اقترب الناسك من راع مسن، وأخبره أنه نذر نفسه لخدمة الله، وأنه بحاجة إلى العزلة والسكون.
ثم سأله أيتاح له أن يعيش على قمة ذلك العمود المرتفع؟
فأجابه الراعي بعد أن استشار رفاقه، أنه بالرغم من علو العمود يمكنه أن يصعده إلى قمته بواسطة حبل مستطيل، وتعهد له أن يرسل إليه من وقت إلى آخر طعامه الضروري.
ثم قال له: أهبك حبلا يبقى معك في عزلتك تدليه إلي كلما احتجت إلى الطعام.
بعد هنيهة كان الناسك على قمة العمود المرتفع، فجلس يحمد الله، ولم يمر عليه بعض ثوان حتى كانت روحه انتقلت إلى عالم اللانهاية ...
وفي المساء لاحظ الناسك أن ضيق العمود لا يسمح له أن يتمدد ويستريح، إلا أن ذلك لم يزعجه، بل شعر بغبطة لا حد لها.
أطلت الكواكب من كوى السماء، وانتشرت أشعتها في الفضاء الرحب، فأخذ الناسك ينشد بصوته العذب هذه المقاطع المقدسة:
رب! أيها المخلص الغفور
لقد بسطت إلي ذراعي رأفتك ومحبتك
لقد أنقذتني من الهلاك الأبدي
Неизвестная страница