Очищение пророков
تنزيه الأنبياء
هؤلاء ثم لحقه الحر بن يزيد ومن معه من الرجال الذين أنفذهم ابن زياد اللعين ومنعه من الانصراف وسامه أن يقدمه على ابن زياد اللعين نازلا على حكمه فامتنع ولما رأى أن لا سبيل له إلى العود ولا إلى دخول الكوفة سلك طريق الشام سائرا نحو يزيد بن معاوية اللعين لعلمه (ع) بأنه على ما به أرأف من ابن زياد لعنه الله وأصحابه فسار (ع) حتى قدم عليه عمر بن سعد لعنة الله عليه في العسكر العظيم وكان من أمره ما قد ذكر وسطر فكيف يقال إنه (ع) ألقى بيده إلى التهلكة
وقد روي أنه (صلوات الله وسلامه عليه وآله) قال لعمر بن سعد اللعين-: اختاروا مني إما الرجوع إلى المكان الذي أقبلت منه أو أن أضع يدي في يد يزيد فهو ابن عمي ليرى في رأيه وإما أن تسيروني إلى ثغر من ثغور المسلمين فأكون رجلا من أهله لي ما له وعلي ما عليه
وأن عمر كتب إلى عبيد الله بن زياد اللعين بما سئل فأبى عليه وكاتبه بالمناجزة وتمثل بالبيت المعروف وهو
الآن قد علقت مخالبنا به
يرجو النجاة ولات حين مناص
فلما رأى (ع) إقدام القوم عليه وأن الدين منبوذ وراء ظهورهم وعلم أنه إن دخل تحت حكم ابن زياد اللعين تعجل الذل والعار وآل أمره من بعد إلى القتل التجأ إلى المحاربة والمدافعة بنفسه وأهله ومن صبر من شيعته ووهب دمه له ووقاه بنفسه وكان بين إحدى الحسنيين إما الظفر فربما ظفر الضعيف القليل أو الشهادة والميتة الكريمة.
وأما مخالفة ظنه (ع) لظن جميع من أشار عليه من النصحاء كابن عباس وغيره
فالظنون إنما تغلب بحسب الأمارات وقد تقوى عند واحد وتضعف عند آخر ولعل ابن عباس لم يقف على ما كوتب به من الكوفة وما تردد في ذلك من المكاتبات والمراسلات والعهود والمواثيق وهذه أمور تختلف أحوال الناس فيها ولا يمكن الإشارة إلا إلى جملتها دون تفصيلها.
Страница 177