62

История Мекки

تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف

Исследователь

علاء إبراهيم، أيمن نصر

Издатель

دار الكتب العلمية

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

Место издания

بيروت / لبنان

البلق مربعة عشرَة أَذْرع فِي عشرَة أَذْرع، تغشى عين من نظر إِلَيْهَا من بطن الْقبَّة تُؤدِّي ضوء الشَّمْس وَالْقَمَر إِلَى دَاخل الْقبَّة، وَكَانَ تَحت الرخامة مِنْبَر من الأبنوس مفصل بالعاج الْأَبْيَض، ودرج الْمِنْبَر من الساج ملبسة ذَهَبا وَفِضة، وَكَانَ فِي الْقبَّة أَو فِي الْبَيْت خَشَبَة سَاج منقوشة طولهَا سِتُّونَ ذِرَاعا يُقَال لَهَا: كعيب، وخشبة من سَاج نَحْوهَا فِي الطول يُقَال لَهَا: امْرَأَة كعيب يتبركون بهَا فِي الْجَاهِلِيَّة، وَكَانَ أَبْرَهَة عِنْد بِنَاء الْقليس قد أَخذ الْعمَّال بِالْعَمَلِ أخذا شَدِيدا وَكَانَ قد آلى أَن لَا تطلع الشَّمْس على عَامل لم يضع يَده فِي عمله فَيُؤتى بِهِ إِلَّا قطع يَده. قَالَ: فَتخلف رجل مِمَّن كَانَ يعْمل فِيهِ حَتَّى طلعت الشَّمْس، وَكَانَت لَهُ أم عَجُوز فَذهب بهَا مَعَه لتستوهبه من أَبْرَهَة فَأَتَتْهُ وَهُوَ بارز للنَّاس فَذكرت لَهُ عِلّة ابْنهَا واستوهبته مِنْهُ، فَقَالَ: لَا أكذب نَفسِي وَلَا أفسد عليّ عمالي فَأمر بِقطع يَده، فَقَالَت لَهُ أمه: اضْرِب بمعولك الْيَوْم فاليوم لَك وَغدا لغيرك لَيْسَ كل الدَّهْر لَك، فَقَالَ: أدبوها ثمَّ قَالَ لَهَا: إِن لي هَذَا الْملك أَيكُون لغيري؟ قَالَت: نعم، وَكَانَ أَبْرَهَة قد أجمع أَن يَبْنِي الْقليس حَتَّى يظْهر على ظَهره فَيرى مِنْهُ بَحر عدن، فَقَالَ: لَا أبني حجرا على حجر بعد يومي هَذَا وأعيا النَّاس من الْعَمَل، فانتشر خبر بِنَاء أَبْرَهَة هَذَا الْبَيْت فِي الْعَرَب، فَدَعَا رجلَانِ من بني مَالك بن كنَانَة فتيين مِنْهُم فَأَمرهمَا أَن يذهبا إِلَى ذَلِك الْبَيْت الَّذِي بناه أَبْرَهَة بِصَنْعَاء فيحدثا فِيهِ فذهبا ففعلا ذَلِك، فَدخل أَبْرَهَة الْبَيْت فَرَأى آثارهما فِيهِ، فَقَالَ: من فعل هَذَا؟ فَقيل لَهُ: رجلَانِ من الْعَرَب من أهل الْبَيْت الَّذِي تحج إِلَيْهِ الْعَرَب بِمَكَّة لما أَن سمعا قَوْلك: أصرف إِلَيْهَا حَاج الْعَرَب. جاءاها ففعلا فِيهَا أَي: أَنَّهَا لَيست لذَلِك بِأَهْل فَغَضب عِنْد ذَلِك أَبْرَهَة وَحلف ليسيرن إِلَى الْبَيْت حَتَّى يهدمه وَبعث رجلا كَانَ عِنْده إِلَى بني كنَانَة يَدعُوهُم إِلَى حج تِلْكَ الْكَنِيسَة فقتلت بَنو كنَانَة ذَلِك الرجل، فَزَاد ذَلِك أَبْرَهَة غَضبا وحنقًا ثمَّ أَمر الْحَبَشَة فتهيأت وتجهزت ثمَّ سَار وَخرج بالفيل مَعَه، وَسمعت بذلك الْعَرَب فأعظموه وفظعوا بِهِ، وَرَأَوا أَن جهاده حق عَلَيْهِم حِين سمعُوا أَنه يُرِيد يهدم الْكَعْبَة بَيت الله الْحَرَام،

1 / 81