان من الريال، عبارة عن مائة وأربعة آلاف كيس، وقرر بعضهم أن هذا الجرس الفاقد النظير في الدنيا زنته أربعمائة واثنتان وثلاثون ألف ليبرا، فيكون إذا سبعمائة وستة وخمسين قنطارا، وقال آخرون 745 قنطارا، وفي خزينة هذه المدينة كثير من البقايا القديمة الفاخرة الثمينة من جملتها تيجان الممالك والإيالات التي كانت قهرتها دولة الروس، وفيها أيضا أسرة ملك لكثير من قياصرة روسيا نظير بطرس الأكبر وأخيه إيوان حينما تقاسموا الملك، وقيل إن في تاج بطرس الأكبر ثمانمائة وسبعة وأربعون جوهرة، وفي تاج الملكة كاترينا زوجته 2536، وفي هذه الخزينة أيضا من عربات ومركبات كانت قديما للحكومة ومن التحف التي لا محل لإيرادها هنا، وفي خزنة السلاح فيها ترى المدافع المأخوذة من كثير من دول أوروبا - عدا إنكلترا - مصفوفة في صحنها على الترتيب، وكثير من الأسلحة ... إلى غير ذلك. انتهى.
موسى:
النبي ابن عمرام من يوخاباد، وهو معرب موسى بالعبرانية، ومعناه منتشل؛ لأن ابنة فرعون انتشلته من الماء. ذكر المؤرخون الثقاة أن ولادة موسى في مصر كانت سنة 1571ق.م، ووفاته على جبل نابو في فلسطين سنة 1451ق.م. اجتيازه البحر الأحمر مع نبي إسرائيل سنة 1491ق.م.
المورة:
هي شبه جزيرة في جنوب بلاد اليونان ومعدودة قسما منها، وكانت تسمى عند الأتراك تريبوليزا، ويحدها من الشمال جون ليبنته، ومن الشرق جون أتينا وجون نابولي، ومن الجنوب جون قولوشينة وجون قورون، ومن الغرب خليج أركاديا، وكانت تشتمل سابقا على إيالات عديدة كثيرة العمران وأكثر أرضها حزون ووعور، إلا أن فيها كثيرا من السهول والهضاب البديعة والأودية النضرة ذات الخصب. يزرع فيها حب القمح، ويغرس فيها الكرم وأنواع شجر الفاكهة، وهي من أصلح البلدان وأحسنها موقعا بالنظر إلى التجارة البحرية، وفيها للسفائن عدة مراس أمينة؛ كمرسى بتراس ومينا قورون ومينا ناواران الشهيرة بالواقعة العظيمة التي حدثت فيها سابقا بين السلطان محمود وملوك الإفرنج الذين استنصر بهم أهل مورة عندما وهنت قواهم أمام جيوش والي مصر وولده إبراهيم باشا، وتاريخ هذه الواقعة كان في العشرين من تشرين الأول سنة 1827ب.م، وقيل 1826ب.م، وفيها كان استقلال اليونان بموافقة الباب العالي في معاهدة أدريانوبلي سنة 1829ب.م.
حرف النون
نابوليون الثالث إمبراطور فرنسا:
ميلاده في قصر توليري في 20 نيسان سنة 1808ب.م. جلوسه سنة 1852ب.م، وفاته في إنكلترا سنة 1873ب.م.
النار اليونانية:
كان بداءة استعمالها في القسطنطينية سنة 673ب.م، ومخترعها كالينيكوس السوري، وهذه النار كانت تحرق في وسط الماء، والمظنون أن اختراعها كان قبل هذا العهد يرجحون ذلك لأهل الصين، وقال بعضهم إن اختراع الحراريق النارية كان سنة 667ب.م.
النجم:
هو جرم صغير منير ظاهر عيانا في الأفلاك، وهو يضيء في الليل ما لم يظلم نوره بالغيوم أو يتوار لعظم أشعة الشمس الكثيرة، فالنجوم بين ثوابت وسيارة؛ فالنجوم الثوابت تعرف من لمعانها المستديم، ومن وجودها دائما في نفس مراكزها بالنسبة إلى بعضها بعض، والنجوم السيارة لا تلمع وهي تدور حول الشمس. إن معلمي الفلك يعدون النجوم الثوابت شموسا ، وإن في عددها العظيم غير المحدود لبينات على اتساع الخلقة وعظم قدرة الله الخالقة العجيبة.
ناصرة:
بلد في فلسطين، موقعها على أرض مرتفعة في الجانب الغربي من واد، هي أجمل أودية سوريا، ويحيط بهذه الوادي حقول وبساتين وجنائن حسنة المنظر، وفيها دير للآتين محاط بسور، وفيه كنيسة عظيمة، وسكان هذه البلدة قيل كانوا يبلغون في سنة 1862ب.م ثلاثة آلاف نفس، ومن الناصرة إلى طبريا رأسا مسافة خمس ساعات.
النجم السيار:
هو جرم فلكي أو سماوي يدور حول الشمس بسير أو بدورة ذات درجة متوسطة بالمسافة عن مركز الشمس؛ أي خلافا للقاعدة، وذلك إذ إنه يتميز عن نجمة ذات الذنب التي لها سير أو دورة حائدة عن مركزها ومخالفة للقاعدة جدا، فالسيارات تدعى أحيانا سيارات أولية لتتميز عن تلك الأجرام التي تدعى سيارات ثانوية كالقمر والنجوم الصغيرة، وهي النجوم التوابع التي تدور حول بعض من السيارات كمركز لها، ومع هذا تدور حول الشمس أيضا، فأسماء السيارات الأولية هي هذه: عطارد، الزهرة، الأرض، المريخ، المشتري، زحل، «أورانوس أو هرشل»، نبتونوس. ثم إن خمس سيارات أصغر منها سماها بعضهم «أسترويد»، وهي الأربع سيارات التي دعاها المعلم هرشل، إذ اكتشفت حديثا بين دورتي المريخ والمشتري وهي هذه: «سيريس» اكتشفها موسيو، موسيو «بيازي» في مدينة «بالارمو» من أعمال سيسيليا، وذلك سنة 1801ب.م، «وبالاس»، «وجونو»، «وفستا» التي اكتشفها المعلم «أولبرس» وذلك سنة 1807ب.م، وأيضا السيارة «إسترا» المعدودة مع هذه السيارات المذكورة التي اكتشفت حديثا بين دورتي المريخ والمشتري - كما ذكرنا - وتدور حول الشمس، وهذه السيارة «لاسترا» المذكورة، كان اكتشافها في كانون الأول سنة 1845ب.م، وهي تدور حول الشمس في كل ألف وخمسمائة وعشرة أيام مرة. ثم إن المريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتونوس حيث لا دورة أرضية لها يسمونها أحيانا السيارات العظمى، وأما الزهرة وعطارد حيث إنهما داخلان في الدورة الأرضية يدعيان سيارين أسفلين أو أدنيين، فالسيارات هي أجرام غير منيرة؛ أي مظلمة تأخذ نورها من الشمس، ودعيت سيارات نظرا لحركتها ودورانها؛ إذ إنها خلافا للنجوم الثوابت التي تتميز عنها في عدم إضاءتها بينما أن النجوم الثوابت تلمع دائما، وإذا أردت بيان كل من السيارات المذكورة عدا عن الأرض فاطلب «الزهرة» بحرف الزاي.
