337

ومنها: سحر آل فرعون، فإنهم بالحيل يخيلون ما ليس بحي أنه حي، كما قال تعالى: (يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى) ومن هذا القبيل، من يدعي أنه يذبح عصفورا، ثم يحييه، ويخزق ثوبا ثم يصححه، وهذا نوع من خفة اليد والشعبذة.

ومنها: ما يدعيه بعضهم من طاعة الجن والشياطين له، وأنه يتوصل إلى ما يريده بالعزائم، كما يعتقده كثير من الجهال، فيدعي أنه يفعل مثل تلك الأفاعيل ويعلم الغيب؛ لأن الجن تخبره.

ومنها: ما يدعيه بعضهم بالتوصل إلى الأمور بالنميمة والتضريب، وأصناف الكلام.

ومنها: ما يتوصل إلى تمريض وإماتة بالأدوية والأطعمة التي يطعمها، أو يبخر بها فيصل الدخان إلى دماغه كالسموم أو نحوها، وقد أجرى الله تعالى العادة بإحداث أمور عند إطعامه، وأدوية من مرض وصحة وإماتة، وذلك فعله تعالى لا فعل الساحر، وجميع ما يدعون مخاريق وتمويهات، ولا يقدرون على شيء، من ذلك ولو قدروا لأبطلوا أمر النبيين، ولقتلوا المؤمنين مع شدة عداوتهم لهم. فأما ما ترويه الحشوية أن امرأة أتت عائشة، وقالت: إني ساحرة، فهل لي من توبة؟ فقالت: وما سحرك؟

Страница 528