============================================================
ذكر ابراهيم عليه الشلام والمؤلفكة أهوى(1) [النخم: الآية 53] يعني أهواها الله حتى هوت إلى الأرض ثم رمى كل من كان خارجا منهم عن المدائن بحجر وهم الرعاة والتجار والمسافرين فلم يفلت منهم آحد وروي عن مباهد آنه كان رجل منهم بمكة فجاءه حجر ليدمغه فقالت الملائكة للحجر لا سبيل لك إليه في حرم الله تعالى فرجع الحجر ووقف في الهواء، إلى أن خرج الرجل فأصابه فقتله، فذلك قوله تعالى: وأمطرنا عليها حجارة من سچيل تنضود [هود: الآية 82] أي حجارة من سبخ وحل وهي الآجر، والمنضود المتتابع مسومة [هود: الآية 83] أي مخططة معلمة عليها بالأسود والحمرة وعليها أسماؤهم عند ريك وما هى من الظليي ببعير [هود: الآية 83] أي من ظالمي هذه الأمة، ويقال يعني الذين يعملون عمل قوم لوط قال محمد بن مروان، أخبرني من رأى تلك الحجارة أن منها مثل مبارك الإبل ومنها مثل رؤوس الإبل مثل الجرة العظيمة ومنها مثل الحب العظيم، ومنها مثل قبضة الرجل ولما هلكت المدائن الأربع رجع لوط إلى إبراهيم عليه السلام فكان معه إلى آن قيضه الله تعالى فأوصى ببناته إلى إبراهيم عليه السلام فزوجهن من رهط آمنوا به حين القي في النار فكان كل نبي بعد إبراهيم عليه السلام وقبل بني إسرائيل فهو من ولد هؤلاء والله أعلم.
باب في ذكر نقل إبراهيم عليه السلام إسماعيل عليه السلام وهاجر إلى الحرم وما كان بعد ذلك وأنه لما أهلك الله قوم لوط ولد إبراهيم إسحق وهو ابن مائة سنة وسارة بنت تسع وتسعين سنة، قال: فجعل الكنعانيون يقولون ألا ترون إلى هذا الشيخ وإلى هذه العجوزة وجدا صبئا لقيطا فرفعاه وزعما أثه ولدهما فهل يولد لمثلهما، فجعل الله سبحانه وتعالى اسلق على صورة إبراهيم عليه السلام بعينها حتى من رآه قال: والله إنه لمن الشيخ وكان إسحق أصغر من إسماعيل بثلاث عشرة سنة وكان من سبب نقل إسماعيل آن سارة رأت إبراهيم عليه السلام يحب إسماعيل أشد من حبه لإسحلق فحملتها الغيرة على آن قالت: لا أريد أن تساكنني هاجر وولدها، وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن سبب نقل إبراهيم عليه السلام إسماعيل عليه السلام من الشام أن إسماعيل وإسحق استبقا يوما من الأيام إليه فسبق إسماعيل إلى آبيه فأخذه إبراهيم عليه السلام فوضعه في ره ثم جاء إسحق فوضعه عن يمينه فكانت سارة تطلع من فوق السطح فغضبت (1) المؤتفكة: مدينة بالشام تدعى المؤتفكة انقلبت بأهلها، وقيل لمدائن لوط المؤتفكات ياقوت الحموي، معجم البلدان 219/5.
Страница 86