Тафсир Маджма ал-Баян

Ибн Хасан Табарси d. 548 AH
117

Тафсир Маджма ал-Баян

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Жанры

тафсир

(1) - القسم كقولك زيد ليأتينك ولو قلت بغير لام لم يجز وكذلك تقول بعين ما أرينك وبجهد ما تبلغن وفي عضة ما ينبتن شكيرها ولو قلت بعين أرينك بغير ما لم يجز فدخول ما هاهنا كدخول اللام في أنها تؤكد أول الكلام وتؤكد النون آخره والأمر والنهي والاستفهام تدخل النون فيه وإن لم يكن معه ما إذ كان الأمر والنهي مما يشتد الحاجة إلى التوكيد فيه والاستفهام مشبه به إذ كان معناه أخبرني والنون إنما تلحق للتوكيد فلذلك كان من مواضعها قال الله تعالى «لا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا» قال الزجاج وإنما فتح ما قبل النون في قوله «يأتينكم» لسكون الياء وسكون النون الأولى قال أبو علي ولو كان كذلك لما حرك في نحو هل تضربن ونحوه من الصحيح لأن الساكنين لا يلتقيان في هذا النحو وفي هذا ما يدل على أن هذه الحركة للبناء دون ما ذكره من التقاء الساكنين وجواب الشرط في الفاء مع الشرط الثاني وجزائه لأن الشرط وجوابه بمنزلة المبتدأ والخبر فكما أن المبتدأ لا يتم إلا بخبره فكذلك الشرط لا يتم إلا بجزائه ولك أن تجعل خبر المبتدأ جملة هي مبتدأ وخبر كقولك زيد أبوه منطلق فكذلك أن التي للجزاء إذا كان جوابه بالفاء ووقع بعد الفاء الكلام مستأنفا صلح أن يكون جزاء وغير جزاء تقول إن تأتني فأنت مكرم ولك أن تقول أن تأتني فمن يكرمك أكرمه فقوله «فإما يأتينكم» شرط ويأتينكم في موضع الجزم بإن وجزاؤه الفاء وما بعده من قوله «فمن تبع هداي» الآية ومن في موضع الرفع بالابتداء وتبع في موضع الجزم بالشرط وجزاؤه الفاء وما بعده وهو قوله «فلا خوف عليهم» ولا خوف عليهم جملة اسمية «ولا هم يحزنون» جملة اسمية معطوفة على الجملة التي قبلها والفاء مع ما بعده في موضع جزم بالجزاء لقوله «فمن تبع هداي» والشرط والجزاء مع معنى حرف الشرط الذي تضمنته من في موضع رفع بأنها خبر المبتدأ الذي هو من ثم الفاء وما بعده من قوله «فمن تبع هداي» الآية في موضع جزم بأنه جزاء لقوله «فإما يأتينكم» وهذا في المقدمات القياسية يسمى الشرطية المركبة وذلك أن المقدم فيها إذا وجب وجب التالي المركب عليه.

المعنى

ثم بين تعالى إهباطهم إلى الأرض فقال «اهبطوا» أي انزلوا والخطاب لآدم وحواء على ما ذكرناه من الاختلاف فيه فيما تقدم واختلف في تكرار الهبوط فقيل الهبوط الأول من الجنة إلى السماء وهذا الهبوط من السماء إلى الأرض عن أبي علي وقيل إنما كرر للتأكيد وقيل إنما كرر لاختلاف الحالين فقد بين بقوله «وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو» إن الإهباط إنما كان في حال عداوة بعضهم لبعض وبين بقوله «قلنا اهبطوا

Страница 203