История масонства
الحقائق الأصلية في تاريخ الماسونية العملية
Жанры
نعم، إن وقتا يرى العالم نفسه فيه متخلصا من ربقة الأسر والاستعباد لوقت سعيد. ولكن لما كانت الماسونية مؤسسة على مباني الحق قائمة على دعائم الصدق بلا شائبة تشوبها فسيأتي ولا شك يوم يظهر للعالم هذا الأمر ويصبح الجميع وكلهم أبناء أم واحدة وأب واحد لا تفرق بينهم عوامل الحقد والضغينة ولا عوامل التشيع والتحزب، وما ذلك إلا لانتظامهم في الماسونية التي هي عقد الاجتماع ورابطة الأخوة.
الفصل الثالث
الماسونية في بريطانيا
في السنة الثالثة والأربعين بعد المسيح أرسل الإمبراطور كلوديوس قيصر عددا غفيرا من البنائين إلى بريطانيا العظمى ليقيموا الأسوار، ويحصنوا التحصينات اللازمة، ويجعلوا بريطانيا وهي من الولايات الرومانية حينئذ حصينة تدفع بقوتها هجمات أعدائها الاسكوتيين الشماليين.
وكانت تلك البلاد قبل مجيء هؤلاء العاملين النشيطين خاوية خالية لا مدينة فيها ولا قرى ولا سبب آخر من أسباب الحضارة الرومانية العظيمة، فجاءها البناءون العاملون ونشطوا عقال اجتهادهم وبدءوا بإنشاء المدن والقرى وإقامة الأسوار والحصون اللازمة، فأنشئوا في المدن التي أقاموها الحمامات الجميلة والهياكل العظيمة الجسيمة بما جعلها بعد مدة وجيزة من إنشائها تضاهي رومية نفسها.
وكان البناءون يجعلون كل مدينة أقاموها زاهية زاهرة فجعلوا يؤسسون المدن ويشيدون فيها الأبنية الأنيقة، وأول بلدة أنشئوها مدينة يورك التي كانت تدعى قديما أيبوكاريوم، وهي شهيرة جدا في تاريخ الماسونية، فتأنقوا في بنائها جدا وجعلوها حصينة للغاية فاكتسبت شهرة عظيمة في زمن قصير، وأصبحت على قرب عهدها تنازع رومية الرئاسة.
ورأى الأهلون ما كان عليه الرومان من الحذق والمهارة في البناء والهندسة فسروا لعملهم وحفظوا لهم امتنانا جزيلا، وزاد امتنانهم رغبتهم في تعلمهم تلك الصناعة التي كانوا مقصرين فيها فانتظموا في سلك البنائين.
وكان الأغنياء ينظرون إلى هذه الأعمال الفخيمة بعين الرضا فصاروا يبذلون وسعهم في إعلاء القصور الأنيقة وجعل مبانيهم شائقة وجعلوا يتباهون ويتنافسون في عظمتها، وكانت البلاد تزهو وتتقدم يوما بعد يوم بهمة البنائين الرومانيين.
وكانت البلاد البريطانية عرضة لغارات سكان الشمال وهم الاسكوتسيون، فاضطر الأهالي إلى بناء القلاع والحصون في جهات مختلفة، ولم يكن عدد البنائين يكفي لهذه الأعمال الجسيمة فصار البريتيون الذين انتظموا في سلكهم وتلقنوا أسرارهم وأحرزوا كل الامتيازات التي يحرزها كل ماسوني حر عرف إخلاصه للجمعية يساعدونهم كثيرا في أعمالهم.
فنشأ عن مخالطة هذين القومين بعضهما لبعض وارتباطهما بعهود المحبة الأخوية قوة عظيمة لطائفة البنائين، فكان علمهم وعملهم واحدا وأسرارهم واحدة وتعاليمهم مشتركة فسموا مجتمع الأخوة والرؤساء العاملين من الرئيس الأكبر حتى العامل الأصغر محفلا، وكانوا يقيمون احتفالاتهم الدينية ومآدبهم الرسمية في خيام مضروبة قرب المكان المنوي إنشاؤه.
Неизвестная страница