النجوم ذوات الأذناب:
هي تلك النجوم التي هي أعضاء النظام الشمسي المشتملة، سواء كان على كل المادة التي منظرها غاس فيه قتمة كالبخار حسبما تبان صورة هذه النجوم المظلمة أو على شكل بقعة ضباب التي تنحل، وتتميز غالبا - وليس دائما - بواسطة التالسكوب إلى نجوم صغيرة لا تحصى أو تشتمل على قسم من هذه المادة. وهذه النجوم غالبا تنتقل في دورات مخالفة للقاعدة جدا، وانبعاث أو مجتمع أشعة الشمس المندفعة تكون عليها، وتقترب هذه النجوم جدا إلى الشمس في أحد أقسام دوائرها التي تكون على أدنى أو أقرب مسافة فيها عن الشمس، ثم ترجع إلى الوراء منصرفة عنها بنقطة دائرتها إلى مسافة عظيمة جدا؛ أي عكس اقترابها أولا حسبما ذكرنا، فنجم ذو ذنب حينما يكون بالتمام كاملا يشتمل على ثلاثة أقسام، وهي جرمه أو رأسه، وعلى غطائه وغلافه الأربد كالبخار المتلبد الذي يحيط به ثم على ذنبه، ولكن قسم أو أكثر من هذه الأقسام المذكورة لا بد أن يكون في هذه النجوم.
النساطرة:
منسوبون إلى «نسطور»، رجل من مدينة مرعش، كان في القرن الخامس، أي سنة 430ب.م، وتربى في أنطاكية وأقيم بطريركا على القسطنطينية. حروب النساطرة كانت في سنة 435ب.م.
نسج:
إن آلة النسج الميكانيكية اخترعها جاكر الفرنساوي، وهي التي تنسج من نفسها من دون واسطة الأيدي سنة 1801ب.م.
النتروجين:
لفظة يونانية مركبة من كلمتين: «نطرو» نطرون، «وجانوس» مولد «أي مولد النطرون»، وكان يدعى قبلا أزوت، ولم يزل الفرنسيس للآن يسمونه أزوت، والأزوت يونانية أيضا مركبة من كلمتين: «آ» عادم أو سالب، و«زو» حياة أو روح، أي: عادم الروح؛ لكون هذا الغاز يميت الحيوان حينما يحاط به، وهو يشبه الأوكسجين بكونه غازا، وحينما يكون نقيا فلا لون له ولا رائحة ولا طعمة، لكنه يختلف عنه في خصائصه الذاتية، وهو عنصر جوهري لحامض النتريك المسمى بماء الفضة وجزء أصلي من الهواء الجوي، وهو يوجد في الطبيعة في المواد الحيوانية والنباتية على هيئة أملاح ومركبات، وفي الحالة الغازية كما يوجد في الهواء فإنه يكون في الهواء الاعتيادي أربعة أخماس منه وخمس من الأوكسجين، أي أنه لو ملأنا أربعة أقداح من النطروجين وقدحا من الأوكسجين ومزجناها معا لخرج عنهما شيء أشبه بالهواء الجوي، وبالنظر للثقل نرى أن المقادير مختلفة؛ لأن النتروجين أخف من الهواء بقليل، والأوكسجين أثقل قليلا، على أن ثقل مقدارين من النتروجين مع مقدار من الأوكسجين يكونان الهواء الاعتيادي والمقداران المذكوران كل مقدار هو 14 جزءا، فالاثنان 28 جزءا من النطروجين، والثالث هو 8 أجزاء من الأوكسجين، فيكون الهواء الجوي مركبا من ثمانية أجزاء من الأوكسجين و28 جزءا من النطروجين، وطريقة استحضاره بسيطة، وهي: ضع زجاجة شكلها على شكل الجرس؛ أي قدح كبير من زجاج يشبه قدح الشرب فوق وعاء فيه ماء قليل وتدخل تحته شمعة مضوية، وحينما تنطفي الشمعة يثبت لنا الحال جليا بأن أوكسجين الهواء فرغ وتلاشى. فالنطروجين لا يتحد مع الجسم المشتعل، أي الشمعة، فيبقى وحده، وبقدر ما تكون سرعة ملاشاة الأوكسجين وفراغه يكون صعود الماء في الزجاجة المذكورة لكي يملأ أو يشعل مكانه، وبطريقة استحضار النطروجين هكذا فهذا الغاز لا يبقى بكامله نقيا حينئذ؛ لأن بعض الأبخرة من الشمعة الشاعلة تكون قد امتزجت معه، ولكن نقاوته هذه تكفي لإظهار خصائص هذا الجوهر أو المادة المعجبة، وأول من عرف هذا الغاز هو الطبيب «روثفورد»، وذلك في سنة 1772ب.م، وقال بعضهم سنة 1774ب.م.
النظارة:
آلة في طرفيها زجاجات، ينظر بها الأجسام البعيدة، كالأجرام السموية ويسميها الإفرنج بالتلسكوب. ثم إن النظارة التي تستعمل في التياطرات ومراسح اللعب وخلافها، والنظارة المكبرة التي تدعى «دوربين»، والنظارة المقربة، كان اكتشافها جميعا من «فينوس» أصله من هولاندا أو كان اكتشافها من أولاده اتفاقا؛ لأنهم بينما كانوا يلعبون قد وضعوا زجاجة مجوفة أمام زجاجة محدبة أو مقعرة، وكان ذلك في سنة 1609ب.م ، وقيل أيضا إن أول نظارة فلكية اخترعها يوحنا ليبرسهي من ميدلبورغ في هولاندا سنة 1608ب.م، ثم تفنن فيها الفيلسوف إسحاق نيوتون والبارون هرشل والأمير روس وغيرهم، وقال آخرون إن اختراع النظارة كان سنة 1646ب.م، ومهما يكن فإنا نقول إن اختراع النظارة والمكرسكوب كان في الثاني والعشرين من شهر تشرين الأول سنة 1608ب.م، وفي رواية بعض المؤرخين أن اختراع المكرسكوب أو النظارة المكبرة كان سنة 1572 من رجل هولاندي يدعى كرنيليوس دريبل، وقال بعضهم بل هو زخريا جانسن وهو هولاندي أيضا، وذلك سنة 1590ب.م، واختراع التالسكوب سنة 1652ب.م، أما الستيريوسكوب - وهي النظارة ذات العينين التي تجسم بها الصور وتستعمل في البيوت لأجل الفرجة - فاخترع سنة 1838ب.م، وواضعه واتستون الإنكليزي.
