Очищение пророков от того, что приписывают им отбросы невежд

Ибн Ахмад Ибн Хумайр Сабти d. 614 AH
80

Очищение пророков от того, что приписывают им отбросы невежд

تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء

تعالى له : ( ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ) [هود : 11 / 37] وهو من الذين ظلموا؟.

فالجواب : أن نوحا عليه السلام حين ركب السفينة وأدخل فيها المؤمنين وأهله كما أمر ، رأى ولده في جهة من خارج السفينة وبمقربة منها حيث يسمع النداء ، ولم ير امرأته ، فيئس من سلامتها ، وظن أنها هي المستثناة وحدها وأنها هي التي سبق عليها القول من الله تعالى بختم الكفر والعذاب ، فقط ، وطمع في إيمان ولده الذي كان عهد منه قبل ذلك ، وكان ولده يظهر له الإيمان ويبطن الكفر. والأنبياء عليهم السلام إنما عنوا بالظواهر والله يتولى السرائر ، فلما لم ير امرأته يئس من سلامتها ، ولما رأى ولده بمقربة من السفينة حيث يسمع النداء طمع في سلامته وحسن الظن أنه مؤمن ، فقال : ( يا بني اركب معنا ) [هود : 11 / 42] يعني في السفينة ( ولا تكن مع الكافرين ) [هود : 11 / 43] أي لا تبق في الأرض فتهلك مع الكفرة. [و] في قوله له : ( ولا تكن مع الكافرين ) دليل على أنه كان يعتقد إيمانه. فلما قال له : ( سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ) حسن أيضا به الظن بأنه كان يعتقد أن ما أخبر به أبوه من هلاك الكفرة صحيح ، وأن المؤمن يسلم بإيمانه ، فظن هو أنه يسلم في السفينة وغيرها ، فقال له أبوه : ( لا عاصم اليوم من أمر الله ) [هود : 11 / 43] ، يعني من مراد الله هلاك الكفرة. ( إلا من رحم ) [هود : 11 / 43] يعني من رحمه الله فسلم بإيمانه. ولم يقل : إلا من ركب السفينة. فاحتمل القول جواز سلامة المؤمن في السفينة وغيرها. فلم يقع من الولد تكذيب ظاهر لأبيه في هذه المراجعة مع هذه الاحتمالات. ثم ( حال بينهما الموج ) [هود : 11 / 45] في الحين ، فظن نوح عليه السلام أنه قد كان يدخل معه السفينة لو لا ما حال بينهما الموج. فلما حال بينهما الموج لم يدر ما صنع الله به وبقي مستريبا في إيمانه ، فقال بعد ذلك : ( رب إن ابني من أهلي )، يعني في النسب وظاهر إيمانه ( وإن وعدك الحق ) في سلامة أهلي بإيمانهم ( وأنت أحكم الحاكمين ). إن كان الحكم هنا من الحكمة التي هي العلة فمعناه : أنت

Страница 90