على الحدوث ويعضد ذلك قوله لهم في الشمس {هذا ربي هذا أكبر} يعني أكبر جرما وأبهر ضياء وأنفع لأهل الأرض من كل ما دونها من الكواكب وهي تتغير كتغيرها وليس بعدها ما ينتظر يا قوم إني بريء مما تشركون الآيات إلى قوله {وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان} الآية والبارئ تعالى يخبر أنه نادى قومه وناجاهم وحاجوه وحاجهم ورد عليهم وهم يقولون إنه خرج من المغارة وحده واستدل وغلط وتحير وقال هذا ربي في الكواكب الثلاثة فلو كان صغيرا كما زعموا لم يكن له قوم يناديهم ويحاجهم ويحاجونه ولو كان أيضا لم ير الكواكب إلا تلك الليلة كما زعموا لم يقل في الشمس على الإطلاق {هذا ربي هذا أكبر} مع تجويز طلوع أكبر منها فلولا ما رأى الكواكب قبل ذلك لم يقل هذا أكبر
وهذا جزاء من يتكلم في أمور الأنبياء عليهم السلام قبل أن يتمرن في علم ما يجب لهم ويستحيل عليهم
فصل
</span>
فإن قالوا فإذا زعمت أنه قال لقومه هذا يعني ثلاث مرات معترضا ومنبها ليقيم الحجة عليهم وهو يعتقد خلاف ما يقول فلم لم يعد هذه الأقوال في الكذبات التي يعتذر بها في المحشر حين يطالب بالشفاعة فيقول كذبت في الإسلام ثلاث كذبات وهي بالإضافة إلى هذه الثلاث ست وكذلك جاء في الحديث أن إبراهيم عليه السلام لم يكذب إلا ثلاث كذبات وما منها كذبة إلا وهو يماحل بها عن الإسلام أي يدافع فالجواب من ثلاثة أوجه
Страница 92