نمرود:
جبار من القدماء، هو حفيد حام، ويزعمون أنه هو الذي أسس بابل المشهورة، وفي ذلك الزمن عينه تولى بابل حينما كان الملك آشور ملكا على آسيا، وقيل إن نمرود هو أول ملك وأول فاتح، واستقامت له الدولة من سنة 2640 إلى سنة 2575ق.م.
النور:
يتحرك بسرعة عجيبة، ويقطع قدر مائتي ألف ميل في كل ثانية، ويقدرون لمرور شعاع النور من الشمس على الأرض قدر سبع دقائق، وهو يصدر عن الشمس والنجوم الثوابت وعن القمر وعن السيارات بالانعكاس ... إلخ، وقال بعضهم إن سرعة سير النور تعادل سبعين ألف فرسخ في كل ثانية، فيكون وصوله إلينا من الشمس في ثمان دقائق إذا كان بعدها ستة وثلاثين ألف ألف ميل، على أن الشمس بعيدة عنا نحو أربعة وثلثين مليونا من الفراسخ، ولا يصل إلينا الضوء منها إلا في مدة ثمان دقائق وثلاث عشرة ثانية، وكرة المدفع تقطع هذه المسافة في اثنتين وثلثين سنة؛ أعني أنها تقطع في كل دقيقة ستة فراسخ، فلو سترت الشمس عنا دفعة واحدة لبقيت منظورة منا بعد انمحاقها مدة ثمان دقائق وثلاث عشرة ثانية.
نور الدين محمود:
يدعى ملك العدل، كان سلطان سورية ومصر. توليه على حلب والشام وغيرهما سنة 1145ب.م، حين كان أخوه سيف الدين الغازي يتولى الموصل، ومات نور الدين في الشام سنة 1173ب.م، ونقل بعضهم أنه مات سنة 1174ب.م، وعمره إذ ذاك 58 سنة.
نوح:
كان دخوله للسفينة حين الطوفان على الأرض بأمر الله تعالى هو وزوجه وبنوه ونساء بنيه في السابع عشر من شهر تشرين الثاني، ونزول المطر على الأرض أربعين يوما، واستمر الماء على الأرض مائة وخمسين يوما، وذلك جميعه كان في سنة 2348ق.م، وعاش نوح من سنة 2948 إلى سنة 1998ق.م؛ أي كان عمره تسعمائة وخمسين سنة، وكان له ثلاثة أولاد سام وحام ويافث، واكتشاف شجر العريش كان من نوح.
النواقيس أو الأجراس:
إن الأجراس الصغيرة قديمة جدا، بدليل ما جاء في (سفر الخروج) من أنها كانت من جملة ما يتزين به رئيس الكهنة. أما الأجراس الكبيرة المستعملة في الكنائس، فأول من اخترعها باولينوس أسقف مدينة نولا في ولاية كامبانيا من إيطاليا سنة 400ب.م، وقال بعضهم إن اصطناع النواقيس أولا للكنائس كان سنة 865ب.م.
نينوى:
تدعى في اللاتيني «نينوس»، وفي اللغة الآشورية «نينوى»، وهي مدينة قديمة قديمة في آسيا أشهر مدن العالم، وللآن باق من آثار خراباتها، وكانت عاصمة آسيا القديمة أي آثور أو عاصمة مملكة الآشوريين أو الآثوريين كانت واقعة على الشط الشرقي من نهر «تيكر» قبالة مدينة الموصل الحاضرة، وتبعد نحو مائتين وعشرين ميلا عن بغداد، وبانيها أولا الملك آشور سنة 2680ق.م، ثم وسعها الملك «نينوس» ملك سورية المشهور، ولقبها باسمه، وذلك سنة 1968ق.م، ومات «نينوس» في سنة 1916ق.م، وروى الثقات أن بناء مدينة نينوى وتأسيس مملكة آسيا القديمة وعاصمتها هذه المدينة كانا في سنة 2159ق.م، أو سنة 2200ق.م، وهو المرجح عندهم، وكان خراب هذه المدينة سنة 612ق.م، وقيل وجد بين أنقاض هذه المدينة جسد من خشب التوت بغير بلى أصلا، مع أنه مضى عليه نحو ألفين وخمسمائة سنة مدفونا تحت الأرض. أما آسيا القديمة المذكورة فيحدها شمالا أرمينيا، وغربا الجزيرة، وشرقا مادي، وجنوبا بابيلونيا.
النيل :
هو نهر مشهور في أفريقيا، وأكبر نهر يصب في بحر الروم، كائن قرب مدينة الخرطوم في أيالة مصر تدعى السودان أو سنار، وهو مصطنع من نهرين أو أكثر، يقال للواحد البحر الأبيض والآخر البحر الأزرق، ويظن أنه منبجس من جبال القمر في أواسط أفريقية، أي أن أقصى ينابيعه من تلة صغيرة خارج من روضة ماء في وسط إقليم جيش، ومنبعه يبعد نحو ستة آلاف قدم علوا عن البحر، وطول مجرى هذا النهر برمته هو خمسة آلاف وخمسمائة كيلو متر، وقال بعضهم 2800 ميل، ويصب فيه أنهر ونهيرات من بلاد الحبش، وقبل دخوله إلى مصر يتعرض لجريانه صخور فيحدث نوع من الشلالات، وتسمى جنادل النيل، وحينما يكون هذا النهر على حالته الاعتيادية لا يصلح لركوب سفينة وسقها أكثر من 1200 قنطار من مدخله إلى الجندل الأول، ولكن عند فيضه تجري فيه السفن الكبيرة إلى حد القاهرة؛ إذ يكون عمقه حينئذ نحو 40 قدما، وقيل إن عند وصول هذا النهر إلى القاهرة ينقسم إلى قسمين، أحدهما يصب بقرب مدينة رشيد، والآخر بقرب دمياط، وأما علة فيضه فهي وقوع الأمطار الغزيرة في الجبال المجاورة لمخارجه، وهو يبتدئ في الزيادة عند الانقلاب الصيفي؛ أي في آخر حزيران، ويصل إلى أعلى درجة الارتفاع عند الاعتدال الخريفي؛ أي إلى أول تشرين الأول، فيستمر على ذلك عدة أيام، ثم يأخذ في التناقص إلى الانقلاب الشتوي، وبعد انحدار الماء من الأراضي تراها مكتسية بالطين، وهو يدملها ويقويها على تغذية النبات والزروع، وكلما زاد فيض النيل زاد الخصب في بلاد مصر، وقد قال المؤرخون إنه تبرهن بمجرد القدمية أن من زمن ينيف عن 3011 سنة كان يصير هذا الفيضان نفسه بمدته وفصوله ... إلخ.
