История Наполеона Бонапарта
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Жанры
ولكن لا بد لكل ثورة من نظم تتمشى عليها للوصول إلى المقصد الأسمى، ولا بد لهذه النظم من دماغ يسنها وسيف يدافع عنها. فبينما كان فولتير وروسو ينحنيان إلى القبر بعد أن ملآ العصر بدوي شهرتهما، وبينما كان ميرابو الذي قدر له أن ينقل صولجان الرأي من الفلسفة إلى البلاغة السياسية يمهد لكهولته شهرة الخطيب ومجد رجل الأمة، كانت الحكمة التي تقود العالم إلى الغاية التي تتوخاها في طرق لم يقيض لأحد غيرها أن يتسلل إلى مداخل أسرارها، الحكمة التي في تعاقب الأجيال والممالك، تهيئ كل شيء بأبعد ما يكون من الإتقان في سبيل رقي الأفكار وفوز الثورات الكبرى، أجل، كانت تلد، في زاوية مظلمة من زوايا البحر المتوسط، الرجل الذي سيقف روح الحرب لخدمة روح الإصلاح، ويختم القرن الثامن عشر بمعجزات عسكرية بزت جميع المعجزات التي أدهشت القرون القديمة والوسطى.
ولد نابوليون بونابرت في أجاكسيو من أعمال جزيرة كورسكا، في الخامس عشر من شهر آب سنة 1769، من شارل بونابرت وليسيا رامولينو.
عندما أشرف على تجديد المملكة في عهد القنصلية، صور لبعض الكتبة أن يختلقوا للإمبراطور المزمع سلسلة نسب تصله بالأمراء، وأن يوجدوا له أجدادا بين ملوك الشمال القدماء، إلا أن الجندي الذي كان يشعر بثورة فرنسا تتمخض فيه، ولا يجهل أن استحقاقه وحده هو الذي حمله، في عهد المساواة، من أسفل مراتب الجندية إلى أقصى طبقة من طبقات الملك، أوعز إلى جرائده أن تجيب بأن شرفه لا ينتمي إلى غير الخدم التي أداها إلى بلاده، وأن ذلك الشرف يبتدئ تاريخه من عهد موقعة مونتينوت.
أنهى والد نابوليون دروسه في بيز وروما، فكان على بسطة في العلم والفصاحة ما أتاح له أن يبرز قسطا وافرا من النشاط والجد في كثير من المواقف المهمة خصوصا في مفاوضة كورسكا، تلك المفاوضة التي انتهت باستيلاء فرنسا على تلك الجزيرة سنة 1768.
ظهر شارل بونابرت بعد ذلك في مدينة فرسايل، على رأس وفد ولايته، بداعي المخاصمات التي قامت بين القائدين الفرنسيين ماربوف وناربون بيليز اللذين كانا آمرين في كورسكا، كان نفوذ هذا الأخير عظيما لدى البلاط، إلا أنه سقط أمام الشهادة القوية الصادقة التي أداها شارل بونابرت في دفاعه البليغ عن ماربوف ليبقى وفيا للعدالة والحق، أما ماربوف فلم يفته بعد ذلك أن يمد يد المساعدة إلى أسرة بونابرت.
كان نابوليون، بالرغم من أنه ثاني أولاد شارل بونابرت، معتبرا كرأس للأسرة، وكان عمه الأكبر الأرشيدياكنوس لوسيان، الذي كان عمد ذويه، قد أعطاه هذا اللقب وهو على فراش الموت.
في سنة 1777 وضع في مدرسة بريين، فاجتهد وخص نفسه بدراسة التاريخ والجغرافية وسائر العلوم المدقق فيها، فنجح في جميع هذه المواد وخصوصا في الرياضيات، أما ميله إلى المواد السياسية فقد بدأ ينمو ويعرف منذ ذلك الحين.
أولع باستقلال وطنه، فوقف نوعا من التعبد لباولي
1
الذي كان يدافع عنه بحماسة ضد رأي والده نفسه.
Неизвестная страница