165

История мусульман

Жанры

============================================================

وفي سنة إحدى وتماتين ونلثماية كانت وفاة سعد الدولة بن سبف الدولة بن حمدان وذلك في شهر رمضان فكانت مدة ملكه من حيث مات أبوه خمس وعشرين سنة وشهورا ولما توفي قلد الملك بعده بحلب لولده الأمير (242) سعيد الدولة أبي الفضائل بن سعد الدولة بن سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان وكان سعد الدولة أوصى ولده لولو الخراجي وكان أبو الفضائل صغيرأ فاستقل لولو بالأمور جميعها وصارت كلها إليه.

وبعث العزيز بالله صاحب مصر جيشأ كتيفا لقتاله فقدموا إلى حلب وحاصروها حصارا شديدا واستتجد لولو بالروم فأتوا إليه في عالم عظيم فالتقوا فتصر الله المصريين عليهم فقتل من الروم خلق كثير وتازل المصريون حلب ومقدمهم منجوبكين وطال مقامهم عليها فضجروا وقلت علبهم الطوفة فكتبوا إلى العزيز يستأدنوه في الانصراف تم انصرفوا قبل آن يصل إليهم الجواب فلما ورد على العزيز كتابهم غضب غضبأ شديدا ثم بلغه اتصرافهم فعظم عليه اكثر وسير يتهددهم ويأمرهم بالعود إلى حلب والاجتهاد في التضييق عليها إلى آن يفتحوها فرجعوا وأقاموا عليها ثلاثة عشر شهرأ وبنوا بظاهرها الحمامات والفنادق والأسواق وكتب لولو إلى ملك الروم يطلب نجده ويحرضه على نصرته ودفع المصريين عنه ويقول في جملة قوله إن حلب دهليز بلاد الروم ومتى آخذت حلب أخذت بلاد الروم فأقيل ملك الروم في عدد لا بحصى فرحل متجوبكين مقدم المصريين عن حلب منهزما ووصل ملك الروم إلى حلب فخرج إليه لولو وسعيد الدولة أبو الفضائل فأكرماه وحملا إليه من الألطاف والتحف شيئا كثيرا.

ثم دخل ملك الروم بجيوشه إلى حمص ففتحها وتهيها وقتل وسبا ثم رحل إلى طرابلس فأقام عليها تيفا وأربعين يوما فلم بقدر عليها فرجع إلى بلاده.

وأما منجوبكين مفدم العسكر المصري فإنه رحل إلى دمشق وأقام متحصنأ فيها فلما بلغ العزيز ذلك (243) تجهز وخج بعساكره إلى بلبيس ونزل بها فعرضت له علة صعبة آيس فيها من روحه فعهد إلى ولده الحاكم وأوصيه إلى ارجوان الخادم وتوفي في سنة ست وتمانين وتلثماية وهذه الحوادث إتما تكرناها وإن جاوز بعضها هذه السنة فلسياقة الحديث.

قال وفي هذه الستة خلع الطائع لله من الخلافة وذلك لما عزم الملك بها الدولة بن عضد الدولة على خلعه ركب اليه وقبل الأرض بين يديه ووضع له كرسي فجلس عليه وازدحم التاس فتقدم بعض أصحاب بها الدولة وجدب بمايل سيف الطائع لله وهو متقلد به فأخرجه عن سريره وتكاثر الديلم عليه فلفوه في كساء وحملوه إلى حرامة من دور المملكة واعنقل بها ونهيت دار الخلافة يومذذ وانصرف الملك بها الدولة إلى داره وأظهر أمر الخليفة القادر بالله ونودي بذلك في الأسواق ثم أشهد على الطائع لله بخلعه نفسه وتسليم الأمر إلى القادر بالله طائعا في شهر شعبان فكانت مدة مملكة الطائع لله سبع عشرة سنة وتسعة أشهر وستة أيام وأقام مخلوعا معتقلا إلى أن توفي ليلة عيد الفطر ستة ثلاث وتسعين وتلثماية وعمره ست وسبعين سنة وصلى علبيه القادر بالله.

Страница 165