ثم إن ماء النيل في الغالب لا يصلح للشرب إلا بعد ترشيحه وتصفيته لما يخالطه من الأكدار، وفيه أنواع شتى من السمك، وكثير من التماسيح، وأكثرها في بلاد الصعيد، وضد التمساح حيوان صغير يقال له النمس، يأكل بيضه، ولكنه قليل لا يألف البيوت، وفي سنة 1798ب.م كان تغلب الأساطيل الإنكليزية التي كانت تحت إمرة الأميرال نيلسون على الأساطيل الفرنسوية، وذلك عند خليج أبي قير بقرب مخرج هذا النهر، وكانت معركة هائلة، بل ملحمة، فدارت الدوائر على العمارة الفرنسوية، فتدمرت.
حرف الهاء
هارون الرشيد:
الخليفة المشهور الخامس من بني العباس، ولد في مدينة «را» أو «راظي» في العراق العجمي سنة 765ب.م. تولى وخلف أخاه موسى الهادي من سنة 786ب.م، ومات سنة 808 أو سنة 809ب.م.
الهجرة:
هي من الهجر، أي حين هجر حضرة صاحب الرسالة من مكة المكرمة إلى يثرب أي المدينة المنورة، ومن ثم ابتدأ التاريخ الإسلامي المدعو سنة هجرية، وحدوث ذلك الهجر يوافق السنة الميلادية في السادس عشر من تموز سنة 622، أو بموجب الحساب الفلكي في الخامس عشر من تموز سنة 622، لكن أبو الفداء ذهب إلى أنها بعد ذلك بثمانية وستين يوما، وقال غيره بشهرين. أما السنة الإسلامية فهي أقصر من السنة الميلادية، وبين التقاويم الإسلامية والتقاويم المسيحية دائما اختلاف، وأي تاريخ كان في أحدهما يمكن نقله وتحويله إلى الآخر، لكن على ترتيب مخصوص، ففيما بين جميع القبائل المتمدنة ترى البعض يجرون في حساب السنة على القمر بدون أن يلتفتوا إلى الشمس أو إلى الفصول، وسنتهم تشتمل على اثني عشر شهرا قمريا أو ما بين ثلاثمائة وأربعة وخمسين يوما وبين ثلاثمائة وخمسة وخمسين يوما، فلذا يكون ابتداء سنتهم راجعا إلى وراء بما ينيف على أحد عشر يوما في كل سنة بسبب اختلاف الفصول، وتكمل دائرة الرجوع إلى الوراء والسنة كلها تزداد مرة في ثلاث وثلاثين سنة، فلذلك كل ثلاث وثلاثين سنة إسلامية توافق تقريبا لاثنتين وثلاثين سنة مسيحية، وأما وجه العمل في ما إذا أردنا نقل أو تحويل تاريخ إسلامي إلى تاريخ مسيحي؛ أي جعله موافقا عليه، فقال مؤرخو الفرنسيس ذلك بأن نضيف ستمائة واثنتين وعشرين سنة إلى السنة الإسلامية، ونحذف ثلاث سنوات من كل مائة سنة، وذهب مؤرخو الإنكليز إلى طريقة ثانية، وهي أن نسقط أولا واحدا من التاريخ الإسلامي المطلوب في كل ثلاث وثلاثين سنة وبعد ذلك نضيف إليه ستمائة واثنتين وعشرين سنة، ووجه العمل هكذا إذا أردنا أن نعرف السنة الموافقة مثلا لسنة 1276 هجرية، فنقسم ألف ومائتين وست وسبعين سنة على ثلاث وثلاثين سنة، والخارج بعد القسمة نسقطه من المقسوم؛ أي من السنة المذكورة، والمتبقي بعد الإسقاط نضيف إليه ستمائة واثنتين وعشرين سنة، والمجموع يكون السنة المسيحية المطلوبة الموافقة للسنة الإسلامية المذكورة هكذا.
هرشل:
سير وليم هرشل، هو فلكي إنكليزي مشهور، ولد في الخامس عشر من شهر تشرين الثاني سنة 1738ب.م في أيالة «هانوفر» من أعمال بروسيا، وهذا الفلكي اكتشف سيارة «أورانوس أو هرشل»، نسبة إليه، وذلك في 13 آذار سنة 1781ب.م، ثم اكتشف نجوما صغيرة تابعة لنجم أورانوس المذكور، وذلك سنة 1787ب.م، ثم اكتشف أيضا نجمين صغيرين جديدين تابعين لنجم زحل سنة 1789ب.م، وله اكتشافات عظيمة مشهورة خلاف هذه، ثم إن الملك جرجس الثالث أحد ملوك الإنكليز ساعد وليم هرشل وأقام له مرتبا قدره أربعمائة ليره سنويا مدة حياته، وحتى لا يمطله بالعطية أقطعه ضيعة تدعى «سلو»، وهي قريبة من قصره الكائن في بلد يدعى «وندسور»، وهو مكان في بلاد الإنكليز مخصص لمصيف ملوك الإنكليز، وقد صنع وليم هرشل المومأ إليه نظارة معظمة كان ينظر بها السيارات طولها أربعون قدما، عبارة عن ثمان عشرة ذراعا، وقطر زجاجتها - أي مرآتها وهو قطرها - أربع أقدام، عبارة عن ذراعين، وسمك زجاجتها مقدار عشر حبات شعير ونصف، ووزنها ينيف عن ألفين ليبره، عبارة عن ثلاثة قناطير ونصف، وقد توصل المعلم هرشل إلى أن يجعل كل ما نظر إليه في نظارته أكبر مما هو في نفسه ستة آلاف وأربعمائة وخمسين مرة. أما نظارة الأمير «راس» فإن طولها اثنان وعشرون ذراعا، وقطرها نحو ثلاث أذرع، وهي أكبر نظارات الدنيا، والأمير «راس» المذكور توصل إلى أن يرى بنظارته في القمر كل جسم يكون قياسه مائة وخمسين ذراعا، وقد مات وليم هرشل في بلدة «سلو» المذكورة في الثالث والعشرين من شهر آب سنة 1822ب.م.
