============================================================
الدولة بن بويه وقدم جرجان في ثالث رمضان فتلقاه الصاحب بن عياد وأرباب الدولة وبايعوه المملكة واسنتقر بجرجان واستوزر الصاحب بن عياد، وفي سنة أربع وسبعين وتلثماية كتب الخليفة الطائع لله لفخر الدولة بن بويه عهدا بنقليده ما كان بيد مؤيد الدولة من الممالك والأقاليم وسيره إليه ومعه الخلع السلطاتية.
وفي سنة خمس وسبعين وتلتماية استولى المالك شرف الدولة على بغداد وكان شرف الدولة أبو الفوارس هذا أكبر أولاد آبيه وكان بيده اصفهان والري وشيراز من بلاد الديلم وغيرها فلما كانت هذه السنة تجهز إلى العراق ليملكها فكتب إلى آخيه أبي الحسن أحمد بن عضد الدولة وكانت بيده بلاد فارس يستتجده على أخيه صمصام الدولة فلم يتجده فخرج إليه يقاتله فقاتله شرف الدولة فأسره وحبسه ثم قصد شرف الدولة العراق واستولى على الأهواز والبصرة وواسط وكثرت أمواله ورجاله وبعث إلى الخليفة الطائع يطلب الخلع السلطاتية والعهد والتقليد فأجابه إلى ذلك وبعث إليه به وطلب تسليم آخيه صمصام الدولة وكان معتقلا عنده فسلم اليه بعد أن اتفق الصلح بين صمصام الدولة وأخيه شرف الدولة وأن يخطب له أولا وأن لا يتعرض أحد منهما إلى ما في يد الآخر (241) وتحالفا على ذلك ثم اندر صمصام الدولة إلى شرف الدولة وهو بواسط فأنزله خبمه بغير سرادق ووكل به جماعة لحفظه وحفظ الخزائن ثم قصد شرف الدولة بغداد فقدمها في شهر رمضان ومعه ما يناهز عشرين ألفأ من الديلم وثلاثة ألف غلام تركي واستقر ملكه بها وسير آخاه صمصام الدولة إلى قلعة اعتقله بها فكانت مدة مملكة صمصام الدولة بالعراق ثلاث سنين وأحد عشر شهرا.
وفي سنة سبع وسبعين وتلثماية خلع الطائع لله على الملك شرف الدولة أبي الفوارس بن عضد الدولة وتوجه وطوقه وسوره وكتب له عهدا وولاه ما وراء بابه وعقد له لواعين ولقبه شاهنشاه.
وفي سنة تسع وسبعين وتلثماية توفي شرف الدولة وذلك لليلتين مضيتا من جمادى الآخرة فكانت مدة مملكته ببغداد سنتين وتماتية أشهر وكان عمره ثمان وعشرين سنة وخمسة أشهر وحمل تابوته إلى الكوفة فدفن إلى جانب أبيه.
ولما توفي شرف الدولة قام بالملك بعده أخوه الملك بها الدولة أبو تصر بن عضد الدولة وخلع عليه الطائع لله الخلع السلطانية وتوجه وطوقه وسوره وكتب له عهدا.
وفي ستة تمانين وتلثمابة أطلق صعصام الدولة من محبسه وكان آخوه شرف الدولة شعل عينيه فلما مات شرف الدولة أطلقه أخوه بها الدولة وأعطاه شيراز وارجان وبلادها وجعل معه أخاه أبا طاهر بن عضد الدولة ومات أبو طاهر بعد مدة قريبة واستمر صمصام الدولة ملكا في الصورة لا في المعنى وقام بأمره رجل يقال له فولاد.
Страница 164