Очищение пророков
تنزيه الأنبياء
ورؤيا الأنبياء (ع) لا تكون إلا صادقة الجواب قيل له عن ذلك جوابان أحدهما أن يوسف (ع) رأى تلك الرؤيا وهو صبي غير نبي ولا موحى إليه فلا وجه في تلك الحال للقطع على صدقها وصحتها والآخر أن أكثر ما في هذا الباب أن يكون يعقوب (ع) قاطعا على بقاء ابنه وأن الأمر سيئول فيه إلى ما تضمنته الرؤيا وهذا لا يوجب نفي الحزن والجزع لأنا نعلم أن طول المفارقة واستمرار الغيبة يقتضيان الحزن مع القطع على أن المفارق باق يجوز أن يئول حاله إلى القدوم وقد جزع الأنبياء (ع) ومن جرى مجراهم من المؤمنين المطهرين من مفارقة أولادهم وأحبائهم مع ثقتهم بالالتقاء بهم في الآخرة والحصول معهم في الجنة والوجه في ذلك ما ذكرناه
يوسف بن يعقوب ع
مسألة فإن قيل كيف صبر يوسف (ع) على العبودية ولم لم ينكرها فيبرأ من الرق وكيف يجوز على نبي الصبر على أن يستعبد ويسترق الجواب قيل إن يوسف (ع) في تلك الحال لم يكن نبيا على ما قاله كثير من الناس ولما خاف على نفسه القتل جاز أن يصبر على الاسترقاق ومن ذهب إلى هذا الوجه يتأول قوله تعالى وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون على أن الوحي لم يكن في تلك الحال بل كان في غيرها ويصرف ذلك إلى الحال المستقبلة المجمع على أنه (ع) كان فيها نبيا ووجه آخر وهو أن الله تعالى لا يمتنع أن يكون أمره بكتمان أمره والصبر على مشقة العبودية امتحانا وتشديدا في التكليف كما امتحن أبويه إبراهيم وإسحاق (ع) أحدهما بنمرود والآخر بالذبح ووجه آخر وهو أنه يجوز أن يكون قد خبرهم بأنه غير عبد وأنكر عليهم ما فعلوه من استرقاقه إلا أنهم لم يسمعوا منه ولا أصغوا إلى قوله وإن لم ينقل ذلك فليس كل ما جرى في تلك الأزمان قد اتصل بنا ووجه آخر
Страница 46