وأما الدرية فهي مدن المدائن وبها كان يتكلم من باب الملك فهي منسوبة إلى حاضرة الباب، والغالب عليها من بين لغات بلدان أهل المشرق لغة أهل بلخ.
وأما الخوزية فهي منسوبة إلى كور بلاد خوزستان، وبها كان تكلم الملوك والأشراف في الخلاء ومواضع الاستفراغ وعند التعري في الحمَّام وفي الأتون والمغتسل.
وأما السريانية فهي لغة منسوبة إلى كور بلاد سوريان ستان وهي بالعراق، والسوريانيون هم الذين يقال لهم النبط، وبها كان يجري كلام حاشية الملك إذا التمسوا الحوائج وتشكّوا الظلامات لأنها أملق الألسنة.
إلى ههنا حكاية زردشت بن آزدخور المعروف بمحمد المتوكلي.
وكانت للفرس كتابة أخرى تسمى كتابة العصا حكاها الشفعاني ولم يعرفها المتوكلي فسمعت بكرًا الأقليدسي يقول: سألت الشلمناني عن معنى هذين البيتين:
أيُّ كتابٍ بالطي تعرفُهُ ... وعند ضَمٍّ تبين أحرُفُه
والنشرُ مما يزيل صورته ... وكُتُبُنا كلُّها تخالفُه
فقال: هذا نعت كتابة العصا، وكانت كتابة الملوك الفرس، تودعها الأسرار التي تخاطب بها خواص عمَّالها في بلدان أعمالها، ولم تكن تخط
1 / 24