============================================================
اجبار نصيب فأنشدتها، فسمعت . فقالت : بأيى أنت ! أحسنت والله ! وفى هذا والله رجاء 1(1) عظيم، فاخرج على بركة الله. فخرجت على قعود (1) لى حتى قدمت المدينة، فوجدت بها الفرزدق فى مسجد النبى صلى الله عليه وسلم ، فعرجت عليه، فقلت : أنشده
وأشتنشده وأعرض عليه شغرى. فأنشدته ، فقال لى : ويلك ! أهذا شعرك الذى تطلب به الملوك؟ قلت له : نعم . قال : فلست فى شىء ، إن استطعت أن تكم (4) هذا على نفسك فاقعل. قال : فانفضحت عرق(2). فحصبنى (1 رجل من قريش كان قريبا من الفرزدق، وقد سمع إنشادى وسمع ما قال الفرزدق . فأوما إلى فقمت إليه ، فقال : ويحك ! أهذا شغرك الذى أنشدته الفرزدق ؟ قلت : نعم : قال : فلقد والله أحسنت ! والله لثن كان القرزدق شاعرا إنا لنعرف محاسن الشعر، وقد والله حسدك ، فامض لوجهك . قال: فسرنى قوله، وعلبت أنه قد
صدقنى فيما قال . فاعتزمت على المضئ . فمضيت فقدمت مضر، وبها عبد العزيز ابن مروان ، فحضرت بابه مع الناس. فتحيت عن تجلس الوجوه، فكنت
وراءهم، ورآيت رجلا على بغلة حسن الشارة سهثل المدخل، يؤذن له إذا جاء. فلما أنصرف إلى منزله، أنصرفت معه آماشى دابته . فلما رآنى قال : ألك حاجة؟ قلت : نعم ، أنا رجل من أهل الحجاز شاعر ، وقد مدحت الآمير وخرجت إليه راجيا لمعروفه ، وقد أزدريت بالباب ونحيت عن الوجوه . قال : فأنشدنى. فأنشدته، فأعجبه شغرى، وقال: ويحك! أهذا شغركا إياك أن تنتحل!
فإن الأمير راوية عالم بالشعر، وعنده رواة ، فلا تفضحنى ونفسك . فقلت : (1) القعود من الإبل : ما أمكن أن يركب ، وأدناه أن تكون له سنتان (2) انفضحت عرقا، اى تدفقت عرقا.
(3) حصيى: رمانى بحصياء
Страница 116