الهرم:
قيل إن المقصود قديما ببناء الأهرام إنما هو للشمس، وذلك في زمان قوة وتسلط الصابئين أو مدافن لملوكهم، وهم كانوا عبدة أوثان، ويعبدون الشمس والأقمار والنجوم، وكان أولئك الوثنيون يسكنون بلاد الكلدان وبلاد الفرس في زمن ابتداء تكوين العالم، وتكاثروا من السكان الذين هاجروا إلى غربي أوروبا، وبقيت هذه العبادة عند الأولين إلى أن تنصروا، وقال المؤرخون: إن الأهرام كانت تبنى تذكارا لذاك الشخص المتوفى الذي بناها أو إشارة إلى حادث أو واقعة مشهورة، وهذه البنايات العظيمة المماثلة لبناء الجبابرة كانت تبنى في مصر وفي الزمن القديم خصوصا لمدافن الملوك أو للحيوانات التي زعموا أنها مقدسة، لكن على حسب قول المتأخرين أن الغرض من بناء الأهرام كان منع اقتحام رمال الشول أو الصحراء، وقال بعضهم من المحتمل أن هذه الأجسام العظيمة التي تبدو للناظر عن بعد ثلاثين أو خمسة وأربعين ميلا، كان القصد فيها أن تهدي السيارة في البر أي القافلة أو المسافرين في بحر النيل، فكل هذه المذاهب بالنظر إلى حقيقة المراد ببناء هذه الأهرام هي غير سالمة من الخلاف، ثم إن بين الأهرام في مصر ثلاثة أهرام مشهورة ومتمايزة عما سواها، وهي هذه: الهرم الأول، هو هرم الملك «كيوبس» أحد ملوك المصريين يدعى الهرم العظيم، بناه الملك المذكور سنة 1082ق.م، وعلوه من أربعمائة وثمانين قدما إلى خمسمائة قدم أو مائة وخمسين مترا، وهذا الهرم قائم على قاعدة مساحة وسعها سبعمائة وأربع وستين قدما، عبارة عن أحد عشر فدان أرض، والملك كيوبس بانيه قد أشغل فيه مائة ألف رجل مدة عشر سنوات، وقال بعضهم عشرين سنة لكي يمدوا جسرا من نهر النيل إلى الهرم المذكور؛ تسهيلا لنقل الحجارة إليه، وثلاثمائة وستون ألف رجل، استمروا عشرين سنة في بنائه، والهرم الثاني بناه «سنساوفيس» ابن الملك «كيوبس» - المار ذكره - سنة 2083ق.م، وقاعدة هذا الهرم ستمائة وتسعون قدما مربعا، وعلوه أربعمائة وسبع وأربعون قدما، وقد فتح هذا مرة بادئ بدأة سنة 1200، ثم سدوه ثانية، وفي هذا الهرم حجرة فقط داخلها ناووس تحت الأرض، ولهذه الحجرة مدخلان، والهرم الثالث بناه «منشار»، قاعدته ثلاثمائة وثلاث وثلثون قدما مربعا، وعلوه مئتان وثلاث أقدام، وفيه حجرة داخلها ناووس من حجر، وقد فقد هذا الناووس في أحد المراكب التي كانت سائرة فيه إلى بلاد الإنكليز، لكن التابوت الخشب والموميا «أي جسم محنط» التي وجدت في مدخل هذه الحجرة هي باقية الآن في خزينة التحف والفنون في بلاد الإنكليز.
هرقلوس:
ويدعى هرقل كزبرج، ملك الروم من ملوك الشرق أول من ضرب الدنانير وأول من أحدث البيعة. مهاجمته للملك كسرى ملك الفرس وحصاره لإسلامبول سنة 610ب.م.
الهندسة:
الحد والقياس، وأصله أندازه بالفارسية، وفي الاصطلاح علم يبحث فيه عن أحوال المقادير من حيث التقدير. إن تاريخ فن الهندسة يقسمه «شازلس» إلى خمسة أوقات: الأول تاريخ هندسة اليونان التي استمرت نحو ألف سنة ، وانتهت سنة 550ب.م، ثم بعد مضي الألف سنة ابتدأ الزمن الثاني في تجديد الهندسة القديمة في سنة 1550، والزمن الثالث كان في ابتداء القرن السابع عشر، وفيه تجددت الهندسة بواسطة «رائيس كارتس كورديناتس» أحد فلاسفة الفرنسيس، والزمن الرابع كان ابتداؤه من جمعية الاختراع العالية في مباحث مثل هذه الفنون، وعمل قياسات وحسابات فيها، وذلك سنة 1684ب.م، والمدة الخامسة هي في جيلنا، كانت من «مونغو» أحد علماء ومهندسي الفرنسيس الذي كشف وحل المشكلات الصعاب في الهندسة؛ إذ جعلها مسائل مرسومة، ومن بعد اشتهار كتاب «شازلس» المذكور في علم الهندسة دخل زمن سادس سنة 1853ب.م، وقصارى ما نقول إن علم الهندسة أصله من فلاسفة اليونان، كطاليس وفيثغوروس وغيرهما، فهم أخذوه عن المصريين قديما ومن بلاد الهند.
الهواء:
هو السائل الذي نستنشقه، وهو عديم الرائحة غير منظور، ليس له طعمة ولا لون وهو «مغاط أو مداد» ذو ثقل يتحرك بسهولة، ويكون رقيقا وكثيفا، فلو جزأنا قسما من الهواء الجوي إلى مائة جزء وكان الغازان اللذان يتكون منهما ينفصلان عنه لوجدنا أنه مركب من عشرين أو واحد وعشرين جزءا من العنصر المعروف بالأوكسجين وتسعة وسبعين، أو ثمانين جزءا من العنصر المعروف بالنطروجين، وبالنظر إلى الوزن، هو من ثمانية أجزاء من الأوكسجين إلى ثمانية وعشرين جزءا من النطروجين، وفي الهواء أيضا من البخار المائي وجزءي من الحمض الفحمي أي الكاربونيك قدر جزء في الألف، وإن يكن يتصعد من الأرض غازات مختلفة وتمتزج بالهواء، لكنها لا هي ولا الحمض الفحمي تعد أجزاء أصلية منه، فالهواء المحيط بالأرض يدعى الهواء الجوي، وثقله النوعي بالنسبة إلى الماء هو كنسبة واحد إلى 828، وقال بعضهم إنه أخف من الماء بنحو سبعمائة وسبعين مرة، وهو ضروري لقيام الحياة، وحينما نستنشقه إلى الرية ينفصل منه جزء الأوكسجين عن جزء الأزوط، ويظن أنه يعطي للجسم حرارة وتقوية أو انتعاشا، وهو الواسطة أيضا في توصيل الصوت، وفي بعض الأحوال يكون ضروريا للاشتعال، ويقدرون أن ارتفاع الهواء الجوي عنا نحو أربعة وخمسين ميلا.
