История искусств и знаменитые картины
تاريخ الفنون وأشهر الصور
Жанры
وخلف «كوربيه» في قيادة النزعة التقريرية «أدوار مانيه» الذي ولد سنة 1833 ومات سنة 1883. وكان يتبع طريقته بفرق واحد، وهو أنه لم يكن ديمقراطيا مثله فكانت أشخاصه من الطبقة المتوسطة ولم تكن من العمال.
وكان مولد «مانيه» في باريس، وكانت نية أبويه أن يدريس الحقوق ولكنه مثل «كوربيه» ترك هذا العلم والتحق بمرسم «كوتور» (توفي سنة 1879) ثم ساح في ألمانيا والنمسا وإيطاليا لدرس القدماء. وكان يلتفت إلى موضوع ظلال الأضواء في الصورة. ويحكى عنه أنه سئل ذات مرة وهو يرسم جماعة من الناس: «من هو أهم هؤلاء الأشخاص؟».
فقال من فوره: «أهم الأشخاص عندي هو الضوء».
ولما أقيم معرض الصور سنة 1883 في فرنسا عرض «مانيه» بعض رسومه فرفضت. ولكن نابليون الثالث عندما سمع بأن اللجنة المكلفة بدرس الصور وقبولها أو رفضها قد رفضت عددا كبيرا، أمر بإيجاد معرض آخر «للمرفوضين». وكان بين هؤلاء المرفوضين: «هويسلر»، و«مانيه»، و«لاتور»، و«كلود مونيه»، و«رينوار» وغيرهم.
وكان من الرسوم المعروضة صورة «غروب الشمس» لكلود مونيه. وقد كتب تحتها «تأثر»، وبدلا من أن تستثير هذه الصورة إعجاب الزائرين استثارت ضحكهم حتى إنه أطلق على هؤلاء المرفوضين اسم «التأثريين». ولصق هذا الوصف بكلود مونيه فرضيه منهجا جديدا للرسم ينسب إليه وسار فيه.
ولم يكن «إدوار مانيه» يعرف كلود مونيه قبل هذا المعرض، ولكنهما للتشابه بين اسميهما وللاشتراك في الطريقة الجديدة صار هدفا للسب والتشهير.
وقد سبق أن قلنا: إن «إدوار مانيه» كان تقريريا ينزع إلى وصف الحقيقة، وقد بقي كذلك مدة طويلة يجري على خطة «كوربيه». وأحسن رسومه في ذلك الوقت هو صورة «الكوكب السائغ». ولكنه انتهى بأن انضوى إلى المدرسة الجديدة التأثرية كما يرى في رسمه لصورة «مشرب الفولي بيرجير».
والآن يجدر بنا أن نلخص النزعات الفنية منذ الثورة الفرنسية ثم نشرح النزعة التأثرية. ففي مدة الثورة ظهر «القديميون» أي الذين ينزعون إلى درس الرومان واليونان ويرسمون آلهتهم وأساطيرهم. ثم ظهر «الخياليون» الذين ينزعون إلى رسم حوادث القرون الوسطى ويستخرجون موضوعاتهم من الشعراء والقصصيين، ثم ظهر بعدهم «التقريريون» الذين يقتصرون على تقرير الحقائق. وأخيرا ظهر «التأثريون» وعلى رأسهم «كلود مونيه».
فالرسام التقريري يرسم الأشياء كما هي حين يتأمل المنظر ويتدبره، ولكن الرسام التأثيري يرسم الصورة كما تفجأه بمنظرها وكما يتذكرها خواطر سريعة تمر بذهنه وتترك فيه أثرا بارزا تنسى فيه التفاصيل ويبقى الأثر البارز. وبعبارة أخرى نقول: إن المنهج التأثري يرمي إلى التأليف بين الشكل العمومي بلا تحليل أو عناية بالتفاصيل.
وقد احتاج التأثريون إلى درس الألوان درسا علميا، ومالوا إلى الألوان البراقة مع معرفة التغير الطارئ على الأشياء لتغير الضوء الساطع عليها. فلون الأعشاب إذا رؤيت عن كثب أخضر، ولكنها إذا رؤيت عن بعد صارت زرقاء. ولون الثلج عن كثب أبيض، ولكنه إذا رؤي عن بعد كما ترى أسناد جبال الألب صار نحاسيا، فهذه الاختلافات أخذ التأثريون يدرسونها لمعرفة الأثر الذهني الذي تتركه الصورة في نفس الناظر.
Неизвестная страница