61

История Мекки

تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف

Исследователь

علاء إبراهيم، أيمن نصر

Издатель

دار الكتب العلمية

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

Место издания

بيروت / لبنان

كَنِيسَة لم يبن مثلهَا لملك كَانَ قبلك، " وَلَيْسَت بمبنية " حَتَّى انْصَرف حَاج الْعَرَب إِلَيْهَا ويتركوا الْحَج إِلَى بَيتهمْ، فَبنى الْقليس بحجارة قصر بلقيس صَاحِبَة الصرح الَّذِي ذكر فِي الْقُرْآن فِي قصَّة سُلَيْمَان ﵇، وَكَانَ سُلَيْمَان ﵇ حِين تزَوجهَا ينزل عَلَيْهَا فِيهِ إِذا جاءها، فَوضع الرِّجَال " تسنعًا " يناول بَعضهم بَعْضًا الْحِجَارَة والآلة، حَتَّى نقل مَا كَانَ فِي قصر بلقيس مِمَّا احْتَاجَ إِلَيْهِ من حِجَارَة ورخام وَآلَة الْبناء، وجدّ فِي بنائِهِ وَكَانَ مربعًا مستوى التربيع، وَجعل طوله فِي السَّمَاء سِتِّينَ ذِرَاعا وكثفه من دَاخله عشرَة أَذْرع فِي السَّمَاء، فَكَانَ يصعد إِلَيْهِ بدرج الرخام، وَحَوله سور بَينه وَبَين الْقليس مِائَتَا ذِرَاع مطيف بِهِ من كل جَانب، وَجعل بِنَاء ذَلِك كُله بحجارة يسميها أهل الْيمن الجروب منقوشة مطبقة لَا تدخل بَين أطباقها الإبرة، وَجعل طول بنائِهِ من الجروب عشْرين ذِرَاعا فِي السَّمَاء، ثمَّ فصل مَا بَين حِجَارَة الجروب بحجارة مُثَلّثَة متداخلة بَعْضهَا بِبَعْض، حجرا أَخْضَر وحجرًا أَحْمَر وحجرًا أَبيض وحجرًا أصفر وحجرًا أسود، فِيمَا بَين كل ساقين خشب ساسم مدور الرَّأْس غليظ الْخَشَبَة ناتئ على الْبناء، فَكَانَ مفصلا لهَذَا الْبناء على هَذِه الصّفة، لم فَصله برخام منقوش طوله فِي السَّمَاء ذراعان ناتئ على الْبناء بِذِرَاع، ثمَّ فصل فَوق ذَلِك الرخام بحجارة بَيْضَاء لَهَا بريق وَكَانَ هَذَا ظَاهر حَائِط الْقليس، وَكَانَ عرض حَائِطه سِتَّة أَذْرع، وَكَانَ لَهُ بَاب من نُحَاس عشرَة أَذْرع طولا فِي أَرْبَعَة أَذْرع عرضا، وَكَانَ الْمدْخل مِنْهُ إِلَى بَيت فِي جَوْفه طوله ثَمَانُون ذِرَاعا فِي أَرْبَعِينَ ذِرَاعا مَعْمُولا بالساج المنقوش ومسامير الذَّهَب وَالْفِضَّة، ثمَّ يدْخل من الْبَيْت إِلَى إيوَان طوله أَرْبَعُونَ ذِرَاعا عَن يَمِينه وَعَن يسَاره عُقُود مَضْرُوبَة بالسفيسف مشجرة بَين أضعافها كواكب الذَّهَب ظَاهِرَة، ثمَّ يدْخل من الإيوان قبَّة ثَلَاثِينَ ذِرَاعا فِي ثَلَاثِينَ ذِرَاعا منقوشة جدرها بالسفيسفاء وَالذَّهَب وَالْفِضَّة، وفيهَا رخامة مِمَّا يَلِي مطلع الشَّمْس من

1 / 80