هيدروجين:
هي لفظة يونانية مركبة من كلمتين: «هيدرو» ماء، «وجانو» مولد. أي: مولد الماء، وهذا الغاز هو أحد عنصري الماء، أي أن الماء متكون من تسع منه ومن الأوكسجين ثمانية أتساع، أو نقول أحد عشر جزءا وعشر منه وثمانية وثمانون جزأ، وتسعة أعشار من الأوكسجين، وغاز الهيدروجين هو سيال ذو شكل أو طبيعة هوائية أو سيال متلزج؛ أي متمغط، وهو أخف من أي جسم كان عرف، وأخف من كل الجواهر القابلة الوزن، وأخف من الهواء الجوي بأربع عشرة مرة، وأخف من الأوكسجين بست عشرة مرة، وثقله النوعي هو 0,0694 من الهواء هو 1,00، ولسبب خفته العظيمة يستعمل لإملاء البالونات، وهي القباب الهوائية التي تتصاعد في الهواء إلى مسافة عظيمة من الجو، وهو قابل الاحتراق بنفسه بغاية ما يكون، ويطفي ويخمد الأجسام المتقدة والملتهبة، وهو مميت وقاتل ومبطل للحياة الحيوانية، وقد عرفوا الهيدروجين في أواخر القرن السابع عشر ب.م، وقال بعضهم سنة 1781ب.م، وحينئذ سموه هواء قابلا للاحتراق، ودعي أيضا مصدر الحرارة أو النار، وأول من تكلم في حقيقته على ما رواه بعضهم «كافنديش» الطبيب الإنكليزي والكيمياوي، وذلك سنة 1766ب.م. ثم اعلم أنه لكون الماء مكونا من الهيدروجين والأوكسجين، فإذا التصق الأوكسجين بمعدن ما لا نطلق الهيدروجين مفرزا ومبتعدا عنه بشكله الغازي، واستحضاره يتم بوضع بعض برادة الحديد في قنينة أو برميل صغير له من أعلى فتحتان؛ إحداهما معدة لوضع الحمض والبرادة، وثانيتهما عليها محكم أنبوبة منحنية من الصفيح، أعني التنك، ذاهبة إلى تحت الوعاء المقصود حصر الهيدروجين داخله، ثم بعد تحضير الجهاز المذكور ووضع برادة الحديد من إحدى الفتحتين يصب عليها حمض الكبريتيك المخفف، وحين وصول الحمض إلى الحديد يحدث غليان قوي، فحالا يتطاير غاز الهيدروجين، ويتحلل كمية من الماء إلى أوكسجين وهيدروجين، فالأوكسجين يتحد مع الحديد، فيكون أوكسيد الحديد، فيتحد بحمض الكبريتيك، فيكون كبريتات الحديد، والهيدروجين يذهب إلى الجهاز المعد له. انتهى. ثم لو حمينا الحديد حتى صار شكله أحمر، نرى أنه يحل بخار الماء الغالي باتحاده مع الأوكسجين وجعله الهيدروجين لوحده، وقال الكيمياويون إنه حينما يمتزج الهيدروجين مع الأوكسجين أو مع الهواء الجوي، فيحترق ويسمع له صوت كصوت البارود؛ وإيضاح ذلك هو أنه لو ملأنا وعاء تنك من مركب جزء واحد من الهيدروجين مع جزئين من الهواء ووضعنا فلينة في الطرف المفتوح ووضعنا شمعة مضوية في خرق أو ثقب له صغير، لاشتعل الغاز وامتد لمقدار هكذا، حتى إنه يدفع الفلينة بقوة عظيمة وصوت عال، ثم لسبب طبيعة الهيدروجين الفاقعة يظن أن هذا الغاز له دخل في حدوث الزلازل الأرضية حيث في بطن الأرض يوجد كميات وافرة من الحديد ووجود الماء أيضا بكميات متساوية مالئا خروق وثقوب الصخور بناء عليه لما الماء يلامس الحديد هناك يعطيه الأوكسيجين الذي فيه فيصير الهيدروجين غازا، وبامتزاجه مع الهواء الجوي؛ فإن كانت ملامسته مع مادة محترقة حدث عنه ارتجاج بصوت، فهكذا في الكهوف الواسعة في الأرض إذا الهيدروجين لامس الهواء يصادف شيئا يشعله، وبهذا التصادم والانطلاق الفاقع الذي يأتي بعده قد يقلب الأرض، وفي بعض الأحوال يخرب المدن وتضحى مدفونة في هذه الشقوق العظيمة التي تنتج عنه، وإذا أردت شرحا مطولا فعليك بكتاب فن الكيميا.
هيدروكرافي:
وهي لفظة يونانية مركبة من كلمتين، وهما «هيدرو» ماء، «وكرافي» أو «كرافوس» وصف أو رسم، وهو علم يبحث فيه عن قياس أو مساحة وتخطيط البحور والبحيرات والأنهر وباقي الأمواه، أو هو فن عمل خارطات تظهر رسم وشكل شطوط البحور والخلجان والأجوان «ج» جون، والثغور والجزائر والرءوس والأقنية والبواغيز والمجاري والأماكن التي يصل إلى عمقها مقياس الأعماق في البحر وخلافها، فكان اصطناع هذه الخارطات المذكورة واختراع هذا الفن من الملاح هنري، وذلك من سنة 1394 إلى سنة 1463ب.م.
هيكل:
إن أشهر هياكل الوثنيين القديمة العجيبة التي كانت تذهل الناظرين، وقد بقي منها شيء إلى أيامنا هذه، هي: هيكل «بيلوس» في بابل، وهيكل «فولكان» في مصر، وهيكل «المشتري» في مدينة «ثيبس» من أعمال مصر قديما، ويطلق اسم «ثيبس» أيضا على مدينة في اليونان، وهيكل «ديانا» في أفسس، وهيكل «أبولو» في مليطوس، وهيكل «المشتري» المدعو أولمبيوس في أثينا، وهيكل «أبولو» في مدينة «دلفي»، وهيكلا الشمس والقمر في مدينة «هاليبوليس»، والثلاثة هياكل المشهورة في بعلبك، وهي الأول هيكل الشمس ويدعى الكبير، كان طوله 290 قدما، وعرضه 160 قدما، ومحاط بأربعة وخمسين عمودا عظيمة، وارتفاع كل منها 75 قدما، وقطره عند قاعدته سبع أقدام وربع، والثاني هيكل المشتري، كان أوطأ من الهيكل الكبير المذكور بعشرة أقدام، ومساحته من الخارج كانت 230 قدما طولا، ومائة وعشرين قدما عرضا، ولكن أشهر جميع هذه الهياكل المذكورة هيكل الملك سليمان الذي كان لأجل عبادة الإله الحقيقي، بناه في القدس الشريف سنة 1004ق.م. خراب هياكل الوثنيين في المملكة الرومانية سنة 321ب.م.
حرف الواو
الورق للعب:
شدة الورق للعب المتبين أن أصلها من آسيا، ولكن الأرجح أن العرب واليهود وغيرهما من الأجناس الشرقية أدخلوها إلى أوروبا قبل القرن الثالث عشر ب.م، أي أنه في سنة 1275ب.م، وشاع استعمال شدة الورق في إيطاليا سنة 1299ب.م.
