166

فأما حبسه (ع) المال المكتسب من مهور البغايا على غني وباهلة

فله إن كان صحيحا وجه واضح وهو أن ذلك المال دني الأصل خسيس السبب ومثله ما ينزه عنه ذو الأقدار من جلة المؤمنين ووجوه المسلمين وإن كان حلالا طلقا فليس كل حلال يتساوى الناس في التصرف فيه فإن من المكاسب والمهن والحرف ما يحل ويطيب ويتنزه ذوو المروات والأقدار عنها وقد فعل النبي (ص) نظير ما فعله أمير المؤمنين (ع) فإنه

روي عنه أنه (ص) نهى عن كسب الحجام

فلما روجع فيه أمر المراجع له أن يطعمه رقيقه ويعلفه ناضحه وإنما قصد (ص) إلى الوجه الذي ذكرناه من التنزيه وإن كان ذلك الكسب حلالا طلقا وهاتان القبيلتان معروفتان بالدناءة ولؤم الأصل مطعون عليهما في ديانتهما أيضا فخصهما بالكسب اللئيم وعوض من له في ذلك المال سهم من الجلة والوجوه من غير ذلك المال وهذا واضح لمن تدبره مسألة فإن قيل أليس

قد روي أن أمير المؤمنين (ع) خطب بنت أبي جهل بن هشام في حياة الرسول (ص) حتى بلغ ذلك فاطمة (ع) وشكته إلى النبي (ص) فقام على المنبر قائلا إن عليا (ع) آذاني يخطب بنت أبي جهل بن هشام ليجمع بينها وبين فاطمة ولن يستقيم الجمع بين بنت ولي الله وبين بنت عدوه أما علمتم معشر الناس أن من آذى فاطمة فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تعالى

فما الوجه في ذلك الجواب قلنا هذا خبر باطل موضوع غير معروف ولا ثابت عند أهل النقل وإنما ذكره الكرابيسي طاعنا به على أمير المؤمنين (ص) ومعارضا بذكره لبعض ما يذكره شيعته من الأخبار في أعدائه وهيهات أن يشبه الحق بالباطل ولو لم يكن في ضعفه إلا رواية

Страница 167