قال جالينوس: قد ظن قوم من الأطباء أن الأرق إذا جاوز المقدار فهو علامة رديئة * وسبب (61) رديء وأن النوم ليس كذلك، لأن النوم علامة PageVW6P025A * صالحة (62) أبدا وليس يكون النوم في وقت من الأوقات مجاوزا للمقدار * المعتدل (63) * وأن (64) كثيرا من الناس إنما * غلطوا (65) من قبل أنه ظن أن تأويل السبات إنما هو نوم طويل. ونحن نخبر هؤلاء أنه ليس يقال * إن (66) بالمريض سباتا حتى يعسر انتباهه، وإذا كان * هذا (67) هكذا فينبغي أن يوافقوا على أنه متى كان النوم إنما طالت مدته فقط حتى جاوزت الاعتدال الطبيعي ولم يعرض فيه أن يعسر الانتباه منه * فتسميته (68) نوما طويلا صواب. وهذا النوم يكون من برد الحاس الأول أعني الدماغ، * وذلك (69) البرد إذا كان PageVW0P113B قويا ثم * خالطته (70) رطوبة حدث منه المرض الذي * يسمى (71) * ليترغس (72) وهو * البرسام (73) البارد، ومتى كان معه يبس حدث معه المرض الذي * يسمى (74) قاطاليسيس وهو الجمود. وكذلك الأرق يكون من سخونة الحاس الأول إلا أن تلك السخونة إما أن تكون مزاجا رديئا وإما أن تكون بغلبة من المرة الصفراء، وقد أتينا بالبراهين على جميع هذه الأشياء في كتبنا. ونكتفي في هذا الموضع أن نصف جملها فقط. وكما أن قوما ظنوا أن النوم لا يكون أبدا إلا معتدلا وليس يكون في حال من الحالات * نوم (75) غير معتدل، كذلك قال * أيضا (76) قوم إن الأرق لا يكون في حال من الأحوال قصدا لكن هذا الاسم * اسم (77) يدل على الإفراط فقط والخروج عن المقدار * القصد (78) المعتدل * ويسمون (79) العادة التي قد جرت في كلام الناس * أنا (80) ربما سمينا * أيضا (81) المقدار اليسير مقدارا قصدا فنضع المقدار * القصد (82) بإزاء المقدار العظيم. فعلى هذا الطريق ينبغي أن تفهم الأرق الذي بالمقدار * القصد (83) أي بالمقدار اليسير.
4
[aphorism]
قال * (84) أبقراط: لا الشبع ولا الجوع ولا غيرهما من جميع الأشياء * بمحمود (85) إذا كان * مجاوزا (86) لمقدار * الطبيعة (87) .
[commentary]
Страница 459