الورق:
إن القدماء لم يكونوا يعرفون الورق، وكانوا يكتبون قبلا على ورق النخل وعلى لحاء الشجر وعلى الرق المطلي بالشمع وعلى ألواح الرصاص وخلافها، ثم صاروا يكتبون على قشر القصب المصري الذي كان ينبت على شواطي النيل ويدعى باللاتينية «بابيروس»، وبعد أن فتح الرومان الديار المصرية صاروا يستعملون قشر هذا القصب على وجه مخصوص في إيطاليا وفي بلاد اليونان، وقبيل التاريخ المسيحي غلب استعمال الرق على استعمال قشر القصب المذكور، لكن اصطناع الورق أخذ عن أصحاب المعامل في «سمرقند» التي دخل إليها هذا الاصطناع من بلاد الصين سنة 651ب.م، ولكن دخول ورق الشرطوط كان في القرن العاشر ب.م. وأما اصطناع الورق من القطن في بلاد الشرق حين فقد العرب هذه الصناعة، فإنه كان حينئذ في إسبانيا سنة 1100ب.م، وأما ورق الكتان فاصطناعه كان بعد اصطناع ورق القطن؛ أي في سنة 1300 أو سنة 1302ب.م، وقد وهم من قال إن اختراع الورق كان سنة 1409ب.م، وروى آخرون أن اصطناع الورق الأبيض كان سنة 1690ب.م.
وشنطون:
جورج وشنطون هو أول «برزدنت» رئيس جمهورية في أميركا الشمالية، ومؤسس الجمهورية فيها، وهو مشهور عندهم، ولد في 22 أو 11 شباط سنة 1732ب.م، وقيامه رئيسا أولا للجمهورية الأميركانية سنة 1789ب.م، وتوفي في 14 كانون الأول سنة 1799ب.م، وقيل سنة 1797ب.م.
وشنطون:
عاصمة الولايات المتحدة الأميركانية في أميركا الشمالية، وموقعها في مقاطعة كولومبيا. تأسست بعناية جرجس واشنطون أول رئيس مشيخة في أميركا، وتسمت باسمه وذلك سنة 1792ب.م، وقيل 1791ب.م، وفي سنة 1800ب.م نقل مركز الحكومة من مدينة فيلادلفيا إليها، وهي مقر لرئيس المشيخة والحكومة، وفي سنة 1840ب.م قيل كان عدد أهلها 23000 نفس، وسنة 1858ب.م 40000 نفس.
ولتار أو فولتار:
هو عالم فيلسوف مشهور، كانت ولادته في 20 شباط سنة 1694ب.م، ووفاته سنة 1778ب.م، وله مؤلفات شتى، قيل بعضها كفرية.
الوهابية:
ظهور الوهابي سنة 1805ب.م، في وسط «اليمن»، أو في أواسط القرن الثامن عشر ب.م، وهم فرقة من الإسلام محدثة أتباع الشيخ محمود بن عبد الوهاب رئيس هذه الأمة، ومن ثم تلقبوا بالوهابيين اعتزاء إلى رئيسهم، وكان عليهم رئيس ثان يدعى «سعود »، واليمن: هي بلاد كائنة في جنوبي شرقي بلاد العرب.
حرف اللام ألف
اللاذقية:
حدوث زلزلتين عظيمتين في هذه المدينة كادتا تدمرانها، وذلك سنة 1796 وسنة 1822ب.م، وهي كثيرة الزلازل كائنة على ريف البحر المتوسط، وهو بحر الروم على الشمال الغربي من رأس داخل في البحر، وبين المدينة والمينا نحو نصف ساعة، وفيها عدة خرابات وآثار أبنية قديمة، من جملتها بقايا عمار دير أو كنيسة قد بنيت في القرن السادس ب.م، ويقال لها الفاروس، وفي رواية التاريخ القديم أن كان اسمها «راميطا» أولا وأن الملك «سلوقيوس نيكاتور» - ويدعى سلوقوس الغالب - بناها وسماها «لوديقا» على اسم أمه «لاوديق»، وبعد السلوقيين زينها الرومان، وما لبث أن أخربها التتر والمغول والأتراك، وكانت مقاما للتنوخيين أمراء تلك الأعمال، وبها توفي الأمير محمد بن إسحاق التنوخي، وكانت للاذقية قديما تجارة واسعة في الخمر، ويقال لها لاذقية العرب تمييزا، وأهلها كانوا يبلغون في سنة 1852ب.م 4000 نفس، وفي سنة 1858ب.م 5000 نفس، وهذا ملخص تاريخها بالإيجاز.
حرف الياء
يافا:
هي على شاطئ البحر وفيها آبار وبساتين كثيرة، وأبنيتها جيدة متينة كلها معقودة بالحجارة ولو كانت غرفا عالية، ولها تجارة واسعة في محاصيل البلاد كلها في طول شرقي 53 34°، وعرض شمالي 2 32°، وهي على بعد من القدس الشريف مقدار ثلاثة وثلاثين ميلا أو 36 ميلا عبارة عن 12 ساعة، وقال بعضهم 40 ميلا، وفي سنة 1852ب.م كان عدد أهلها 9000 نفس، وفي أعلاها قلعة مستديرة وميناها محصنة بطابيتين؛ أي بطريتين، ومملوة رمالا حتى يمكن للقوايق الصغيرة فقط أن تمر فيها، وفي الطقس الشديد أو العواصف لا يمكن للبواخر تنزيل الركاب منها للبر إلا بعد كل عناء شديد، وهذه المدينة قديمة جدا حتى زعموا أنها كانت في عهد نوح قبل الطوفان، وأن نوح بنى فيها الفلك، ولقد نقل المؤرخون أن بين الأساكل البحرية التي تقسمت بين قبيلة «دان» اسم «جافو» يافا، وميناها معدودة من أقدم مواني العالم، وحيرام ملك صور كان ينقل إليها السرو والصنوبر من لبنان؛ لبناء هيكل سليمان في القدس الشريف . وقد لقبها اليهود باسم «جوبا» أي الظريفة، وقد عانت كثيرا من الخطوب التي ألمت بها، لا سيما في وقائع المكابيين ومعارك الرومان، وصارت مأوى للقرصان، وقد أحرقها «سستيوس»، وقتل عند ذلك ثمانية آلاف من سكانها، وحقق التاريخ أن في القرن السابع ب.م قد استولى عليها العرب، وفي القرن الثاني عشر ب.م أخذها الصليبيون، وكانت مدعاة لاهتماماتهم، ثم دخلت في حوزة سلاطين مصر، ثم أخذها الإسلام؛ أي سلاطين مصر من الصليبيين، وذلك في غاية القرن الثاني عشر ب.م، وفي القرن الثالث عشر ب.م حصنها «لويس التاسع» ملك فرنسا، ثم أخذها الفرنسيس سنة 1799ب.م تحت قيادة نابليون بونابرت بعد حصار عظيم وقتال شديد، وقد قاسى الفرنسيس كثيرا في هذه البلد أرزاء الوباء الفاشي حينئذ. وفي سنة 1832ب.م أخذها محمد علي باشا، وفي سنة 1837ب.م حدث فيها زلزلة دمرت جانبا كبيرا منها وأضرت بسكانها، ثم استولت عليها الدولة العلية سنة 1840ب.م، وقيل إن سكانها في سنة 1862ب.م كانوا يبلغون خمسة آلاف نفس، ومسافة ما بينها وبين القدس الشريف هو اثنتا عشر ساعة أو ستة وثلاثين ميلا، باعتبار كل ساعة ثلاثة أميال.
يزدجرد الأول ملك فارس المشهور:
هو من دولة الساسانيين. تولى من سنة 399 إلى سنة 420ب.م، وكان سبب وفاته أنه سقط عن ظهر الجواد، وهو آخر ملوك الساسانيين والفرس، وقد غلبه الخليفة عثمان، وصارت بلاد فارس حينئذ قسما من مملكة الخلفاء، وذلك سنة 651ب.م أو سنة 652ب.م.
اليسوعيون:
إن الطريقة اليسوعية أسسها «أغناطيوس دي لويولا»، وذلك في الثلثين من كانون الأول سنة 1534ب.م، وهو من عائلة وجيهة في إسبانيا، وقد أثبتها البابا بولس الثالث؛ أي قضى بوجوب انتشارها، وكان إثباته لها في سنة 1540ب.م، وتوفي «أغناطيوس» مؤسس هذه الجمعية سنة 1556ب.م.
اليود:
لفظة يونانية تأويلها «شبيه البنفسج أو بلونه»، اكتشفه في باريس «كورتوا» صانع ملح البارود أو الصودا، وذلك سنة 1811ب.م بينما كان يحرق عشبة تدعى العشبة البحرية؛ ليخرج منها الصودا، وتحققت معرفة اليود سنة 1812ب.م، ولاستحضاره تؤخذ المياه الآمية لصودا وإريك المستخرجة من النباتات البحرية؛ لأنها تحتوي على يودايدرات البوتاسا، فتوضع في معوجة مع حمض الكبريتيك النقي، وبواسطة الحرارة يصعد اليود على هيئة بخار بنفسجي اللون ينعقد صفايح صغيرة في عنق المعوجة، ويستحضر من الرماد الناشئ من حرق بعض النباتات البحرية، والكلام في اليود وخصائصه ومنافعه من مباحث الأطباء، فلا مساغ لذكره هنا.
اليونان:
هذه المملكة يقال لها هلاس، طولها من الشمال للجنوب 200 ميل، ومن الشرق للغرب 165 ميلا فقط، ومساحتها كلها مع جزائرها 15200 ميل مربع، وقيل خمسة عشر ألف ميل مربع، وقال بعضهم 17000 ميل مربع، وبلغ عدد سكانها في سنة 1852ب.م 1000000 نفس، وسنة 1857ب.م 1067216 نفس، وبعضهم أوهم وقال إن عدد سكانها في سنة 1858ب.م ثماني مائة وستة وخمسون ألفا، وتقسم هذه المملكة إلى ثلاثة أقسام وهي: يونان الشمالية، والمورة، والجزائر. يحدها شمالا المملكة العثمانية، ومن بقية الجهات البحر المتوسط، وهي مخترقة بجبال عديدة منها جبل إيتا؛ ارتفاعه 5115 قدما، وجبل بارناسوس؛ ارتفاعه 5750 قدما. حرب اليونان فيها مع الفرس وطلبهم الحرية وكانت نهايتها سنة 4691ق.م ، ثم حدوث حرب أهلية فيما بينهم استمرت 27 سنة - أي من سنة 431 لسنة 404ق.م. استيلاء فيلبس المكدوني عليها في معركة قورونيا سنة 338ق.م، وكانت هذه المملكة قديما منقسمة إلى جملة ولايات جمهورية، ثم خضعت للرومان سنة 146ب.م. هجوم الملك «الإريك» عليها وهو من الغوتيين بمرافقة «جنساريك وظابرخان» له، وذلك في القرن السادس والسابع ب.م، ثم «والنورمان» في القرن الحادي عشر ب.م، وفي سنة 1261ب.م رجعت إلى المملكة الرومانية بواسطة الملك «بالولوغوس». هجوم الأتراك سنة 1438ب.م، واستيلاؤهم عليها سنة 1481ب.م. حروب أهالي «فينيسيا» فيها، وهي مدينة من إيطاليا في القرن السادس عشر والسابع عشر، واستمرت إلى سنة 1718ب.م، وفيها استوى استيلاء الأتراك عليها وصارت حينئذ جزءا من المملكة العثمانية، ثم نهضت بطلب الحرية سنة 1821ب.م، وبعده استقلت، وأقاموا عليها ملكا أوثو ابن ملك بافاريا، وذلك في آخر شهر آب سنة 1832ب.م، ثم طردوه وملكوا عليهم جاورجيوس ابن ملك دنيمارك، وكانت هذه المملكة من عهد 2032 سنة أم العلوم والفلسفة، ومنها ظهرت الفلاسفة العظام مثل أرسطوطاليس وأفلاطون وسقراط وغيرهم، وفيها كان منشأ علم الطب عند آل إقليميوس الذين كانوا يتداولونه لسانا لا خطا، حتى ظهر منهم بقراط، فكتب كتابه المعروف بالفصول الذي شرحه ابن القف، وظهر بعده جالينوس وروفس وغيرهما، فاتسعوا فيه، وكانوا قديما في هذه المملكة يعبدون الأصنام ويبنون لها هياكل عجيبة تذهل الناظرين، وقد بقي منها شيء إلى أيامنا هذه. انتهى.
إلى هنا تمت ترجمة كتاب التحفة السنية وتعريبه، وكان الفراغ من تبييضه في 7 خلت من شهر تشرين الأول سنة ثلاثة وسبعين وثمان مائة وألف من التاريخ المسيحي، الموافق إلى 16 من شهر شعبان سنة 1290، والحمد لله أولا وآخرا.
تنبيه
اعلم أن طول وعرض أكثر الأماكن التي ذكرناها في هذا الكتاب مقيس بالأقدام والأميال والفراسخ حسبما أخذت عن أصلها، فليعلم أن كل قدم منها تساوي عشرة قراريط من الذراع الإسلامبولي، فيكون كل ثلاث أقدام ذراعا وربعا إسلامبوليا، وكل ثلاث أقدام وربع يساوي مترا، والميل في اصطلاح الإنكليز خمسة آلاف ومئتان وثمانون قدما، والميل الجغرافي ستة آلاف وخمس وسبعون قدما، والفرسخ ثلاثة أميال أو سبعة آلاف وخمسمائة ذراع إسلامبولي نحو ثمانية عشر ألف قدم، والحروف المرقومة بعد التاريخ ق.م وب.م، بمعنى: قبل ميلاد السيد المسيح وبعده.
Неизвестная страница